دعاؤه عليه السلام في جوامع مطالب الدنيا والآخرة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدهُ وَرَسُولُهُ آمَنْتُ بِاللهِ وَبِجَميعِ رُسُلِ اللهِ وَبِجَميعِ ما اُنْزِلَ بِهِ جَميعَ رُسُلِ اللهِ وَإنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ وَلِقاؤهُ حَقٌّ وَصَدَقَ اللهُ وَبَلَّغَ المُرْسَلونَ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ. وَسُبْحانَ اللهِ كُلَّما سَبَّحَ اللهَ شَيءٌ وَكَما يُحِبُّ اللهُ أنْ يُسَبَّحَ وَالحَمدُ للهِ كُلَّما حَمَدَ اللهَ شَيءٌ وَكَما يُحِبُّ اللهُ أنْ يُحمَدَ وَلا إلهَ إلاّ اللهُ كُلَّما هَلَّلَ اللهَ شَيءٌ وَكَما يُحِبُّ اللهُ أنْ يُهَلَّلَ وَاللهُ أكْبَرُ كُلَّما كَبَّرَ اللهَ شَيءٌ وَكَما يُحِبُّ اللهُ أنْ يُكَبَّرَ. اللّهُمَّ َانْهَجْ لِي أسْبابَ مَعْرِفَتِهِ وَافْتَحْ لِي أبْوابَهُ وَغَشِّني بَرَكاتِ رَحْمَتِكَ وَمُنَّ عَلَيَّ بِعِصمَةٍ عَنْ الإزالَةِ عَنْ دِينِكَ وَطَهِّرْ قَلْبي مِنْ الشَّكِّ وَلا تُشْغِلْ قَلْبي بِدُنْيايَ وَعاجِلْ مَعاشي مِنْ أجْلِ ثَوابِ آخِرَتي وَأشْغِلْ قَلْبي بِحِفْظِ ما لَمْ تَقْبَلْ مِنّي جَهلَهُ وَذَلِّل لِكُلِّ خَيْرٍ لِساني وَطَهِّرْ قَلْبي مِنْ الرِّياءِ وَالسُّمْعَةِ وَلا تَجُرَّهُ فِي مَفاصِلي وَاجْعَلْ عَمَلي خالِصاً لَكَ. اللّهُمَّ إنّي أعُوذُ بِكَ مِنْ الشَّرِّ وَأنْواعِ الفَواحِشِ كُلِّها ظاهِرِها وَباطِنِها وَغَفَلاتِها وَجَميعِ ما يُريدُني بِهِ الشَّيطانُ الرَّجيمُ وَما يُريدُني بِهِ الشَّيْطانُ العَنيدُ مِمّا أحَطْتَ بِعِلْمِهِ وَأنْتَ القادِرُ على صَرْفِهِ عَنّي. اللّهُمَّ إنّي أعُوذُ بِكَ مِنْ طَوارِقِ الجِنِّ وَالإنْسِ وَزَوابِعِهِمْ (1) وَبوائِقِهِمْ (2) وَمَكائِدِهِمْ وَمَشاهِدِ الفَسَقَةِ مِنَ الجِنِّ وَالإنْسِ وَأنْ أسْتَزِلَّ عِنْ ديني فَتَفْسُدَ عَلَيَّ آخِرَتي وَأنْ يَكونَ ذلِكَ مِنْهُمْ ضَرَراً عَلَيَّ فِي مَعاشي أو بِعَرْضِ بَلاءٍ يُصيبُني مِنْهُم لا قُوَةَ لِي بِهِ وَلا صَبْرَ لِي عَلى احْتِمالِهِ فَلا تَبْتَلِني يا إلهي بِمُقاساتِهِ فَيَمْنَعُني ذلِكَ عَن ذِكْرِكَ وَيَشْغَلَنْي عَن عِبادَتِكَ أنْتَ العاصِمُ المانِعُ والدّافِعُ الواقي مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ. أسْئَلُكَ اللهمّ الرَّفاهيَةَ في مَعيشَتي ما أبْقَيْتَني مَعيشَةً أقوى بِها عَلى طاعَتِكَ وَأبْلُغُ بِها رِضْوانَكَ وَأصيرُ بِها مِنْكَ إلى دارِ الحَيَوانِ غَدَاً وَلا تَرْزُقَني رِزْقاً يُطْغيني وَلا تَبْتَلِني بِفَقْرٍ أشْقى بِهِ مُضَيَّقاً عَلَيَّ. أعْطِني حَظَّاً وافِرَاً فِي آخِرَتي وَمَعاشاً وَاسِعاً هَنيئاً مَريئاً فِي دُنْيايَ وَلا تَجْعَلِ الدُّنيا عَلَيَّ سَجناً وَلا تَجْعَلْ فِراقَها عَلَيَّ حُزْناً أجِرْني مِن فِتْنَتِها وَاجْعَلْ عَمَلي فِيها مَقْبُولاً وَسَعْيي فِيها مشكوراً. اللّهُمَّ ومَنْ أرادَني بِسوءٍ فأرِدْه وَمَنْ كادَني فَكِدْهُ وَأصْرِفُ عَنّي هَمَّ مَنْ أدْخَلَ عَلَيَّ هَمَّهُ وأمْكُرْ بِمَنْ مَكَرَني فَإنَّكَ خَيْرُ الماكِرينَ وَافْقَأ عَنّي عُيُونَ الكَفَرَةِ الظَّلَمَةِ الطُّغاةِ الحَسَدَةِ. اللّهُمَّ وَأنْزِلْ عَلَيَّ مِنْكَ سَكينَةً وَألْبِسْني دِرْعَكَ الحَصينَةَ وَاحْفَظْني بِسِتْرِكَ الوَاقي وَجَلّلني عَافِيَتَكَ النّافِعَةَ وَصَدِّقْ قَوْلي وَفِعالِي وَبارِكْ لِي في أهْلي وَوُلْدي وَمالي. اللهمّ ما قَدَّمْتُ وَما أخَّرْتُ وَما أغَفَلْتُ وَما تَعَمَّدْتُ وَما تَوانَيْتُ (3) وَما أعْلَنْتُ وَما أسْرَرْتُ فَاغْفِر لي يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.

*******

(1) الزوبعة ج الزوابع: الدواهي.

(2) البائقة: الشر.

(3) توانى في حاجته: فتر وقصّر.