الباب في أنه (عليه السلام) حامل اللواء يوم القيامة وساقي الحوض وقسيم الجنة والنار من طريق العامة

الصفحة 48   

زيادة في ما تقدم وفيه ثمانية وعشرون حديثا

الأول: روى صدر الأئمة عند المخالفين أخطب خوارزم أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي الخوارزمي بإسناده المتصل عن سلمان قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " أول الناس ورودا على الحوض يوم القيامة أولهم إسلاما علي بن أبي طالب "(1).

الثاني: موفق بن أحمد بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال أبي دفع النبي (صلى الله عليه وآله) الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ففتح الله تعالى عليه، وأوفقه يوم غدير خم فأعلم الناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة وقال له: " أنت مني وأنا منك " وقال له: " تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل " وقال له: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " وقال له: " أنا سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت ".

وقال له: " أنت العروة الوثقى " وقال له: " أنت تبين لهم ما يشتبه عليهم من بعدي " وقال له:

" أنت إمام كل مؤمن ومؤمنة وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي " وقال له: " أنت الذي أنزل الله فيه *(وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر)* وقال له: " أنت الآخذ بسنتي والذاب عن ملتي " وقال له: " أنا أول من تنشق الأرض عنه وأنت معي " وقال له: " أنا عند الحوض وأنت معي "

وقال له: " أنا أول من يدخل الجنة وأنت معي تدخلها والحسن والحسين وفاطمة " وقال له: " إن الله تعالى أوحى إلي أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس وبلغتهم ما أمرني الله بتبليغه " وقال له: " اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ".

ثم بكى (صلى الله عليه وآله) فقيل له: مم بكاؤك يا رسول الله؟

قال: " أخبرني جبرئيل (عليه السلام) أنه يظلمونه ويمنعونه حقه ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعده، وأخبرني جبرئيل عن الله عز وجل أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الأمة على محبتهم، وكان الشاني لهم قليلا والكاره لهم ذليلا، وكثرة المادح لهم،

____________

(1) المناقب: 52 / ح 15.

الصفحة 49   

وذلك حين تغير البلاد وضعف العباد واليأس من الفرج، فعند ذلك يظهر القائم فيهم.

قال النبي (صلى الله عليه وآله): " اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي، هو من ولد ابنتي فاطمة، يظهر والله الحق بهم ويخمد الباطل بأسيافهم، وتبعتهم الناس راغب إليهم وخائف لهم ".

قال: وسكن البكاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: " معاشر المسلمين أبشروا بالفرج فإن وعد الله لا يخلف وقضاؤه لا يرد وهو الحكيم الخبير وإن فتح الله قريب، اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم اكلأهم وارعهم وكن لهم وانصرهم وأعزهم ولا تذلهم وأخلفني فيهم، إنك على ما تشاء قدير "(1).

الثالث: موفق بن أحمد بإسناده عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) عنه أنه قال: جاءنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونحن مضطجعون في المسجد وفي يده عسيب رطب قال: ترقدون في المسجد، قلنا: قد أجفلنا وأجفل علي معنا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي، ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة، والذي نفسي بيده إنك لذائد عن حوضي يوم القيامة، تذود عنه رجالا كما تذود البعير الضال عن الماء بعصا لك من عوسج، كأني أنظر إلى مقامك من حوضي "(2).

الرابع: موفق بن أحمد بإسناده عن زيد بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) يوم فتح خيبر: " لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم لقلت فيك اليوم مقالا بحيث لا تمر بملأ من المسلمين إلا أخذوا من تراب رجليك وفضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

يا علي أنت تؤدي ديني وتقاتل على سنتي، وأنت في الآخرة أقرب الناس مني وإنك غدا على الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين، وأنت أول من يرد علي الحوض، وأنت أول داخل في الجنة من أمتي، وإن شيعتك على منابر من نور رواء مرويين، مبيضة وجوههم حولي، أشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني وإن أعداءك غدا ظماء مظمئين، مسودة وجوههم مقمحون ومقمعون، يضربون بالمقامع وهي سياط من نار مقمحين(3)، وحربك حربي وسلمك سلمي وسرك سري وعلانيتك علانيتي وسريرة صدرك سريرة صدري، وأنت باب علمي، وإن ولدك

____________

(1) المناقب: 61 / ح 31.

(2) المناقب: 109 / ح 116.

(3) في ينابيع المودة (1 / 200): مقتحمين.

الصفحة 50   

ولدي لحمك لحمي ودمك دمي، وإن الحق معك والحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك، والإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، وإن الله عز وجل قد أمرني أن أبشرك أنك وعترتك في الجنة وعدوك في النار، لا يرد علي الحوض مبغض لك ولا يغيب عنه محب لك ".

قال علي: " فخررت ساجدا لله تعالى وحمدته على ما أنعم به علي من الإسلام والقرآن وحببني إلى خاتم النبيين وسيد الوصيين (صلى الله عليه وآله) "(1).

الخامس: موفق بن أحمد بإسناده عن مخدوج بن زيد الباهلي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخى بين المسلمين ثم قال: " يا علي أنت أخي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، أما علمت يا علي أن أول من يدعى به يوم القيامة بي فأقوم عن يمين العرش في ظله فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بالنبيين بعضهم على بعض فيقومون سماطين عن يمين العرش في ظله فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة، ألا وإني أخبرك يا علي أن أمتي أول الأمم يحاسبون يوم القيامة، ثم أنت أول من تدعى لقرابتك مني ومنزلتك عندي، ويدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين، آدم وجميع خلق الله يستظلون بظل لوائي يوم القيامة، وطوله مسيرة ألف سنة، سنانه ياقوتة حمراء، قصبته فضة بيضاء، زجه درة خضراء، له ثلاث ذوائب من نور: ذؤابة في المشرق وذؤابة في المغرب والثالثة وسط السماء الدنيا مكتوب عليها ثلاثة أسطر:

الأول بسم الله الرحمن الرحيم، والثاني الحمد لله رب العالمين، والثالث لا إله إلا الله محمد رسول الله طول كل سطر ألف سنة وعرضه مسيرة ألف سنة، ولتسير بلوائي والحسن عن يمينك والحسين عن شمالك حتى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش، ينادي مناد من تحت العرش، نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي أبشر يا علي فإنك تكسى إذا كسيت وتدعى إذا دعيت وتحبى إذا حبيت "(2).

السادس: موفق بن أحمد أيضا بإسناده في حديث طويل قال: لما قدم علي (رضي الله عنه) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد فتح خيبر قال (صلى الله عليه وآله): " لولا أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصارى في المسيح (عليه السلام) لقلت فيك مقالا لا تمر بملأ إلا أخذوا التراب من تحت قدميك ومن فضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى وأنا منك وأنت مني، ترثني وأرثك إلا أنه لا نبي بعدي، وأنك تبرئ ذمتي وتقاتل على سنتي، وإنك غدا في الآخرة أقرب الناس مني وإنك

____________

(1) المناقب: 128 / ح 143 بزيادة من المصنف.

(2) المناقب: 140 / ح 159.

الصفحة 51   

أول من يرد علي الحوض، وأول من يكسى معي، وأول داخل في الجنة من أمتي، وإن شيعتك على منابر من نور وإن الحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك "(1).

السابع: موفق بن أحمد بإسناده عن جابر بن سمرة قال: قيل: يا رسول الله من يحمل رأيتك يوم القيامة؟

قال: " من عسى يحملها إلا من حملها في الدنيا وهو علي بن أبي طالب "(2).

الثامن: موفق بن أحمد بإسناده عن مالك بن دينار قال: سألت سعيد بن جبير فقلت: يا أبا عبد الله من كان حامل راية رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟

فنظر إلي وقال: كأنك رخي البال قال: فغضب وشكوت إلى إخوانه من القراء قالوا لي: لأنك سألته وهو خائف من الحجاج، وقد لاذ بالبيت، فسله الآن، فسألته فقال: كان حاملها علي، هكذا سمعته من ابن عباس(3).

التاسع: موفق بن أحمد بإسناده عن عيسى بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب قال:

حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " أنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة وأنت معي، ومعي لواء الحمد وهو بيدك تسير به أمامي وتسبق به الأولين والآخرين "(4).

العاشر: موفق بن أحمد بإسناده عن ابن عباس قال ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة " فقال له العباس بن عبد المطلب عمه فداك أبي وأمي ومن هؤلاء الأربعة؟

قال: " أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمي حمزة أسد الله على ناقتي العضباء، وعلي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين، عليه حلتان خضراون من كسوة الرحمن، وعلى رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ألف ركن، على كل ركن ياقوتة حمراء تضئ للراكب مسيرة ثلاثة أيام، وبيده لواء الحمد وهو ينادي: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فيقول الخلائق: من هذا؟ هو ملك مقرب أم نبي مرسل أم حامل عرش؟ فينادي مناد من بطنان العرش: ليس هذا بملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي

____________

(1) المناقب: 128 / ح 143 بتفاوت.

(2) المناقب: 358 / ح 369.

(3) مستدرك الصحيحين: 3 / 137، مناقب آل أبي طالب: 3 / 85.

(4) المناقب: 359 / ح 371.

الصفحة 52   

طالب وصي رسول الله وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم "(1).

الحادي عشر: موفق بن أحمد بإسناده عن محمد بن الحسين المعروف بشلقان عن جعفر بن محمد (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " أول من يدخل الجنة من النبيين والصديقين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) " فقام أبو دجانة فقال: ألم تخبرنا عن الله سبحانه وتعالى أنه أخبرك أن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت، وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك؟

قال: " بلى ولكن أما علمت أن حامل لواء الحمد أمامهم، وعلي بن أبي طالب حامل لواء الحمد يوم القيامة بين يدي يدخل به الجنة وأنا على أثره " فقام علي (رضي الله عنه) وقد أشرق وجهه سرورا وهو يقول: " الحمد لله الذي شرفنا بك يا رسول الله "(2)

الثاني عشر: موفق بن أحمد بإسناده عن أبي أحمد بن عامر بن سليمان قال: حدثنا أبو الحسن علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، حدثني أبي جعفر بن محمد، حدثني أبي محمد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن علي، حدثني أبي علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي إني سألت ربي فيك خمس خصال فأعطاني: أما أولها فسألت ربي أن تنشق الأرض عني وانفض التراب عن رأسي وأنت معي، وأما الثانية فسألت ربي أن يوفقني عند كفة الميزان وأنت معي فأعطاني، وأما الثالثة فسألت ربي أن يجعلك حامل لوائي وهو لواء الحمد الله الأكبر الذي تحته المفلحون الفائزون بالجنة فأعطاني، وأما الرابعة فسألت ربي أن تسقي أمتي من حوضي فأعطاني، وأما الخامسة فسألت ربي أن يجعلك قائد أمتي إلى الجنة فأعطاني، والحمد لله الذي من علي بذلك "(3).

الثالث عشر: موفق بن أحمد أيضا بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " يا علي ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة " فقام رجل من الأنصار فقال: فداك أبي وأمي، أنت ومن؟

قال: " أنا على دابة الله البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت وعمي حمزة على ناقتي العضباء، وأخي علي على ناقة من نوق الجنة وبيده لواء الحمد ينادي، لا إله إلا الله، محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيقول الآدميون: ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش، فيجيبهم رجل من بطنان العرش: يا معاشر الآدميين ليس هذا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا حامل عرش، هذا علي

____________

(1) المناقب: 359 / ح 372.

(2) تقدم الحديث مع مصدره في الباب 137 ح 9، وهو في المناقب للخوارزمي: 317 ح 319.

(3) المناقب: 293 / ح 280.

الصفحة 53   

ابن أبي طالب (رضي الله عنه) "(1).

الرابع عشر: موفق بن أحمد بإسناده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا بريدة(2) إن الله رب العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب فقال: إنه راية الهدى ومنار الإيمان وإمام أوليائي ونور جميع من أطاعني، يا بريدة علي بن أبي طالب أنسي(3) غدا في القيامة، وصاحب رايتي في القيامة، وهو يعينني غدا في القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربي "(4).

الخامس عشر: موفق بن أحمد بإسناده عن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيته فغدا عليه علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - بالغداة، وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد، فدخل فإذا النبي (صلى الله عليه وآله) في صحن البيت ورأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي فقال: السلام عليك، كيف أصبح رسول الله؟

فقال: بخير يا أخا رسول الله، فقال علي: جزاك الله عنا أهل البيت خيرا، فقال له دحية: إني لأحبك وإن لك عندي مدحة أزفها إليك، أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، وأنت سيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين، لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزف أنت وشيعتك يوم القيامة إلى الجنة مع محمد وحزبه إلى الجنان زفا زفا، قد أفلح من تولاك وخسر من عاداك، فبحب محمد أحبوك، ومبغضوك لن تنالهم شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله)، ادن مني صفوة الله، فأخذ رأس النبي (صلى الله عليه وآله) فوضعه في حجره [ فذهب فرفع رسول الله رأسه ] فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " ما هذه الهمهمة "؟

فقال علي بما جرى فقال: " يا علي لم يكن دحية ولكن كان جبرائيل، سماك باسم سماك الله به، فهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين "(5).

السادس عشر: موفق بن أحمد بإسناده عن يزيد بن اشراحيل كاتب علي قال: سمعت عليا - كرم الله وجهه - يقول: " حدثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا مسنده إلى صدري فقال لي: يا علي ألم تسمع قول الله تعالى: *(إن الذين آمنوا وعلموا الصالحات أولئك هم خير البرية)* أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض، إذا جثت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين "(6).

السابع عشر: موفق بن أحمد بإسناده عن أبي هريرة وجابر قالا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " علي بن

____________

(1) المناقب: 295 / ح 286 وتقدم الحديث في الباب 137.

(2) في المصدر: يا أبا برزة.

(3) في المصدر: أخي.

(4) المناقب: 312 / ح 311 وتقدم.

(5) المناقب: 323 / ح 329.

(6) المناقب: 265 / ح 247.

الصفحة 54   

أبي طالب صاحب حوضي يوم القيامة، فيه أكواب كعدد النجوم، وسعة حوضي ما بين أيلة إلى صنعاء "(1).

الثامن عشر: موفق بن أحمد بإسناده عن ابن عباس (رحمه الله) قال: سأل قوم النبي، فيمن نزلت هذه الآية؟

قال: " إذا كان يوم القيامة عقد لواء الحمد من نور أبيض ونادى مناد: ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمد (صلى الله عليه وآله)، فيقوم علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فيعطى اللواء من النور الأبيض بيده وتحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطيه أجره ونوره، فإذا أتى على آخرهم قيل قد عرفتم صفتكم ومنازلكم في الجنة، إن ربكم يقول: إن لكم عندي مغفرة وأجرا عظيما يعني الجنة، فيقوم علي والقوم تحت لوائه معه يدخل بهم الجنة ثم يرجع إلى منبره، فلا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة وينزل(2) أقواما على النار فذلك قوله تعالى: *(والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم)* يعني السابقين الأولين وأهل الولاية له: *(والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم)* يعني كفروا وكذبوا بالولاية وبحق علي (عليه السلام) "(3).

التاسع عشر: موفق بن أحمد أيضا بإسناده عن أم سلمة قالت في حديث: لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض "(4).

العشرون: بالإسناد عن نافع عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب: " إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على الخبب من نور، وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره وكاد يخطف أبصار أهل الموقف، فيأتي النداء من عند الله جل جلاله: أين خليفة محمد رسول الله فيقول: ها أنا ذا، قال: فينادي المنادي: [ يا علي ] أدخل من أحبك الجنة ومن عاداك في النار، فأنت قسيم الجنة وأنت قسيم النار "(5).

الحادي والعشرون: كتاب الفايق أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: " أنت الذائد عن حوضي يوم القيامة،

____________

(1) المناقب: 310 / ح 308، والمعجم الأوسط: 1 / 67.

(2) في المصدر: ويترك.

(3) أمالي الطوسي بتفاوت: 378 / ح 810، وتأويل الآيات: 2 / 602.

(4) مستدرك الصحيحين: 3 / 124 وكنز العمال / ح 1213.

(5) بشارة المصطفى: 99 / ح 27.

الصفحة 55   

تذود عنه الرجال كما يذاد البعير الضال عن الماء بعصا لك من عوسج، كأني أنظر إلى مقامك من حوضي "(1).

الثاني والعشرون: نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " علي صاحب لوائي وأميني على الحوض ومعيني على مفاتيح خزاين الجنة "(2).

الثالث والعشرون: موفق بن أحمد بإسناده عن أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك قالا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي، يا علي أنت تغسل جثتي وتؤدي ديني وتواريني في حفرتي وتفي بذمتي، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة "(3).

الرابع والعشرون: ابن المغازلي الشافعي في كتابه بإسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام):

" إنك قسيم الجنة والنار، وأنت تقرع باب الجنة وتدخلها بغير حساب "(4).

الخامس والعشرون: ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال: لما مرض الأعمش مرضه الذي مات فيه دخل عليه ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبو حنيفة فقالوا: يا أبا محمد هذا آخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة، وكنت تروي عن علي (عليه السلام)، وكان السلطان يعترضك عليها وفيها تعيير بني أمية، ولو كنت اقتصرت لكان الرأي فقال: إلي تقولون هذا؟

أسندوني فسندوه فقال: حدثني المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى لي ولعلي (عليه السلام): أدخلا الجنة من أحبكما، وأدخلا النار من أبغضكما، فيجلس علي (عليه السلام) على شفير جهنم فيقول: هذا لي وهذا لك "(5).

السادس والعشرون: إبراهيم بن محمد الحمويني من فضلاء العامة قال: حدثني أبي (رضي الله عنه) قال:

أنبأنا سعد بن عبد الله قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن يحيى(6) قال: أنبأنا العباس بن معروف قال:

أنبأنا أبو حفص العبدي عن أبي هارون العيدي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا سألتم الله عز وجل فاسألوه إلي الوسيلة " فسألت النبي عن الوسيلة فقال: " هي درجتي من الجنة وهي ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد شهرا وهي ما بين مرقاة جوهر إلى

____________

(1) المناقب: 109 / ح 116 باب 9، والمستدرك: 2 / 138.

(2) تاريخ دمشق: 42 / 330 ط. دار الفكر.

(3) مناقب الخوارزمي: 329 / ح 346، وكنز العمال: 11 / 612.

(4) مناقب ابن المغازلي: 67 / ح 97، والينابيع: 1 / 249.

(5) روي الحديث في مناقب الكلابي المطبوع بذيل مناقب ابن المغازلي: 427 ح 3، والحديث مروي في الصراط المستقيم:

1 / 247، والمناقب الكوفي: 2 / 527 مسندا.

(6) في المصدر: أحمد بن محمد بن عيسى.

الصفحة 56   

مرقاة زبرجد ومرقاة ياقوت إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضة، فيؤتي بها يوم القيامة حتى تنتصب مع درجة النبيين فيه فهي درج النبيين كالقمر بين الكواكب، فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال: طوبى لمن كان هذه الدرجة درجته فيأتي النداء من عند الله عز وجل يسمع النبيين وجميع الخلائق: هذه درجة محمد، فأقبل أنا يومئذ مئتزرا بريطة من نور الجنة، علي تاج الملك وإكليل الكرامة، وعلي بن أبي طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد مكتوب عليه: لا إله إلا الله، المفلحون هم الفائزون بالله، فإذا مررنا بالنبيين قالوا: هذان ملكان مقربان لم نعرفهما ولم نرهما، وإذا مررنا بالملائكة قالوا: هذان نبيان مرسلان، حتى أعلو درجة وعلي يتبعني حتى إذا صرت في أعلى درجة منها وعلي أسفل مني بدرجة فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قالوا: طوبى لهذين العبدين، ما أكرمهما على الله! فيأتي النداء من قبل الله جل جلاله ليسمع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين: هذا حبيبي محمد، وهذا وليي علي، طوبى لمن أحبه، وويل لمن أبغضه وكذب عليه.

ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فلا يبقى يومئذ أحد أحبك يا علي إلا استروح إلى هذا الكلام وابيض وجهه وفرح قلبه، ولا يبقى أحد ممن عاداك ونصب لك حربا (أو(1) جحدك حقا) إلا اسود وجهه واضطربت قدماه، فبينا أنا كذلك إذ ملكان قد أقبلا إلي أما أحدهما فرضوان خازن: الجنة، وأما الآخر فمالك خازن النار، فيدنو رضوان فيقول: السلام عليك يا أحمد فأقول السلام عليك أيها الملك من أنت؟

فما أحسن وجهك وأطيب ريحك فيقول: أنا رضوان خازن الجنة وهذه مفاتيح الجنة بعث بها إليك رب العزة، فخذها يا أحمد، فأقول: قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما فضلني به، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب، ثم يرجع رضوان فيدنو مالك فيقول: السلام عليك يا أحمد، فأقول: السلام عليك أيها الملك، من أنت؟ ما أقبح وجهك وأنكر رؤيتك، فيقول: أنا مالك خازن النار وهذه مقاليد النار بعث بها إليك رب العزة فخذها يا أحمد، فأقول: قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما فضلني به، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب، ثم يرجع مالك فيقبل علي ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقف على عجرة جهنم وقد تطاير شررها وعلا زفرها واشتد حرها، وعلي آخذ بزمامها فتقول له جهنم: جرني يا علي فقد أطفأ نورك لهبي، فيقول لها علي (عليه السلام): قري يا جهنم، خذي هذا واتركي هذا خذي هذا عدوي واتركي هذا، وليي، فلجهنم

____________

(1) زيادة ليست في المصدر.

الصفحة 57   

يومئذ أشد مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه، فإن شاء يذهبها يمنة وإن شاء يذهبها يسرة، ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من جميع الخلائق "(1).

السابع والعشرون ومائة: صاحب الأربعين حديث عن الأربعين صحابي وهو الحديث الرابع عشر قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الخطيب الدينوري بقراءتي عليه، حدثني أبو الحسن علي بن أحمد البزاز بسامراء في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين [ ومائتين ] قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن المسرور الهاشمي الحلبي، حدثنا علي بن عادل القطان بنصيبين، حدثنا محمد بن تميم الواسطي، حدثنا الحماني عن شريك.

قال: كنت عند سليمان الأعمش في مرضه الذي قبض فيه، إذ دخل عليه ابن أبي ليلى وابن شيرمة وأبو حنيفة، فأقبل أبو حنيفة على سليمان الأعمش فقال: يا سليمان اتق الله وحده لا شريك له واعلم أنك في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا، وقد كنت تروي في علي بن أبي طالب أحاديث لو أمسكت عنها لكان أفضل.

فقال سليمان الأعمش: لمثلي يقال هذا؟ اقعدوني وسندوني ثم أقبل على أبي حنيفة فقال: يا أبا حنيفة، حدثني أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل لي ولعلي بن أبي طالب: أدخلا الجنة من أحبكما، والنار من أبغضكما، وهو قول الله عز وجل: *(ألقيا في جهنم كل كفار عنيد)*.

قال أبو حنيفة: قوموا بنا لا يأتي بشئ هو أعظم من هذا.

قال الفضل: سألت الحسن بن علي (عليه السلام) فقلت: من الكفار؟

فقال: " الكافر بجدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ".

ومن العنيد؟

قال: " الجاحد حق علي بن أبي طالب "(2).

الثامن والعشرون: أبو الحسن محمد بن شاذان الفقيه في المناقب المائة لعلي (عليه السلام) وبنيه الأئمة (عليهم السلام) من طريق العامة قال: الثالث والعشرون عن الباقر (عليه السلام) عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسئل عن قوله تعالى: *(ألقيا في

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 106 / ب 19 / ح 76.

(2) الأربعين لمنتخب الدين: 52، وشواهد التنزيل: 2 / 264، وبشارة المصطفى: 89 / ح 21.

الصفحة 58   

جهنم كل كفار عنيد)*: يا علي إذا جمع الناس(1) يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش، فيقول الله تعالى: يا محمد ويا علي قوما وألقيا من أبغضكما وخالفكما وكذبكما في النار "(2).

وقد تقدم في هذه الآية بمعنى ذلك وإن عليا (عليه السلام) قسيم الجنة والنار من طريق العامة روايات كثيرة.

____________

(1) في المصدر: الخلائق.

(2) مائة منقبة: 48.