(بكاء الملائكة والجن وسائر الموجودات على سيد الشهداء (ع

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات,حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز, عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب, عن الحسن بن علي بن أبي عثمان, عن عبد الجبار النهاوندي, عن أبي سعيد, عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة ويونس بن ظبيان وأبي سلمة السراج والمفضل بن عمر, كلهم قالوا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن أبا عبد الله الحسين بن علي (صلى الله عليه و آله) لما مضى بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن ينقلب عليهن, والجنة والنار, وما خلق ربنا, وما يُرَى وما لا يُرَى.[1]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري, عن أبيه, عن علي بن محمد بن سالم, عن محمد بن خالد, عن عبد الله بن حماد البصري, عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم, عن أبي يعقوب, عن ابان ابن عثمان, عن زرارة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا زرارة إن السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً بالدم, وإن الارض بكت أربعين صباحاً بالسواد, وإن الشمس بكت أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة, وإن الجبال تقطعت وانتثرت, وإن البحار تفجرت وإن الملائكة بكت أربعين صباحاً على الحسين (عليه السلام), وما اختضبت منا امرأة ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رَجَّلَت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد, وما زلنا في عبرة بعده, وكان جدي إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته, وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه.

وإن الملائكة الذين عند قبره ليبكون, فيبكي لبكائهم كل من في الهواء والسماء من الملائكة, ولقد خرجت نفسه (عليه السلام) فزفرت جهنم زفرة كادت الارض تنشق لزفرتها, ولقد خرجت نفس عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية فشهقت جهنم شهقة لولا أن الله حبسها بخزانها لأحرقت من على ظهر الارض من فورها, ولو يؤذن لها ما بقي شيء الا ابتلعته, ولكنها مأمورة مصفودة, ولقد عتت على الخزان غير مرة حتى أتاها جبرئيل فضربها بجناحه فسكنت, وإنها لتبكيه وتندبه وانها لتتلظى على قاتله, ولولا من على الارض من حجج الله لنقضت الارض وأكفئت بما عليها, [...] الخبر.[2]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات,حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز قال: حدثني خالي محمد بن الحسين بن أبي الخطاب, عن محمد بن اسماعيل بن بزيع, عن أبي اسماعيل السراج, عن يحيى بن معمر العطار, عن أبي بصير, عن أبي جعفر (عليه السلام), قال: بكت الانس والجن والطير والوحش على الحسين بن علي (صلى الله عليه و آله) حتى ذرفت دموعها.[3]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني أبي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعاً, عن سعد بن عبد الله, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن القاسم بن يحيى, عن الحسن بن راشد, عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة, قال: كنت أنا ويونس بن ظبيان والمفضل بن عمر وابو سلمة السراج جلوساً عند أبي عبد الله (عليه السلام), وكان المتكلم يونس - إلى أن يقول - قال: قلت: جعلت فداك إني أريد أن أزوره فكيف أقول وكيف أصنع؟ قال: إذا أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فاغتسل على شاطئ الفرات ثم البس ثيابك الطاهرة, ثم امش حافياً, فإنك في حرم من حرم الله ورسوله بالتكبير والتهليل والتمجيد والتعظيم لله كثيراً والصلاة على محمد (صلى الله عليه و آله) وأهل بيته, حتى تصير الى باب الحسين (عليه السلام) ثم قل: السلام عليك يا حجة الله وابن حجته, السلام عليكم يا ملائكة الله وزوار قبر ابن نبي الله, ثم اخط عشر خطاً, فكبر ثم قف فكبر ثلاثين تكبيرة, ثم امش حتى تأتيه من قبل وجهه, واستقبل وجهك بوجهه, واجعل القبلة بين كتفيك, ثم تقول: السلام عليك يا حجة الله وابن حجته, السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره, السلام عليك يا وتر الله الموتور في السماوات والارض, أشهد أن دمك سكن في الخلد, واقشعرت له أظلة العرش، وبكى له جميع الخلائق, وبكت له السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا, وما يُرى وما لا يُرى [...] الزيارة.[4]

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا أحمد بن هارون الفامي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري قال: حدثنا أبي, عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن محمد بن سنان, عن المفضل بن عمر, عن الصادق جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده عليهم السلام أن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) دخل يوماً إلى الحسن (عليه السلام), فلما نظر إليه بكى, فقال له: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: أبكي لما يصنع بك, فقال له الحسن (عليه السلام): إن الذي يؤتى إلي سم يدس إلي فأقتل به, ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله, يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل, يدعون أنهم من أمة جدنا محمد (صلى الله عليه و آله), وينتحلون دين الاسلام, فيجتمعون على قتلك, وسفك دمك, وانتهاك حرمتك, وسبي ذراريك ونسائك, وانتهاب ثقلك, فعندها تحل ببني أمية اللعنة, وتمطر السماء رماداً ودماً, ويبكي عليك كل شيء حتى الوحوش في الفلوات, والحيتان في البحار.[5]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني محمد بن عبد الله, عن أبيه, عن علي بن محمد بن سالم, عن محمد بن خالد, عن عبد الله بن حماد البصري, عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم, عن عبد الله بن مسكان, عن أبي بصير, قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) أُحدثه, فدخل عليه ابنه فقال له: مرحباً, وضمه وقبله, وقال: حقر الله من حقركم, وانتقم ممن وتركم, وخذل الله من خذلكم ولعن الله من قتلكم, وكان الله لكم ولياً وحافظاً وناصراً, فقد طال بكاء النساء وبكاء الانبياء والصديقين والشهداء وملائكة السماء, ثم بكى وقال: يا أبا بصير إذا نظرت إلى ولد الحسين أتاني ما لا أملكه بما أتى الى أبيهم واليهم, يا أبا بصير إن فاطمة (عليها السلام) لتبكيه وتشهق فتزفر جهنم زفرة لولا أن الخزنة يسمعون بكأها وقد استعدوا لذلك مخافة أن يخرج منها عنق أو يشرد دخانها فيحرق أهل الارض فيكبحونها ما دامت باكية ويزجرونها ويوثقون من أبوابها مخافة على أهل الارض, فلا تسكن حتى يسكن صوت فاطمة, وإن البحار تكاد ان تنفتق فيدخل بعضها على بعض, وما منها قطرة الا بها ملك موكل, فإذا سمع الملك صوتها اطفأ نارها بأجنحته, وحبس بعضها على بعض مخافة على الدنيا وما فيها ومن على الارض, فلا تزال الملائكة مشفقين, يبكونه لبكائها, ويدعون الله ويتضرعون إليه, ويتضرع أهل العرش ومن حوله, وترتفع أصوات من الملائكة بالتقديس لله مخافة على أهل الارض, ولو أن صوتاً من أصواتهم يصل الى الارض لصعق أهل الارض, وتقطعت الجبال وزلزلت الارض بأهلها.

قلت: جُعلت فداك إن هذا الامر عظيم, قال: غيره أعظم منه ما لم تسمعه, ثم قال لي: يا أبا بصير أما تحب ان تكون فيمن يسعد فاطمة (عليها السلام), فبكيت حين قالها فما قدرت على المنطق, وما قدرت[6] على كلامي من البكاء, ثم قام الى المصلي يدعو, فخرجت من عنده على تلك الحال, فما انتفعت بطعام وما جأني النوم, واصبحت صائماً وَجلاً حتى أتيته, فلما رأيته قد سكن سكنت, وحمدت الله حيث لم تنزل بي عقوبة.[7]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني أبو الحسين محمد بن عبد الله بن علي الناقد قال: حدثني عبد الرحمان الأسلمي, عن عبد الله بن الحسن, عن عروة بن الزبير, قال: سمعت أبا ذر, وهو يومئذ قد أخرجه عثمان إلى الربذة, فقال له الناس يا أبا ذر أبشر فهذا قليل في الله تعالى, فقال: ما أيسر هذا, ولكن كيف انتم إذا قتل الحسين بن علي (عليه السلام) قتلاً أو قال: ذبحاً, والله لا يكون في الاسلام بعد قتل الخليفة[8]أعظم قتيلاً منه, وان الله سيسل سيفه على هذه الأمة لا يغمده أبداً, ويبعث قائماً من ذريته فينتقم من الناس, وإنكم لو تعلمون ما يدخل على أهل البحار وسكان الجبال في الغياض والآكام وأهل السماء من قتله لبكيتم والله حتى تزهق انفسكم, وما من سماء يمر به روح الحسين (عليه السلام) الا فزع له سبعون ألف ملك, يقومون قياماً ترعد مفاصلهم الى يوم القيامة, وما من سحابة تمر وترعد وتبرق إلا لعنت قاتله, وما من يوم إلا وتعرض روحه على رسول الله (صلى الله عليه و آله) فيلتقيان.[9]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات,حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد, عن محمد بن الحسن الصفار, عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة, عن العباس بن عامر, عن ابان, عن أبي حمزة, عن أبي عبد الله (عليه السلام), قال: إن الله وكل بقبر الحسين (عليه السلام) أربعة آلاف ملك شعثاً غبراً, فلم يزل يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشمس, فإذا زالت الشمس هبط أربعة آلاف ملك وصعد أربعة آلاف ملك, فلم يزل يبكونه حتى يطلع الفجر ويشهدون لمن زاره, ويشيعونه إلى أهله, ويعودونه إذا مرض, ويصلون عليه إذا مات.[10]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, أبي وعلي بن الحسين, عن سعد بن عبد الله, عن أحمد بن محمد, عن البرقي محمد بن خالد, عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني, عن الحسن ابن الحكم النخعي, عن كثير بن شهاب الحارثي, قال: بينما نحن جلوس عند أمير المؤمنين (عليه السلام) في الرحبة إذ طلع الحسين (عليه السلام) عليه, فضحك علي (عليه السلام) ضحكاً حتى بدت نواجده, ثم قال: إن الله ذكر قوماً وقال: {فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين}[11], والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليُقتلن هذا ولتبكين عليه السماء والأرض.[12]

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي,أخبرنا ابن خشيش قال: أخبرنا الحسين بن الحسن قال: حدثنا محمد بن دليل قال: حدثنا علي بن سهل قال: حدثنا مؤمل, عن حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار, قال: أمطرت السماء يوم قتل الحسين (عليه السلام) دماً عبيطاً.[13]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي عن محمد بن الحسين, عن نصر بن مزاحم, عن عمرو بن سعيد, عن محمد بن سلمة, عمن حدثه, قال: لما قتل الحسين بن علي (عليه السلام) أمطرت السماء تراباً أحمراً.[14]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات,حدثني أبي & وعلي بن الحسين، عن سعد ابن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن أبي داود، عن سعد بن عمر الجلاب، عن الحارث الاعور قال: قال علي (عليه السلام): بأبي وأمي الحسين المقتول بظهر الكوفة! والله كأني أنظر الى الوحوش مادة أعناقها على قبره من أنواع الوحش يبكونه ويرثونه ليلاً حتى الصباح، فإذا كان ذلك فإياكم والجفاء.[15]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني حكيم بن داود بن حكيم, عن سلمة بن الخطاب قال: حدثني عبد الله بن محمد بن سنان, عن عبد الله بن القاسم بن الحارث, عن داود الرقي قال: حدثتني جدتي أن الجن لما قتل الحسين (عليه السلام) بكت عليه بهذه الابيات:

يا عين جودي بالعبر وابكي فقد حق الخبر  

أبكي ابن فاطمة الذي ورد الفرات فما صدر

الجن تبكي شجوها لما أتى منه الخبر

 قتل الحسين ورهطه تعساً لذلك من خبر

فلأبكينك حرقة عند العشاء وبالسحر  

ولابكينك ما جرى عرق وما حمل الشجر.[16]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني أبي &, عن سعد بن عبد الله, عن عبد الله ابن أحمد, عن عمر بن سهل, عن علي بن مسهر القرشي قال: حدثتني جدتي أنها أدركت الحسين بن علي حين قتل, قالت: فمكثنا سنة وتسعة أشهر والسماء مثل العلقة, مثل الدم, ما ترى الشمس.[17]

 

* الشيخ عبد الله البحراني في العوالم, روي في بعض كتب المناقب المعتبرة عن السيد الحفاظ أبي منصور الديلمي، عن الرئيس أبي الفتح الهمداني، عن أحمد بن الحسين الحنفي، عن عبد الله بن جعفر الطبري، عن عبد الله بن محمد التميمي، عن محمد بن الحسن العطار، عن عبد الله بن محمد الانصاري، عن عمارة بن زيد، عن بكر بن حارثة، عن محمد بن إسحاق، عن عيسى بن عمر، عن عبد الله بن عمر الخزاعي، عن هند بنت الجون قالت: نزل رسول الله (صلى الله عليه و آله) بخيمة خالتها أم معبد ومعه أصحاب له، فكان من أمره في الشاة ما قد عرفه الناس، فقال في الخيمة هو وأصحابه حتى أبرد، وكان يوم قائظ شديد حره, فلما قام من رقدته دعا بماء فغسل يديه فأنقاهما ثم مضمض فاه ومجه على عوسجة كانت إلى جنب خيمة خالتها ثلاث مرات، واستنشق ثلاثاً وغسل وجهه وذراعيه ثم مسح برأسه ورجليه وقال: لهذه العوسجة شأن, ثم فعل من كان معه من أصحابه مثل ذلك، ثم قام فصلى ركعتين، فعجبت وفتيات الحي من ذلك وما كان عهدنا ولا رأينا مصلياً قبله, فلما كان من الغد أصبحنا وقد علت العوسجة حتى صارت كأعظم دوحة عارية وأبهى وخضد[18] الله شوكها، وساخت عروقها، وكثرت أفنانها، واخضر ساقها وورقها، ثم أثمرت بعد ذلك، وأينعت بثمر كأعظم ما يكون من الكمأة في لون الورس المسحوق، ورائحة العنبر، وطعم الشهد، والله ما أكل منها جائع إلا شبع، ولا ظمآن إلا روي، ولا سقيم إلا برأ، ولا ذو حاجة وفاقة إلا استغنى، ولا أكل من ورقها بعير ولا ناقة ولا شاة إلا سمنت ودر لبنها، ورأينا النماء والبركة في أموالنا منذ يوم نزل، وأخصبت بلادنا وأمرعت، فكنا نسمي تلك الشجرة المباركة وكان ينتابنا[19] من حولنا من أهل البوادي يستظلون بها، ويتزودون من ورقها في الاسفار، ويحملون معهم في الارض القفار، فيقوم لهم مقام الطعام والشراب, فلم تزل كذلك، وعلى ذلك أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمارها، واصفر ورقها، فأحزننا ذلك وفرقنا[20]له، فما كان إلا قليل حتى جاء نعي رسول الله (صلى الله عليه و آله) فإذا هو قد قبض ذلك اليوم، فكانت بعد ذلك تثمر ثمراً دون ذلك في العظم والطعم والرائحة، فأقامت على ذلك ثلاثين سنة، فلما كانت ذات يوم أصبحنا وإذا بها قد تشوكت من أولها إلى آخرها، فذهبت نظارة عيدانها، وتساقط جميع ثمرها، فما كان إلا يسيراً حتى وافى مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فما أثمرت بعد ذلك لا قليلاً ولا كثيراً، وانقطع ثمرها ولم نزل ومن حولنا نأخذ من ورقها ونداوي مرضانا بها، ونستشفي به من أسقامنا, فأقامت على ذلك برهة طويلة، ثم أصبحنا ذات يوم فإذا بها قد انبعث من ساقها دماً عبيطاً جارياً، وورقها ذابلة تقطر دماً كماء اللحم، فقلنا: إن قد حدث عظيمة، فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقع الداهية، فلما اظلم الليل علينا سمعنا بكاء وعويلاً من تحتها وجلبة شديدة ورجة، وسمعنا صوت باكية تقول:

أيا ابن النبي ويا ابن الوصي * ويا بقية ساداتنا الاكرمينا

ثم كثرت الرنات والاصوات فلم نفهم كثيراً مما كانوا يقولون، فأتانا بعد ذلك قتل الحسين (عليه السلام) ويبست الشجرة وجفت، فكسرتها الرياح والامطار بعد ذلك، فذهبت واندرس أثرها, قال عبد الله بن محمد الانصاري: فلقيت دعبل بن علي الخزاعي بمدينة الرسول (صلى الله عليه و آله) فحدثته بهذا الحديث فلم ينكره وقال: حدثني أبي، عن جدي، عن أمه سعيدة بنت مالك الخزاعية أنها أدركت تلك الشجرة فأكلت من ثمرها على عهد علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأنها سمعت تلك الليلة نوح الجن فحفظت من جنية منهن:

يا ابن الشهيد ويا شهيداً عمه * خير العمومة جعفر الطيار

عجباً لمصقول أصابك حده * في الوجه منك وقد علاوه غبار

قال دعبل: فقلت في قصيدتي:

زر خير قبر في العراق يزار * واعص الحمار فمن نهاك حمار

لم لا أزورك يا حسين لك الفدا * قومي ومن عطفت عليه نزار

ولك المودة في قلوب ذوي النهى * وعلى عدوك مقتة ودمار

يا ابن الشهيد ويا شهيداً عمه * خير العمومة جعفر الطيار.[21]

 

* الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام, أحمد بن محمد, عن البرقي, عن يونس بن هشام, عن حفص بن غياث, عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه و آله) كثيراً ما يتفل يوم عاشوراء في أفواه أطفال المراضع من ولد فاطمة (عليها السلام) من ريقه ويقول: لا تطعموهم شيئاً إلى الليل، وكانوا يروون من ريق رسول الله (صلى الله عليه و آله)، قال: وكانت الوحش تصوم يوم عاشوراء على عهد داود (عليه السلام).[22]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني محمد بن جعفر الرزاز, عن خاله محمد بن الحسين بن أبي الخطاب, عن الحسن بن علي بن فضال, عن رجل, عن أبي عبد الله (عليه السلام), قال: إن البومة لتصوم النهار, فإذا افطرت تدلهت[23] على الحسين بن علي (عليه السلام) حتى تصبح.[24]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد وجماعة مشايخي, عن سعد بن عبد الله, عن محمد بن عيسى بن عبيد, عن صفوان بن يحيى, عن الحسين بن أبي غندر, عن أبي عبد الله (عليه السلام), قال: سمعته يقول في البومة, قال: هل أحد منكم رآها بالنهار, قيل له: لا تكاد تظهر بالنهار ولا تظهر إلا ليلاً, قال: أما إنها لم تزل تأوي العمران أبداً فلما أن قتل الحسين (عليه السلام) آلت على نفسها أن لا تأوي العمران أبداً ولا تأوي إلا الخراب, فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتى يجنها الليل, فإذا جنها الليل فلا تزال ترن على الحسين (عليه السلام) حتى تصبح.[25]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني أبي &, عن سعد بن عبد الله, عن أحمد ابن محمد بن عيسى, عن الحسن بن علي بن فضال, عن ابن بكير, عن زرارة, عن عبد الخالق بن عبد ربه, قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: {لم يجعل له من قبل سمياً}[26] الحسين بن علي, لم يكن له من قبل سمياً, ويحيى بن زكريا (عليه السلام) لم يكن له من قبل سمياً, ولم تبك السماء الا عليهما أربعين صباحاً, قال: قلت: ما بكاؤها, قال: كانت تطلع حمراء وتغرب حمراء.[27]

 

* الشيخ عبد الله البحراني في العوالم,عن بعض كتب المناقب المعتبرة: بالاسناد, عن أبي عبد الله الحافظ, عن الزبير بن عبد الله, عن أبي عبد الله بن وصيف, عن الشطاخ الوراق قال: سمعت الفتح بن مثخرف العابد يقول: أفت الخبز للعصافير كل يوم فكانت تأكل, فلما كان يوم عاشوراء فتت لها فلم تأكل, فعلمت أنها امتنعت لقتل الحسين بن علي (عليه السلام).[28]

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي,أخبرنا ابن خشيش قال: حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن فرج الرخجي قال: حدثني أبي، عن عمه عمر بن فرج قال: أنفذني المتوكل في تخريب قبر الحسين (عليه السلام) فصرت إلى الناحية، فأمرت بالبقر فمر بها على القبور، فمرت عليها كلها، فلما بلغت قبر الحسين (عليه السلام) لم تمر عليه, قال عمي عمر بن فرج: فأخذت العصا بيدي، فما زلت أضربها حتى تكسرت العصا في يدي، فوالله ما جازت على قبره ولا تخطته.[29]


[1] كامل الزيارات ص166، عنه البحار ج45 ص206, مدينة المعاجز ج4 ص165, العوالم ص461, الكافي ج4 ص575, وفيه زيادة (إلا ثلاثاً البصرة ودمشق وآل عثمان)، وسائل الشيعة ج10 ص395 مع الزيادة، مستدرك الوسائل ج10 ص313 مع الزيادة، أمالي الطوسي ص54 مع الزيادة، عنه البحار ج57 ص205, الفصول المهمة ج3 ص415 مع الزيادة. 

[2] كامل الزيارات ص167، عنه البحار ج45 ص206، مستدرك الوسائل ج10 ص313، مدينة المعاجز ج4 ص167، العوالم ص462 جميعهم عن كامل الزيارات.

[3] كامل الزيارات ص165، عنه البحار ج45 ص205، مدينة المعاجز ج4 ص164، العوالم ص459. 

[4] كامل الزيارات ص362، عنه البحار ج98 ص151، الكافي ج4 ص575، من لا يحضره الفقيه ج2 ص594، تهذيب الأحكام ج6 ص54, وسائل الشيعة ج10 ص382 أورد الزيارة فقط.

[5] أمالي الصدوق ص177، عنه البحار ج45 ص218، المناقب لإبن شهر آشوب ج3 ص238، اللهوف في قتلى الطفوف للسيد إبن طاووس ص19، مدينة المعاجز ج3 ص394، العوالم ص154/ ص460/ ص489/ ص500، مثير الأحزان لإبن نما الحلي ص13، أيضاً له ذوب النظار ص27.

[6] وفي نسخة: وما قدر على كلامي من البكاء.

[7] كامل الزيارات ص169، عنه الحبار ج45 ص208، مستدرك الوسائل ج10 ص314، مدينة المعاجز ج4 ص169، العوالم ص463 جميعهم عن كامل الزيارات.

[8] المقصود من الخليفة الإمام علي بن أبي طالب ×.

[9] كامل الزيارات ص154، عنه البحار ج45 ص219، العوالم ص455.

[10] كامل الزيارات ص352, عنه البحار ج45 ص226/ ج98 ص56, مستدرك الوسائل ج10 ص243, العوالم ص477.

[11] سورة الدخان, الآية 29.

[12] كامل الزيارات ص186، عنه البحار ج45 ص212، مدينة المعاجز ج4 ص149، العوالم ص458, غاية المرام ج4 ص 374.

[13] الأمالي للطوسي ص330, عنه البحار ج45 ص217, العوالم ص468.

[14] كامل الزيارات ص183, عنه البحار ج45 ص211, مدينة المعاجز ج4 ص146, العوالم ص468.

[15] كامل الزيارات ص165, عنه البحار ج45 ص205, العوالم ص488, ذوب النضار ص23, مستدرك الوسائل ج10 ص258, مدينة المعاجز ج4 ص164,

[16] كامل الزيارات ص197, عنه البحار ج45 ص238, مدينة المعاجز ج4 ص179, العوالم ص482.

[17] كامل الزيارات ص181, عنه البحار ج45 ص210, مدينة المعاجز ج4 ص143, العوالم ص468.

[18] خضد: نزع الشوك عن الشجر.

[19] ينتابنا: يأتينا.

[20] فرقنا: أي خفنا وفزعنا.

[21] العوالم ص496, مدينة المعاجز ج4 ص189, البحار ج45 ص233, مناقب آشوب ج1 ص105 مختصراً, الثاقب في المناقب ص111 مختصراً, كشف الغمة ج1 ص25 مختصراً.

[22] تهذيب الأحكام ج4 ص333, عنه وسائل الشيعة ج7 ص337, مناقب آشوب ج3 ص239.

[23] دله: ذهاب الفؤاد من هم أو عشق.

[24] كامل الزيارات ص200, عنه البحار ج45 ص214/ ج61 ص330, مدينة المعاجز ج4 ص183, العوالم ص492.

[25] كامل الزيارات ص199, عنه البحار ج45 ص213/ ج61 ص329, مدينة المعاجز ج4 ص181, العوالم ص492.

[26] سورة مريم, الآية 7.

[27] كامل الزيارات ص182، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص303، المناقب لإبن شهر آشوب ج3 ص212، بحار الأنوار ج13 ص105، العوالم ص469، مدينة المعاجز ج3 ص445، قصص الأنبياء للراوندي ص222, غاية المرام ج4 ص375, تفسير مجمع البيان للطبرسي ج6 ص405، تفسير نور الثقلين ج3 ص324، تفسير الصافي ج4 ص407.

[28] العوالم ص495, البحار ج45 ص310.

[29] الأمالي للطوسي ص325, عنه البحار ج45 ص398, مناقب آشوب ج3 ص221.