الباب في سد الأبواب من المسجد إلا باب علي (عليه السلام) من طريق العامة

الصفحة 235 

وفيه تسعة وعشرون حديثا

الأول: مسند أحمد بن حنبل روى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عوف عن ميمون بن عبد الله عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبواب شارعة في المسجد فقال يوما: سدوا هذه الأبواب إلا باب علي قال: فتكلم في ذلك أناس، قال: فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي (عليه السلام) فقال فيه قائلكم، والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني أمرت بشئ فاتبعته(1).

الثاني: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا علي بن طيفور قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا يعقوب بن سهيل بن أبي صالح عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال: لقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاثا لئن أكون أوتيتها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم: جوار رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسجد والراية يوم خيبر والثالثة نسيها سهيل(2).

الثالث: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع عن هشام بن سعد عن عمر بن أسيد عن ابن عمر قال: كنا نقول: خير الناس أبو بكر ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لئن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: زوجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ابنته وولدت له وسد الأبواب إلا بابه في المسجد وإعطاء الراية يوم خيبر(3).

الرابع: ابن المغازلي الفقيه الشافعي في كتابه المناقب قال: أخبرنا أحمد بن محمد إجازة قال:

أخبرنا عمر بن شوذب قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون قال: حدثنا علي بن عياش عن الحارث بن حصيرة عن عدي بن ثابت قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المسجد فقال: إن الله أوحى إلى نبيه موسى أن ابن لي مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا موسى وهارون وابنا هارون، وإن الله أوحى

____________

(1) مسند أحمد: 4 / 369.

(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 659 / ح 1123.

(3) مسند أحمد 2 / 12.

الصفحة 236 

إلي أن ابن مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا أنا وعلي وابنا علي(1).

الخامس: ابن المغازلي أيضا قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ قال: حدثنا محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع قال: حدثنا جعفر بن عبد الله بن محمد أبو عبد الله قال: حدثنا إسماعيل بن أبان قال: حدثنا سلام ابن أبي عمرة عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما قدم أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها فكانوا يبيتون في المسجد فقال لهم النبي (صلى الله عليه وآله): لا تبيتوا في المسجد فتحتلموا، ثم إن القوم بنوا بيوتا حول المسجد وجعلوا أبوابها إلى المسجد وإن النبي (صلى الله عليه وآله) بعث إليهم معاذ بن جبل فنادى أبا بكر فقال: إن الله تعالى أمرك أن تخرج من المسجد فقال: سمعا وطاعة فسد بابه طاعة وخرج من المسجد، ثم أرسل إلى عمر فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأمرك أن تسد بابك في المسجد وتخرج منه فقال: سمعا وطاعة لله ولرسوله غير أني أرغب إلى الله في خوخة إلى المسجد فأبلغه معاذ ما قال عمر، ثم أرسل إلى عثمان وعنده رقية فقال: سمعا وطاعة لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله)، فسد بابه وخرج من المسجد، ثم أرسل إلى حمزة فسد بابه وقال: سمعا وطاعة، وعلي على ذلك يتردد لا يدري ما هو فيمن يقيم أو فيمن يخرج، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) قد بنى له بيتا في المسجد بين أبياته فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): اسكن طاهرا مطهرا، فبلغ حمزة قول النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي فقال: يا محمد تخرجنا وتمسك غلمان بني عبد المطلب، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): لو كان الأمر إلي ما جعلت من دونكم من أحد، والله ما أعطاه إياه إلا الله وإنك لعلى خير من الله ورسوله أبشر، فبشره النبي (صلى الله عليه وآله) فقتل يوم أحد شهيدا، ومعه من ذلك رجال على علي فوجدوا في أنفسهم وتبيين فضله عليهم وعلى غيرهم من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فقام خطيبا فقال: إن رجالا لا يجدون في أنفسهم في أن أسكن عليا في المسجد، والله ما أخرجتهم ولا أسكنته، إن الله عز وجل أوحى إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة، وأمر موسى أن لا يسكن مسجده ولا ينكح فيه ولا يدخله إلا هارون وذريته، وإن عليا بمنزلة هارون من موسى، وهو أخي دون أهلي ولا يحل مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلا علي وذريته، فمن شاء فهاهنا، وأومأ بيده نحو الشام(2).

السادس: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج الأزهري قال:

حدثنا أبو الحسن محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ قال: أخبرنا أبو القاسم عمرو بن

____________

(1) مناقب ابن المغازلي / 164 / ح 301.

(2) مناقب ابن المغازلي / 167 / ح 303.

 

 

 

 

الصفحة 237 

عثمان بن حيان بن أبي حيان قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليماني قال: حدثنا النظر بن محمد، حدثنا أبو أويس، حدثنا الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب قال:

حدثني خارجة بن سعد قال: حدثني سعد بن أبي وقاص قال: كانت لعلي (عليه السلام) مناقب لم تكن لأحد كان يبيت في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر، وسد الأبواب إلا باب علي(1).

السابع: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين العلوي العدل قال: حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر قال:

حدثنا إبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا قال: حدثنا هوذة بن خليفة عن ميمون أبي عبد الله عن البراء ابن عازب قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبواب شارعة في المسجد وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: سدوا هذه الأبواب غير باب علي، قال: فتكلم في ذلك أناس قال: فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، وإني والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني أمرت بشئ فاتبعته(2).

الثامن: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: أخبرنا الحسين بن محمد العدل قال: حدثنا محمد بن محمود قال: أخبرنا الحسين بن سلام السواق قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا فطر بن خليفة عن عبد الله بن شريك عن عبد الله بن الرقيم عن سعد أن النبي (صلى الله عليه وآله) أمر بسد الأبواب فسدت وترك باب علي فأتاه العباس فقال: يا رسول الله سددت أبوابنا وتركت باب علي، قال: ما أنا فتحتها ولا أنا سددتها(3).

التاسع: ابن المغازلي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال: أخبرنا الحسين بن محمد العدل قال: حدثنا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي قال: حدثنا الرمادي قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة قال: أخبرنا أبو بلج قال: حدثنا عمر بن ميمون عن ابن عباس (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وآله) سد أبواب المسجد غير باب علي(4).

العاشر: ابن المغازلي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب يرفعه إلى ابن عباس (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر بسد الأبواب كلها إلا باب علي(5).

الحادي عشر: ابن المغازلي الشافعي هذا قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن

____________

(1) مناقب ابن المغازلي / 168 / ح 304.

(2) مناقب ابن المغازلي / 169 / ح 305.

(3) مناقب ابن المغازلي / 169 / ح 306.

(4) مناقب ابن المغازلي / 169 / ح 307.

(5) مناقب ابن المغازلي / 170 / ح 308.

الصفحة 238 

السقاء الحافظ قال: حدثنا علي بن العباس البجلي الكوفي قال: حدثني حسين بن نصر بن مزاحم قال: حدثني خالد بن عيسى العكلي قال: حدثنا مخارق قال: حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه نافع مولى ابن عمر قال قلت لابن عمر: من خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: ما أنت لا أم لك قال: أستغفر الله خيرهم بعده من كان يحل له ما كان يحل له (صلى الله عليه وآله) ويحرم عليه ما يحرم عليه قلت: من هو؟ قال: علي بن أبي طالب، سد أبواب المسجد وترك باب علي وقال له: لك في هذا المسجد ما لي وعليك فيه ما علي وأنت وارثي ووصيي تقضي ديني وتنجز عداتي وتقتل على سنتي، كذب من زعم أنه يبغضك ويحبني(1).

الثاني عشر: من [ كتاب ] مناقب العباس (رضي الله عنه) تأليف الحافظ أبي زكريا بن منده الأصفهاني ما رواه إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثني أمير المؤمنين المأمون، حدثني أمير المؤمنين الرشيد قال:

حدثني المهدي قال: حدثني أمير المؤمنين المنصور، حدثني أبي قال: حدثني أبي: عبد الله بن العباس قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي أنت وارثي وقال: إن موسى سأل الله تعالى أن يطهر مسجده، وإني سألت الله أن يطهر مسجدي لك ولذريتي من بعدي، ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك فاسترجع وقال: فعل هذا بغيري؟ فقيل: لا فقال: سمعا وطاعة فسد بابه، ثم أرسل إلى عمر فقال: سد بابك فاسترجع وقال: فعل هذا بغيري؟ فقيل: بأبي بكر فقال: إن في أبي بكر أسوة حسنة فسد بابه، ثم أرسل إلى العباس: سد بابك، فلما سمعت فاطمة خرجت فجلست على بابها ومعها الحسن والحسين كأنهما شبلان فخاض الناس في ذلك فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر فقال: ما أنا سددت أبوابكم ولا أنا فتحت باب علي ولكن الله سد أبوابكم وفتح باب علي(2).

الثالث عشر: محمد بن إسحاق في الخبر الثاني من كتاب المغازلي بإسناده قال: حدثنا مؤنس عن قطر بن خليفة عن عبد الله بن شريك عن عبد الله بن رقيم قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالأبواب أن تسد من قبل المسجد إلا باب علي تركه وكانت أبواب الناس شارعة في المسجد.

الرابع عشر: محمد بن إسحاق أيضا بإسناده عن عامر الشعبي قال: جاء العباس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله ما بال أبواب رجل في المسجد فتحت وسدت أبواب رجل، فقال (صلى الله عليه وآله):

والله يا عماه ما سدت عن أمري ولا فتحت عن أمري قال: فسمعت عامرا يقول سدت الأبواب كلها

____________

(1) مناقب ابن المغازلي / 170 / ح 309.

(2) لم يحضر في كتاب مناقب العباس ولكن نقله عنه ابن بطريق في العمدة 176 / ح 273، ورواه مختصرا في كنز العمال: 13 / 175 / ح 3652.

الصفحة 239 

إلا باب علي (عليه السلام).

الخامس عشر: ابن شيرويه في الخبر الأول من كتاب الفرد ومن في باب الستين قال عن ابن عباس (رضي الله عنه) سدت كلها إلا باب علي (عليه السلام).

السادس عشر: أبو المظفر السمعاني في كتاب مناقب الصحابة بالإسناد عن أبي صالح عمر بن ميمون عن ابن عباس (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وآله) أمر بالأبواب كلها أن تسد إلا باب علي صلوات الله عليه وسلامه.

السابع عشر: أبو المؤيد موفق بن أحمد من أكابر علماء العامة في كتاب فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أخبرنا الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد الحداد بأصبهان فيما أذن لي فالرواية عنه، أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني، وحدثنا الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبيد الله الهمداني وأخبرني بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إلي من أصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه، حدثني سليمان بن أحمد، حدثني علي بن سعيد الرازي، حدثني محمد بن حميد، حدثني زافر ابن سليمان بن الحارث بن محمد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة في حديث الشورى واحتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) عليهم بما له من الفضائل والسوابق وفي كل ذلك يصدقونه فيما قاله، وقال (عليه السلام) في ذلك أفيكم أحد يطهره كتاب الله غيري؟ وحتى سد النبي (صلى الله عليه وآله) أبواب المهاجرين جميعا وفتح بابي إليه حتى قاما إليه عماه حمزة والعباس وقالا: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) سددت أبوابنا وفتحت باب علي؟

فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ما فتحت بابه ولا سددت أبوابكم، بل الله فتح بابه وسد أبوابكم قالوا لا(1).

الثامن عشر: موفق بن أحمد قال: أنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد بن المقري قال: حدثنا محمد(2) بن إسماعيل، حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين، أخبرنا سليمان بن أحمد، حدثنا علي ابن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا ابن أبي غنيمة عن أبي الخطاب الهجري عن محدوج الذهلي عن صبرة عن جسرة قالت: أخبرتني أم سلمة قالت: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المسجد فقال بأعلى صوته: إن هذا المسجد لا يحل لجنب ولا حائض إلا للنبي وأزواجه وفاطمة بنت محمد

____________

(1) المناقب 313 / ح 314.

(2) في المصدر: محمود.

الصفحة 240 

وعلي ألا بينت لكم الأسماء أن تضلوا(1).

التاسع عشر: الذهلي عن صبرة عن جسرة قالت: أخبرتني أم سلمة قالت: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى هذا المسجد وقال بأعلى صوته: ألا إن هذا المسجد لا يحل لجنب ولا لحائض إلا للنبي وأزواجه وفاطمة بنت محمد وعلي، ألا بينت لكم أن تضلوا(2).

العشرون: موفق بن أحمد أيضا قال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا القاضي الإمام الشيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر ببغداد، حدثنا عبد الله عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبواب شارعة في المسجد فقال يوما: سدوا هذه الأبواب إلا باب علي (عليه السلام)، قال: فتكلم الناس في ذلك فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب إلا باب علي فقال فيه قائلكم، والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني أمرت بشئ فاتبعته(3).

الحادي والعشرون: إبراهيم بن محمد الحمويني في كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين وهو من أعيان علماء العامة قال: أخبرني الشيخ الإمام العلامة تاج الدين أبو المفاخر محمد بن أبي القاسم محمود السدي الزوزني، من كتابه من واشر كرمان وقاضي القضاة خطيب المسلمين شمس الدين أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي كتابة إلي من دمشق في سنة أربع وسبعين وستمائة وتاج الدين علي بن أنجب بن عبد الله الخازن مشافهة ببغداد بروايتهم عن الإمام مجد الدين أبي سعد عبد الله بن عمر بن أحمد ابن منصور الصفاري النيسابوري إجازة قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد إجازة قال: أنبأنا الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد أبو نعيم قال: أنبأنا سليمان بن أحمد، أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، أنبأنا زكريا بن يحيى، أنبأنا خالد بن مخلد، أنبأنا راشد أبو سلمة عن أبي داود عن بريد الأسلمي قال: أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بسد الأبواب فشق ذلك على أصحاب رسول الله، فلما بلغ ذلك رسول الله دعا: الصلاة جامعة حتى إذا اجتمعوا صعد المنبر فلم يسمع لرسول الله (صلى الله عليه وآله) تحميدا وتعظيما في خطبة مثل يومئذ فقال: يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها، بل الله عز وجل

____________

(1) مناقب الخوارزمي: 320 ح 325، والسنن الكبرى للبيهقي: 7 / 65.

(2) المناقب للموفق الخوارزمي 320 / 325، والحديث فيه مسند اختصره المصنف.

(3) المناقب 327 / ح 338.

الصفحة 241 

سدها ثم قرأ *(والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)* وقال رجل: دع لي كوة تكون في المسجد فأبى وترك باب علي صلوات الله عليه وآله مفتوحا وكان يدخل ويخرج منه وهو جنب(1).

الثاني والعشرون: الحمويني هذا بإسناده قال الحافظ أبو نعيم، أخبرنا عمر بن أحمد، أنبأنا عبد الله بن أبي داود، أنبأنا يحيى بن حازم العسكري، أنبأنا بشر بن مهران، أنبأنا شريك عن عثمان ابن المغيرة عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال: انتهى إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات ليلة ونحن في المسجد وجماعة من الصحابة بعدما صلينا العشاء فقال: يا هذه الجماعة قالوا: يا رسول الله قعدنا نتحدث منا من يريد الصلاة ومنا من ينام فقال: إن مسجدي لا ينام فيه انصرفوا إلى منازلكم، ومن أراد الصلاة فليصل في منزله راشدا ومن لم يستطع فلينم، فإن صلاة السر تضعف على صلاة العلانية قال: فقمنا فتفرقنا وفينا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقام معنا قال: فأخذ بيد علي (عليه السلام) فقال: أما أنت فإنه يحل لك في مسجدي ما يحل لي ويحرم عليك ما يحرم علي، فقال له حمزة بن عبد المطلب: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنا عمك فأنا أقرب إليك من علي فقال: صدقت يا عم إنه والله ما هو مني إنما هو عن الله عز وجل(2).

الثالث والعشرون: الحمويني هذا قال: أنبأني السيد بهاء الدين أبو محمد الحسن بن الشريف مردود بن الحسن بن يحيى الأسود الحسني العلوي التبريزي فيما كتب إلي منها، وأخبرني الشيخ ناصر الدين عمر بن محمد بن عبد المنعم بن عمر القواس الدمشقي فيها إجازة قالا، أخبرنا القاضي جمال الدين المؤيد بن عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل إجازة، قال: أخبرنا محمد بن الفضل الصاعدي، أنبأنا أبو بكر أحمد البيهقي قال، أخبرنا الشريف أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي (رحمه الله) قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن مسعود بن حمويه النسوي قال: أنبأنا أبو الأحوص العكبري قال: أنبأنا ابن نفيل قال: أنبأنا مسكين قال: أنبأنا شعبة عن ابن بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر بالأبواب كلها أن تسد إلا باب علي(3).

الرابع والعشرون: الحمويني هذا قال: أنبأني عبد الله بن أحمد عن عبد الرحمن بن عبد السميع عن شاذان بن جبرئيل قراءة عليه عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي النطنزي قال: أنبأني أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور الصيرفي قال: أنبأني أبو أحمد عبد

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 205 / ب 41 / ح 160.

(2) فرائد السمطين: 1 / 206 / ب 41 / ح 161.

(3) فرائد السمطين: 1 / 207 / ب 41 / ح 162.

الصفحة 242 

الواحد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن سلمة قال: أنبأني أبو أحمد بن عبد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم قال أنبأني جدي إسحاق بن إبراهيم قال: أنبأني أحمد بن منيع قال: أنبأني أبو أحمد الزهري قال: أنبأني هشام بن سعد عن عمرو بن أسيد عن ابن عمر قال: لقد أعطي علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثلاثا لئن تكون لي واحدة أحب إلي من حمر النعم: زوجه فاطمة وولدت منه، وأعطاه الراية يوم خيبر، وسد أبواب المسجد إلا باب علي(1).

الخامس والعشرون: الحمويني هذا قال: حديث روى سد الأبواب نحو ثلاثين رجلا من الصحابة أغربها حديث عبد الله بن عباس، أخبرنا تميم بن علي بن أحمد الخطيب قال: أنبأني أبو طاهر عبد الرحيم قال: أنبأني أبو الشيخ قال: أنبأني أبو يعلى قال: أنبأني أبو يحيى الحماني قال:

أنبأني أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سدوا أبواب المسجد كلها إلا باب علي(2).

السادس والعشرون: الحمويني قال: أخبرني الإمام مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيى بن الحسين بن عبد الكريم بقراءتي عليه أو إجازة منه قال: حدثنا المؤيد بن محمد بن علي إجازة قال:

أنبأني جدي لأمي أبي العباس محمد بن العباس العصاري سماعا عليه قال: أنبأني أبو إسحاق القاضي أبو سعيد بن محمد بن سعيد الغرخزادي سماعا عليه قال: أنبأني أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال: أنبأني أبو فنجويه ابن شيبة الحضرمي، أنبأني يحيى بن حمزة التمار قال: سمعت عطاء بن مسلم يذكر عن إسماعيل بن أمية عن جسرة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا إن مسجدي حرام على كل حائض من النساء وعلى كل جنب من الرجال إلا على محمد وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم(3).

 

السابع والعشرون: صاحب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة قال: حدث عبد الكريم بن روح عن عباد بن صهيب عن سعد بن أوس عن يحيى عن شريك بن عبد الله قال: رأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم وهو قائم وأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) جلوس وهو يقول لهم: أنشدكم الذي لا أعظم منه أفيكم أخ لرسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟ قالوا: لا، قال: أنشدكم الله فيكم من آمن بالله ورسوله قبلي؟ فقالوا: لا، قال: أنشدكم الله أفيكم أحد صلى القبلتين وبايع البيعتين قبلي؟ قالوا: لا، قال:

فأنشدكم الله أفيكم من له عم كعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء وغسيل الملائكة؟

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 207 / ب 41 / ح 163.

(2) فرائد السمطين: 1 / 208 / ب 41 / ح 164.

(3) المناقب 299 / ح 296.

الصفحة 243 

قالوا: لا، قال: فأنشدكم الله أفيكم أحد له زوجة تشبه زوجتي سليلة المصطفى وينعة العلى ومريم الكبرى وفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، قالوا: لا، قال: فأنشدكم الله أفيكم أحد له ولد يشبه ولدي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، فقالوا: لا، فقال: أنشدكم الله أفيكم أحد غمض عيني رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري، قالوا: لا، قال: أنشدكم الله هل فيكم أحد أقرب محتدا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟ قالوا: لا.

قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد فدى رسول الله بنفسه ونام على فراشه وبذل مهجته دونه غيري؟ قالوا: لا، قال: فأنشدكم الله أفيكم أحد جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله غيري؟

قالوا: لا، قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد أمر الله بمودته حيث قال: *(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)* غيري؟ قالوا: لا، قال: فأنشدكم الله هل فيكم من طهره الله تعالى في كتابه حيث قال: *(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)* غيري وأهل بيتي؟ قالوا: لا، قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيده يوم غدير خم وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاده غيري؟ قالوا: لا، قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد كان يأخذ ثلاثة أسهم: سهم القرابة وسهم الخاصة وسهم الهجرة غيري؟ قالوا: لا، قال: فأنشدكم بالله هل فيكم من أمر الله رسوله (صلى الله عليه وآله) بفتح بابه حين سدت الأبواب غيري حتى قام عمي وقال: يا رسول الله أمرت بسد أبوابنا وفتحت باب علي فقال: والله ما أسكنت عليا، بل الله أسكنه وأخرجكم؟ فقالوا:

صدقت فقال: اللهم أشهد وكفى بك شهيدا.

الثامن والعشرون: موفق بن أحمد بإسناده عن أبي ذر في حديث مناشدة أهل الشورى قال لهم (عليه السلام): أتعلمون أن أحدكم كان يدخل المسجد جنبا غيري؟ قالوا: اللهم لا(1).

التاسع والعشرون: موفق بن أحمد بإسناده عن أبي ذر في حديث المناشدة أيضا قال (عليه السلام):

فأنشدكم الله هل تعلمون أن أبواب المسجد سدها وترك بابي؟ قالوا: اللهم نعم(2).

غاية المرام للبحراني: 6 ...

____________

(1) المناقب 299 / ح 296.

(2) فرائد السمطين: 2 / 29 / ب 6 / ح 368.

الصفحة 244 

 

صحة وتواتر حديث سد الأبواب

أجمع الحفاظ على صحة حديث سد الأبواب في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلا من كان في قلبه بغض له عليه السلام من أجل قتل أجداده في بدر وأحد.

وكما علمت مفصلا فقد روي عن أكثر من بضع وعشرين طريقا عن أجلاء الصحابة أكثرها حسان وبعضها صحاح، وجل رواتها ثقات كما ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني(1).

* وقد صرح السيوطي وغيره بتواتره(2).

* وقال في القول المسدد: هو حديث مشهور له طرق متعددة كل طريق منها على انفراده لا تقصر عن رتبه الحسن ومجموعها مما يقطع بصحته.

وقال: فهذه الطرق المتظاهرة من روايات الثقات تدل على أن الحديث صحيح دلالة قوية(3).

وقال: هذه الأحاديث تقوي بعضها بعضا وكل طريق منها صالحة للاحتجاج فضلا عن مجموعها... وقد أخطأ [ ابن الجوزي ] في ذلك خطأ شنيعا فإنه سلك رد الأحاديث الصحيحة بتوهمه المعارضة مع أن الجمع بين القصتين ممكن(4).

وقال في أجوبته على المصابيح: وقد ورد من طرق كثيرة صحيحة أن النبي لما أمر بسد الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب علي، فشق على بعض الصحابة، فأجابهم بعذره في ذلك(5).

* وقال الجويني: وحديث سد الأبواب رواه نحو من ثلاثين رجلا من الصحابة(6).

* وقال سبط ابن الجوزي: حديث سد الأبواب إلا باب علي أخرجه أحمد والترمذي ورجاله ثقات ويؤيده

____________

1 - القول المسدد: 17 - 20، وفتح الباري: 7 / 12 - 11 ط. مصر و 7 / 18 ح 3654 ط. دار الكتب العلمية.

2 - إتحاف ذوي الفضائل: 167 ح 213، ونظم المتناثر: 203 ح 229.

3 - القول المسدد: 17 - 18 - 21 ط. حيدر آباد سنة 1319 هـ الطبعة الأولى، و 1400 هـ الطبعة الثالثة، وفتح الملك العلي عنه: 61.

4 - وفاء الوفاء: 2 / 476 الباب الرابع الفصل 12، وفتح الباري: 7 / 12 ط. مصر و 7 / 18 ح 3654 ط. دار الكتب العلمية.

5 - أجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني عن أحاديث المصابيح المطبوع بذيل مشكاة المصابيح: 3 / 1790.

6 - فرائد السمطين: 1 / 208 ح 163 باب 41 من السمط الأول.

الصفحة 245 

قوله (صلى الله عليه وسلم): " لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك "، كما في رواية أبو سعيد الموثقة(1).

- وعلى سبيل المثال: رواية زيد ابن أرقم(2) رجالها رجال الصحيح إلا أبي عبد الله ميمون وقد وثقه غير واحد وصحح له الترمذي حديثا غير هذا(3)، وأخرجه الحاكم وصححه(4).

وكذا رواية ابن عمر(5) رجالها رجال الصحيح كما رواها الهيثمي عن أحمد وأبو يعلى والسمهودي في الوفاء(6).

ورواه أحمد ورجاله ثقات وليس فيه هشام بن سعد(7).

والرواية الثانية لابن عمر رجالها رجال الصحيح إلا العلاء وهو ثقة وثقه ابن معين وغيره(8).

وتقدم رواية لابن عمر صححها النسائي وأحمد بإسناد حسن(9).

ورواية عمر صححها الحاكم كما تقدم.

ورواية زيد وابن عباس(10) صححهما الحاكم وأقرهما الذهبي(11).

ورواية ابن عباس الأخرى حسنها الكنجي وقال ابن حجر والهيثمي رجاله ثقات(12).

____________

1 - تذكرة الخواص: 46 الباب الثاني.

2 - المسند: 4 / 369 ط. م و 5 / 496 ح 18801 ط. ب، والحاوي للفتاوى: 2 / 57 رسالة شد الأثواب في سد الأبواب.

3 - القول المسدد: 19 ط. حيدر آباد سنة 1319 هـ الطبعة الأولى، و 1400 هـ الطبعة الثالثة، ووفاء الوفاء: 2 / 474 فقد فصله، والفوائد المجموعة: 366 مناقب علي ح 55، مجمع الزوائد: 9 / 114 ط. مصر 1352 وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: 9 / 149 ح 14671 كتاب المناقب.

4 - الحاوي للفتاوى: 2 / 57 رسالة شد الأثواب في سد الأبواب.

5 - المسند: 2 / 26 ط. م.

6 - مجمع الزوائد: 9 / 120 ط. مصر 1352 وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: 9 / 160 ح 14698 كتاب المناقب، ووفاء الوفاء: 2 / 475.

7 - الفوائد المجموعة: 366 مناقب علي ح 55.

8 - القول المسدد: 20 ط. حيدر آباد سنة 1319 هـ الطبعة الأولى، و 1400 هـ الطبعة الثالثة.

9 - فتح الباري: 7 / 11 - 12 ط. مصر و 7 / 17 ح 3654 ط. دار الكتب العلمية.

10 - رواه الطبراني وأحمد والترمذي والنسائي راجع الحاوي للفتاوى: 2 / 57 رسالة شد الأثواب في سد الأبواب، وسوف تأتي مصادره.

11 - المستدرك: 3 / 125 - 134 باب مناقب علي، وأسنى المناقب: 69.

12 - وفاء الوفاء: 2 / 475، والقول المسدد: 17 - 20، وفتح الباري: 7 / 12 - 11 ط. مصر و 7 / 18 ح 3654 ط. دار الكتب العلمية، ومجمع الزوائد: 9 / 120 ط. مصر 1352 وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: 9 / 159 ح 14696 كتاب المناقب.

الصفحة 246 

ورواية سعد بن مالك رواها أحمد بإسناد حسن(1).

ورواية سعد الأخرى رواها أحمد والنسائي بإسناد قوي(2).

وروايته الثالثة عند الطبراني رجالها ثقات(3).

ورواية زيد ابن أرقم أخرجها أحمد والحاكم والنسائي ورجالها ثقات(4).

ورواية ابن عباس أخرجها أحمد والنسائي ورجالهما ثقات(5).

* أقول: إضافة إلى ما تقدم من نصوص وما تقدم مفصلا في المصادر فقد تلقى الحفاظ هذا الحديث بالقبول ورواه من طرق متعددة وإليك نموذج من ذلك:

أخرجه أحمد في مسنده عن سعد ابن مالك وابن عمر وزيد، والنسائي عن زيد وسعد ابن أبي وقاص وابن عباس وابن عمر بسند صحيح، وأبو نعيم عن ابن عباس وبريدة الأسلمي وابن مسعود وعلي وسعد، والخطيب عن جابر، والحاكم عن زيد، وضياء الدين في الأحاديث المختارة عن زيد، والترمذي عن ابن عباس، والكلاباذي في المعاني عن ابن عباس وابن عمر، والطبراني عن ابن عباس وسعد وجابر بن سمرة، والبخاري في التاريخ عن ابن سمرة، والعقيلي عن أنس، والبزار عن علي(6).

الاحتجاجات بحديث سد الأبواب

ومما يؤيد صحة هذا التواتر احتجاج أمير المؤمنين فيه أن في حياة أبي بكر أو في الشورى، وكذا احتجاجات ابن عباس وبعض الصحابة به(7).

____________

1 - مجمع الزوائد: 9 / 115 ط. مصر 1352 وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: 9 / 149 ح 14672 كتاب المناقب.

2 - فتح الباري: 7 / 11 - 12 ط. مصر و 7 / 17 ح 3654 ط. دار الكتب العلمية.

3 - فتح الباري: 7 / 11 - 12 ط. مصر و 7 / 17 ح 3654 ط. دار الكتب العلمية.

4 - فتح الباري: 7 / 11 - 12 ط. مصر و 7 / 17 ح 3654 ط. دار الكتب العلمية.

5 - فتح الباري: 7 / 11 - 12 ط. مصر و 7 / 17 - 18 ح 3654 ط. دار الكتب العلمية.

6 - أقول ما ذكرته عن الحفاظ مأخوذا فقط من اللآلئ المصنوعة: 1 / 346 إلى 351 مناقب الخلفاء الأربعة، وإلا فنفس الحفاظ لهم روايات أخرى من طرق عدة تأتي في تفصيل المصادر في الهوامش.

7 - مجمع الزوائد: 9 / 120 ط. مصر 1352 وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: 9 / 159 ح 14696 كتاب المناقب، وفضائل الصحابة لأحمد: 2 / 684 ح 1168 مناقب علي، والمعجم الكبير: 12 / 78 ح 12593 و 12594 ترجمة ابن عباس ما روي عمرو بن ميمون عنه، ومستدرك الصحيحين: 3 / 132 - 125 وصححه ووافقه الذهبي، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 206 ح 250 - 251 و 3 / 116 ح 1140، ومسند أحمد: 1 / 331 ط. م و 545 ط. ب ورجاله رجال الصحيح إلا أبي بلج وهو ثقة فيه لين على ما قال الهيثمي في مجمع الزوائد، ومناقب الخوارزمي: 127 ح 140 الفصل 12، وخصائص النسائي: 58 - 42، والاحتجاج: 1 / 78 - 128 والرياض النضرة: 3 / 174، وكتاب الأربعين للخزاعي: 62 ح 20، وأنساب الأشراف: 2 / 355، والرياض النضرة: 3 / 174، ووفاة الزهراء: 67.

الصفحة 247 

- قال عليه السلام في منزله لأبي بكر: " فأنشدك الله أنت الذي أمرك رسول الله بفتح بابه في مسجده عندما أمر بسد أبواب جميع أهل بيته وأصحابه وأحل لك فيه ما أحل الله له أم أنا؟ ".

قال: بل أنت(1).

وتقدم في مطلع النصوص احتجاج علي (عليه السلام) به يوم الشورى، وأول يوم بويع فيه، ويأتي احتجاج ابن عمر به.

وقال يوم الشورى: " أفيكم أحد يطهره كتاب الله غيري حين سد رسول الله أبواب المهاجرين جميعا وفتح بابي "(2). فقالوا: لا.

احتجاج الإمام الحسين (عليه السلام)

أخرجه سليم بن قيس من مناشدة الإمام الحسين للصحابة والتابعين في مكة المكرة قبل خروجه إلى كربلاء قال:

" أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) اشترى موضع مسجده ومنازله فابتناه ثم ابتنى عشرة منازل تسعة له وجعل عاشرها في وسطها لأبي، ثم سد كل باب شارع إلى المسجد غير بابه، فتكلم في ذلك من تكلم فقال:

ما أنا سددت أبوابكم وفتحت بابه ولكن الله أمرني "(3).

  احتجاج عمر:

- وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وابن عساكر عن عمر بن الخطاب قال: لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لئن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم.

____________

1 - الإحتجاج: 1 / 128 ذيل احتجاجات الأمير على أبي بكر، وعبد الرزاق في المصنف ذكر الحديث الذي جرى بينهما في المنزل ولكنه اختصر المناقب التي عددها الإمام على أبي بكر واكتفى بقوله: " ثم ذكر قرابته من رسول الله وحقهم فلم يزل يذكر ذلك حتى بكى أبو بكر " المصنف: 5 / 473 ح 9774 خصومة علي والعباس.

2 - بناء المقال الفاطمية: 412 مناشدة علي يوم الشورى.

3 - كتاب سليم: 208.

الصفحة 248 

قيل: وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: تزوجه فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وسكناه المسجد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحل له فيه ما يحل له، [ سد الأبواب إلا بابه ] والراية [ الحربة ] يوم خيبر - هذا حديث صحيح الإسناد(1).

وكذا رواه القندوزي عن أحمد(2) والجزري عن الحاكم(3).

  احتجاج ابن عمر:

قال: كنا نقول في زمن النبي (صلى الله عليه وسلم): رسول الله خير الناس ثم أبو بكر ثم عمر، ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لئن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: زوجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ابنته وولدت له، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد، وإعطائه الراية يوم خيبر "(4).

فعند عمر وابنه كما أن علي زوج فاطمة الزهراء دون غيره، فكذلك فتح بابه في المسجد له دون غيره.

  احتجاج سعد:

أخرجه الشاشي قال سعد لمروان لما سب عليا: أخبرك بأربع سبق لعلي من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا ينبغي أحد منا ينتحلهن، دخل علينا رسول الله المسجد ونحن رقود فينا أبو بكر وعمر فجعل يوقضنا رجلا رجلا ويقول: " لا ترقدوا في المسجد ارقدوا في بيوتكم " حتى انتهى إلى علي فقال: " يا علي أما أنت فنم فإنه يحل لك فيه ما يحل لي "(5).

واحتج على معاوية به لترك القتال معه(6).

واحتج به أيضا على الحارث بن مالك(7).

____________

1 - مستدرك الصحيحين: 3 / 125 كتاب المعرفة، باب مناقب علي والموافقة لطبعة بيروت، والمصنف لابن أبي شيبة: 6 / 372 ح 32090 كتاب الفضائل - فضائل علي وما بين المعقودين منه، وتاريخ دمشق: 18 / 138 رقم الترجمة 2177.

2 - ينابيع المودة: 1 / 210 ط. إسلامبول 1301 هـ و 248 ط. النجف الباب 56.

3 - أسمى المناقب: 68 ح 22.

4 - مسند أحمد: 2 / 104 ح 4782 ط. ب و 26 ط. م، ومسند أبي يعلى: 9 / 453 ح 5601 مسند ابن عمر، وذخائر العقبى: 77 مع حذف المطلع، وأسد الغابة: 3 / 214 ترجمة أبي بكر وفضائله، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 243 ح 283، وفرائد السمطين: 1 / 208 الباب 41.

5 - مسند الشاشي: 1 / 146 ح 82 مسند سعد - بقية حديث إبراهيم بن سعد.

6 - مناقب الكوفي: 1 / 508 ح 424.

7 - مسند الشاشي: 1 / 126 ح 63 مسند سعد - الحارث بن مالك عن سعد.

 

 

 

 

الصفحة 249 

  احتجاج سلمان المحمدي:

وذلك يوم السقيفة حيث قال: يا أيها الناس... ألا إن عليا عنده علم المنايا وعلم الوصايا وفصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران، إذ يقول محمد صلى الله عليه وآله وسلم: " يا علي أنت وليي ووصيي وخليفتي في أهلي بمنزلة هارون من موسى "(1).

  ولأم سلمة احتجاج في الحديث على أبي بكر(2).

دلالة حديث سد الأبواب

ونحن إنما جئنا بحديث سد الأبواب لإثبات نص الأفعال الصادرة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) تجاه أمير المؤمنين وحده.

ولكن القوم ومن باب الجني على أنفسهم، أفادوا أن حديث سد الأبواب يدل على الخلافة:

قال ابن حبان معللا: إذا المصطفى (صلى الله عليه وسلم) حسم عن الناس كلهم أطماعهم في أن يكونوا خلفاء بعده غير أبي بكر بقوله: " سدوا عني كل خوخة في المسجد "(3).

قال الخطابي وابن بطال: في هذا الحديث إشارة قوية إلى استحقاق أبي بكر للخلافة ولا سيما وقد ثبت أن ذلك كان في آخر حياة النبي (صلى الله عليه وسلم)(4).

وقال المقريزي: فكان أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بإبقاء خوخة أبي بكر في المسجد مع منع الناس كلهم من ذلك، إشارة ودليل على خلافته بعد رسول الله وإن ذلك من رسول الله تنبيها للناس بأن أبو بكر يصير إمام المسلمين ويخرج من بيته إلى المسجد كما كان رسول الله يخرج، ذكره ابن بطال(5).

وقال الحافظ بن رجب الحنبلي: " سدوا هذه الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب أبي بكر " وفي هذا إشارة إلى أن أبا بكر هو الإمام بعده، فإن الإمام يحتاج إلى سكنى المسجد والاستطراق فيه بخلاف غيره(6).

وقال الحافظ ابن حجر: وقد ادعى بعضهم أن الباب كناية عن الخلافة(7) والأمر بالسد كناية عن طلبها، كأنه

____________

1 - مناقب الكوفي: 1 / 414 ح 327.

2 - وفاة الزهراء: 93.

3 - الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان: 9 / 5 ذيل ح 6821 كتاب المناقب.

4 - وفاء الوفاء: 2 / 472 الباب 4 الفصل 12.

5 - النزاع والتخاصم: 69.

6 - لطائف المعارف: 107 المجلس الثالث في ذكر وفاة رسول الله.

7 - لعله يشير إلى ابن كثير راجع البداية والنهاية: 7 / 343.

الصفحة 250 

قال: لا يطلبن أحد الخلافة إلا أبا بكر فإنه لا حرج عليه في طلبها وإلى هذا جنح ابن حبان(1).

وقال: وفي ذلك إشارة إلى استخلاف أبي بكر لأنه يحتاج إلى المسجد كثيرا دون غيره(2).

ثم إن القوم يشيرون بذلك إلى أحاديث سد الأبواب النازلة في أبي بكر وهي مروية في فضائل أبي بكر في جل كتبهم.

ولذا حاولوا الجمع بين هذه الأحاديث لصحتها جميعا عندهم.

- قال الحافظ ابن حجر: ومحصل الجمع أن الأمر بسد الأبواب وقع مرتين، ففي الأولى استثنى عليا لما ذكره من كون بابه كان إلى المسجد ولم يكن له غيره، وفي الأخرى استثنى أبا بكر.

ولكن لا يتم ذلك إلا بأن يحمل ما في قصة علي على الباب الحقيقي وما في قصة أبي بكر على الباب المجازي، والمراد به الخوخة كما صرح به في بعض طرقه، وكأنهم لما أمروا بسد الأبواب سدوها وأحدثوا خوخا يستقربون الدخول إلى المسجد منها فأمروا بعد ذلك بسدها.

- وبها جمع بينهما الطحاوي في مشكل الآثار والكلاباذي في معاني الأخبار(3).

- وقال العيني في العمدة: إن حديث سد الأبواب كان آخر حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) في الوقت الذي أمرهم أن لا يؤمهم إلا أبو بكر(4).

* قولنا في دلالة الحديث: أما على رأي ابن حجر والعسقلاني والطحاوي والكلاباذي ومن وافق قولهم كالسمهودي وغيره القائلين بصحة حديث الأبواب في علي على الحقيقة وفي أبي بكر على المجاز، فهم عندهم الحديث يدل على خلافة علي (عليه السلام) بالحقيقة وعلى خلافة أبي بكر بالمجاز!.

ذلك أن الخطابي وابن بطال وابن حبان والمقريزي وغيرهم أفادوا دلالة الحديث على الخلافة ودعواها. وهذا جمع بين القولين.

____________

1 - وفاء الوفاء: 2 / 473.

2 - القول المسدد: 22 ط. حيدر آباد سنة 1319 هـ الطبعة الأولى، و 1400 هـ الطبعة الثالثة.

3 - وفاء الوفاء: 2 / 476 - 477 الفصل 12 من الباب الرابع عن فتح الباري: 7 / 12 - 20 ط. مصر و 7 / 18 ح 3654 ط. دار الكتب العلمية، والقول المسدد: 17 - 18 ط. حيدر آباد سنة 1319 هـ الطبعة الأولى، و 1400 ه الطبعة الثالثة، ونزل الأبرار للبدخشاني: 75 الباب الأول.

 

4 - عمدة القارئ: 7 / 592 عنه الغدير: 3 / 215.

الصفحة 251 

- وأما جمع الحافظ ابن حجر والطحاوي والقاضي المالكي والكلاباذي ومن قال بقولهم(1) فيرده أمور:

* الأمر الأول: أن النبي في بادئ الأمر لم يأمر فقط بسد الأبواب بل أمر بسد كل ثقب في المسجد من باب وخوخة أو ما ينظر منه أو كوة، بل ومثل ثقب الإبرة كما تقدم في رواية عمر وبن سهل وجابر بن سمرة وبريدة وعلي.

فالروايات مصرحة بهذا المنع فلا معنى للاستثناء، إلا على القول بمعصية أجلاء الصحابة في أمره، مع قوله في بعض طرقه: " سدوا قبل أن ينزل العذاب ".

خاصة أن القول بتكرار القصة دعوى لا دليل عليها في الروايات سوى تأييد قول البكرية في وضعهم لحديث سد الأبواب إلا باب أبي بكر.

* الأمر الثاني: أن هذا الجمع إن أريد منه أن الرسول سد الأبواب إلا باب علي، ثم سد الخوخات إلا خوخة أبي بكر فإنه ينافي الكثير من الروايات المصرحة - والتي منها رواية البخاري في الصحيح - بأن الرسول استثنى باب أبي بكر لا خوخته، التي رويت عن أبي سعيد وأيوب بن بشير ومعاوية وأنس وعائشة ويحى بن سعد وحكيم بن عمير وأبي الحويرث.

وفي المقابل الروايات المعبرة بالخوخة ليست إلا رواية ابن عمر وابن عباس(2).

هذا بناء على أن المراد من الخوخة الكوة لا الباب كما فهمه القاضي المالكي في أحكامه والكلاباذي في معانيه والطحاوي في المشكل.

* وقال السيوطي: قد ثبت بالأحاديث السابقة وقرر العلماء أن أبا بكر لم يؤذن له في فتح الباب، بل أمر بسد بابه، وإنما أذن له في خوخة صغيرة وهي المراد من حديث البخاري(3).

على أنه في ذلك الأزمان لم يكن متعارف سوى الأبواب والنوافذ ولا ثالث.

ويشهد له ما تقدم في الأحاديث من طمع الصحابة ببقاء كوة أو مقدار الإبرة وما شابهه، ولا قائل منهم ببقاء الخوخة إما لعدم الفرق بينها وبين الباب، وإما لعدم وجودها أصلا، فسد النبي (صلى الله عليه وآله) الأبواب والنوافذ والكوة وما

____________

1 - راجع الحاوي للفتاوى للسيوطي: 2 / 59 رسالة شد الأثواب بسد الأبواب.

2 - يراجع الحاوي للفتاوى للسيوطي: 2 / 54 - 55 - 56 - 72 رسالة شد الأثواب بسد الأبواب، واللآلئ المصنوعة: 1 / 352 مناقب الخلفاء الأربعة.

3 - الحاوي للفتاوى للسيوطي: 2 / 80 ذيل رسالة شد الأثواب بسد الأبواب.

الصفحة 252 

شابه ذلك جميعا، فكيف يصح بعدها أمرهم بسد الخوخات أو النوافذ، وهل هو إلا تحصيل للحاصل!!

هذا مع أنه منافي لما روي أن الرسول سد كل الخوخات إلا خوخة علي(1).

* وإن أريد منه أن الخوخة شبيه الباب أو نفسه - كما هو نص أكثر الروايات كما تقدم -، فهذا ما منع منه رسول الله أولا، وهو المرور والدخول من الدور إلى المسجد والروايات مصرحة بذلك.

فلا معنى للاستثناء مرة أخرى لأبي بكر مع عدم وجود المستثنى منه، إذ المفروض أن الصحابة جميعا التزموا بالأمر وسدوا الأبواب والذي منهم أبو بكر كما تقدم التصريح به، فلا معنى للحديث مع الاستثناء، نعم لو وضع البكرية الحديث بنحو: " يا أبا بكر افتح بابك المغلق دون الصحابة " لكان له وجه، لعدم تنافيه مع أحاديث سد الأبواب من الأول، إذ يقال أنه النبي في آخر عمره فتح باب أبي بكر الذي كان مسدودا، ولكن يد التزوير كانت ناقصة!!.

نعم يبتلى بأنه يعارض بقاء باب علي مفتوحا مع أن المتفق عليه بقاء بابه مفتوحا بعد وفاة النبي، إذ النبي لم يستثني من الصحابة - في أحاديث فتح باب أبي بكر - باب علي.

بل أصل أحاديث الباب في أبي بكر لا تصح لأنها لم تستثني باب علي المفتوح.

على أن الهدف من السد هو إلغاء المرور لمن ليس أهلا له لا مجرد إغلاق الأبواب.

نقل المقريزي في كتابه إمتاع الأسماع: " سدوا هذه الأبواب الشوارع إلى المسجد إلا باب أبي بكر..، فقال عمر دعني يا رسول الله أفتح كوة أنظر إليك تخرج إلى الصلاة!.

فقال: لا(2).

فلاحظ أولا: أن المأمور به سد نفس الأبواب لا الكوة.

وثانيا: من هذا الحديث يعلم أن الرسول لم يأمرهم بسد شئ قبل ذلك لأن عمر كان بابه مفتوح، وكذلك بقية الصحابة.

وهذا دليل على عدم إمكان الجمع، ثم على بطلان أحاديث السد في حق الخليفة الأول، وأنه من وضع البكرية كما قال ابن أبي الحديد، أو بخصوصيته لعلي كما قال الجصاص.

* الأمر الثالث: أن علة سد الأبواب - والتي صرح الرسول في كثير من طرقها بأن الله هو الذي سد أبوابكم

____________

1 - لسان العرب: 3 / 14 باب الخاء مادة خوخ، ونظم درر السمطين: 108 ط. مطبعة القضاء بمصر عنه إحقاق الحق.

2 - إمتاع الأسماع: 1 / 545 - وفاة الرسول - ذيل الكتاب.

الصفحة 253 

وفتح باب علي أو أخرجكم وأدخله - هي طهارة علي وأهل بيته ونجاسة غيره، كما صرحت بذلك رواية أمير المؤمنين واحتجاجه يوم الشورى، ورواية ابن زبالة عن رجل من أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله)، وكذلك رواية أنس وابن عباس والهلالي التي نص بها النبي (صلى الله عليه وآله) أنه دعا الله أن يطهر مسجده بعلي وبذريته من بعده كما فعل موسى (عليه السلام)، ويأتي أن البزار أخرجه عن علي (عليه السلام)(1).

- ويؤيده بل هو نص فيه، ما أخرجه الطبراني عن ابن عباس والبزار عن محمد ابن علي الباقر بسند جيد من التعبير بالخروج من المسجد لا بعنوان سد الأبواب(2).

وعليه فلا معنى لاستثناء باب أو خوخة أبي بكر، لأن أبي بكر كعمر وعثمان والعباس وحمزة من هذه الناحية، أعني ناحية عدم الطهارة، إلا أن يقال أن أبا بكر طهر في آخر حياته! ولو كان لا بد من الاستثناء لاستثنى خوخة لعميه.

ويؤيده ما روي عن ابن عباس وغيره كما تقدم أن علي كان يمر بالمسجد وهو جنب.

وقوله (صلى الله عليه وآله): " سألت ربي أن يطهر مسجدي بك وبذريتك ". أخرجه البزار(3).

بل هناك كثير من الروايات صرحت بأنه لا يحل لغير النبي وعلي الجماع وعرك النساء في المسجد، كما أخرجها ابن مردويه، والترمذي وحسنه، والنووي وقال: حسنه الترمذي لشواهد، والبيهقي في السنن، وابن منيع في مسنده عن جابر، وابن أبي شيبة في مسنده عن أم سلمة، وأبي يعلى في مسنده والقاضي إسماعيل في أحكام القرآن عن ابن حنطب، وأبي يعلى في المسند عن أبي سعيد، وابن عساكر في التاريخ من طرق(4).

منها: ما أخرجه ابن عساكر وابن أبي شيبة في مسنده عن أم سلمة قالت: خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) من بيته حتى انتهى إلى صرح المسجد فنادى بأعلى صوته: " أنه لا يحل المسجد لجنب ولا لحائض إلا لمحمد وأزواجه وعلي وفاطمة بنت محمد ألا هل بينت لكم الأسماء أن تضلوا "(5).

____________

1 - وفاء الوفاء: 2 / 478 - 479 - الفصل 12 من الباب الرابع.

2 - مجمع الزوائد: 9 / 115 ط. مصر 1352 وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: 9 / 151 ح 14677 - 14678 كتاب المناقب.

3 - مسند البزار: 2 / 144 ح 506.

4 - ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 292 ح 331 رواه من طرق، واللآلئ المصنوعة: 1 / 350 - 353 مناقب الخلفاء الأربعة، والفوائد المجموعة: 366 - 367 مناقب علي ح 56، ومناقب آل أبي طالب: 2 / 194 فصل في الجوار، والسنن الكبرى: 2 / 442 باب الجنب يمر في المسجد، و ج 7 / 65 باب دخول المسجد جنبا، ومسند أبي يعلى: 2 / 311 ح 1042 مسند أبي سعد وبالهامش (أخرجه الترمذي وقال حسن غريب).

5 - ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 294 ح 333، واللآلئ المصنوعة: 1 / 353 مناقب الخلفاء الأربعة عن ابن أبي شيبة.

الصفحة 254 

وأخرجه البيهقي بلفظ: " ألا لا يحل المسجد لجنب وحائض إلا لرسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين "(1).

وأخرج ابن راهويه في مسنده والبيهقي في السنن عن عائشة: " وجهوا هذه البيوت عن المسجد فإني لا أحل المسجد لحائض وجنب إلا لمحمد وآل محمد "(2).

وأخرج البزار عن علي قال: أخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيدي فقال: " إن موسى سأل ربه أن يطهر [ يظهر ] مسجدي بهارون وأني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك وبذريتك ".

ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك، فاسترجع!.

ثم قال سمع وطاعة، ثم أرسل إلى عمر... "(3).

واستشهد ابن عباس وعلي كما تقدم بحديث سد الأبواب لحلية دخول المسجد لعلي ولطهارته كما طهر هارون.

وكذا الرواية عن ابن عمر وعلي وأبي رافع المصرحة بذلك(4).

وتقدم كلام سبط ابن الجوزي في تأييد حديث سد الأبواب برواية حرمة الدخول المسجد لغير علي، وكذا فعل الحافظ ابن حجر في القول المسدد(5).

* وأما ما تقدم أن علة فتح باب أبي بكر هي احتياجه كخليفة إلى الدخول والخروج للمسجد، فمردودة بما تقدم من أن العلة الطهارة.

على أنه كان لا بد من فتح باب لعمر وعثمان لخلافتهما ولو عند توسعة المسجد، والتي مدتها أطول من

____________

1 - السنن الكبرى: 7 / 65 باب دخول المسجد جنبا، واللآلئ المصنوعة: 1 / 354 مناقب الخلفاء الأربعة.

2 - السنن الكبرى: 2 / 442 باب الجنب يمر في المسجد، ومسند إسحاق ابن راهويه: 3 / 1032 ح 1783 من مسند عائشة.

3 - وفاء الوفاء: 2 / 477، ومجمع الزوائد: 9 / 115 ط. مصر 1352 وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: 9 / 149 ح 14673 كتاب المناقب عن البزار برقم 2552، وكنز العمال: 6 / 408 ط. دكن 1312، ومنتخب الكنز: 5 / 55. وما بين المعقودين من المجمع.

4 - مجمع الزوائد: 9 / 115 ط. مصر 1352 وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: 9 / 149 ح 14672 كتاب المناقب، وبحار الأنوار: 39 / 33 باب 72، ومناقب آل أبي طالب: 2 / 194 فصل في الجوار.

5 - القول المسدد: 21 ط. حيدر آباد سنة 1319 هـ الطبعة الأولى، و 1400 هـ الطبعة الثالثة.

الصفحة 255 

خلافة الأول فالحاجة أكثر.

بل حتى في خلافته كان دخول عمر للمسجد أكثر، وقد تقدم قول البعض لأبي بكر: " أنت الخليفة أم هو؟!.

فقال أبو بكر: بل هو ولو شاء كان ".

قال البوصيري بعد الحديث: رجاله ثقات(1).

هذا مضافا إلى أن العلماء صرحوا أن المعيار في فتح باب أبي بكر هو إجازة النبي، قال السيوطي: لو بقيت دار أبي بكر واتفق هدمها وإعادتها أعيدت بتلك الخوخة كما كانت بلا مرية، فلا تجوز الزيادة فيها بالتوسعة ولا جعلها في موضع أخر من المسجد، اقتصارا على ما ورد الأذن من الشارع الواقف فيه(2).

* الأمر الرابع: ما ورد من بعض الطرق المتقدمة أن النبي سد كل خوخة إلا خوخة علي (عليه السلام) وهو لا يدع للجمع مجال.

وفي بعضها مصرح بأن النبي أمر بسد باب أبي بكر بالاسم لا خوخته، كما تقدم في رواية أمير المؤمنين وكذا رواية ابن زبالة(3).

* الأمر الخامس: ما تقدم في احتجاج علي وبعض الصحابة بالحديث وأنه لم يفتح غير بابه مع سد كل الأبواب، ولم يعترض أحد عليه وأن أبا بكر كان له بابا كما كان لك.

والتي منها على نفس أبي بكر، فلو صحة أحاديث أبي بكر لقال له: فتح النبي بابي كما فتح بابك؟!

* الأمر السادس: أنه على رأي ابن حبان والخطابي وابن بطال القائلين بدلالة الحديث على الخلافة يستحيل الجمع إلا على القول بتعدد الخليفة!.

* الأمر السابع: أن بعض الروايات التي تقول أن العباس أو حمزة اعترضا على رسول الله في ذلك نحو ما روى عن الهلالي: " يا رسول الله أخرجت عمك وأسكنت ابن عمك "(4)، فكان الأولى من العباس الاعتراض على ترك باب أبي بكر لا الاعتراض على باب علي المطهر بآية التطهير والذي بيته في المسجد.

وإن كان بعد استشهاد حمزة لاعترض العباس.

____________

1 - شرح النهج: 3 / 108 ط. مصر الأولى، والدر المنثور: 3 / 252 ذيل قوله " إنما الصدقات للفقراء) من سورة التوبة، وكنز العمال: 2 / 189 ط. دكن 1312، والمطالب العالية: 2 / 219 ح 2073 باب الوزراء ورد الوزير أمر الأمير، ويراجع هامش المطالب العالية أيضا.

2 - الحاوي للفتاوى للسيوطي: 2 / 80 ذيل رسالة شد الأثواب بسد الأبواب.

3 - وفاء الوفاء: 2 / 477.

4 - وفاء الوفاء: 2 / 477.

الصفحة 256 

ومن ذلك يعلم بطلان أصل حديث سد الأبواب إلا باب أبو بكر كما صرح بذلك ابن أبي الحديد قال: إن سد الأبواب كان لعلي فقلبته البكرية إلى أبي بكر(1).

* الأمر الثامن: قال الجصاص: فأخبر في هذا الحديث بحظر النبي (صلى الله عليه وسلم) الاجتياز كما حظر عليهم القعود، وما ذكر من خصوصية علي رضي الله عنه صحيح... وإنما كانت الخصوصية فيه لعلي دون غيره... فثبت بذلك أن سائر الناس ممنوعون من دخول المسجد مجتازين وغير مجتازين(2).

* الأمر التاسع: أنه من المسلم به وجود عمر وأبي بكر في جيش أسامة وذلك قبيل وفاة النبي الأعظم وهذا بنفسه خير دليل على:

1 - بطلان أصل حديث سد الأبواب في أبي بكر لأنه لم يكن حاضرا عند وفاة النبي: أما قبل الوفاة بأيام فالمفروض أنه في جيش أسامة والنبي لعن من تخلف عنه.

وأما قبيل الوفاة فتقدم أنه كان في منزله بالسنخ.

2 - ولو سلم فلا يدل على الخلافة لأن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) كان يعلم بوفاته فكيف يعقل إبعاده عن الخلافة، ثم سد بابه الدال على الخلافة بزعمهم!؟.

مصادر حديث سد الأبواب

مناقب كوفي: 1 / 472 عن سعد، ونزل الأبرار: 50 - 71 إلى 73 عن عمرو بن ميمون وزيد وسعد وابن عمر الباب الأول، وجواهر المطالب: 1 / 185 باب 27 عن ابن عباس وزيد وابن عمر وعمر، والمعجم الأوسط: 4 / 553 ح 3942 عن سعد، وكتاب الأربعين للخزاعي: 35 ح 4 و 62 عن ابن عباس وجابر، ومجمع الزوائد: 9 / 111 و 112 وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد 9 / 148 إلى 151 و 160 ح 14671 وما بعده و 14699 عن زيد بن أرقم وعبد الله الكناني وسعد بن مالك وعلي وابن عمر وجابر بن سمرة وابن عباس والصادق وعمر، وفضائل الصحابة: 2 / 567 ح 955 عن ابن عمر و 581 ح 985 عن زيد، والفردوس: 2 / 309 ح 3396 عن ابن عباس، ومسند الشاشي: 1 / 126 - 146 ح 63 - 82 عن سعد، ومسند أبي يعلى: 9 / 453 ح 5601 ابن عمر، ومسند شمس الأخبار: 1 / 98 عن جابر والبراء، ومسند البزار: 4 / 36 ح 1197 سعد. و 3 / 368 ح 1169 علي.

____________

1 - شرح النهج: 11 / 49 شرح الخطبة 203.

2 - أحكام القرآن: 2 / 248 عنه الغدير: 3 / 212.

الصفحة 257 

و 2 / 318 - 144 ح 506 و 750 علي، وحلية الأولياء: 4 / 153، والمقصد العلي: 3 / 184 ح 1327 عن سعد وابن عمر وعمر، وتاريخ أصبهان: 2 / 181 رقم 1412، وتاريخ أصبهان: 1 / 328، وتاريخ بغداد: 2 / 388 و 389 سعد و 7 / 214، والتاريخ الكبير: 1 / 408 ح 1304 عن أم سلمة وعائشة، ولطائف المعارف: 107 والقول المسدد: 5 - 17 - 21، وأمالي الشجري: 1 / 42 عن علي 18 - 22 وجابر ح 2، ومشكاة المصابيح: 3 / 1723 ح 16096 عن ابن عباس.

ونظم المتناثر من الحديث المتواتر: 203 ح 229، ومسند أبي يعلى: 2 / 61 ح 703 عن سعد بن أبي وقاص، وتذكرة الخواص: 46 الباب الثاني عن زيد وابن عباس وسعد بن أبي وقاص وابن عمر وجابر، والمعجم الأوسط: 2 / 98 ح 1188 عن ابن عمر، مناقب ابن المغازلي: 167 إلى 170 ط. بيروت و ط. طهران: 117 - 253 إلى 255 - 260 ح 303 إلى 309 - 115 عن حذيفة وسعد بن أبي وقاص والبراء بن عازب وابن عباس ونافع ومولى ابن عمر، ومناقب الخوارزمي: 301 - 315 - 327 الفصل التاسع عشر و 127 الفصل 12 ح 140 عن ابن عباس وأبو ذر عن علي وواثلة عنه وزيد، ومنتخب كنز العمال: 5 / 29 - 39 - 55.

وكنوز الحقائق: 433، والصواعق المحرقة: 191، وذخائر العقبى: 76 - 77 عن زيد وابن عمر وعمر، وخصائص النسائي: 55 - 58 ح 37 عن زيد و 49 عن سعد و 40 عن ابن عباس، وكفاية الطالب: 200 - 203 - 286 - 243 الباب 50 - 70 عن جابر وابن عباس وزيد وسعد، ووفاء الوفاء: 2 / 474 إلى 479 الباب الرابع الفصل الحادي عشر عن سعد وابن عباس وزيد وابن عمر وجابر بن سمرة ومسلم الهلالي عن أخيه وعلي وسعد وبن مالك، ومستدرك الصحيحين: 3 / 125 - 116 عن عمرو سعد بن مالك باب مناقب علي، وأسد الغابة: 3 / 214 عن ابن عمر - ترجمة أبي بكر - فضائله، وينابيع المودة: 1 / 210 ط. إسلامبول 1301 هـ و 248 ط. النجف باب 6 عن عمر وزيد 99 من طرق الباب 17.

والحاوي للفتاوى: 2 / 57 - 58 رسالة شد الأثواب في سد الأبواب عن زيد بن أرقم وسعد بن أبي وقاص وابن عباس وعلي وجابر بن سمرة وابن عمر.

والقول المسدد: 17 - 32 عن زيد ابن أرقم ومحمد بن جعفر، وابن عباس، ويحي بن إسماعيل، ومصعب ابن سعد عن أبيه، وجابر بن سمرة، وابن عمر، وأبي سعيد، والمطلب ابن حنطب، وعلي، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 204 ح 250 عن ابن عباس و 235 ح 278 عن سعد و 244 ح 283 عن ابن عمر و 275 إلى 296 ح 323 وما بعده عن ابن عباس وزيد والبراء وسعد وابن عمر وجابر وأبي سعيد وأم سلمة وأبي رافع.

الصفحة 258 

وكنز العمال: 13 / 175 ح 36521 عن علي و 110 ح 36359 عن ابن عمر و 137 ح 36432 عن جابر و 11 / 618 ح 33004 عن زيد و 5 / 723 و 726 ح 14242 - 14243 خلافة عثمان.

والمعجم الكبير: 12 / 78 - 114 ح 12594 - 12722 ترجمة ابن عباس ما روى عنه عمرو بن ميمون و 2 / 246 ترجمة جابر بن سمرة ما روى ناصح عن سماك عنه ح 2031، وصحيح الترمذي: 5 / 641 ط. دار الحديث و 2 / 301 ط. بولاق 1292 و 13 / 173 ط. الصاوي بمصر عن ابن عباس، والمسند: 2 / 26 ط. م و 1 / 331 - 175 ط. م عن ابن عباس وسعد بن مالك و 1 / 5 28 - 545 ط. ب و 4 / 369 ط. م و 5 / 496 ح 18801 عن زيد بن أرقم، وإرشاد القلوب: 2 / 260 عن أبي ذر عن علي، وأمالي الصدوق: 273 المجلس 54 ح 4 - 8 عن زيد وابن عباس وعلي وأبي عمران والرضا عن آبائه.

وترجمة علي من تاريخ دمشق: 3 / 116 - 119 عن واثلة عن علي.

والطرائف: 1 / 60، وكشف الحق: 393، والعمدة: 86 - 175 - 177، والفضائل الخمسة: 1 / 278 و 2 / 167 من طرق.

واللآلئ المصنوعة للسيوطي: 1 / 182 الطبعة الأولى - بولاق - عن جسرة بنت دجاجة عن عائشة، و 181 عن المطلب بن عبد الله بن حنطب وعن أنس بن مالك وعن عبد الله بن مسعود وعن الملائي عن علي.

وشرف النبي للكازروني: 74 عنه إحقاق الحق: 5 / 580 عن عدي بن ثابت، والغدير للأميني: 3 / 202 إلى 214 من طرق، وأسمى المناقب: 69 عن عمر، والمستدرك: 3 / 117 مناقب الأمير عن سعد بن مالك. و 125 عن زيد و 134 عن ابن عباس، وفرائد السمطين: 1 / 205 - 207 باب 41 عن بريدة وابن عباس وابن عمر.

حديث سد الأبواب من المسجد إلا باب علي (عليه السلام)