الباب في قوله (صلى الله عليه وآله) لعلي " المحب له مؤمن والمبغض له منافق " من طريق الخاصة

الصفحة 149 

وفيه ستة أحاديث

الأول: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي (ره) عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر، والمشرك به مشرك، والمحب له مؤمن، والمبغض له منافق، والمقتفي لأثره لاحق، والمحارب له مارق، والراد عليه زاهق، علي نور الله في بلاده وحجته على عباده، علي سيف الله على أعدائه ووارث علم أنبيائه، علي كلمة الله العليا وكلمة أعدائه السفلى، علي سيد الأوصياء ووصي سيد الأنبياء، علي أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وإمام المسلمين لا يقبل الله الإيمان إلا بولايته وطاعته(1).

الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين ذات يوم على منبر الكوفة: أنا سيد الوصيين ووصي سيد النبيين، أنا إمام المسلمين وقائد المتقين وولي(2) المؤمنين وزوج سيدة نساء العالمين، أنا المتختم باليمين والمعفر للجبين، أنا الذي هاجرت الهجرتين وبايعت البيعتين، أنا صاحب بدر وحنين، أنا الضارب بالسيفين والحامل على فرسين، أنا وارث علم الأولين وحجة الله على العالمين بعد الأنبياء ومحمد بن عبد الله خاتم النبيين، أهل موالاتي مرحومون وأهل عداوتي ملعونون، ولقد كان حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) كثيرا ما يقول لي: يا علي حبك تقوى وإيمان وبغضك كفر ونفاق، وأنا بيت الحكمة وأنت مفتاحه كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك(3).

الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن خالد عن العباس بن معروف عن محمد بن يحيى الخزاز عن طلحة بن زيد عن الصادق

____________

(1) أمالي الصدوق: 61 ح 20 المجلس 3 ح 6.

(2) في المصدر: ومولى.

(3) أمالي الصدوق: 78 ح 44 مجلس 7 ح 2.

 

 

 

 

الصفحة 150 

جعفر بن محمد (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أتاني جبرائيل من قبل ربي جل جلاله فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرؤك السلام ويقول لك: بشر أخاك عليا بأني لا أعذب من تولاه ولا أرحم من عاداه(1).

الرابع: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رض) قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب قال: حدثنا أحمد بن علي الأصفهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثني جعفر بن الحسن عن عبيد الله بن موسى العبسي عن محمد بن علي السلمي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال: لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن في علي خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا قوله (صلى الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي مني كهارون من موسى، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي مني وأنا منه، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي مني كنفسي طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي، وقوله: حرب علي حرب الله وسلم علي سلم الله، وقوله (صلى الله عليه وآله): ولي علي ولي الله وعدو علي عدو الله، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي حجة الله وخليفته على عباده، وقوله (صلى الله عليه وآله): حب علي إيمان وبغضه كفر، وقوله (صلى الله عليه وآله): حزب علي حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي مع الحق والحق معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض، وقوله (صلى الله عليه وآله): علي قسيم الجنة والنار، وقوله (صلى الله عليه وآله): من فارق عليا فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق الله عز وجل، وقوله (صلى الله عليه وآله): شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة(2).

الخامس: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا سلمة بن الخطاب قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الوراق عن عبد الرحمن بن كثير عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم لأصحابه: معاشر أصحابي إن الله جل جلاله يأمركم بولاية علي بن أبي طالب والاقتداء به وهو وليكم وإمامكم من بعدي، لا تخالفوه فتكفروا ولا تفارقوه فتضلوا إن الله جل جلاله جعل عليا علما بين الإيمان والنفاق فمن أحبه كان مؤمنا ومن أبغضه كان منافقا، إن الله جل جلاله جعل عليا وصيي ومنار الهدى بعدي، هو موضع سري وعيبة علمي وخليفتي في أهلي، إلى الله أشكو ظالميه من أمتي [ من بعدي ](3).

السادس: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا أبي عن أحمد بن محمد

____________

(1) أمالي الصدوق: 93 ح 69 مجلس 10 ح 9.

(2) أمالي الصدوق: 150 ح 146 مجلس 20 ح 1.

(3) أمالي الصدوق: 359 ح 443 المجلس 47 ح 20.

الصفحة 151 

ابن خالد عن أبيه عن خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال: سئل جابر بن عبد الله الأنصاري عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: ذاك خير خلق الله من الأولين والآخرين ما خلا النبيين والمرسلين، إن الله عز وجل لم يخلق خلقا بعد النبيين والمرسلين أكرم عليه من علي بن أبي طالب (عليه السلام) والأئمة من ولده بعده.

قلت: ما تقول فيمن يبغضه وينتقصه؟ فقال: لا يبغضه إلا كافر ولا ينتقصه إلا منافق؟ قلت: فما تقول فيمن يتولاه ويتولى الأئمة من ولده بعده؟

فقال: إن شيعة علي والأئمة من ولده هم الفائزون الآمنون يوم القيامة، ثم قال: ما ترون لو أن رجلا خرج يدعو الناس إلى ضلالة من كان أقرب الناس منه؟

قالوا: شيعته وأنصاره.

قال: فكذلك علي (عليه السلام) بيده لواء الحمد يوم القيامة أقرب الناس منه شيعته وأنصاره(1).

والروايات في ذلك كثيرة تقدم منها في الأبواب السابقة وما ذكرناه فيه كفاية إن شاء الله تعالى.

____________

(1) أمالي الصدوق: 586 ح 807 المجلس 75 ح 4.