ومن دعائه (عليه السلام) في دفع شر الأعداء

«اللهم انك انت الملك المتعزز بالكبرياء المتفرد بالبقاء الحي القيوم المقتدر القهار الذي لا اله الا انت انا عبدك وانت ربي ظلمت نفسي واعترفت باساءتي واستغفر اليك من ذنوبي فاغفر لي انه لا يغفر الذنوب الا انت. اللهم اني وفلان عبدان من عبيدك نواصينا بيدك تعلم مستقرنا ومستودعنا ومنقلبنا ومثوانا وسرنا وعلانيتنا وتطلع على نيتنا وتحيط بضمائرنا علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره لا ينطوي عنك شيء من امورنا ولا يستتر دونك حال من احوالنا ولا لنا منك معقل يحصننا ولا وزر يحرزنا ولا مهرب لنا نفوتك به ولا يمنع الظالم منك سلطانه وحصونه ولا تجاهدك عنه جنوده ولا يغالبك مغالب بمنعة ولا يعازك معاز بكثرة انت مدركه اينما سلك وقادر عليه اين لجأ فمعاد المظلوم منا بك وتوكل المقهور منا عليك ورجوعه اليك يستغيث بك اذا خذله المغيث ويستصرخك اذا قعد به النصير ويلوذ بك اذا نفته الافنية ويطرق بابك اذا غلقت عنه الأبواب المرتجة ويصل اليك اذا احتجبت عنه الملوك الغافلة ‌تعلم ما حل به قبل ان يشكوه اليك وتعلم ما يصلحه قبل ان يدعوك له فلك الحمد سميعاً بصيراً عليماً لطيفاً خبيراً. 
 اللهم وانه كان في سابق علمك ومحكم قضائك وجاري قدرك ونافذ حكمك وماضي مشئتك في خلقك اجمعين شقيهم وسعيدهم وبرهم وفاجرهم ان جعلت لفلان ابن فلان علي قدرة فظلمني بها وبغى علي بمكانها واستطال وتعزز بسلطانه الذي خولته اياه وتجبر وافتخر بعلو حالة نولته وغره املاؤك له واطغاه حلمك عليه فقصدني بمكروه عجزت عن الصبر عليه وتعمدني بشر ضعفت عن احتماله ولم اقدر على الاستنصاف منه لضعفي ولا على الانتصار لقلتي وذلي فوكلت امره اليك وتوكلت في شأنه عليك وتوعدته بعقوبتك وحذرته بطشك وخوفته نقمتك فظن ان حلمك عنه من ضعف وحسب ان املاءك له عن عجز ولم تنهه واحدة عن اخرى ولا انزجر عن ثانية ‌بأولى لكنه تمادى في غيه وتتابع في ظلمه ولج في عدوانه واستشرى في طغيانه جرأة عليك يا سيدي وتعرضاً لسخطك الذي لا ترده عن الظالمين وقلة اكتراث ببأسك الذي لا تحبسه عن الباغين فهاأنذا يا سيدي مستضعف في يده مستضام تحت سلطانه مستظل بفنائه مغلوب مبغي علي مرعوب وجل خائف مروع مقهور قد قل صبري وضاقت حيلتي وانغلقت علي المذاهب الا اليك وانسدت عني الجهات الا جهتك والتبست علي اموري في دفع مكروهه عني واشتبهت علي الآراء في ازالة‌ ظلمه وخذلني من استنصرته من خلقك واسلمني  من تعلقت به من عبادك فاستشرت نصيحى فأشار علي بالرغبة اليك واسترشدت دليلى فلم يدلني الا عليك فرجعت اليك يا مولاي صاغراً راعماً مستكيناً عالماً انه لا فرج لي الا عندك ولا خلاص لي الا بك انتجز وعدك ونصرتي واجابة دعائي فانك قلت تباركت وتعاليت وقولك الحق الذي لا يرد ولا يبدل ومن بغي عليه لينصرنه الله. 
 وقلت جل ثناوك وتقدست اسماؤك ادعوني استجب لكم فهأنذا فاعل ما امرتني به لا منا عليك، وكيف امن به وانت عليه دللتني فاستجب لي كما وعدتني يا من لا يخلف الميعاد، واني لأعلم يا سيدي ان لك يوماً تنتقم فيه من الظالم للمظلوم واتيقن ان لك وقتاً تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب لانه لا يسبقك معاند ولا يخرج من قبضتك منابذ ولا تخاف فوت فائت ولكن عجزي وهلعي لا يبلغان الصبر على اناتك وانتظار حلمك، فقدرتك يا مولاي فوق كل ذي قدرة وسلطانك غالب كل سلطان ومعاد كل احد اليك وان امهلته ورجوع كل ظالم اليك وان انظرته، وقد اضرني يا سيدي حلمك عن فلان وطول اناتك له وامهالك اياه، وكاد القنوط يستولي علي لولا الثقة بك واليقين بوعدك فان كان في قضائك النافذ وقدرتك الماضية انه ينيب او يتوب او يرجع عن ظلمي او يكف عن مكروهه وينتقل عن عظيم ما ركب مني فصل اللهم على محمد وآله واوقع ذلك في قلبه الساعة‌ الساعة قبل ازالة نعمتك التي انعمت بها علي وتكدير معروفك الذي صنعته عندي، وان كان علمك به غير ذلك مقامه على ظلمي فاني اسالك يا ناصر المظلومين المبغي عليهم اجابة دعوتي وان تصلي على محمد وآل محمد وخذه من مأمنه اخذ عزيز مقتدر وافجأه في غفلته مفاجاة مليك منتصر  واسلبه نعمته وسلطانه وافضض عنه جموعه واعوانه ومزق ملكه كل ممزق وفرق انصاره كل مفرق واعره من نعمتك التي لم يقابلها بالشكر وانزع عنه سربال عزك الذي لم يجازه بالاحسان واقصمه يا قاصم الجبارين واهلكه يا مهلك القرون الخالية.
 وأبره يا مبير الأمم واخذله يا خاذل الفرق الباغية وابتر عمره وابتزه ملكه وعف اثره واقطع خبره واطف ناره واظلم نهاره وكور شمسه وازهق نفسه واهشم سوقه وجب سنامه وارغم انفه وعجل حتفه ولا تدع له جنة الا هتكتها ولا دعامة الا قصمتها ولا كلمة مجتمعة الا فرقتها ولا قائمة علو الا وضعتها ولا ركنا الا اوهنته ولا سبباً الا قطعته وارنا انصاره عباديد بعد الألفة وشتى بعد اجتماع الكلمة ومقنعي الرؤوس بعد الظهور على الامة واشف بزوال امره القلوب النغلة والافئدة اللهفة والامة المتحيرة والبرية الضائعة واحي ببواره الحدود المعطلة والسنن الدائرة والاحكام المهملة. والمعالم المغيرة والآيات المحرفة والمدارس المهجورة والمحاريب المجفوة والمساجد المهدمة واشبع به الخماص الساغبة واروبه اللهوات اللاغبة والاكباد الظامية وارح به الاقدام المتعبة واطرقه بليلة لا اخت لها وبساعة لا مثوى فيها وبنكبة لا انتعاش معها وبعثرة لا اقالة‌ منها وابح حريمه ونغص نعيمه وأره بطشتك الكبرى ونقمتك المثلى وقدرتك التي فوق قدرته وسلطانك الذي هو اعز من سلطانه واغلبه لي بقوتك القوية ومحالك الشديد وامنعني منه بمنعك الذي كل خلق فيه ذليل وابتله بفقر لا تجبره وبسوء لا تستره وكله الى نفسه فيما يريد انك فعال لما تريد وابرئه من حولك وقوتك وكله الى حوله وقوته وازل مكره بمكرك وارفع مشيته بمشيتك واسقم جسده وايتم ولده وانقص اجله وخيب امله وازل دولته واطل عولته واشغل شغله في بدنه ولا تفكه من حزنه وصير كيده في ضلال وامره الى زوال ونعمته الى انتقال وجده في سفال وسلطانه في اضمحلال وعاقبته الى شر مآل وامته بغيظه ان امته وابقه بحسرته ان ابقيته وقني شره وهمزه ولمزه وسطوته وعدواته والمحه لمحة تدمر بها عليه فانك اشد باساً واشد تنكيلاً».