الباب في رد الشمس إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) من طريق الخاصة

الصفحة 203 

وفيه سبعة عشر حديثا

الأول: الشيخ المفيد في أماليه قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى المكي قال: حدثنا الشيخ الصالح أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد(1) بن حنبل قال: أخبرت عن عبد الرحمن بن شريك عن أبيه قال: حدثنا عروة بن عبد الله بن قشير الجعفي قال: دخلت على فاطمة (عليها السلام) بنت علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهي عجوز كبيرة وفي عنقها خرز وفي يدها مسكتان فقالت: يكره للنساء أن يتشبهن بالرجال، ثم قالت: حدثتني أسماء بنت عميس قالت: أوحى الله إلى نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) فتغشاه الوحي فستره علي بن أبي طالب (عليه السلام) بثوبه حتى غابت الشمس فلما سري عنه (عليه السلام) قال: يا علي [ ما ] صليت العصر؟

قال: لا يا رسول الله شغلت عنها بك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم رد(2) الشمس إلى علي بن أبي طالب، وقد كانت غابت فرجعت حتى بلغت [ الشمس ] حجرتي ونصف المسجد(3).

الثاني: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال: حدثنا الربيع بن يسار قال: حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر رضي الله عنه في حديث الشورى ومناشدة علي (عليه السلام) في مناقبه واحتجاجه عليهم ويعترفون بصحتها، فكان فيما احتج عليهم قال (عليه السلام): فهل فيكم أحد ردت عليه الشمس بعد ما غربت أو كادت حتى صلى العصر في وقتها غيري؟

قالوا: لا(4).

الثالث: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن موسى بن جعفر عن عمرو بن سعيد عن الحسين بن صدقة عن عمار بن موسى قال: دخلت أنا وأبو عبد الله (عليه السلام) مسجد

____________

(1) في المصدر: محمد.

(2) في المصدر: أردد.

(3) أمالي المفيد: 94 المجلس 11 ح 3.

(4) أمالي الطوسي: 548 ح 1168 المجلس 20 ح 4.

الصفحة 204 

الفضيخ فقال: يا عمار ترى هذه الوهدة(1) قلت: نعم، قال: كانت امرأة جعفر التي خلف عليها أمير المؤمنين (عليه السلام) قاعدة في هذا الموضع ومعها ابناها من جعفر فبكت فقال لها ابناها: ما يبكيك يا أمة؟

قالت: بكيت لأمير المؤمنين (عليه السلام)، فقالا لها: تبكين لأمير المؤمنين (عليه السلام) ولا تبكين لأبينا؟

قالت: ليس هذا هكذا، ولكن ذكرت حديثا حدثني به أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذا الموضع فأبكاني، قالا: وما هو؟

قالت: كنت أنا وأمير المؤمنين في هذا المسجد، فقال: ترين هذه الوهدة.

قلت: نعم، قال: كنت أنا ورسول الله (صلى الله عليه وآله) قاعدين فيها إذ وضع رأسه في حجري ثم خفق حتى غط وحضرت صلاة العصر وكرهت أن أحرك رأسه عن فخذي فأكون قد آذيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى ذهب الوقت وفاتت فانتبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا علي صليت؟

قلت: لا، قال: ولم ذلك؟

قلت: كرهت أن أوذيك، قال: فقام واستقبل القبلة ومد يديه كلتيهما وقال: اللهم رد الشمس إلى وقتها حتى يصلي علي، فرجعت الشمس إلى وقت العصر حتى صليت العصر ثم انقضت انقضاض الكواكب(2).

الرابع: السيد المرتضى في " عيون المعجزات " قال: روي أن الشمس ردت على أمير المؤمنين (عليه السلام) في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمكة وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) موعوكا فوضع رأسه في حجر أمير المؤمنين (عليه السلام) [ وحضر ] وقت صلاة العصر فلم يبرح من مكانه وموضعه حتى استيقض فقال (صلى الله عليه وآله): اللهم إن عليا (عليه السلام) كان في طاعتك فرد عليه الشمس ليصلي العصر، فردها الله عليه بيضاء [ نقية ] حتى صلى ثم غربت(3).

الخامس: صاحب " ثاقب المناقب " قال: ولقد رجعت له الشمس - يعني أمير المؤمنين (عليه السلام) - في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) نام عشية ورأسه في حجر علي - صلوات الله عليهما - ولم يكن علي صلى العصر وقد دنت المغرب فقال له: يا علي أصليت العصر؟

قال: لا، قال النبي (صلى الله عليه وآله): اللهم إن عليا كان في طاعة رسولك فاردد عليه الشمس، فعادت

____________

(1) الوهدة: الأرض المنخفضة أو الهوة من الأرض.

(2) الكافي: 4 / 562 ح 7 باب إتيان المشاهد وقبور الشهداء.

(3) عيون المعجزات: 2 ط. النجف وطبع باسم غير المرتضى: حسين بن عبد الوهاب من معاصريه.

الصفحة 205 

[ الشمس ] إلى موضعها وقت العصر(1).

السادس: ابن شهرآشوب في كتاب " المناقب " قال: روت أم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر الأنصاري وأبو ذر وابن عباس والخدري وأبو هريرة والصادق (عليه السلام) أن رسول الله صلى بكراع الغميم فلما سلم نزل عليه الوحي وجاء علي (عليه السلام) وهو على تلك الحال فأسنده إلى ظهره فلم يزل بتلك(2) الحال حتى غابت الشمس والقرآن ينزل على النبي (صلى الله عليه وآله) فلما تم الوحي قال: يا علي صليت؟

قال: لا، وقص عليه، فقال: أدع الله ليرد علينا(3) الشمس، فسأل علي(4) فردت عليه الشمس بيضاء نقية(5).

السابع: ابن شهرآشوب قال: في رواية الطحاوي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: اللهم إن عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد [ عليه ] الشمس، فردت، فقام علي فصلى، فلما فرغ من صلاته وقعت الشمس وبدت الكواكب(6).

الثامن: ابن شهرآشوب قال في رواية أبي بكر بن مهرويه قالت أسماء: أما والله لقد سمعنا لها عند غروبها صريرا كصرير المنشار في الخشب، وقالت: ذلك بالصهباء في غزوة خيبر، وروي أنه (عليه السلام) صلى إيماء فلما ردت الشمس أعاد [ الصلاة بأمر رسول الله ] فأمر النبي (صلى الله عليه وآله) حسان أن ينشد في(7) ذلك فأنشأ:

 

لا يقبل التوبة من تائب إلا بحب ابن أبي طالب

أخي رسول الله بل صهره        والصهر لا يعدل بالصاحب

يا قوم من مثل علي وقد         ردت عليه الشمس من غائب(8)

 

التاسع: أبو علي الطبرسي في كتاب " أعلام الورى " والشيخ المفيد في إرشاده عن أم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر بن عبد الله وأبو سعيد الخدري في جماعة من الصحابة أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان ذات يوم في منزله وعلي بين يديه إذ جاءه جبرائيل يناجيه عن الله عز وجل، فلما تغشاه الوحي توسد فخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) فلم يرفع رأسه عنه حتى غابت الشمس [ فاضطر أمير

____________

(1) تاريخ دمشق: 42 / 314 ط. دار الفكر، والثاقب في المناقب: 254 ح 220 الفصل 6 ح 2.

(2) في المصدر: على تلك.

(3) في المصدر: عليك.

(4) في المصدر: فسأل الله.

(5) مناقب آل أبي طالب: 2 / 144.

(6) مناقب آل أبي طالب: 2 / 144.

(7) في المصدر: وسئل الصاحب أن ينشد.

(8) المصدر السابق، وللحديث فيه صلة.

الصفحة 206 

المؤمنين (عليه السلام) لذلك ](1) وصلى صلاة العصر جالسا بالإيماء، فلما أفاق النبي (صلى الله عليه وآله) قال له: أدع الله ليرد عليك الشمس، فإن الله يجيبك لطاعتك الله ورسوله، فسأل الله عز وجل أمير المؤمنين في رد الشمس فردت عليه حتى صارت في موضعها من السماء وقت العصر، فصلى أمير المؤمنين (عليه السلام) الصلاة في وقتها ثم غربت، قالت أسماء بنت عميس: أما والله لقد سمعنا لها عند غروبها كصرير المنشار في الخشب(2).

العاشر: ابن بابويه في كتاب الخصال قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسني قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال: حدثنا الحسن بن عبد الواحد قال: حدثني أحمد بن التغلبي قال: حدثني محمد بن عبد الحميد قال: حدثني حفص ابن منصور العطار، وقال: حدثنا أبو سعيد الوراق عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (صلى الله عليه وآله) في حديث مناشدة علي (عليه السلام) أبا بكر لما بايعه الناس قال (صلى الله عليه وآله) في عدة خصال له يذكرها له ومناقب يحتج بها عليه ويقول له أبو بكر: بل أنت، فكان فيما قال له (عليه السلام): فأنشدتك بالله أنت الذي ردت له الشمس لوقت صلاته فصلاها ثم توارت أم أنا؟

قال: بل أنت(3).

الحادي عشر: السيد المرتضى في " عيون المعجزات " قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن الحسين العطار قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني صاحب كتاب " الكافي " قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب عن الحسن بن رزين القلا عن الفضيل بن يسار عن الباقر عن أبيه عن جده الحسين بن علي صلوات الله عليهم قال: لما رجع أمير المؤمنين عليه الصلاة من قتال أهل النهروان أخذ على النهروانات وأعمال العراق ولم يكن يومئذ بنيت بغداد، فلما وافى ناحية براثا صلى بالناس الظهر ورحلوا ودخلوا في أرض بابل وقد وجبت صلاة العصر، فصاح المسلمون: يا أمير المؤمنين (عليه السلام) هذا وقت العصر قد دخل.

فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): هذه أرض مخسوف بها وقد خسف الله بها ثلاثا وعليه تمام الرابعة ولا يحل لوصي أن يصلي فيها فمن أراد منكم أن يصلي فليصل، فقال المنافقون: نعم هو لا يصلي ويقتل من يصلي، يعنون أهل النهروان، قال جويرية بن مسهر العبدي: فتبعته في مائة فارس وقلت:

____________

(1) عن الإرشاد.

(2) إعلام الورى: 1 / 350، والإرشاد: 1 / 346.

(3) الخصال: 550 ح 30 احتجاجه على أبي بكر 43 خصلة من أبواب الأربعين.

الصفحة 207 

والله لا أصلي أو يصلي هو ولأقلدنه(1) صلاتي اليوم، قال: وسار أمير المؤمنين صلوات الله عليه إلى أن قطع أرض بابل وتدلت الشمس للغروب ثم غابت واحمر الأفق قال: فالتفت إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: يا جويرية هات الماء فقدمت إليه الأداوة فتوضأ ثم قال: أذن يا جويرية.

فقلت: يا أمير المؤمنين ما وجب العشاء بعد، فقال (عليه السلام): أذن للعصر، فقلت في نفسي: أذن للعصر وقد غربت الشمس ولكن علي الطاعة، فأذنت فقال لي: أقم ففعلت وإذ أنا في الإقامة إذ تحركت شفتاه بكلام كأنه منطق الخطاطيف لم أفهم ما هو، فرجعت الشمس بصرير عظيم حتى وقفت في مركزها من العصر، فقام (عليه السلام) وكبر وصلى وصلينا وراءه فلما فرغ من صلاته وقعت كأنها سراج في طست وغابت واشتبكت النجوم فالتفت وقال: أذن أذان العشاء يا ضعيف اليقين(2).

الثاني عشر: ابن بابويه فيمن لا يحضره فقيه عن أبيه ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا:

حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن أحمد بن عبد الله القروي عن الحسين بن المختار القلانسي عن أبي بصير عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري وعن أم المقدام الثقفية عن جويرية بن مسهر قال: أقبلنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من قتل الخوارج حتى إذا قطعنا أرض بابل حضرت صلاة العصر، فنزل أمير المؤمنين (عليه السلام) ونزل الناس فقال علي (عليه السلام): أيها الناس إن هذه أرض ملعونة قد عذبت في الدهر ثلاث مرات، وفي خبر أنها مرتين وهي تتوقع الثالثة، وهي إحدى المؤتفكات، وهي أول أرض عبد فيها وثن، وإنه لا يحل لنبي ولا وصي نبي أن يصلي فيها فمن أراد منكم أن يصلي فليصل، فمال الناس عن جنبي الطريق يصلون فركب هو بغلة رسول الله ومضى.

قال جويرية: فقلت: والله لأتبعن أمير المؤمنين (عليه السلام) ولأقلدنه صلاتي اليوم، فمضيت خلفه فوالله ما جزنا جسر سورى حتى غابت الشمس فشككت فالتفت إلي وقال: يا جويرية أشككت؟

فقلت: نعم يا أمير المؤمنين فنزل عن ناحية فتوضأ ثم قام فنطق بكلام لا أحسنه إلا كأنه بالعبراني، ثم نادى: الصلاة فنظرت والله إلى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير، فصلى العصر وصليت معه فلما فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان فالتفت إلي فقال: يا جويرية بن مسهر إن الله عز وجل يقول: *(فسبح باسم ربك العظيم)* وإني سألت الله عز وجل باسمه العظيم فرد علي

____________

(1) في المصدر: لا قلدته.

(2) عيون المعجزات: 2 ط. النجف، ومدينة المعاجز: 1 / 195.

الصفحة 208 

الشمس. وروي أن جويرية لما رأى ذلك قال: وصي نبي ورب الكعبة(1).

الثالث عشر: السيد الرضي في الخصائص قال: روى محمد بن الحسين بن سعيد عن أحمد بن عبد الله عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري عن أبي المقدام الثقفي قال: قال لي جويرية بن مسهر قطعنا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) جسر الصراة في وقت العصر فقال: إن هذه أرض معذبة لا ينبغي لنبي ولا وصي أن يصلي فيها فمن أراد منكم أن يصلي فليصل قال: فتفرق الناس يصلون يمنة ويسرة وقلت أنا: لأقلدن هذا الرجل ديني ولا أصلي حتى يصلي قال: فسرنا وجعلت الشمس تستقل قال: وجعل يدخلني من ذلك أمر عظيم حتى وجبت الشمس وقطعت الأرض قال: فقال: يا جويرية أذن، فقلت: أذن وقد غابت الشمس؟ قال: فأذنت ثم قال لي: أقم فأقمت فلما قلت قد قامت الصلاة رأيت شفتيه تتحركان وسمعت كلاما كأنه كلام العبرانية قال: فرجعت الشمس حتى صارت في مثل وقتها في العصر فصلى، فلما انصرف هوت إلى مكانها واشتبكت النجوم.

وفي حديث آخر عن جويرية بن مسهر أنه قال: فلما انقضت صلاتنا سمعت الشمس وهي تنحط ولها صرير كصرير رحى البزر حتى غابت وأنارت قال: فقلت: أنا أشهد أنك وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا جويرية أما سمعت الله يقول: *(فسبح باسم ربك العظيم)*؟

فقلت: بلى، فقال: إني سألت ربي باسمه العظيم فردها علي(2).

الرابع عشر: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت (عليهم السلام) عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عبد الله بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي المقدام عن جويرية بن مسهر قال: أقبلنا مع أمير المؤمنين بعد قتل الخوارج حتى إذا صرنا في أرض بابل حضرت صلاة العصر، فنزل أمير المؤمنين (عليه السلام) فنزلت الناس فقال أمير المؤمنين: أيها الناس إن هذه أرض ملعونة قد عذبت من الدهر ثلاث مرات وهي إحدى المؤتفكات وهي أول أرض عبد عليها وثن، وإنه لا يحل لنبي ولا وصي نبي أن يصلي بها فأمر الناس فمالوا إلى جنبي الطريق يصلون وركب بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فمضى عليها، فقال جويرية: فقلت: والله لأتبعن أمير المؤمنين ولأقلدنه صلاتي اليوم فمضيت خلفه فوالله ما جزنا جسر سورى حتى غابت الشمس قال: فسببته أو هممت أن أسبه قال: فالتفت إلي وقال: جويرية،

____________

(1) من لا يحضره الفقيه: 1 / 204 / ح 611.

(2) خصائص الأئمة 57.

الصفحة 209 

قلت: نعم يا أمير المؤمنين قال: فنزل ناحية فتوضأ ثم قام فنطق الكلام لا أحسبه إلا بالعبرانية ثم نادى بالصلاة فنظرت والله إلى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير فصلى العصر فصليت معه، فلما فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان فالتفت إلي فقال: يا جويرية إن الله تبارك وتعالى يقول: *(فسبح باسم ربك العظيم)* وإني سألت الله سبحانه باسمه الأعظم فرد علي الشمس(1).

الخامس عشر: ثاقب المناقب عن داود بن كثير الرقي عن جويرة بن مسهر قال: لما رجعنا من قتال أهل النهروان مررنا ببابل فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إن هذه أرض معذبة قد عذبت مرتين، وقد هلك فيها مائة ألف ومائتان فلا يصلي فيها نبي ولا وصي نبي فمن أراد منكم فليصل العصر، قال جويرية: فقلت والله لأقلدن الليلة ديني وأمانتي قال: فسرنا إلى أن غابت الشمس واشتبكت النجوم ودخل وقت العشاء الآخرة، فلما خرجنا من أرض بابل نزل صلوات الله عليه عن البغلة ثم نفض التراب عن حوافرها ثم قال لي: يا جويرية انفض التراب عن حوافر دابتك قال:

ففعلت، ثم قال لي: يا جويرية أذن للعصر قال: فقلت: ثكلتك أمك يا جويرية ذهب النهار وهذا الليل، وأذنت للعصر فرجعت الشمس فسمعت لها صريرا كصرير البكرة حتى عادت إلى موضعها للعصر بيضاء نقية قال: فصلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثم قال: أذن للمغرب يا جويرية فأذنت فرأيت الشمس راجعة كالفرس الجواد ثم صليت المغرب ثم قال: أذن للعشاء الآخرة ثم قلت: وصي محمد ورب الكعبة ثلاث مرات، لقد ضل وهلك وكفر من خالفك(2).

السادس عشر: أبو علي الطبرسي في كتاب إعلام الورى، والمفيد في إرشاده رويا أنه لما أراد أن يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من الصحابة بتعبير دوابهم ورحالهم وصلى (عليه السلام) بنفسه في طائفة معه العصر، فلم يفرغ الناس من عبورهم حتى غربت الشمس ففاتت الصلاة كثيرا منهم وفات الجمهور فضل الاجتماع معه فتكلموا في ذلك، فلما سمع كلامهم فيه سأل الله تعالى عز اسمه رد الشمس عليه لتجتمع كافة الصحابة على صلاة العصر في وقتها، فأجابه الله تعالى إلى ردها عليه وكانت في الأفق على الحال التي تكون عليها وقت العصر، فلما سلم بالقوم غابت، فسمع لها وجيب شديد هال الناس ذلك وأكثروا من التسبيح والتهليل والاستغفار، والحمد لله على نعمته التي ظهرت فيهم وسار خبر ذلك في الآفاق وانتشر ذكره في الناس(3).

____________

(1) نقله عنه المجلسي في البحار: 33 / 440 / ح 647.

(2) الثاقب في المناقب 253 / فصل 6 / ح 1.

(3) الإرشاد: 1 / 346. إعلام الورى: 1 / 351.

 

 

 

 

الصفحة 210 

السابع عشر: ابن شهرآشوب في كتاب المناقب عن كتاب ابن بابويه وأبي القاسم البستي والقاضي أبي عمرو بن أحمد عن جابر وأنس أن جماعة نقصوا عليا (عليه السلام) عند عمر فقال سلمان:

أوما تذكر يا عمر اليوم الذي كنت وأبو بكر وأنا وأبو ذر عند رسول الله وبسط لنا شملة وأجلس كل واحد منا على طرف وأخذ بيد علي وأجلسه وسطها ثم قال: قم يا أبا بكر وسلم على علي بالإمامة وخلافة المسلمين وهكذا كل واحد منا ثم قال: يا علي سلم على هذا النور - يعني الشمس - فقال أمير المؤمنين: أيتها الآية المشرقة السلام عليك فأجابت القرصة وارتعدت وقالت: وعليك السلام يا ولي الله ووصي رسوله(1).

وسيأتي الحديث به بتمامه إن شاء الله تعالى في الباب السادس والتسعين من باب تكليم الشمس عليا (عليه السلام) والسلام عليه من طريق الخاصة وهو الحديث الرابع.

____________

(1) مناقب آل أبي طالب: 2 / 161.