أعمال شهر ذي الحجة وفضل العشر الأوائل

فضل شهر ذي الحجة وثواب الصلاة فيه ودعاء الامام الصادق (ع) في كل يوم فيه
عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال : مامن أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عزوجل من أيام العشر - يعنى عشر ذي الحجة - 
عن النبي صلوات الله عليه وآله قال : ما من أيام أزكى عند الله تعالى ولا أعظم أجرا من خير في عشر الأضحى ، قيل : ولا اجهاد في سبيل الله ؟ قال صلى الله عليه وآله : ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع من ذلك بشئ . وكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه .
وعن الصادق عليه السلام في قول الله {واذكروا الله في ايام معلومات} قال: ان الأيام المعلومات عشر ذي الحجة 
اقبال الأعمال ج2 ص34
صلاة تصلى كل ليلة من عشر ذى الحجة وثوابها كمن شارك في الحج 
عن جعفر بن محمد عليهما السلام ، قال : قال لي أبى محمد بن على عليهما السلام : يا بنى لا تتركن ان تصلى كل ليلة بين المغرب والعشاء الآخرة من ليالى عشر ذي الحجة ركعتين ، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و ( قل هو الله احد ) مرة واحدة ، وهذه الآية : ( وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) (الأعراف : 142)
فإذا فعلت ذلك شاركت الحاج في ثوابهم وان لم تحج(إقبال الأعمال ج 2 ص 33 عنه وسائل الشيعة 8 : 183) 
كان أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وعلى آبائه وابنائه الطاهرين - يدعو بهذا الدعاء في أول يوم من عشر ذي الحجة إلى عشية عرفة في دبر صلاة الصبح وقبل المغرب يقول :
اللهم هذه الأيام التي فضلتها على غيرها من الأيام وشرفتها ، وقد بلغتنيها بمنك ورحمتك ، فانزل علينا من بركاتك ،
وأسبغ علينا فيها من نعمائك . اللهم انى أسألك ان تصلى على محمد وآل محمد فيها ، وان تهدينا فيها سبيل الهدى ،
وترزقنا فيها التقوى والعفاف والغنى ، والعمل فيها بما تحب وترضى . اللهم انى أسألك يا موضع كل شكوى ،
ويا سامع كل نجوى ، ويا شاهد كل ملاء ، ويا عالم كل خفية ، ان تصلى على محمد وآل محمد وان تكشف عنا فيها
البلاء ، وتستجيب لنا فيها الدعاء ، وتقوينا فيها ، وتعيننا وتوفقنا فيها ربنا لما تحب وترضى ، وعلى ما افترضت علينا
من طاعتك ، وطاعة رسولك وأهل ولايتك . اللهم انى أسألك يا ارحم الراحمين ان تصلى على محمد وآل محمد ، وان
تهب لنا فيها الرضا انك سميع الدعاء ، ولا تحرمنا خير ما نزل فيها من السماء ، وطهرنا من الذنوب ، يا علام الغيوب
، واوجب لنا فيها دار الخلود . اللهم صل على محمد وآل محمد ولا تترك لنا فيها ذنبا الا غفرته ولا هما الا فرجته ،
ولا دينا الا قضيته ، ولا غائبا الا أدنيته ، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة الا سهلتها ويسرتها ، انك على كل شئ
قدير . اللهم يا عالم الخفيات ، يا راحم العبرات ، يا مجيب الدعوات ، يا رب الارضين والسماوات ، يامن لا تتشابه
عليه الأصوات صل على محمد وآل محمد ، واجعلنا فيها من عتقائك وطلقائك من النار ، والفائزين بجنتك ، الناجين
برحمتك ، يا ارحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله أجمعين وسلم تسليما(اقبال الأعمال ج2 ص44، رواه الشيخ في مصباحه : 672)

في فضل صوم هذه التسعة أيام من عشر ذي الحجة: 
عن الامام موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله عليه : ان من صامها كتب الله عز وجل له صوم الدهر
من أدعية العشر الأوائل من ذي الحجة
الدعاء الذي علمه جبرئيل لعيسى بن مريم عليه السلام في الأيام العشر من ذي الحجة 
ومن عمل أول يوم من ذي الحجة إلى آخر العشر ، عن عبد الله بن عبد بن عمير ، عن أبى جعفر عليه السلام قال : ان الله تعالى أهدى
إل
ى عيسى بن مريم عليه السلام خمس دعوات جاء بها جبرئيل عليه السلام في ايام العشر ، فقال : يا عيسى ادع بهذه الخمس الدعوات فانه ليست عبادة أحب إلى الله عبادته في أيام العشر - يعنى عشر ذي الحجة :
أولهن : اشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير .
والثانية : اشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا .
والثالثة : اشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، أحدا صمدا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد .
والرابعة : اشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيى ويميت ، وهو حي لا يموت بيده الخير ، وهو على كل شئ قدير .
والخامسة : حسبي الله وكفى سمع الله لمن دعا ، ليس وراء الله منتهى ، اشهد لله بما دعى ، وانه برى ممن تبرى ، وان لله الآخرة والأولى .
قال الحواريون لعيسى عليه السلام : يا روح الله ما ثواب من قال هؤلاء الكلمات ؟
قال : أما من قال الأولى مائة مرة ، لا يكون لأهل الأرض عمل أفضل من عمله ذلك اليوم ، وكان أكثر العباد حسنات يوم القيامة .
ومن قال الثانية مائة مرة فكأنما قرء التوراة والإنجيل اثنتى عشرة مرة وأعطى ثوابها ، قال عيسى عليه السلام : يا جبرئيل وما ثوابها ؟ قال : لا يطيق أن يحمل حرفا واحدا من التوراة والإنجيل من في السماوات السبع من الملائكة حتى ابعث انا واسرافيل لأنه أول عبد قال : لا حول ولا قوة إلا بالله .
ومن قال الثالثة مائة مرة كتب الله عشرة آلاف حسنة ومحى عنه بها عشرة آلاف سيئة ، ورفع له بها عشرة آلاف درجة ، ونزل سبعون ألف ملك من السماء ، رافعي أيديهم يصلون على من قالها ، فقال عيسى عليه السلام : يا جبرئيل هل تصلون الملائكة الا على الأنبياء وقال : انه من آمن بما جائت به الرسل والأنبياء ولم يبدل أعطى ثواب الأنبياء .
ومن قال الرابعة مائة مرة تلقاها ملك حتى يصعد بين يدى الجبار عز وجل فينظر الله عز وجل إلى قائلها ، ومن نظر الله تعالى إليه فلا يشقى .
قال عيسى عليه السلام : يا جبرئيل ما ثواب الخامسة ؟ فقال : هي دعوتي ولم يؤذن لي ان أفسرها لك .

اقبال الأعمال ج2 ص45.

ومن عمل أول يوم من ذي الحجة إلى آخر العشر
عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه انه قال : من قال كل يوم من أيام العشر هذا التهليل :
لا اله إلا الله عدد الليالي والدهور ، لا اله إلا الله عدد أمواج البحور ، لا اله إلا الله ورحمته خير مما يجمعون ،
لا اله إلا الله عدد الشوك والشجر ، لا اله إلا الله عدد الشعر والوبر ، لا اله إلا الله عدد الحجر والمدر . لا اله إلا الله
عدد لمح العيون ، لا اله إلا الله في الليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس ، لا اله إلا الله عدد الرياح والبراري والصخور
، لا اله إلا الله من اليوم إلى يوم ينفخ في الصور .
أعطاه الله عز وجل بكل تهليله درجة في الجنة من الدر والياقوت ، مابين كل درجتين مسيرة مأة عام للراكب المسرع ، في كل درجة مدينة فيها قصر من جوهر واحد لأفضل فيها ، في كل مدينة من تلك المدائن من تفاصيل العطاء مالا يهتدي له وصف البلغاء ، فإذا خرج من قبره أضاءت له كل شعرة منه نورا وابتدره سبعون ألف ملك يحفونه إلى باب الجنة - ثم ذكر الحديث بطوله ، وهو عطاء عظيم جسيم حذفنا شرحه كراهية الإطالة .(اقبال الأعمال ج2 ص47، ثواب الأعمال : 98)

تحقيق واعداد مركز سيد الشهداء عليه السلام للبحوث الاسلامية