دعاؤه في يوم الاحد

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى حِلْمِهِ وَاَناتِهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى عِلْمي بِاَنَّ ذَنْبي وَاِنْ كَبُرَ صَغيرٌ في جَنْبٍ عَفْوِهِ، وَجُرْمي وَاِنْ عَظُمَ حَقيرٌ عِنْدَ رَحْمَتِهِ، وَسُبْحانَ اللَّهِ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ، وَاَنْشَأَ جَنَّاتُ الْمَأْوَى بِلا اَمَدٍ، وَخَلَقَ الْخَلائِقَ بِلا ظَهْرٍ وَلا سَنَدٍ. وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْمُنْذِرُ مَنْ عَنَدَ عَنْ طاعَتِهِ وَعَتى عَنْ اَمْرِهِ، وَالْمُحَذِّرُ مَنْ لَجَّ في مَعْصِيَتِهِ وَاسْتَكْبَرَ عَنْ عِبادَتِهِ، وَالْمُعْذِرُ اِلى مَنْ تَمادى في غَيِّهِ وَضَلالَتِهِ لِتَثْبيتِ حُجَّتِهِ عَلَيْهِ وَعِلْمِهِ بِسُوءِ عاقِبَتِهِ، وَاللَّهُ اَكْبَرُ، الْجَوادُ الْكَريمُ الَّذي لَيْسَ لِقَديمِ اِحْسانِهِ وَعَظيمِ امْتِنانِهِ عَلى جَميعِ خَلْقِهِ نِهايَةٌ، وَلا لِقُدْرَتِهِ وَسُلْطانِهِ عَلى بَرِيَّتِهِ غايَةٌ.  اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِهِ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِهِ، كَاَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ عَلى اِبْراهيمَ وَالِ اِبْراهيمَ اِنَّكَ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ.اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُكَ سُؤالَ مُذْنِبٍ اَوْبَقَتْهُ مَعاصيهِ في ضَيْقِ الْمسالِكِ وَلَيْسَ لَهُ مُجيرٌ سِواكَ، وَلا لَهُ اَمَلٌ غَيْرُكَ، وَلا مُغيثٌ اَرْأَفُ بِهِ مِنْكَ، وَلا مُعْتَمَدٌ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ غَيْرُكَ. اَنْتَ مَوْلايَ الَّذي جُدْتَ بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقاقِها، وَاَهَّلْتَها بِتَطَوُّلِكَ (1) غَيْرَ مُؤَهَّليها، وَلَمْ يَعِزَّكَ مَنْعٌ، وَلا اَكْداكَ (2)اِعْطاءٌ، وَلا اَنْفَدَ سَعَتَكَ سُؤالُ مُلِحٍّ، بَلْ اَدَرْتَ اَرْزاقَ عِبادِكَ تَطَوُّلاً مِنْكَ عَلَيْهِمْ وَتَفَضُّلاً مِنْكَ لَدَيْهِمْ.  اَللَّهُمَّ كَلَّتِ الْعِبارَةُ عَنْ مِدْحَتِكَ، وَهَفَتِ الْأَلْسُنُ عَنْ نَشْرِ مَحامِدِكَ وَتَفَضُّلِكَ، وَقَدْ تَعَمَّدْتُكَ بِقَصْدي اِلَيْكَ وَاِنْ اَحاطَتْ بِيَ الذُّنُوبُ، وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَاَكْرَمُ الْاَكْرَمينَ وَاَجْوَدُ الْاَجْوَدينَ وَاَنْعَمُ الرَّازِقينَ وَأَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، اَلْاَوَّلُ وَالْاخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ، اَجَلُّ وَاَعَزُّ، وَاَرْأَفُ وَاَكْرَمُ مِنْ اَنْ تَرُدَّ مَنْ اَمَّلَكَ وَرَجاكَ وَطَمِعَ فيما عِنْدَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا اَهْلَ الْحَمْدِ.  اِلهي اِنّي جُرْتُ عَلى نَفْسي فِي النَّظَرِ لَها، وَسالَمْتُ الْاَيَّامَ بِاقْتِرافِ الْاثامِ، وَاَنْتَ وَلِيُّ الْاِنْعامِ ذُو الْجَلالِ وَالْاِكْرامِ، فَما بَقِيَ لَها اِلاَّ نَظَرُكَ، فَاجْعَلْ مَرَدَّها مِنْكَ بِالنَّجاحِ، وَاَجْمِلِ النَّظَرَ مِنْكَ لَها بِالْفَلاحِ، فَاَنْتَ الْمُعْطِي النَّفَّاحُ (3)، ذُوالْالاءِ وَالنِّعَمِ وَالسَّماحِ (4)، يا فالِقَ الْاِصْباحِ اِمْنَحْها سُؤْلَها وَاِنْ لَمْ تَسْتَحِقَّ يا غَفَّارُ. اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي تُمْضي بِهِ الْمَقاديرَ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتي تَتِمُّ بِهِ التَّدابيرُ، اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍوَتَرْزُقَني رِزْقاً وَاسِعاً حَلالاً طَيِّباً مِنْ فَضْلِكَ، وَاَنْ لا تَحُولَ بَيْني وَبَيْنَ ما يُقَرِّبُني مِنْكَ، يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ. اَللَّهُمَّ وَاَدْرِجْني (5) فيمَنْ اَبَحْتَ لَهُ عَفْوَكَ وَرِضْوانَكَ، وَاَسْكَنْتَهُ (6) جِنانَكَ بِرَاْفَتِكَ وَطَوْلِكَ وَامْتِنانِكَ.  يا اِلهي اَنْتَ اَكْرَمْتَ اَوْلِياءَكَ بِكَرامَتِكَ، فَاَوْجَبْتَ لَهُمْ حِياطَتَكَ، وَاَظْلَلْتَهُمْ بِرِعايَتِكَ مِنَ التَّتابُعِ فِي الْمَهالِكِ وَاَنَا عَبْدُكَ، فَاَنْقِذْني بِرَحْمَتِكَ مِنْ ذلِكَ، وَاَلْبِسْنِي الْعافِيَةَ، وَاِلى طاعَتِكَ فَمِلْ بي، وَعَنْ طُغْيانِكَ وَمَعْصِيَتِكَ فَرُدَّني، فَقَدْ عَجَّتْ (7)اِلَيْكَ الْاَصْواتُ بِضُرُوبِ اللُّغاتِ، يَسْأَلُونَكَ الْحاجاتِ تُرْتَجى لِمَحْقِ الْعُيُوبِ وَغُفْرانِ الذُّنُوبِ يا عَلاَّمَ الْغُيُوبِ.  اَللَّهُمَّ اِنّي اَسْتَهْديكَ فَاهْدِني، وَاَعْتَصِمُ بِكَ فَاعْصِمْني، وَاَدِّ عَنّي حُقُوقَكَ عَلَيَّ اِنَّكَ اَهْلُ التَّقْوى وَاَهْلُ الْمَغْفِرَةِ، وَاصْرِفْ عَنّي شَرَّ كُلِّ ذي شَرٍّ اِلى خَيْرِ ما لا يَمْلِكُهُ اَحَدٌ سِواكَ، وَاحْتَمِلْ عَنّي مُفْتَرَضاتِ حُقُوقِ الْاباءِ وَالْاُمَّهاتِ، وَاغْفِرْ لي وَلِلْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، وَالْاِخْوَةِ وَالْاَخَواتِ وَالْقَراباتِ، يا وَلِيَّ الْبَرَكاتِ وَعالِمَ الْخَفِيَّاتِ.  

*******

المصدر: الصحيفة العلوية

(1) الطول: الفضل.
(2) اكديت الرجل: منعته وَرددته.
(3) نفحه: اعطاه، النافح: المعطي.
(4) السماح: الجود.
(5) الدرج: الطريق. 
(6) ابحت لهم من غفرانك وَعفوك وَرضاك وَاسكنته (خ ل).
(7) عجّ: صاح وَرفع صوته.