في الطب

الصفحة 144 

قال أبو جعفر: اعتقادنا في الأخبار الواردة في الطب(1).

قال الشيخ المفيد - رحمه الله -(2): الطب صحيح، والعلم به ثابت، وطريقه الوحي، وإنما أخذه العلماء به عن الأنبياء - عليهم السلام - وذلك أنه لا طريق إلى علم حقيقة الداء إلا بالسمع، ولا سبيل إلى معرفة الدواء إلا بالتوقيف(3)، فثبت أن طريق ذلك هو السمع عن العالم بالخفيات تعالى.

والأخبار الواردة عن الصادقين - عليهم السلام - مفسرة بقول أمير المؤمنين - عليه السلام -: (المعدة بيت الأدواء، والحمية رأس الدواء) و (عود كل بدن ما اعتاد)(4) وقد ينجع في بعض أهل البلاد من الدواء من مرض يعرض لهم ما يهلك من استعمله لذلك المرض من غير أهل تلك البلاد، ويصلح لقوم ذوي عادة ما لا يصلح لمن خالفهم في العادة.

وكان الصادقون - عليهم السلام - يأمرون بعض أصحاب الأمراض باستعمال ما يضر بمن كان به(5) المرض فلا يضرهم، وذلك لعلمهم - عليهم السلام - بانقطاع سبب

____________

(1) الاعتقادات ص 115.

(2) بحار الأنوار 59: 75.

(3) (ق): التوقيف.

(4) (ز): اعتاده.

(5) (ز): فيه هذا.

الصفحة 145 

المرض، فإذا استعمل الإنسان ما يستعمله كان مستعملا له مع الصحة من حيث لا يشعر بذلك، وكان علمهم بذلك من قبل الله تعالى على سبيل المعجز(1) لهم والبرهان لتخصيصهم به وخرق العادة بمعناه، فظن قوم أن ذلك الاستعمال إذا حصل مع مادة المرض نفع فغلطوا فيه واستضروا به. وهذا قسم لم يورده أبو جعفر، وهو معتمد(2) في هذا الباب، والوجوه التي ذكرها من بعد فهي على ما ذكره، والأحاديث محتملة لما وصفه حسب ما ذكرناه(3).

____________

(1) في المطبوعة: المعجزة.

(2) (ز): المعتمد.

(3) بحار الأنوار 59: 76.