دعاؤه في العوذة للسعال، المسمى بالجامعة

عن الحسين (عليه السلام) قال: قال اميرالمؤمنين (عليه السلام): من اشتكى حلقه وكثر سعاله واشتدّ يبسه، فليعوّذ بهذه الكلمات - وكان  يسمّيها الجامعة لكل شيء: اَللَّهُمَّ اَنْتَ رَجائي، واَنْتَ ثِقَتي وعِمادي وغِياثي، ورَفْعَتي وجَمالي، واَنْتَ مَفْزَعُ الْفَزِعينَ، لَيْسَ لِلْهارِبينَ مَهْرَبٌ اِلاَّ اِلَيْكَ، ولا لِلْعالَمينَ مُعَوَّلٌ اِلاَّ  عَلَيْكَ، ولا لِلرَّاغِبينَ مَرْغَبٌ اِلاَّ لَدَيْكَ، ولا لِلْمَظْلُومينَ ناصِرٌ اِلاَّ اَنْتَ.  وَلا لِذِي الْحَوائِجِ مَقْصَدٌ اِلاَّ اِلَيْكَ، ولا لِلطَّالِبينَ عَطاءٌ اِلاَّ مِنْ لَدُنْكَ، ولا لِلتَّائِبينَ مَتابٌ (1) اِلاَّ اِلَيْك، ولَيْسَ الرِّزْقُ والْخَيْرُ والْفَرَجُ اِلاَّ بِيَدِكَ،  حَزَنَتْنِي الْاُمُورُ الْفادِحَةُ (2)، واَعْيَتْنِي الْمَسالِكُ الضَّيِّقَةُ، واَحْوَشَتْنِي (3) الْأَوْجاعُ الْمُوجِعَةُ، ولَمْ اَجِدْ فَتْحَ بابِ الْفَرَجِ اِلاَّ بِيَدِكَ، فَاَقَمْتُ تِلْقاءَ  وَجْهِكَ (4)، واسْتَفْتَحْتُ عَلَيْكَ بِالدُّعاءِ اِغْلاقَهُ.   فَافْتَحْ يا رَبِّ لِلْمُسْتَفْتِحِ، واسْتَجِبْ لِلدَّاعي، وفَرِّجِ الْكَرْبَ، واكْشِفِ الضُّرَّ، وسُدَّ الْفَقْرَ، واجْلُ الْحُزْنَ، وانْفِ الْهَمَّ(5)، واسْتَنْقِذْني مِنَ الْهَلَكَةِ،  فَاِنّي قَدْ اَشْفَيْتُ (6) عَلَيْها، ولا أَجِدُ لِخَلاصي مِنْها غَيْرَكَ. يا اَللهُ يا مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ، وَيَكْشِفُ السُّوءَ، اِرْحَمْني واكْشِفْ ما بي مِنْ غَمٍّ وكَرْبٍ ووَجَعٍ وداءٍ، رَبِّ اِنْ لَمْ تَفْعَلْ لَمْ اَرْجُ فَرَجي مِنْ  عِنْدِ  غَيْرِكَ، فَارْحَمْني يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.  هذا مَكانُ الْبائِسِ الْفَقيرِ، هذا مَكانُ الْخائِفِ الْمُسْتَجيرِ، هذا مَكانُ الْمُسْتَغيثِ، هذا مَكانُ الْمَكْرُوبِ الضَّريرِ، هذا مَكانُ الْمَلْهُوفِ الْمُسْتَعيذِ، هذا  مَكانُ الْعَبْدِ الْمُشْفِقِ، الْهالِكِ الْغَريقِ، الْخائِفِ الْوَجِلِ.  هذا مَكانُ مَنِ انْتَبَهَ مِنْ رَقْدَتِهِ، واسْتَيْقَظَ مِنْ غَفْلَتِهِ، واَفْرَقَ مِنْ عِلَّتِهِ وشِدَّةِ وَجَعِهِ (7)، وخافَ مِنْ خَطيئَتِهِ، وَاعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ، وَاَخْبَتَ اِلى  رَبِّهِ (8) وبَكى مِنْ حَذَرِهِ، واسْتَغْفَرَ واسْتَعْبَرَ، واسْتَقالَ واسْتَعْفا اِلى رَبِّهِ، ورَهَبَ مِنْ سَطْوَتِهِ، واَرْسَلَ مِنْ عَبْرَتِهِ، ورَجا وبَكى ودَعا، ونادى: رَبِّ أَنِّي  مَسَّنِيَ الضُّرُّ فَتَلافَني.  قَدْ تَرى مَكاني، وتَسْمَعُ كَلامي، وتَعْلَمُ سَرائِري وعَلانِيَتي، وتَعْلَمُ حاجَتي، وتُحيطُ بِما عِنْدي، وَلا يَخْفى عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ اَمْري، مِنْ عَلانِيَتي وسِرّي  وما اُبْدي وما يُكِنُّهُ صَدْري.   فَاَسْأَلُكَ بِاَنَّكَ تَلِي التَّدْبيرَ، وتَقْبَلُ الْمَعاذيرَ، وتُمْضِي الْمَقاديرَ، سُؤالَ مَنْ اَساءَ واعْتَرَفَ، وظَلَمَ نَفْسَهُ، واقْتَرَفَ (9)، ونَدِمَ عَلى ما سَلَفَ، واَنابَ  اِلى رَبِّهِ واَسِفَ، ولاذَ بِفِنائِهِ وعَكَفَ، واَناخَ رَجاهُ وعَطَفَ، وتَبَتَّلَ (10) اِلى مُقيلِ عَثْرَتِهِ(11)، وقابِلِ تَوْبَتِهِ وغافِرِ حَوْبَتِهِ (12) وراحِمِ عَبْرَتِهِ، وكاشِفِ  كُرْبَتِهِ وشافي عِلَّتِهِ.  اَنْ تَرْحَمَ تَجاوُري (13) بِكَ، وتَضَرُّعي اِلَيْكَ، وتَغْفِرَ لي جَميعَ ما اَخْطَأْتُهُ مِنْ كِتابِكَ واَحْصاهُ كِتابُكَ، وما مَضى مِنْ عِلْمِكَ، مِنْ ذُنُوبي وخَطايايَ وجَرائِري، في خَلَواتي وفَجَراتي، وسَيِّئاتي وهَفَواتي (14)، وهَناتي (15) وجَميعَ ما تَشْهَدُ بِهِ حَفَظَتُكَ، وكَتَبَتْهُ مَلائِكَتُكَ فِي الصِّغَرِ وبَعْدَ الْبُلُوغِ، والشَّيْبِ والشَّبابِ، وبِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، والْغُدُوِّ وَالآصَالِ (16)، وبِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ، والضُّحى والْاَسْحارِ، وفِي الْحَضَرَ والسَّفَرِ، وفِي الْخَلَاءِ والْمَلَاءِ، واَنْ تَجاوَزَ عَنْ سَيِّئاتي فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ.  اَللَّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ والِهِ اَنْ تَكْشِفَ عَنِّي الْعِلَلَ الْغاشِيَةَ في جِسْمي، وفي شَعْري وبَشَري، وعُرُوقي وعَصَبي وجَوارِحي، فَاِنَّ ذلِكَ لا يَكْشِفُها غَيْرُكَ، يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، ويا مُجيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّينَ. 
*******
المصدر: الصحيفة العلوية
(1) المتاب: المرجع.
(2) الامور الفادحة: الثقلية الشّاقـّة.
(3) احوش احواشاً واستحوش استحواشاً الصيد: جاء من حواليه ليدفعه الى الحبالة، احتوش القوم الرجل وعليه: احدقوا به وجعلوه في وسطهم.
(4) تلقاء وجهه: مقابله وتجاهه.
(5) نفي الكرب عنه: نحّاه وازاله ودفعه عنه.
(6) اشفى المريض على الموت: اشرف عليه.
(7) اي افاق من علـّته الـّتي اسكرته فانسته ذكر ربّه، افرق المريض: افاق وبريء.
(8) خبت الى الله: اطمأنّ اليه تعالى وتخشّع امامه.
(9) اقترف: اكتسب.
(10) تبتـّل الى الله: انقطع من غيره ولاذ به.
(11) المقيل: الذي يوافقك على فسخ المعاملة، العثرة: الخطيئة.
(12) الحوبة: الذنب.
(13) اي التجائي واستجارتي وعياذي بك.
(14) الهفوات: الزلات.
(15) الهناة: الداهية.
(16) الاصيل ج آصال: الوقت بين العصر والمغرب او العشيّ.