باب ثواب صوم شعبان

1823-  روى أبو حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع قال من صام شعبان كان له طهورا من كلّ زلّة و وصمة و بادرة و قال أبو حمزة فقلت لأبي جعفر ع ما الوصمة قال اليمين في المعصية و النّذر و لا نذر في المعصية قلت فما البادرة قال اليمين عند الغضب و التّوبة منها النّدم عليها

1824-  و روى الحسن بن محبوب عن عبد اللّه بن مرحوم الأزديّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من صام أوّل يوم من شعبان وجبت له الجنّة البتّة و من صام يومين نظر اللّه إليه في كلّ يوم و ليلة في دار الدّنيا و داوم نظره إليه في الجنّة و من صام ثلاثة أيّام زاره اللّه في عرشه من جنّته في كلّ يوم

 قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه زيارة اللّه زيارة أنبيائه و حججه ص من زارهم فقد زار اللّه عزّ و جلّ كما أنّ من أطاعهم فقد أطاع اللّه و من عصاهم فقد عصى اللّه و من تابعهم فقد تابع اللّه عزّ و جلّ و ليس ذلك على ما يتأوّله المشبّهة تعالى اللّه عمّا يقولون علوّا كبيرا

1825-  و قال الصّادق ع صوم شهر شعبان و شهر رمضان شهرين متتابعين توبة و اللّه من اللّه

1826-  و روى عمرو بن خالد عن أبي جعفر ع قال كان رسول اللّه ص يصوم شعبان و شهر رمضان يصلهما و ينهى النّاس أن يصلوهما و كان يقول هما شهر اللّه و هما كفّارة لما قبلهما و ما بعدهما من الذّنوب

 قوله ع و ينهى النّاس أن يصلوهما هو على الإنكار و الحكاية لا على الأخبار و كأنّه يقول كان يصلهما و ينهى النّاس أن يصلوهما فمن شاء وصل و من شاء فصل و تصديق ذلك

1827-  ما رواه زرعة عن المفضّل عن أبي عبد اللّه ع قال كان أبي ع يفصل ما بين شعبان و شهر رمضان بيوم و كان عليّ بن الحسين ع يصل ما بينهما و يقول صوم شهرين متتابعين توبة من اللّه

 و قد صامه رسول اللّه ص و وصله بشهر رمضان و صامه و فصل بينهما و لم يصمه كلّه في جميع سنيه إلّا أنّ أكثر صيامه كان فيه

1828-  و كنّ نساء النّبيّ ص إذا كان عليهنّ صيام أخّرن ذلك إلى شعبان كراهية أن يمنعن رسول اللّه ص حاجته و إذا كان شعبان صمن و صام معهنّ و كان ع يقول شعبان شهري

1829-  و قال الصّادق ع من صام ثلاثة أيّام من آخر شعبان و وصلها بشهر رمضان كتب اللّه له صوم شهرين متتابعين

1830-  و روى حريز عن زرارة قال قلت لأبي جعفر ع ما تقول في ليلة النّصف من شعبان قال يغفر اللّه عزّ و جلّ فيها من خلقه لأكثر من عدد شعر معزى كلب و ينزل اللّه عزّ و جلّ ملائكته إلى السّماء الدّنيا و إلى الأرض بمكّة

 و قد أخرجت ما روّيته في هذا المعنى في كتاب فضائل شعبان

باب فضل شهر رمضان و ثواب صيامه

1831-  روى الحسن بن محبوب عن أبي أيّوب عن أبي الورد عن أبي جعفر ع قال خطب رسول اللّه ص النّاس في آخر جمعة من شعبان فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال أيّها النّاس إنّه قد أظلّكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر و هو شهر رمضان فرض اللّه صيامه و جعل قيام ليلة فيه كمن تطوّع بصلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشّهور و جعل لمن تطوّع فيه بخصلة من خصال الخير و البرّ كأجر من أدّى فريضة من فرائض اللّه عزّ و جلّ و من أدّى فريضة من فرائض اللّه كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشّهور و هو شهر الصّبر و إنّ الصّبر ثوابه الجنّة و هو شهر المواساة و هو شهر يزيد اللّه فيه رزق المؤمن و من فطّر فيه مؤمنا صائما كان له بذلك عند اللّه عتق رقبة و مغفرة لذنوبه فيما مضى فقيل له يا رسول اللّه ليس كلّنا نقدر على أن نفطّر صائما فقال إنّ اللّه تبارك و تعالى كريم يعطي هذا الثّواب منكم لمن لم يقدر إلّا على مذقة من لبن يفطّر بها صائما أو شربة من ماء عذب أو تميرات لا يقدر على أكثر من ذلك و من خفّف فيه عن مملوكه خفّف اللّه عزّ و جلّ عليه حسابه و هو شهر أوّله رحمة و وسطه مغفرة و آخره إجابة و العتق من النّار و لا غنى بكم فيه عن أربع خصال خصلتين ترضون اللّه بهما و خصلتين لا غنى بكم عنهما فأمّا اللّتان ترضون اللّه بهما فشهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّي رسول اللّه و أمّا اللّتان لا غنى بكم عنهما فتسألون اللّه عزّ و جلّ فيه حوائجكم و الجنّة و تسألون اللّه فيه العافية و تتعوّذون به من النّار

 -  و قال رسول اللّه ص لمّا حضر شهر رمضان و ذلك في ثلاث بقين من شعبان لبلال ناد في النّاس فجمع النّاس ثمّ صعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال أيّها النّاس إنّ هذا الشّهر قد حضركم و هو سيّد الشّهور فيه ليلة هي خير من ألف شهر تغلق فيه أبواب النّار و تفتّح فيه أبواب الجنان فمن أدركه فلم يغفر له فأبعده اللّه و من أدرك والديه فلم يغفر له فأبعده اللّه و من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ فلم يغفر له فأبعده اللّه

1833-  و روى جابر عن أبي جعفر ع قال كان رسول اللّه ص إذا نظر إلى هلال شهر رمضان استقبل القبلة بوجهه ثمّ قال اللّهمّ أهلّه علينا بالأمن و الإيمان و السّلامة و الإسلام و العافية المجلّلة و الرّزق الواسع و دفع الأسقام و تلاوة القرآن و العون على الصّلاة و الصّيام اللّهمّ سلّمنا لشهر رمضان و سلّمه لنا و تسلّمه منّا حتّى ينقضي شهر رمضان و قد غفرت لنا ثمّ يقبل بوجهه على النّاس فيقول يا معشر النّاس إذا طلع هلال شهر رمضان غلّت مردة الشّياطين و فتحت أبواب السّماء و أبواب الجنان و أبواب الرّحمة و غلّقت أبواب النّار و استجيب الدّعاء و كان للّه تبارك و تعالى عند كلّ فطر عتقاء يعتقهم من النّار و ينادي مناد كلّ ليلة هل من تائب هل من سائل هل من مستغفر اللّهمّ أعط كلّ منفق خلفا و أعط كلّ ممسك تلفا حتّى إذا طلع هلال شوّال نودي المؤمنون أن اغدوا إلى جوائزكم فهو يوم الجائزة ثمّ قال أبو جعفر ع أما و الّذي نفسي بيده ما هي بجائزة الدّنانير و الدّراهم

1834-  و روى زرارة عن أبي جعفر ع أنّ النّبيّ ص لمّا انصرف من عرفات و سار إلى منى دخل المسجد فاجتمع إليه النّاس يسألونه عن ليلة القدر فقام خطيبا فقال بعد الثّناء على اللّه عزّ و جلّ أمّا بعد فإنّكم سألتموني عن ليلة القدر و لم أطوها عنكم لأنّي لم أكن بها عالما اعلموا أيّها النّاس أنّه من ورد عليه شهر رمضان و هو صحيح سويّ فصام نهاره و قام وردا من ليله و واظب على صلاته و هجر إلى جمعته و غدا إلى عيده فقد أدرك ليلة القدر و فاز بجائزة الرّبّ عزّ و جلّ

1835-  و قال أبو عبد اللّه ع فازوا و اللّه بجوائز ليست كجوائز العباد

1836-  و قال أبو جعفر ع لجابر يا جابر من دخل عليه شهر رمضان فصام نهاره و قام وردا من ليله و حفظ فرجه و لسانه و غضّ بصره و كفّ أذاه خرج من الذّنوب كيوم ولدته أمّه قال جابر قلت له جعلت فداك ما أحسن هذا من حديث قال ما أشدّ هذا من شرط

1837-  و قال عليّ ع لمّا حضر شهر رمضان قام رسول اللّه ص فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال أيّها النّاس كفاكم اللّه عدوّكم من الجنّ و الإنس و قال ادعوني أستجب لكم و وعدكم الإجابة ألا و قد وكّل اللّه عزّ و جلّ بكلّ شيطان مريد سبعين من ملائكته فليس بمحلول حتّى ينقضي شهركم هذا ألا و أبواب السّماء مفتّحة من أوّل ليلة منه ألا و الدّعاء فيه مقبول

1838-  و روى محمّد بن مروان عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إنّ للّه تبارك و تعالى في كلّ ليلة من شهر رمضان عتقاء و طلقاء من النّار إلّا من أفطر على مسكر فإذا كان آخر ليلة منه أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه

1839-  و في رواية عمر بن يزيد إلّا من أفطر على مسكر أو مشاحن أو صاحب شاهين و هو الشّطرنج

 -  و كان رسول اللّه ص إذا دخل شهر رمضان أطلق كلّ أسير و أعطى كلّ سائل

1841-  و روى هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه ع قال من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى قابل إلّا أن يشهد عرفة

1842-  و كان الصّادق ع يوصي ولده و يقول إذا دخل شهر رمضان فأجهدوا أنفسكم فإنّ فيه تقسّم الأرزاق و تكتب الآجال و فيه يكتب وفد اللّه الّذين يفدون إليه و فيه ليلة العمل فيها خير من العمل في ألف شهر

1843-  و قال الصّادق ع إنّ عدّة الشّهور عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السّماوات و الأرض فغرّة الشّهور شهر اللّه و هو شهر رمضان و قلب شهر رمضان ليلة القدر و نزل القرآن في أوّل ليلة من شهر رمضان فاستقبل الشّهر بالقرآن

 قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه تكامل نزول القرآن ليلة القدر

1844-  و روى سليمان بن داود المنقريّ عن حفص بن غياث النّخعيّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول إنّ شهر رمضان لم يفرض اللّه صيامه على أحد من الأمم قبلنا فقلت له فقول اللّه عزّ و جلّ يا أيّها الّذين آمنوا كتب عليكم الصّيام كما كتب على الّذين من قبلكم قال إنّما فرض اللّه صيام شهر رمضان على الأنبياء دون الأمم ففضّل به هذه الأمّة و جعل صيامه فرضا على رسول اللّه ص و على أمّته

 و قد أخرجت هذه الأخبار الّتي روّيتها في هذا المعنى في كتاب فضائل شهر رمضان

باب القول عند رؤية هلال شهر رمضان

1845-  قال أمير المؤمنين ع إذا رأيت الهلال فلا تبرح و قل اللّهمّ إنّي أسألك خير هذا الشّهر و فتحه و نوره و نصره و بركته و طهوره و رزقه و أسألك خير ما فيه و خير ما بعده و أعوذ بك من شرّ ما فيه و شرّ ما بعده اللّهمّ أدخله علينا بالأمن و الإيمان و السّلامة و الإسلام و البركة و التّقوى و التّوفيق لما تحبّ و ترضى

1846-  و كان رسول اللّه ص إذا أهلّ هلال شهر رمضان استقبل القبلة و رفع يديه و قال اللّهمّ أهلّه علينا بالأمن و الإيمان و السّلامة و الإسلام و العافية المجلّلة و الرّزق الواسع و دفع الأسقام اللّهمّ ارزقنا صيامه و قيامه و تلاوة القرآن فيه و سلّمه لنا و تسلّمه منّا و سلّمنا فيه

 و قال أبي رحمه اللّه في رسالته إليّ إذا رأيت هلال شهر رمضان فلا تشر إليه و لكن استقبل القبلة و ارفع يديك إلى اللّه عزّ و جلّ و خاطب الهلال تقول ربّي و ربّك اللّه ربّ العالمين اللّهمّ أهلّه علينا بالأمن و الإيمان و السّلامة و الإسلام و المسارعة إلى ما تحبّ و ترضى اللّهمّ بارك لنا في شهرنا هذا و ارزقنا عونه و خيره و اصرف عنّا ضرّه و شرّه و بلاءه و فتنته

1847-  و كان من قول أمير المؤمنين ع عند رؤية الهلال أيّها الخلق المطيع الدّائب السّريع المتردّد في فلك التّدبير المتصرّف في منازل التّقدير آمنت بمن نوّر بك الظّلم و أضاء بك البهم و جعلك آية من آيات سلطانه و امتهنك بالزّيادة و النّقصان و الطّلوع و الأفول و الإنارة و الكسوف في كلّ ذلك أنت له مطيع و إلى إرادته سريع سبحانه ما أحسن ما دبّر و أتقن ما صنع في ملكه و جعلك اللّه هلال شهر حادث لأمر حادث جعلك اللّه هلال أمن و إيمان و سلامة و إسلام هلال أمنة من العاهات و سلامة من السّيّئات اللّهمّ اجعلنا أهدى من طلع عليه و أزكى من نظر إليه و صلّى اللّه على محمّد النّبيّ و آله اللّهمّ افعل بي كذا و كذا يا أرحم الرّاحمين

باب ما يقال في أوّل يوم من شهر رمضان

1848-  روي عن العبد الصّالح موسى بن جعفر ع قال ادع بهذا الدّعاء في شهر رمضان مستقبل دخول السّنة و ذكر أنّ من دعا به محتسبا مخلصا لم تصبه في تلك السّنة فتنة و لا آفة في دينه و دنياه و بدنه و وقاه اللّه شرّ ما يأتي به في تلك السّنة اللّهمّ إنّي أسألك باسمك الّذي دان له كلّ شي‏ء و برحمتك الّتي وسعت كلّ شي‏ء و بعزّتك الّتي قهرت بها كلّ شي‏ء و بعظمتك الّتي تواضع لها كلّ شي‏ء و بقوّتك الّتي خضع لها كلّ شي‏ء و بجبروتك الّتي غلبت كلّ شي‏ء و بعلمك الّذي أحاط بكلّ شي‏ء يا نور يا قدّوس يا أوّل قبل كلّ شي‏ء و يا باقي بعد كلّ شي‏ء يا اللّه يا رحمان صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لي الذّنوب الّتي تغيّر النّعم و اغفر لي الذّنوب الّتي تنزل النّقم و اغفر لي الذّنوب الّتي تقطع الرّجاء و اغفر لي الذّنوب الّتي تديل الأعداء و اغفر لي الذّنوب الّتي تردّ الدّعاء و اغفر لي الذّنوب الّتي تنزل البلاء و اغفر لي الذّنوب الّذي تحبس غيث السّماء و اغفر لي الذّنوب الّتي تهتك العصم و ألبسني درعك الحصينة الّتي لا ترام و عافني من شرّ ما أحاذر باللّيل و النّهار في مستقبل سنتي هذه اللّهمّ ربّ السّماوات السّبع و ربّ الأرضين السّبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ و ربّ العرش العظيم و ربّ السّبع المثاني و القرآن العظيم و ربّ إسرافيل و ميكائيل و جبرئيل و ربّ محمّد سيّد المرسلين و خاتم النّبيّين أسألك بك و بما تسمّيت به يا عظيم أنت الّذي تمنّ بالعظيم و تدفع كلّ محذور و تعطي كلّ جزيل و تضاعف من الحسنات الكثير بالقليل و تفعل ما تشاء يا قدير يا اللّه يا رحمان صلّ على محمّد و آل محمّد و ألبسني في مستقبل سنتي هذه سترك و أضئ وجهي بنورك و أحيني بمحبّتك و بلّغ بي رضوانك و شريف كرائمك و جسيم عطائك من خير ما عندك و من خير ما أنت معطيه أحدا من خلقك و ألبسني مع ذلك عافيتك يا موضع كلّ شكوى و شاهد كلّ نجوى و عالم كلّ خفيّة و يا دافع ما تشاء من بليّة يا كريم العفو يا حسن التّجاوز توفّني على ملّة إبراهيم و فطرته و على دين محمّد و سنّته و على خير الوفاة فتوفّني مواليا لأوليائك معاديا لأعدائك اللّهمّ و جنّبني في هذه السّنة كلّ عمل أو قول أو فعل يباعدني منك و اجلبني إلى كلّ عمل أو فعل أو قول يقرّبني منك في هذه السّنة يا أرحم الرّاحمين و امنعني من كلّ عمل أو فعل أو قول يكون منّي أخاف سوء عاقبته و مقتك إيّاي عليه حذرا أن تصرف وجهك الكريم عنّي و أستوجب به نقصا من حظّ لي عندك يا رءوف يا رحيم اللّهمّ اجعلني في مستقبل سنتي هذه في حفظك و جوارك و كنفك و جلّلني ستر عافيتك و هب لي كرامتك عزّ جارك و جلّ ثناؤك و لا إله غيرك اللّهمّ اجعلني تابعا لصالحي من مضى من أوليائك و ألحقني بهم و اجعلني مسلما لمن قال بالصّدق عليك منهم و أعوذ بك يا إلهي أن تحيط بي خطيئتي و ظلمي و إسرافي على نفسي و اتّباعي لهواي و اشتغالي بشهواتي فيحول ذلك بيني و بين رحمتك و رضوانك فأكون منسيّا عندك متعرّضا لسخطك و نقمتك اللّهمّ وفّقني لكلّ عمل صالح ترضى به عنّي و قرّبني إليك زلفى اللّهمّ كما كفيت نبيّك محمّدا صلواتك عليه و آله هول عدوّه و فرّجت همّه و كشفت كربه و صدقته وعدك و أنجزت له عهدك اللّهمّ فبذلك فاكفني هول هذه السّنة و آفاتها و أسقامها و فتنها و شرورها و أحزانها و ضيق المعاش فيها و بلّغني برحمتك كمال العافية بتمام دوام النّعم عندي إلى منتهى أجلي أسألك سؤال من أساء و ظلم و استكان و اعترف أن تغفر لي ما مضى من الذّنوب الّتي حضرتها حفظتك و أحصتها كرام ملائكتك عليّ و أن تعصمني اللّهمّ من الذّنوب فيما بقي من عمري إلى منتهى أجلي يا اللّه يا رحمان صلّ على محمّد و أهل بيت محمّد و آتني كلّ ما سألتك و رغبت إليك فيه فإنّك أمرتني بالدّعاء و تكفّلت بالإجابة يا أرحم الرّاحمين

1849-  و كان عليّ بن الحسين ع يدعو بهذا الدّعاء في شهر رمضان اللّهمّ هذا شهر رمضان الّذي أنزلت فيه القرآن و هذا شهر الصّيام و هذا شهر الإنابة و هذا شهر التّوبة و هذا شهر المغفرة و الرّحمة و هذا شهر العتق من النّار و الفوز بالجنّة اللّهمّ فسلّمه لي و تسلّمه منّي و أعنّي عليه بأفضل عونك و وفّقني فيه لطاعتك و فرّغني فيه لعبادتك و دعائك و تلاوة كتابك و أعظم لي فيه البركة و أحسن لي فيه العافية و صحّح لي فيه بدني و أوسع فيه رزقي و اكفني فيه ما أهمّني و استجب فيه دعائي و بلّغني فيه رجائي اللّهمّ أذهب عنّي فيه النّعاس و الكسل و السّأمة و الفترة و القسوة و الغفلة و الغرّة اللّهمّ جنّبني فيه العلل و الأسقام و الهموم و الأحزان و الأعراض و الأمراض و الخطايا و الذّنوب و اصرف عنّي فيه السّوء و الفحشاء و الجهد و البلاء و التّعب و العناء إنّك سميع الدّعاء اللّهمّ أعذني فيه من الشّيطان الرّجيم و همزه و لمزه و نفثه و نفخه و وسواسه و كيده و مكره و ختله و أمانيّه و خدعه و غروره و فتنته و خيله و رجله و شركائه و أحزابه و أعوانه و أتباعه و أخدانه و أشياعه و أوليائه و جميع كيدهم اللّهمّ ارزقني فيه تمام صيامه و بلوغ الأمل في قيامه و استكمال ما يرضيك عنّي صبرا و إيمانا و يقينا و احتسابا ثمّ تقبّل ذلك منّي بالأضعاف الكثيرة و الأجر العظيم اللّهمّ ارزقني فيه الجدّ و الاجتهاد و القوّة و النّشاط و الإنابة و التّوبة و الرّغبة و الرّهبة و الجزع و الخشوع و الرّقّة و صدق اللّسان و الوجل منك و الرّجاء لك و التّوكّل عليك و الثّقة بك و الورع عن محارمك مع صالح القول و مقبول السّعي ]و استكمال ما يرضيك فيه عنّي صبرا و يقينا و إيمانا و احتسابا ثمّ تقبّل ذلك منّي بالأضعاف الكثيرة و الأجر العظيم اللّهمّ ارزقني فيه الجدّ و الاجتهاد و القوّة و النّشاط و الإنابة و التّوبة و الرّغبة و الرّهبة و الجزع و الخشوع و الرّقّة و صدق اللّسان و الوجل منك و الرّجاء لك و التّوكّل عليك و الثّقة بك و الورع عن محارمك مع صالح القول و مقبول السّعي و استكمال ما يرضيك فيه عنّي صبرا و يقينا و إيمانا و احتسابا ثمّ تقبّل ذلك منّي بالأضعاف الكثيرة و الأجر العظيم اللّهمّ ارزقني فيه الجدّ و الاجتهاد و القوّة و النّشاط و الإنابة و التّوبة و الرّغبة و الرّهبة و الجزع و الرّقّة[ و مرفوع العمل و مستجاب الدّعاء و لا تحل بيني و بين شي‏ء من ذلك بعرض و لا مرض و لا همّ برحمتك يا أرحم الرّاحمين

باب القول عند الإفطار كلّ ليلة من شهر رمضان من أوّله إلى آخره

1850-  كان رسول اللّه ص إذا أفطر قال اللّهمّ لك صمنا و على رزقك أفطرنا فتقبّله منّا ذهب الظّمأ و ابتلّت العروق و بقي الأجر

1851-  و روى أبو بصير عن أبي عبد اللّه ع قال تقول كلّ ليلة من شهر رمضان عند الإفطار إلى آخره الحمد للّه الّذي أعاننا فصمنا و رزقنا فأفطرنا اللّهمّ تقبّل منّا و أعنّا عليه و سلّمنا فيه و تسلّمه منّا في يسر منك و عافية الحمد للّه الّذي قضى عنّا يوما من شهر رمضان

1852-  و قال ع يستجاب دعاء الصّائم عند الإفطار