نسخة الدعاء

اللهم صلى على محمد سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وحجة رب العالمين، المنتخب (1) في الميثاق، المصطفى في الضلال، المطهر من كل آفة، البرئ من كل عيب، المؤمل للنجاة، المرتجى للشفاعة، المفوض إليه في دين الله.

اللهم شرف بنيانه، وعظم برهانه، وأفلج (2) حجته، وارفع درجته وضوء نوره، وبيض وجهه، واعطه الفضل والفضيلة، والوسيلة والدرجة الرفيعة، وابعثه مقاما محمودا، يغبطه به الأولون والآخرون.

وصل على أمير المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين، وقائد الغر المحجلين، وسيد المؤمنين . وصل على الحسن بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.

وصل على الحسين بن علي إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.

____________

(1) في " م ": المنتخب.

(2) أفلج الله حجته: أظهرها وأثبتها.

الصفحة 550 

وصل على علي بن الحسين، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.

وصل على محمد بن علي، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.

وصل على جعفر بن محمد، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.

وصل على موسى بن جعفر، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.

وصل على علي بن موسى، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.

وصل على محمد بن علي، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.

وصل على علي بن محمد، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.

وصل على الحسن بن علي، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.

وصل على الخلف الهادي المهدي (1)، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين.

اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته الهادين، الأئمة العلماء والصادقين، الأوصياء المرضيين، دعائم دينك، وأركان توحيدك، وتراجمه وحيك، وحجتك على خلقك، وخلفائك في أرضك، الذين اخترتهم لنفسك، واصطفيتهم على عبيدك، وارتضيتهم لدينك، وخصصتهم بمعرفتك، وجللتهم بكرامتك، وغشيتهم برحمتك، وغذيتهم بحكمتك، وألبستهم من نورك، وربيتهم بنعمتك، رفعتهم في ملكوتك، وحففتهم بملائكتك، وشرفتهم بنبيك. اللهم صل على محمد وعليهم صلاة دائمة كثيرة طيبة، لا يحيط بها إلا أنت، ولا يسعها إلا علمك، ولا يحصيها أحد غيرك.

وصل على وليك المحيي سنتك، القائم بأمرك، الداعي إليك، الدليل عليك، حجتك وخليفتك في أرضك، وشاهدك على عبادك.

اللهم أعزز نصره، ومد في عمره، وزين الأرض بطول بقائه، اللهم اكفه بغي الحاسدين، وأعذه من شر الكائدين، وادحر (2) عنه إرادة الظالمين، وخلصه من أيدي الجبارين.

____________

(1) في " ع ": المهتدي.

(2) في " ع ": وازجر.

الصفحة 551 

اللهم أره في ذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه، وتسر به نفسه، وبلغه أفضل أمله في الدنيا والآخرة، إنك على كل شئ قدير.

اللهم جدد به ما محي من دينك، وأحي به ما بدل من كتابك، وأظهر به ما غير من حكمك حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا جديدا خالصا محضا، لا شك فيه، ولا شبهة معه، ولا باطل عنده، ولا بدعة لديه.

اللهم نور بنوره كل ظلمة، وهد بركنه كل بدعة، واهدم بقوته كل ضلال، واقصم به كل جبار، وأخمد بسيفه كل نار، وأهلك بعدله كل جائر، واجر حكمه على كل حكم، وأذل بسلطانه كل سلطان.

اللهم أذل من ناواه، وأهلك من عاداه، وامكر بمن كاده، واستأصل من جحد حقه واستهزأ بأمره وسعى في إطفاء نوره وأراد إخماد ذكره.

اللهم صل على محمد المصطفى، وعلى علي المرتضى، وعلى فاطمة الزهراء، وعلى الحسن الرضي، وعلى الحسين الصفي (1)، وعلى جميع الأوصياء مصابيح الدجى، وأعلام الهدى، ومنار التقى، والعروة الوثقى، والحبل المتين، الصراط المستقيم، وصل على وليك وعلى ولاة عهدك الأئمة من ولده القائمين بأمره، ومد في أعمارهم، وزد في آجالهم، وبلغهم أفضل آمالهم.(2)

525 / 129 - حدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال:

حدثني أبو الحسين بن أبي البغل الكاتب، قال: تقلدت عملا من أبي منصور بن الصالحان، وجرى بيني وبينه ما أوجب استتاري، فطلبني وأخافني، فمكثت مستترا خائفا، ثم قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة، واعتمدت المبيت هناك للدعاء والمسألة، وكانت ليلة ريح ومطر، فسألت ابن جعفر القيم أن يغلق الأبواب وأن يجتهد في خلوة الموضع، لأخلو بما أريده من الدعاء والمسألة، وآمن من دخول إنسان مما لم آمنه،

____________

(1) في " ط ": المصطفى.

(2) غيبة الطوسي: 273 / 238، الخرائج والجرائح 1: 461 / 6 " قطعة منه "، جمال الأسبوع: 494، مدينة المعاجز: 608 / / 69.

الصفحة 552 

وخفت من لقائي له، ففعل وقفل الأبواب وانتصف الليل، وورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع، ومكثت أدعو وأزور وأصلي.

فبينما أنا كذلك إذ سمعت وطأة عند مولانا موسى (عليه السلام)، وإذا رجل يزور، فسلم على آدم وأولي العزم (عليهم السلام)، ثم الأئمة واحدا واحدا إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان (عليه السلام) [فلم يذكره]، فعجبت من ذلك وقلت: لعله نسي، أو لم يعرف، أو هذا مذهب لهذا الرجل.

فلما فرغ من زيارته صلى ركعتين، وأقبل إلى عند مولانا أبي جعفر (عليه السلام)، فزار مثل الزيارة. وذلك السلام، وصلى ركعتين، وأنا خائف منه، إذ لم أعرفه، ورأيته شابا تاما من الرجال، عليه ثياب بيض، وعمامة محنك بها بذؤابة وردي على كتفه مسبل، فقال لي: يا أبا الحسين بن أبي البغل، أين أنت عن دعاء الفرج.

فقلت: وما هو يا سيدي.

فقال: تصلي ركعتين، وتقول: " يا من أظهر الجميل، وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة، ولم يهتك الستر، يا عظيم المن، يا كريم الصفح، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا منتهى كل نجوى، يا غاية كل شكوى، يا عون كل مستعين، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا رباه - عشر مرات - يا سيداه - عشرة مرات - يا مولياه - عشرة مرات - يا غايتاه - عشر مرات - يا منتهى رغبتاه - عشرة مرات - أسألك بحق هذه الأسماء، وبحق محمد وآله الطاهرين (عليه السلام) إلا ما كشفت كربي، ونفست همي، وفرجت عني (1)، وأصلحت حالي " وتدعو بعد ذلك بما شئت وتسأل حاجتك.

ثم تضع خدك الأيمن على الأرض وتقول مائة مرة في سجودك: " يا محمد يا علي، يا علي يا محمد، أكفياني فإنكما كافياي، وانصراني فإنكما ناصراي ".

وتضع خدك الأيسر على الأرض، وتقول مائة مرة " أدركني " وتكررها كثيرا، وتقول: " الغوث الغوث " حتى ينقطع نفسك، وترفع رأسك، فإن الله بكرمه يقضي

____________

(1) في " م، ط ": غمي.

الصفحة 553 

حاجتك إن شاء الله (تعالى).

فلما شغلت (1) بالصلاة والدعاء خرج، فلما فرغت خرجت لابن جعفر لأسأله عن الرجل وكيف دخل، فرأيت الأبواب على حالها مغلقة مقفلة، فعجبت من ذلك، وقلت: لعله باب هاهنا ولم أعلم، فأنبهت ابن جعفر القيم، فخرج إلي (2) من بيت الزيت، فسألته عن الرجل ودخوله، فقال: الأبواب مقفلة كما ترى ما فتحتها. فحدثته بالحديث فقال: هذا مولانا صاحب الزمان (صلوات الله عليه)، وقد شاهدته دفعات (3) في مثل هذه الليلة عن خلوها من الناس.

فتأسفت على ما فاتني منه، وخرجت عند قرب الفجر، وقصدت الكرخ (4) إلى الموضع الذي كنت مستترا فيه، فما أضحى النهار إلا وأصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي، ويسألون عني أصدقائي، ومعهم أمان من الوزير، ورقعة بخطه فيها كل جميل، فحضرت مع ثقة من أصدقائي عنده، فقام والتزمني وعاملني بما لم أعهده منه وقال: انتهت بك الحال إلى أن تشكوني إلى صاحب الزمان (صلوات الله عليه).

فقلت: قد كان مني دعاء ومسألة.

فقال: ويحك، ورأيت البارحة مولاي صاحب الزمان (صلوات الله عليه) في النوم - يعني ليلة الجمعة - وهو يأمرني بكل جميل، ويجفو علي في ذلك جفوة خفتها.

فقلت: لا إله إلا الله، أشهد أنهم الحق ومنتهى الصدق (5)، رأيت البارحة مولانا (عليه السلام) في اليقظة، وقال لي كذا وكذا، وشرحت ما رأيته في المشهد، فعجب من ذلك، وجرت منه أمور عظام حسان في هذا المعنى، وبلغت منه غاية ما لم أظنه ببركة مولانا صاحب الزمان (صلوات الله عليه).(6)

 

*  *  *

 

____________

(1) في " م، ط ": اشتغلت.

(2) في " ع، م " زيادة: عندي.

(3) في " ط ": مرارا.

(4) في " ع ": الكوخ.

(5) في " ع، م ": الحق.

(6) فرج المهموم: 245، البحار 95: 200 / 33.