دعاؤه (عليه السلام) وهو ساجدٌ في فناء الكعبة

لاَ يَردُّ غَضَبكَ إلاَّ حِلمُكَ، ولاَ يُجيرُ من عَذَابِكَ إلاَّ رحمَتُكَ، ولاَ يُنجي مِنْكَ إلاَّ التَّضَرُّعُ إلَيكَ، فهَبْ لِي يَا إلـهِي فَرَجَاً بِالقُدْرَةِ الّتي بِها تُحيي أموَاتَ العِبَادِ، وبِهَا تنشرُ مَيتَ البِلادِ، ولاَ تُهلِكْنِي يَا إلـهِي حَتَّى تَسْتَجِيبَ لِي دُعائِي، وتُعَرّفَني الإجَابَةَ، اللهم ارزٌقنِي العَافِيَةَ إلى مُنتَهَى أجَلِي، ولاَ تُشمِتْ بِي عَدُوّي، وَلاَ تُمَكِّنهُ مِن عُنُقِي. من ذا الّذي يَرْفَعُنِي إنْ وَضَعتَني، ومَنْ ذَا الّذي يَضَعُُنِي إنْ رَفَعْتَنِي، وَإنْ أهلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الّذي يَعرُضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ وَيَسأَلُكَ في أمْرِهِ. فَقَدْ عَلِمتُ يَا إلَـهِي أنَّهُ لَيسَ في حُكمِكَ ظُلمٌ وَلاَ في نقمَتِكَ عَجَلةٌ، وإنَّما يعجَلُ مَنْ يخَافُ الفَوتَ، ويَحتَاجُ إلى الظُلمِ الضَّعيفُ وقَدْ تَعَاليتَ يَا إلـهِي عَنْ ذَلكَ. إلـهي فلاَ تَجْعلنِي للِبَلاءِ غَرَضاً ، ولاَ لنِقمَتِكَ نَصَباً وأمَهِّلنِي ونَفسِي وأقِلنِي عَثرَتي، ولاَ تَرُدَّ يَدِي في نَحْرِي، ولاَ تُتبِعنِي ببَلاءً، فقَدْ تَرَى ضَعفِي وتَضَرُّعِي إليكَ، وَوَحشَتِي مِنَ النَّاسِ وَأُنْسِي بِكَ. أعُوذُ بِكَ اليَومَ منكَ فأعِذنِي، وأستَجِيرُ بِكَ فأَجِرنِي، وأستعِينُ بِكَ عَلَى الضَّرَّاءِ فَاَعِنّي، وأَستَنْصِرُكَ فانْصُرنِي، وأُؤمِنُ بِكَ فَآمِنّي، وأستَهدِي بكَ فاهدِنِي، وأستَرحِمُكَ فَارحَمنِي، وأستغفِرُكَ مِمَّا تَعلَمُ فَاغفِر لِي، واسترزقك من فضلك الوَاسِعِ فارزُقنِي، وَلاَ حَولَ ولاَ قوّةَ إلاَّ باللهِ العَلِيِّ العَظيمِ.