دعاؤه في المناجاة 1

 يا سامِعَ الدُّعاءِ ويا رافِعَ السَّماءِ، ويا دائِمَ الْبَقاءِ، ويا واسِعَ الْعَطاءِ لِذِي الْفافَةِ الْعَديمِ.  وَيا عالِمَ الْغُيُوبِ، ويا ساتِرَ الْعُيُوبِ، ويا غافِرَ الذُّنُوبِ، ويا كاشِفَ الْكُرُوبِ عَنِ الْمُرهَقِ الْكَظيمِ.  وَيا فائِقَ الصِّفاتِ ويا مُخْرِجَ النَّباتِ ويا جامِعَ الشَّتاتِ، ويا باعِثَ الْمَماتِ مِنَ الْاَعْظُمِ الرَّميمِ.  وَيا مُنْزِلَ الْغِياثِ مِنَ الدُّلَجِ الْحِثاثِ عَلَى الْحَزْنِ والدِّماثِ اِلَى الْجُوَّعِ الْغِراثِ مِنَ الْهُزَّمِ الرُّزُومِ.  وَيا خالِقَ الْبُرُوجِ سَماءً بِلا فُرُوجٍ مَعَ اللَّيْلِ ذِي الْوُلُوجِ عَلَى الضَّوْءِ ذِي الْبُلُوجِ يُغَشِّي سَنَا النُّجُومِ.  وَيا خالِقَ الصَّباحِ ويا فاتِحَ النَّجاحِ، ويا مُرْسِلَ الرِّياحِ بُكُوراً مَعَ الرَّواحِ فَيَنْشَأْنَ بِالْغُيُومِ.  وَيا مُرْسِيَ الرَّواسِخِ اَوْتادُها الشَّوامِخِ في اَرْضِها السَّوابِخِ اَطْوادُها الْبَواذِخِ مِنْ صُنْعِهِ الْقَديمِ.  وَيا هادِيَ الرَّشادِ، ويا مُلْهِمَ السَّدادِ، ويا رازِقَ الْعِبادِ ويا مُحْيِيَ الْبِلادِ، ويا فارِجَ الْهُمُومِ.  وَيا مَنْ بِهِ اَعُوذُ ويا مَنْ بِهِ اَلُوذُ، ومَنْ حُكْمُهُ نُفُوذٌ، فَما عَنْهُ لي شُذُوذٌ، تَبارَكْتَ مِنْ حَكيمٍ.  وَيا مُطْلِقَ الْاَسيرِ، ويا جابِرَ الْكَسير، ويا مُغْنِيَ الْفَقيرِ، ويا غاذِيَ الصَّغيرِ، ويا شافِيَ السَّقيمِ.  وَيا مَنْ بِهِ اعْتِزازي، ويا مَنْ بِهِ احْتِرازي مِنَ الذُّلِّ والْمَخازي والْافاتِ والْمَرازي، اَعِذْني مِنَ الْهُمُومِ، ومِنْ جِنَّةٍ واِنْسٍ لِذِكْرِ الْمَعادِ مُنْسٍ والْقَلْبُ عَنْهُ    مُقْسٍ، ومِنْ شَرِّ غَىِّ نَفْسٍ وشَيْطانِهَا الرَّجيمِ.  وَيا مُنْزِلَ الْمَعاشِ عَلَى النَّاسِ والْمَواشي والْاَفْراخِ فِي الْعِشاشِ مِنَ الطُّعْمِ والرِّياشِ تَقَدَّسْتَ مِنْ حَكيمٍ.  وَيا مالِكَ النَّواصي مِنْ طائِعٍ وعاصي، فَما عَنْكَ مِنْ مَناصٍ لِعَبْدٍ ولا خَلاصٍ لِماضٍ ولا مُقيمٍ.  وَيا خَيْرَ مُسْتَعاضٍ بِمَحْضِ الْيَقينِ، راضٍ بِما هُوَ عَلَيْهِ قاضٍ مِنْ اَحْكامِهِ الْمَواضي تَحَنَّنْتَ مِنْ حَكيمٍ.  وَيا مَنْ بِنا مُحيطٌ وعَنَّا الْاَذى يُميطُ، ومَنْ مُلْكُهُ بَسيطٌ ومَنْ عَدْلُهُ قَسيطٌ عَلَى الْبَرِّ والْاَثيمِ.  وَيا رائِيَ اللُّحُوظِ ويا سامِعَ اللُّفُوظِ ويا قاسِمَ الْحُظُوظِ بِاِحْسانِهِ الْحَفيظِ بِعَدْلٍ مِنَ الْقَسيمِ.   وَيا مَنْ هُوَ السَّميعُ ومَنْ عَرْشُهُ الرَّفيعُ، ومَنْ خَلْقُهُ الْبَديعُ، ومَنْ جارُهُ الْمَنيعُ عَنِ الظَّالِمِ الْغَشُومِ.  وَيا مَنْ حَبا فَاَسْبَغَ ما قَدْ حَبا وسَوَّغَ، ويا مَنْ كَفى وبَلَّغَ ما قَدْ صَفى وفَرَّغَ مِنْ مَنِّهِ الْعَظيمِ.  وَيا مَلْجَأَ الضَّعيفِ، ويا مَفْزَعَ اللَّهيفِ تَبارَكْتَ مِنْ لَطيفٍ رَحيمٍ بِنا رَؤُوفٍ خَبيرٍ بِنا كَريمٍ.  وَيا مَنْ قَضى بِحَقٍّ عَلى نَفْسِ كُلِّ خَلْقٍ وَفاةً بِكُلِّ اُفُقٍ فَما يَنْفَعُ التَّوَقّي مِنَ الْمَوْتِ والْحُتُومِ.  تَراني ولا اَراكَ ولا رَبَّ لي سِواكَ فَقُدْني اِلى هُداكَ ولاتُغَشِّني رَداكَ بِتَوْفيقِكَ الْعَصُومِ.  وَيا مَعْدِنَ الْجَلالِ وذَا الْعِزِّ والْجَمالِ وذَا الْمَجْدِ والْفَعالِ وذَا الْكَيْدِ والِْمحالِ، تَعالَيْتَ مِنْ حَليمٍ، اَجِرْني مِنَ الْجَحيمِ، ومِنْ هَوْلِهَا الْعَظيمِ، ومِنْ عَيْشِهَا الذَّميمِ، ومِنْ حَرِّهَا الْمُقيمِ، ومِنْ مائِهَا الْحَميمِ، واَصْحِبْني الْقُرْآنَ، واَسْكِنِّي الْجِنانَ وزَوِّجْنِي الْحِسانَ.  وَناوِلْنِي الْاَمانَ اِلى جَنَّةِ النَّعيمِ، اِلى نِعْمَةٍ ولَهْوٍ بِغَيْرِ اسْتِماعِ لَغْوٍ ولا بِادِّكارِ شَجْوٍ ولا بِاعْتِذارِ شَكْوٍ سَقيمٍ ولا حَكيمٍ، اِلَى الْمَنْظَرِ النَّزيهِ الَّذي لا    لُغُوبَ فيهِ هَنيئاً لِساكِنيهِ وطُوبى لِعامِريهِ ذَوِي الْمَدْخَلِ الْكَريمِ، اِلى مَنْزِلٍ تَعالى بِالحُسْنِ قَدْ تَوالى بِالنُّورِ، قَدْ تَلالى نَلْقى بِهِ الْجَلالا بِالسَّيِّدِ الرَّحيمِ،   اِلَى الْمَفْرَشِ الْوَطِيِّ اِلَى الْمَلْبَسِ الْبَهِيِّ، اِلَى الْمَطْعَمِ الشَّهِيِّ، اِلَى الْمَشْرَبِ الرَّوِيِّ مِنَ السَّلْسَلِ الْخَتيمِ. فَيا مَنْ هُوَ اَجَلُّ مِما وَصَفْتُ، اَسْأَلُكَ اَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ والِ مُحَمَّدٍ وَلا تَحْرِمْنا شَيْئاً مِمَّا سَأَلْناكَ وزِدْنا مِنْ فَضْلِكَإِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرَّاحمِينَ وصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ والِهِ اَجْمَعينَ.
*******
المصدر: الصحيفة العلوية