الباب في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) من طريق الخاصة

الصفحة 101 

فيه خمسة أحاديث

الأول: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار [ قال: حدثنا أبي ](1) عن محمد بن عبد الجبار عن أبي أحمد الأزدي عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله عز وجل أخا بيني وبين علي بن أبي طالب وزوجه ابنتي فوق سبع سماواته وأشهد على ذلك مقربي ملائكته وجعله [ لي ](2) وصيا وخليفة فعلي مني وأنا منه محبه محبي ومبغضه مبغضي وإن الملائكة لتتقرب إلى الله بمحبته ".(3)

الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله) قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي سنة سبع [ عشر ](4) وثلاثمائة وهو ابن مائة وسبع سنين قال: حدثنا الحسين بن أحمد الطفاوي قال: حدثنا قيس بن الربيع قال: حدثنا سعد الخفاف عن عطية العوفي عن مخدوج ابن زيد الذهلي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخا بين المسلمين ثم قال: " يا علي أنت أخي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي أما علمت يا علي أن أول من يدعى به يوم القيامة يدعى بي فأقوم عن يمين العرش فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بأبينا إبراهيم فيقوم عن يمين العرش في ظله فيكسى حلة خضرا من حلل الجنة، ثم يدعى بالنبيين بعضهم على أثر بعض فيقومون سماطين عن يمين العرش ويكسون حللا خضراء من حلل الجنة إلا أني أخبرك يا علي أن أمتي أول الأمم يحاسبون يوم القيامة ثم أبشرك يا علي إن أول من يدعى يوم القيامة يدعى بك هذا لقرابتك مني ومنزلتك عندي فيدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين، وإن آدم وجميع من خلق الله يستظلون بظل لوائي يوم القيامة، وطوله مسيرة ألف سنة سنانه ياقوتة حمراء قصبته فضة بيضاء زجه درة خضراء له ثلاث ذوائب من نور ذوابة في المشرق وذوابة في المغرب وذوابة في وسط الدنيا مكتوب عليها ثلاثة أسطر الأول بسم الله

____________

(1) زيادة من المصدر.

(2) زيادة من المصدر.

(3) أمالي الشيخ الصدوق: 187 / مجلس 26 / ح 6.

(4) زيادة من المصدر.

الصفحة 102 

الرحمن الرحيم والآخر الحمد لله رب العالمين والثالث لا إله إلا الله محمد رسول الله طول كل سطر مسيرة ألف سنة وعرضه مسيرة ألف سنة فتسير باللواء والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش فتكسى حلة خضراء من حلل الجنة ثم ينادي المنادي من عند العرش نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي ألا وإني أبشرك يا علي إنك تدعى إذا دعيت وتكسى إذا كسيت وتحبى إذا حبيت(1).

الثالث: ابن بابويه قال: أخبرنا سليمان بن أحمد اللخمي قال: حدثنا الخضري(2) قال: حدثنا عباد بن يعقوب عن ثابت بن حماد عن موسى بن صهيب عن عبادة بن عبد الله بن أبي أوفى قال:

آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه وترك عليا، فقال له: " آخيت بين أصحابك وتركتني " فقال:

" والذي نفسي بيده ما أخرتك إلا لنفسي أنت أخي ووصي ووارثي " قال: " ما أرث منك يا رسول الله " قال: " ما أورث النبيون قبلي كتاب ربهم وسنة نبيهم [ وأنت ](3) وابناك معي في قصري في الجنة ".(4)

الرابع: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد قال: حدثنا أبو حفص عمر بن محمد المعروف بابن الزيات قال: حدثنا أبو علي محمد بن هشام الإسكافي قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن عيسى قال: حدثني أبي عن عبد الله بن المغيرة عن ابن مسكان عن عمار بن يزيد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: " لما نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بطن قديد قال لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) يا علي إني سألت الله عز وجل أن يواليني بيني وبينك ففعل وسألته أن يواخي بيني وبينك ففعل وسألته أن يجعلك وصيي ففعل فقال رجل من القوم والله لصاع من تمر في شن بال خير مما سال محمد ربه هلا سأله ملكا يعضده على عدوه أو كنزا يستعين به على فاقته فأنزل الله تعالى: * (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شئ وكيل) *(5).(6)

الخامس: صاحب كتاب الصراط المستقيم قال لما نزلت: * (إنما المؤمنون أخوة) * ونزلت * (إخوانا على سرر متقابلين) * قال جبرائيل: هم أصحابك يا محمد أمرك الله تعالى أن تواخي بينهم في الأرض كما وآخى الله بينهم في السماء فقلت: إني لا أعرفهم قال: أنا قائم بإزائك كلما أقمت مؤمنا قلت لك: أقم فلانا فإنه مؤمن، وكلما أقمت كافرا قلت لك: أقم فلانا فإنه كافر فواخ بينهما،

____________

(1) أمالي الشيخ الصدوق: 403 / مجلس 52 / ح 14.

(2) في المصدر: الحضرمي.

(3) زيادة من المصدر.

(4) أمالي الشيخ الصدوق: 427 / مجلس 55 / ح 4.

(5) هود: 12.

(6) أمالي الطوسي: 107 / مجلس 4 / ح 18.

الصفحة 103 

فلما فعل ذلك ضج المنافقون فأنزل الله تعالى: * (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب) * فحزن علي إذا أخره بأمر جبرائيل فأنزل الله تعالى إليه إنما خبأته لك وآخيت بينكما في السماء والأرض فقام النبي (صلى الله عليه وآله) وذكر لنفسه مزايا وذكر لعلي نحوها ليدل بها على عظيم منزلته فإنه مستحق خلافته أوردها محمد بن جعفر المشهدي في كتاب ما اتفق من الأخبار حذفناها طلبا للاختصار(1).

____________

(1) الصراط المستقيم: 2 / 25.