باب 32- الصلاة على الأموات

قال الشيخ رحمه الله و الصلاة عليهم تكبير و دعاء و استغفار إلى قوله فإذا حضرت

1-  الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن محمد بن مسلم و زرارة أنهما سمعا أبا جعفر ع يقول ليس في الصلاة على الميت قراءة و لا دعاء موقت إلا أن تدعو بما بدا لك و أحق الأموات أن يدعى له أن يبدأ بالصلاة على النبي ص

2-  محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عثمان بن عبد الملك الحضرمي عن أبي بكر الحضرمي قال قال أبو جعفر ع يا أبا بكر أ تدري كم الصلاة على الميت قلت لا قال خمس تكبيرات فتدري من أين أخذت الخمس تكبيرات قلت لا قال أخذت الخمس تكبيرات من الخمس صلوات من كل صلاة تكبيرة

3-  و عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن مهاجر عن أمه أم سلمة قالت سمعت أبا عبد الله ع يقول كان رسول الله ص إذا صلى على ميت كبر و تشهد ثم كبر فصلى على الأنبياء و دعا ثم كبر و دعا للمؤمنين ثم كبر الرابعة و دعا للميت ثم كبر و انصرف فلما نهاه الله عز و جل عن الصلاة على المنافقين كبر و تشهد ثم كبر فصلى على النبيين ع ثم كبر و دعا للمؤمنين ثم كبر الرابعة و انصرف و لم يدع للميت

 قال الشيخ رحمه الله فإذا حضرت ميتا للصلاة عليه فقف إن كان رجلا عند وسطه و إن كانت امرأة عند صدرها

4-  محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن موسى بن بكر عن أبي الحسن ع قال إذا صليت على المرأة فقم عند رأسها و إذا صليت على الرجل فقم عند صدره

5-  و عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع من صلى على امرأة فلا يقوم في وسطها و يكون مما يلي صدرها و إذا صلى على الرجل فليقم في وسطه

 و ليس بين هذين الخبرين اختلاف لأن الحديث الأول قال إن كان رجلا فعند صدره يعني الوسط لأنه يعبر عن الشي‏ء باسم ما يجاوره و كذلك في قوله إن كانت المرأة عند رأسها لأن الرأس يقرب من الصدر فجاز أن يعبر عنه به و يؤكد أيضا ما ذكرناه ما رواه

6-  علي بن الحسن عن أحمد بن إدريس عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال كان رسول الله ص يقوم من الرجل بحيال السرة و من النساء أدون من ذلك قبل الصدر

 قال الشيخ رحمه الله ثم ارفع يديك بالتكبير حيال وجهك إلى قوله و لا تبرح من مكانك حتى ترفع الجنازة على أيدي الرجال

7-  الحسين بن سعيد عن الحسن عن زرعة عن سماعة قال سألته عن جنائز الرجال و النساء إذا اجتمعت فقال يقدم الرجل قدام المرأة قليلا و توضع المرأة أسفل من ذلك قليلا عند رجليه و يقوم الإمام عند رأس الميت فيصلي عليهما جميعا و سألته عن الصلاة على الميت فقال خمس تكبيرات تقول إذا كبر أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله اللهم صل على محمد و آل محمد و على أئمة الهدى و اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنواربنا إنك رؤف رحيم اللهم اغفر لأحيائنا و أمواتنا من المؤمنين و المؤمنات و ألف بين قلوبنا على قلوب خيارنا و اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم فإن قطع عليك التكبيرة الثانية فلا يضرك فقل اللهم هذا عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك أنت أعلم به افتقر إليك و استغنيت عنه اللهم تجاوز عن سيئاته و زد في إحسانه و اغفر له و ارحمه و نور له في قبره و لقنه حجته و ألحقه بنبيه و لا تحرمنا أجره و لا تفتنا بعده قل هذا حين تفرغ من الخمس تكبيرات فإذا فرغت سلمت عن يمينك

8-  الحسن بن محبوب عن أبي ولاد قال سألت أبا عبد الله ع عن التكبير على الميت فقال خمس تكبيرات تقول إذا كبرت أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له اللهم صل على محمد و آل محمد ثم تقول اللهم إن هذا المسجى قدامنا عبدك و ابن عبدك و قد قبضت روحه إليك و قد احتاج إلى رحمتك و أنت غني عن عذابه اللهم و لا نعلم من ظاهره إلا خيرا و أنت أعلم بسريرته اللهم إن كان محسنا فضاعف إحسانه و إن كان مسيئا فتجاوز عن إساءته ثم تكبر الثانية ثم تفعل ذلك في كل تكبيرة

 ترتيب التكبيرات بين الأدعية و قد قدمناه في خبر أم سلمة عن أبي عبد الله ع و هذا الخبر قد جاء بالأدعية و لم يتضمن الفصل بينهما بالتكبير فينبغي أن يكون الأمر في الفصل بين شهادة أن لا إله إلا الله و الصلاة على النبي ص و الدعاء للمؤمنين و الدعاء للميت حسب ما تضمن الخبر الأول الذي قدمناه و أما ما ذكره ع من قوله ع فإذا فرغت سلمت عن يمينك فإنه خرج مخرج التقية لأن الصلاة على الميت ليس فيها تسليم و الذي يدل على ذلك ما رواه

9-  محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عن عبد الله بن مسكان عن الحلبي قال قال أبو عبد الله ع ليس في الصلاة على الميت تسليم

10-  و عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي و زرارة عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع قالا ليس في الصلاة على الميت تسليم

11-  أحمد بن محمد عن إسماعيل بن سعد الأشعري عن أبي الحسن الرضا ع قال سألته عن الصلاة على الميت فقال أما المؤمن فخمس تكبيرات و أما المنافق فأربع و لا سلام فيها

12-  فأما ما رواه أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن عمه حمزة بن بزيع عن علي بن سويد عن الرضا ع فيما نعلم قال في الصلاة على الجنائز تقرأ في الأولى بأم الكتاب و في الثانية تصلي على النبي ص و تدعو في الثالثة للمؤمنين و المؤمنات و تدعو في الرابعة لميتك و الخامسة تنصرف بها

 فأول ما في هذا الخبر أنه قال عن الرضا ع فيما نعلم و لم يروه متيقنا و إنما رواه شاكا و ما يكون الراوي شاكا فيمن يخبر عنه يجوز أن يكون قد وهم في قوله تقرأ في الأولى بأم الكتاب و أيضا فإنه روى

13-  أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن عمه عن علي بن سويد السائي عن أبي الحسن الأول ع مثل ذلك

 و روى في هذه الرواية عن أبي الحسن الأول يعني موسى ع و في الرواية الأولى عن الرضا ع و الراوي واحد و هذا يبين أنه قد وهم في الأصل و لو صح كان محمولا على ضرب من التقية لأنه موافق لمذاهب بعض العامة و الذي يدل على أن الصلاة على الميت لا قراءة فيها ما رواه

14-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن محمد بن مسلم و زرارة و معمر بن يحيى و إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر ع قال ليس في الصلاة على الميت قراءة و لا دعاء موقت تدعو كما بدا لك و أحق الموتى أن يدعى له المؤمن و أن يبدأ بالصلاة على رسول الله ص

 و أما ما ذكره رحمه الله من أنه يرفع يديه بالتكبير في الأولة و لا يرفعهما في باقي التكبيرات فقد روى ذلك

15-  محمد بن أحمد بن يحيى عن غياث مرسلا و رواه سعد عن أبي جعفر عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد الله عن علي ع أنه كان لا يرفع يده في الجنازة إلا مرة واحدة يعني في التكبير

16-  و روى علي بن الحسين بن بابويه رحمه الله عن سعد بن عبد الله و محمد بن يحيى جميعا عن سلمة بن الخطاب قال حدثني إسماعيل بن إسحاق بن أبان الوراق عن جعفر عن أبيه ع قال كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يرفع يده في أول التكبير على الجنازة ثم لا يعود حتى ينصرف

 و هذه الروايات و إن كانت قد وردت فلو أن إنسانا رفع يديه في جميع التكبيرات لم يكن بذلك مأثوما بل كان يستحق به الثواب و الذي يدل على ذلك ما رواه

17-  أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن بن العرزمي عن أبي عبد الله ع قال صليت خلف أبي عبد الله ع على جنازة فكبر خمسا يرفع يده في كل تكبيرة

18-  و روى محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن يونس قال سألت الرضا ع قلت جعلت فداك إن الناس يرفعون أيديهم في التكبير على الميت في التكبيرة الأولى و لا يرفعون فيما بعد ذلك فأقتصر على التكبيرة الأولى كما يفعلون أو أرفع يدي في كل تكبيرة فقال ارفع يديك في كل تكبيرة

19-  و روى أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في كتاب الرجال قال حدثني أحمد بن عمر بن محمد بن الحسن قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن عبد الله بن خالد مولى بني الصيداء أنه صلى خلف جعفر بن محمد ع على جنازة فرآه يرفع يديه في كل تكبيرة

 على أن الروايات الأولة موافقة لمذاهب بعض العامة فيوشك أن تكون خرجت مخرج التقية

20-  محمد بن أحمد بن يحيى عن أبي جعفر عن أبيه عن حفص بن غياث عن جعفر عن أبيه ع أن عليا ع كان إذا صلى على جنازة لم يبرح من مصلاه حتى يراها على أيدي الرجال

 قال الشيخ رحمه الله و إن كان الميت طفلا فقل بعد التكبيرة الرابعة اللهم هذا الطفل كما خلقته قادرا و قبضته طاهرا فاجعله لأبويه نورا و ارزقنا أجره و لا تفتنا بعده

21-  و روى علي بن الحسين عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن يحيى عن أبي الجوزاء المنبه بن عبد الله عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي ع في الصلاة على الطفل أنه كان يقول اللهم اجعله لأبويه و لنا سلفا و فرطا و أجرا

 ثم قال الشيخ رحمه الله و إن كان مستضعفا

22-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال إذا صليت على المؤمن فادع له و اجتهد في الدعاء و إن كان واقفا مستضعفا فكبر و قل اللهم اغفر للذين تابوا و اتبعوا سبيلك و قهم عذاب الجحيم

23-  محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن غالب عن ثابت أبي المقدام قال كنت مع أبي جعفر ع فإذا بجنازة لقوم من جيرته فحضرها و كنت قريبا منه فسمعته يقول اللهم إنك خلقت هذه النفوس و أنت تميتها و أنت تحييها و أنت أعلم بسرائرها و علانيتها منا و مستقرها و مستودعها اللهم و هذا عبدك و لا أعلم منه سوءا و أنت أعلم به و قد جئناك شافعين له بعد موته فإن كان مستوجبا فشفعنا فيه و احشره مع من كان يتولاه

24-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال لما مات عبد الله بن أبي بن سلول حضر النبي ص جنازته فقال عمر لرسول الله يا رسول الله أ لم ينهك الله أن تقوم على قبره فسكت فقال يا رسول الله أ لم ينهك الله أن تقوم على قبره فقال له ويلك و ما يدريك ما قلت إني قلت اللهم احش جوفه نارا و املأ قبره نارا و أصله نارا قال أبو عبد الله ع فأبدى من رسول الله ص ما كان يكره

25-  و عنه عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن زياد بن عيسى عن عامر بن السمط عن أبي عبد الله ع أن رجلا من المنافقين مات فخرج الحسين بن علي ع يمشي معه فلقيه مولى له فقال له الحسين ع أين تذهب يا فلان قال فقال له مولاه أفر من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليها فقال له الحسين ع انظر أن تقوم على يميني فما تسمعني أن أقول فقل مثله فلما أن كبر عليه وليه قال الحسين ع اللهم العن فلانا عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة اللهم أخز عبدك في عبادك و بلادك و أصله حر نارك و أذقه أشد عذابك فإنه كان يتولى أعداءك و يعادي أولياءك و يبغض أهل بيت نبيك