الباب السابع والتسعون في السطل والمنديل والقدس من طريق العامة

الصفحة 229 

وفيه أربعة أحاديث

الأول: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الشافعي بقراءتي عليه فأقر به قلت: أخبركم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي، قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن عيسى الرازي بالبصرة قال: حدثنا محمد بن منده الأصفهاني قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبي بكر وعمر: إمضيا إلى علي حتى يحدثكما ما كان منه في ليلته، وأنا على أثركما، قال أنس: فمضينا ومضيت معهما فاستأذن أبو بكر وعمر على علي فخرج إليهما فقال: يا أبا بكر حدث شئ؟ قال: لا وما يحدث إلا خيرا، قال لي النبي (صلى الله عليه وآله) ولعمر أيضا: إمضيا إلى علي يحدثكما ما كان منه في ليلته وجاء النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا علي حدثهما ما كان منك في ليلتك فقال: أستحي يا رسول الله فقال: حدثهما إن الله لا يستحيي من الحق فقال علي (عليه السلام): أردت الماء للطهارة وأصبحت وخفت أن تفوتني الصلاة فوجهت الحسن في طريق والحسين في طريق في طلب الماء فأبطئا علي، فأحزنني ذلك فرأيت السقف قد انشق ونزل علي منه سطل مغطى بمنديل فلما صار في الأرض نحيت المنديل عنه فإذا فيه ماء فتطهرت للصلاة واغتسلت وصليت ثم ارتفع السطل والمنديل والتأم السقف، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي: أما السطل فمن الجنة وأما الماء فمن نهر الكوثر، وأما المنديل فمن إستبرق الجنة، فمن مثلك يا علي في ليلته وجبرئيل يخدمه(1)؟.

الثاني: صاحب كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي بقراءتي عليه فأقر به، قلت له: أخبركم عبد الله بن محمد بن عثمان الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن عيسى الرازي البصري عن محمد بن عبيدة الأصفهاني عن محمد بن حميد الرازي عن حريز بن عبد الحميد عن

____________

(1) مناقب ابن المغازلي / 79 / ح 139.

الصفحة 230 

الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبي بكر وعمر: إمضيا إلى علي (عليه السلام) حتى يحدثكما ما كان منه في ليلته وأنا على أثركما قال: فمضيا فاستأذنا على علي (عليه السلام) فخرج إلينا فقال: أحدث شئ؟ قلنا: لا بل قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إمضيا إلى علي يحدثكما ما كان منه في ليلته، فجاء النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا علي حدثهما ما كان منك في ليلتك، فقال: إني لأستحيي يا رسول الله فقال: حدثهما فإن الله لا يستحيي من الحق، فقال علي: إني البارحة أردت الماء للطهارة وقد أصبحت وخفت أن تفوتني الصلاة فوجهت الحسن في طريق والحسين في أخرى فأبطيا علي فأحزنني ذلك، فبينما أنا كذلك فإذا السقف قد انشق ونزل منه سطل مغطى بمنديل فلما صار في الأرض نحيت المنديل فإذا فيه ماء فتطهرت للصلاة واغتسلت بباقيه وصليت ثم ارتفع السطل والمنديل والتأم السقف، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي ولهما: أما السطل فمن الجنة والماء من نهر الكوثر والمنديل من إستبرق الجنة، من مثلك يا علي وجبرئيل في ليلتك يخدمك(1)؟.

الثالث: موفق بن أحمد قال: أنبأني مهذب الأئمة، أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي ابن أبي عثمان الدقاق، حدثنا أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي، حدثنا أبو الحسن علي بن يوسف بن محمد بن الحجاج الطبري بسارية طبرستان، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد الجرجاني، حدثنا أبو عيسى إسماعيل [ بن إسحاق ] بن سليمان النصيبي، حدثنا محمد بن علي الكفرتوثي، حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: صلى بنا النبي (صلى الله عليه وآله) صلاة العصر وأبطأ في ركوعه في الركعة الأولى حتى ظننا أنه قد سها وغفل ثم رفع رأسه وقال: سمع الله لمن حمده ثم أوجز في صلاته وسلم ثم أقبل علينا بوجهه كأنه القمر ليلة البدر في وسط النجوم، ثم جثا على ركبتيه وبسط قامته حتى تلألأ المسجد بنور وجهه صلوات الله عليه، ثم رمى بطرفه إلى الصف الأول يتفقد أصحابه رجلا رجلا، ثم رمى بطرفه إلى الصف الثاني، ثم رمى بطرفه إلى الصف الثالث يتفقدهم رجلا رجلا، ثم كثرت الصفوف على رسول الله، ثم قال ما لي لا أرى علي بن أبي طالب، يا بن عمي، فأجابه علي كرم الله وجهه من آخر الصفوف وهو يقول: لبيك لبيك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنادى النبي بأعلى صوته: يا علي ادن مني قال: فما زال يتخطى الصفوف وأعناق المهاجرين والأنصار ممتدة إليه حتى دنا المرتضى من المصطفى فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): ما الذي خلفك عن الصف الأول؟

قال: شككت أني على غير طهور فأتيت منزل فاطمة فناديت يا حسن ويا حسين يا فضة فلم

____________

(1) مناقب ابن المغازلي 92 / ح.

الصفحة 231 

يجبني أحد فإذا بهاتف يهتف بي من ورائي وهو ينادي: يا أبا الحسن يا بن عم النبي التفت، فالتفت فإذا أنا بسطل من ذهب فيه ماء وعليه منديل فأخذت المنديل ووضعته على منكبي الأيمن وأومأت إلى الماء فإذا الماء يفيض على كفي، فتطهرت وأسبغت الوضوء ولقد وجدته في لين الزبد وطعم الشهد ورائحة المسك، ثم التفت فلا أدري من وضع السطل والمنديل ولا أدري من أخذه فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في وجهه وضمه إلى صدره وقبل ما بين عينيه ثم قال: يا أبا الحسن ألا أسرك أن السطل من الجنة والماء والمنديل من الفردوس الأعلى والذي حياك للصلاة جبرئيل والذي مندلك ميكائيل (عليهما السلام)، والذي نفس محمد بيده ما زال إسرافيل قابضا بيده على ركبتي حتى لحقت معي الصلاة أفيلومني الناس على حبك والله تعالى وملائكته يحبونك من فوق السماء(1).

الرابع: الفقيه أبو الحسن بن شاذان في مناقب المائة من طريق العامة عن ابن عباس قال: صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة العصر ثم قام على قدميه فقال: من يحببني ويحب أهل بيتي فليتبعني، فاتبعناه بأجمعنا حتى أتى منزل فاطمة (عليها السلام) فقرع الباب قرعا خفيفا فخرج إليه علي بن أبي طالب وعليه شملة ويده ملطخة بالطين فقال له: حدث الناس بما رأيت أمس، فقال علي (عليه السلام): نعم فداك أبي وأمي يا رسول الله، بينا أنا في وقت الظهر أردت الطهور فلم يكن عندي الماء فوجهت الحسن والحسين في طلب الماء فأبطيا علي فإذا بهاتف يهتف: يا أبا الحسن أقبل على يمينك، فالتفت فإذا أنا بقدس من ذهب معلق فيه ماء أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل، فوجدت فيه رائحة الورد فتوضأت منه وشربت جرعات ثم قطرت على رأسي قطرة وجدت بردها على فؤادي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هل تدري من أين ذلك القدس؟ قال: الله ورسوله أعلم قال: القدس من أقداس الجنة والماء من شجرة طوبى - أو قال: من نهر الكوثر - وأما القطرة من تحت العرش، ثم ضمه إلى صدره وقبل بين عينيه ثم قال: حبيبي من كان خادمه جبرئيل بالأمس(2).

____________

(1) المناقب 304 / ح 300.

(2) مائة منقبة 74 / المنقبة 42.