دعاؤه عليه السلام في كلّ يوم من رجب

اَللّهُمَّ يا ذَا الْمِنَنِ السّابِغَةِ (1) وَالاْلاَّءِ الْو ازِعَةِ (2) والرَّحْمَةِ الْو اسِعَةِ وَالْقُدْرَةِ الْج امِعَةِ وَالنِّعَمِ الْجَسْيمَةِ (3) وَالْمَواهِبِ الْعَظيمَةِ وَالاْيادِى الْجَميلَةِ والْعَطايَا الْجَزيلَةِ يا مَنْ لا يُنْعَتُ بِتَمْثيلٍ وَلا يُمَثَّلُ بِنَظيرٍ وَلا يُغْلَبُ بِظَهيرٍ يا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ وَاَلْهَمَ فَاَنْطَقَ وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ وَعَلا فَارْتَفَعَ وَقَدَّرَ فَاَحْسَنَ وَصَوَّرَ فَاَتْقَنَ وَاحْتَجَّ فَاَبْلَغَ وَاَنْعَمَ فَاَسْبَغَ وَاَعْطى فَاَجْزَلَ وَمَنَحَ فَاَفْضَلَ.يا مَنْ سَما فِى الْعِزِّ فَفاتَ نَواظِرَ الاْبْصارِ (4) وَدَنا فِى الُّلطْفِ فَجازَ هَواجِسَ (5) الاْفْكارِ يا مَنْ تَوَحَّدَ باِلْمُلكِ فَلا نِدَّ لَهُ في مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ وَتفَرَّدَ بِالاْلاَّءِ وَالْكِبرِياءِ فَلا ضِدَّ (6) لَهُ في جَبَرُوتِ شَاْنِهِ.يا مَنْ حارَتْ في كِبْرِياَّءِ هَيْبَتِهِ دَقايِقُ لَطايِفِ الاْوْهامِ وَانْحَسَرَتْ دُونَ اِدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطايِفُ اَبْصارِ الاْنامِ يا مَنْ عَنَتِ (7) الْوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمتِهِ وَوجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ خيفَتِهِ.اَسئَلُكَ بِهذِهِ الْمِدْحَةِ الَّتي لا تَنْبَغي اِلاّ لَكَ وَبِما وَاَيْتَ (8) بِهِ عَلي نَفْسِكَ لِداعيكَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَبِما ضَمِنْتَ الاِجابَةَ فيهِ عَلى نَفْسِكَ لِلدّاعينَ.يا اَسْمَعَ السّامِعينَ وَاَبْصَرَ النّاظِرينَ وَاَسْرَعَ الْحاسِبينَ يا ذَا الْقُوَّةِ الْمتينَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِهِ وَاقْسِمْ لي في شَهْرِنا هذا خَيْرَ ما قَسَمْتَ وَاحْتِمْ لي في قَضاَّئِكَ خَيْرَ ما حَتَمْتَ وَاخْتِمْ لي بِالسَّعادَةِ فيمَنْ خَتَمْتَ وَاَحْيِني ما اَحْيَيْتَي مَوْفُوراً وَاَمِتْنى مَسْرُوراً وَمَغْفُوراً.وَتوَلَّ اَنْتَ نَجاتي مِنْ مُسائَلَةِ الْبَرْزَخِ وَادْرَاءْ عَنّي مُنْكَراً وَنَكيراً وَاَرِعَيْي مُبَشِّراً وَبَشيراً وَاجْعَلْ لي اِلى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ مَصيراً وَعَيْشاً قَريراً وَمُلْكاً كَبيْراً وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثيراً.
دعاء أخر:
اللهم أني أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك المأمونون على سرك المستسرُّون (9) بأمرك الواصفون لقدرتك المعلنون لعظمتك.أسألك بما نطق فيهم من مشيئتك فجعلتهم معادن لكلماتك وأركاناً لتوحيدك وآياتك ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك وخلقك فتقها ورتقها بيدك بدؤها منك وعودها إليك أعضاد وأشهاد ومناة (10) وأذواد وحفظة ورواد فبهم ملأت سماءك وأرضك حتى ظهر أن لا إله إلا أنت.فبذلك أسألك وبمواقع العز من رحمتك وبمقاماتك وعلاماتك أن تصلي على محمد وآله وأن تزيدني إيماناً وتثبيتاً يا باطناً في ظهوره وظاهراً في بطونه ومكنونه يا مفرقاً بين النور والديجور (11) يا موصوفاً بغير كنه ومعروفاً بغير شبه حاد كل محدود وشاهد كل مشهود وموجد كل موجود ومحصي كل معدود وفاقد كل مفقود (12) ليس دونك من معبود أهل الكبرياء والجود.يا من لا يكيف بكيف ولا يؤين بأين يا محتجباً عن كل عين يا ديموم (13) يا قيوم وعالم كل معلوم صل على محمد وآله وعلى عبادك المنتجبين وبشرك المحتجبين وملائكتك المقربين والبهم (14) الصافين الحافين.وبارك لنا في شهرنا هذا المرجب المكرم وما بعده من الأشهر الحرم وأسبغ علينا فيه النعم وأجزل لنا فيه القسم وأبرز لنا فيه القسم.باسمك الاعظم الاجلّ الاكرم الذي وضعه على النهار فأضاء وعلى الليل فأظلم واغفر لنا ما تعلم منا وما لا نعلم واعصمنا من الذنوب خير العصم واكفنا كوافي قدرك وامنن علينا بحسن نظرك.ولا تكلنا إلى غيرك ولا تمنعنا من خيرك وبارك لنا فيما كتبت لنا من أعمارنا وأصلح لنا خبيئة أسرارنا وأعطنا منك الأمان واستعملنا بحسن الأيمان وبلغنا شهر الصيام وما بعده من الأيام والأعوام يا ذا الجلال والإكرام.
دعاء أخر:
اللهم إني أسألك بالمولودين في رجب محمد بن علي الثاني وابنه علي بن محمد المنتجب وأتقرب بهما إليك خير القرب يا من إليه المعروف طلب وفيما لديه رغب، أسألك سؤال مقترف (15) مذنب قد أوبقته (16) ذنوبه وأوثقته عيوبه فطال على الخطايا دؤبه (17) ومن الرزايا خطوبه يسألك التوبة وحسن الأوبة والنزوع (18) عن الحوبة ومن النار فكاك رقبته والعفو عما في ربقته فأنت مولاي أعظم أمله وثقته.اللهم وأسألك بمسائلك الشريفة ووسائلك المنيفة أن تتغمدني في هذا الشهر برحمة منك واسعة ونعمة وازعة ونفس بما رزقتها قانعة إلى نزول الحافرة (19) ومحل الآخرة وما هي إليه صائرة.
*******
(1) السابغة: التامّة.
(2) الالاء: النعماء، الوازعة: الكافّة عن الاشياء المضرّة.
(3) الجسيم: العظيم.
(4) خواطر الابصار، المراد بالابصار البصائر او الخواطر التي تحدث بعد الابصار، وفوته عنها عدم ادراكها له.
(5) هجس الشيء في صدره: خطر بباله.
(6) الضدّ والندّ نظائر، والفرق بينهما ان الندّ عرض يعاقب آخر في محله وينافيه، والضدّ هو المشارك في الحقيقة وان وقعت المخالفة ببعض العوارض.
(7) عنت: خضعت.
(8) وأيت: وعدت.
(9) المستبشرون (خ ل).
(10) مناة جمع الماني، أي المقدر والمختبر.
(11) الديجور: الظلمة.
(12) فاقد كل مفقود اي طالبه، ومن طلبه الله لم يفته.
(13) الديموم من دام يدوم اي ثبت وامتدّ واستمرّ.
(14) البهمة هي الجيش والجمع البهم - بالضمّ ثمّ الفتح- اي الجيوش من الملائكة.
(15) اقترف الذنب: فعله.
(16) اوبقته: اهلكته.
(17) دأب في العمل: استمرّ عليه.
(18) النزوع: الانقطاع.
(19) الحافرة: الارض المحفورة، القبر.