دعاؤه (عليه السلام) في اليوم الثلاثين

اَللّهُمَّ اشْرَحْ صَدْري لِلاِسْلامِ وَزَيِّنّي بِالإِيمانِ وَقِني عَذابَ النّارِ. اَللّهُمَّ يا رَبِّ اَنْتَ هُوَ يا رَبِّ يا قُدُّوسُ، اَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الاَعْظَمِ، اللهُ الَّذي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، الْحَقُّ الْمُبِينُ، الْحَيُّ الْقَيُّومُ، الَّذي لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ، لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ، مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ، وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، اَسْأَلُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ فِي الاَوَّلينَ، وَاَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ فِي الاخِرينَ، وَاَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ كُلِّ شَيْءٍ، وَاَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِي الاخِرَةِ وَالاُولى، وَاَنْ تُعْطِيَني سُؤْلي لِلاخِرَةِ وَالدُّنْيا. يا حَيُّ حينَ لا حَيَّ، يا حَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، يا حَيّاً لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، يا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ اَسْتَغيثُ فَاَعِنّي، واَصْلِحْ لي شَأني كُلَّهُ، وَلا تَكِلْني اِلى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، يا رَبِّ اَنْتَ لي رَحيمٌ، اَسْأَلُكَ يا رَبِّ بِما حَمَلَ عَرْشُكَ مِنْ عِزِّ جَلالِكَ، اَنْ تَفْعَلَ بي ما اَنْتَ اَهْلُهُ، وَلا ما اَنَا اَهْلُهُ، فَاِنَّكَ اَهْلُ التَّقْوى وَاَهْلُ الْمَغْفِرَةِ. اَللّهُمَّ اِنّي اَحْمَدُكَ حَمْداً، وَاَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ حَميداً، وَاَسْتَغْفِرُكَ فَريداً، وَاَشْهَدُ اَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اَنْتَ شَهادَةً اُفْني بِها عُمْري وَاَلْقى بِها رَبّي، وَاَدْخُلُ بِها قَبْري، وَاَخْلُو بِها في وَحْدَتي، اَللّهُمَّ وَاَسْأَلُكَ مَعَ ما سَأَلْتُكَ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَتَرْكَ الْمُنْكَراتِ وَحُبَّ الْمَساكينِ، وَاَنْ تَغْفِرَلي وَتَرْحَمَني، وَاِذا اَرَدْتَ بِقَوْمٍ سُوءً اَوْ فِتْنَةً اَنْ تَقِيَني ذلِكَ، وَاَنَا غَيْرُ مَفْتُونٍ، وَاَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ ما يُقَرِّبُ حُبُّهُ اِلى حُبِّكَ. اَللّهُمَّ اجْعَلْ لي مِنَ الذُّنُوبِ فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَاجْعَلْ لي اِلى كُلِّ خَيْرٍ سَبيلاً، اَللّهُمَّ اِنّي خَلْقٌ مْنْ خَلْقِكَ وَلِخَلْقِكَ قِبَلي حُقُوقٌ وَلي فيما بَيْني وَبَيْنَكَ ذُنُوبٌ، اَللّهُمَّ فَاجْعَلْ فِيَّ خَيْراً تَجِدُهُ فَاِنَّكَ اِلاّ تَجْعَلْهُ لا تَجِدْهُ، فَاَرْضِ عَنّي خَلْقَكَ مِنْ حُقُوقِهِمْ عَلَيَّ وَهَبْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي بَيْني وَبَيْنَكَ، اَللّهُمَّ خَلَقْتَني كَما اَرَدْتَ فَاجْعَلْني كَما تُحِبُّ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
 اَللّهُمَّ اغْفِرْلَنا وَارْحَمْنا وَاعْفُ عَنّا وَتَقَبَّلْ مِنّا وَاَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَنَجِّنا مِنَ النّارِ، وَاَصْلِحْ لَنا شَأْنَنا كُلَّهُ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ عَدَدَ مَنْ صَلّى عَلَيْهِ وَعَدَدَ مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ وَاغْفِرْلَنا اِنَّكَ اَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. اَللّهُمَّ رَبَّ الْبَيْتِ الْحَرامِ، وَرَبَّ الرُّكْنِ وَالْمَقامِ، وَرَبَّ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ، وَالْحِلِّ وَالْحَرامِ، اَبْلِغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ مِنِّي السَّلامَ. اَللّهُمَّ رَبَّ السَّبْعِ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَرَبَّ جَبْرائيلَ وَميكائيلَ وَاِسْرافيلَ وَرَبَّ الْمَلائِكَةِ وَالْخَلْقِ اَجْمَعينَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بي ما اَنْتَ اَهْلُهُ، اَسْأَلُكَ اَللّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَن فيهِنَّ وَبِاسْمِكَ الَّذي بِهِ تَرْزُقُ الاَحْياءَ وَبِهِ اَحْصَيْتَ كَيْلَ الْبِحارِ وَبِهِ اَحْصَيْتَ عَدَدَ الرِّمالِ، وَبِهِ تُميتُ الاَحْياءَ وَبِهِ تُحْيي الْمَوْتى، وَبِهِ تُعِزُّ الذَّليلَ وَبِهِ تُذِلُّ الْعَزيزَ، وَبِهِ تَفْعَلُ ما تَشاءُ وَتَحْكُمُ ما تُريدُ وَبِهِ تَقُولُ لِلشَّيْءِ كُن فَيَكُونُ. اَللّهُمَّ وَبِاسْمِكَ الْعَظيمِ الَّذي اِذا سَألَكَ بِهِ السّائِلُونَ اَعْطَيْتَهُمْ سُؤْلَهُمْ، وَاِذا دَعاكَ بِهِ الدّاعُونَ اَجَبْتَهُمْ، وَاِذَا اسْتَجارَ بِكَ الْمُسْتَجيروُنَ اَجَرْتَهُمْ، وَاِذا دَعاكَ بِهِ الْمُضْطَرُّونَ اَنْقَذْتَهُمْ (1)، وَاِذا تَشَفَّعَ بِهِ اِلَيْكَ الْمُتَشَفِّعُونَ شَفَّعْتَهُمْ، وَاِذَا اسْتَصْرَخَكَ بِهِ الْمُسْتَصْرِخُونَ اسْتَصْرَخْتَهُمْ وَفَرَّجْتَ عَنْهُمْ، وَاِذا ناداكَ بِهِ الْهارِبُونَ سَمِعْتَ نِدائَهُمْ وَاَعَنْتَهُمْ، وَاِذا اَقْبَلَ بِهِ التّائِبُونَ قَبِلْتَهُمْ وَقَبِلْتَ تَوْبَتَهُمْ. فَاِنّي اَسْأَلُكَ بِهِ يا سَيِّدي وَموْلايَ وَاِلهي يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا رَجائي، وَيا كَهْفي وَيا كَنْزي، وَيا ذُخْري وَيا ذَخيرَتي وَيا عُدَّتي لِديني وَدُنْيايَ وَاخِرَتي وَمُنْقَلَبي بِذلِكَ الاِسْمِ الاَعْظَمِ، اَدْعُوكَ لِذَنْبٍ لا يَغْفِرُهُ غَيْرُكَ، وَلِكَرْبٍ لا يَكْشِفُهُ غَيْرُكَ، وَلِهَمٍّ لا يَقْدِرُ عَلى اِزالَتِهِ غَيْرُكَ، وَلِذُنُوبِيَ الَّتي بارَزْتُكَ بِها وَقَلَّ مَعَها حَيائي عِنْدَكَ بِفِعْلِها. فَها اَنَا قَدْ اَتَيْتُكَ خاطِئاً مُذْنِباً قَدْ ضاقَتْ عَلَيَّ الاَرْضُ بِما رَحُبَتْ، وَضاقَت عَلَيَّ الْحِيَلُ فَلا مَلْجأَ وَلا مُلْتَجَأَ مِنْكَ اِلاّ اِلَيْكَ، فَها اَنَا بَيْنَ يَدَيْكَ، قَدْ اَصْبَحْتُ وَاَمْسَيْتُ مُذْنِباً خاطِئاً فَقيراً مُحْتاجاً، لا اَجِدُ لِذَنْبي غافِراً غَيْرَكَ، وَلا لِكَسْري جابِراً سِواكَ، وَلا لِضُرّي كاشِفاً غَيْرَكَ، اَقُولُ كَما قالَ يُونُسُ حينَ سَجَنْتَهُ فِي الظُّلُماتِ رَجاءَ اَنْ تَتُوبَ عَلَيَّ وَتُنْجِيَني مِنْ غَمِّ الذُّنُوبِ: لّا إِلَهَ إِلاَّ اَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَارْحَمْني بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
 اَللّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُكَ يا سَيِّدي وَمَوْلايَ بِاسْمِكَ اَنْ تَسْتَجِيبَ دُعائي وَتُعْطِيَني سُؤْلي وَمُنايَ، وَاَنْ تُعَجِّلَ لِيَ الْفَرَجَ مِنْ عِنْدِكَ في اَتَمِّ نِعْمَةٍ وَاَعْظَمِ عافِيَةٍ، وَاَوْسَعِ رِزْقٍ وَاَفْضَلِ دَعَةٍ، ما لم تَزَلْ تُعَوِّدُنيهِ، يا اِلهي وَتَرْزُقَنِي الشُّكْرَ عَلى ما اتَيْتَني وَتَجْعَلَ ذلِكَ باقِياً ما اَبْقَيْتَني وَتَعْفُوَ عَنْ ذُنُوبي وَخَطايايَ وَاِسْرافي وَاجْتِرامِي اِذا تَوَفَّيْتَني، حَتّى تَصِلَ نَعيمَ الدُّنْيا بِنَعيمِ الاخِرَةِ. اَللّهُمَّ بِيَدِكَ مَقاديرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَالْخَيْرِ وَالشَّرِّ، فَبارِكْ لي في ديني وَدُنْيايَ وَاخِرَتي، وَبارِك لِيَ اَللّهُمَّ في جَميعِ اُمُوري، اَللّهُمَّ وَعْدُكَ حَقٌّ وَلِقاؤُكَ حَقٌّ لازِمٌ، لا بُدَّ مِنْهُ وَلا مَحيدَ (2) عَنْهُ، فَافْعَلْ بي ما اَنْتَ اَهْلُهُ يا كَريم. اَللّهُمَّ اِنَّكَ تَكَفَّلْتَ بِرِزْقي وَرِزْقِ كُلِّ دابَّةٍ اَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، يا خَيْرَ مَدْعُوٍّ وَاَكْرَمَ مَسْئُولٍ وَاَوْسَعَ مُعْطٍ، وَاَفْضَلَ مَرْجُوٍّ، اَوْسِعْ لي في رِزْقي وَرِزْقِ عِيالي. اَللّهُمَّ اجْعَلْ لي فيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاُمُورِ الْمَحْتُومَةِ وَفيما تَفْرُقُ بِهِ بَيْنَ الْحَلالِ وَالحَرامِ مِنَ الاَمْرِ الْحَكيمِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَفِي الْقَضاءِ الَّذي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَاَنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ، اَلْمَشْكُورِ سَعْيُهُمْ، اَلْمَغْفُورِ ذَنْبُهُمْ، اَلْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، اَلْمُوَسَّعَةِ اَرْزاقُهُمْ، الصَّحيحَةِ اَبْدانُهُمْ، الامِنينَ خَوْفَهُمْ. وَاجْعَلْ فيما تَقْضي وَتُقَدِّرُ اَنْ تُ صَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ، وَاَنْ تُطيلَ عُمْري وَتَمُدَّ في اَجَلي، وَتَزيدَ في رِزْقي وَتُعافِيَني في جَسَدي، وَكُلِّ ما يُهِمُّني مِنْ اَمْرِ ديني وَدُنْيايَ وَاخِرَتي وَعاجِلَتي وَاجِلَتي، لي وَلِمَنْ يَعْنيني اَمْرُهُ وَيَلْزَمُني شَأنُهُ، مِنْ قَريبٍ اَوْ بَعيدٍ، اِنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ رَؤوفٌ رَحيمٌ. يا كائِناً قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، تَنامُ الْعُيُونُ وَتَنْكَدِرُ (3) النُّجُومُ، وَاَنْتَ حَيٌّ قَيُّومٌ، لا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ، وَاَنْتَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
*******
(1) أنقذتهم: خلّصتهم.
(2) لا محيد: لا ميحص ولا مفرّ.
(3) الكدر: نقيض الصفاء والكدرة من الالوان، ما نحا نحو السواد والغبرة.