(وصايا الحسين (ع

عن الأمالي للصدوق: ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل عن الصادق عن أبيه عن جده ع قال سئل الحسين بن علي ع فقيل له كيف أصبحت يا ابن رسول الله قال أصبحت و لي رب فوقي و النار أمامي و الموت يطلبني و الحساب محدق بي و أنا مرتهن بعملي لا أجد ما أحب و لا أدفع ما أكره و الأمور بيد غيري فإن شاء عذبني و إن شاء عفا عني فأي فقير أفقر مني

 

عن تحف العقول عن الحسين ع في قصار هذه المعاني قال ع في مسيره إلى كربلاء إن هذه الدنيا قد تغيرت و تنكرت و أدبر معروفها فلم يبق منها إلا صبابة كصابة الإناء و خسيس عيش كالمرعى الوبيل أ لا ترون أن الحق لا يعمل به و أن الباطل لا ينتهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا فإني لا أرى الموت إلا الحياة و لا الحياة مع الظالمين إلا برما إن الناس عبيد الدنيا و الدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون و قال ع لرجل اغتاب عنده رجلا يا هذا كف عن الغيبة فإنها إدام كلاب النار و قال عنده رجل إن المعروف إذا أسدي إلى غير أهله ضاع فقال الحسين ع ليس كذلك و لكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر تصيب البر و الفاجر

 و قال ع ما أخذ الله طاقة أحد إلا وضع عنه طاعته و لا أخذ قدرته إلا وضع عنه كلفته

 و قال ع إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار و إن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد و إن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار و هي أفضل العبادة و قال له رجل ابتداء كيف أنت عافاك الله فقال ع له السلام قبل الكلام عافاك الله ثم قال ع لا تأذنوا لأحد حتى يسلم

 و قال ع الاستدراج من الله سبحانه لعبده أن يسبغ عليه النعم و يسلبه الشكر

 

كتب إلى عبد الله بن العباس حين سيره عبد الله بن الزبير إلى اليمن أما بعد بلغني أن ابن الزبير سيرك إلى الطائف فرفع الله لك بذلك ذكرا و حط به عنك وزرا و إنما يبتلى الصالحون و لو لم تؤجر إلا فيما تحب لقل الأجر عزم الله لنا و لك بالصبر عند البلوى و الشكر عند النعمى و لا أشمت بنا و لا بك عدوا حاسدا أبدا و السلام

 

 و أتاه رجل فسأله فقال ع إن المسألة لا تصلح إلا في غرم فادح أو فقر مدقع أو حمالة مقطعة فقال الرجل ما جئت إلا في إحداهن فأمر له بمائة دينار

 و قال لابنه علي بن الحسين ع أي بني إياك و ظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله جل و عز و سأله رجل عن معنى قول الله وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ قال ع أمره أن يحدث بما أنعم الله به عليه في دينه و جاءه رجل من الأنصار يريد أن يسأله حاجة فقال ع يا أخا الأنصار صن وجهك عن بذلة المسألة و ارفع حاجتك في رقعة فإني آت فيها ما سارك إن شاء الله فكتب يا أبا عبد الله إن لفلان علي خمسمائة دينار و قد ألح بي فكلمه ينظرني إلى ميسرة فلما قرأ الحسين ع الرقعة دخل إلى منزله فأخرج صرة فيها ألف دينار و قال ع له أما خمسمائة فاقض بها دينك و أما خمسمائة فاستعن بها على دهرك و لا ترفع حاجتك إلا إلى أحد ثلاثة ذي دين أو مروة أو حسب فأما ذو الدين فيصون دينه و أما ذو المروة فإنه يستحيي لمروته و أما ذو الحسب فيعلم أنك لم تكرم وجهك أن تبذله له في حاجتك فهو يصون وجهك أن يردك بغير قضاء حاجتك

 

 و  قال ع الإخوان أربعة فأخ لك و له و أخ لك و أخ عليك و أخ لا لك و لا له فسئل عن معنى ذلك فقال ع الأخ الذي هو لك و له فهو الأخ الذي يطلب بإخائه بقاء الإخاء و لا يطلب بإخائه موت الإخاء فهذا لك و له لأنه إذا تم الإخاء طابت حياتهما جميعا و إذا دخل الإخاء في حال التناقص بطل جميعا و الأخ الذي هو لك فهو الأخ الذي قد خرج بنفسه عن حال الطمع إلى حال الرغبة فلم يطمع في الدنيا إذا رغب في الإخاء فهذا موفر عليك بكليته و الأخ الذي هو عليك فهو الأخ الذي يتربص بك الدوائر و يغشي السرائر و يكذب عليك بين العشائر و ينظر في وجهك نظر الحاسد فعليه لعنة الواحد و الأخ الذي لا لك و لا له فهو الذي قد ملأه الله حمقا فأبعده سحقا فتراه يؤثر نفسه عليك و يطلب شحا ما لديك

 و قال ع من دلائل علامات القبول الجلوس إلى أهل العقول و من علامات أسباب الجهل المماراة لغير أهل الكفر و من دلائل العالم انتقاده لحديثه و علمه بحقائق فنون النظر

 و قال ع إن المؤمن اتخذ الله عصمته و قوله مرآته فمرة ينظر في نعت المؤمنين و تارة ينظر في المتجبرين فهو منه في لطائف و من نفسه في تعارف و من فطنته في يقين و من قدسه على تمكين

 و قال ع إياك و ما تعتذر منه فإن المؤمن لا يسي‏ء و لا يعتذر و المنافق كل يوم يسي‏ء و يعتذر

 و قال ع للسلام سبعون حسنة تسع و ستون للمبتدئ و واحدة للراد

 و قال ع البخيل من بخل بالسلام

 و قال ع من حاول أمرا بمعصية الله كان أفوت لما يرجو و أسرع لما يحذر

 

عن تحف العقول موعظة منه ع أوصيكم بتقوى الله و أحذركم أيامه و أرفع لكم أعلامه فكان المخوف قد أفد بمهول وروده و نكير حلوله و بشع مذاقه فاعتلق مهجكم و حال بين العمل و بينكم فبادروا بصحة الأجسام في مدة الأعمار كأنكم ببغتات طوارقه فتنقلكم من ظهر الأرض إلى بطنها و من علوها إلى سفلها و من أنسها إلى وحشتها و من روحها و ضوئها إلى ظلمتها و من سعتها إلى ضيقها حيث لا يزار حميم و لا يعاد سقيم و لا يجاب صريخ أعاننا الله و إياكم على أهوال ذلك اليوم و نجانا و إياكم من عقابه و أوجب لنا و لكم الجزيل من ثوابه عباد الله فلو كان ذلك قصر مرماكم و مدى مظعنكم كان حسب العامل شغلا يستفرغ عليه أحزانه و يذهله عن دنياه و يكثر نصبه لطلب الخلاص منه فكيف و هو بعد ذلك مرتهن باكتسابه مستوقف على حسابه لا وزير له يمنعه و لا ظهير عنه يدفعه و يومئذ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ أوصيكم بتقوى الله فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم و يأمن العقوبة من ذنبه فإن الله تبارك و تعالى لا يخدع عن جنته و لا ينال ما عنده إلا بطاعته إن شاء الله

 

عن كشف الغمة: خطب الحسين ع فقال أيها الناس نافسوا في المكارم و سارعوا في المغانم و لا تحتسبوا بمعروف لم تعجلوا و اكسبوا الحمد بالنجح و لا تكتسبوا بالمطل ذما فمهما يكن لأحد عند أحد صنيعة له رأي أنه لا يقوم بشكرها فالله له بمكافاته فإنه أجزل عطاء و أعظم أجرا و اعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتحور نقما و اعلموا أن المعروف مكسب حمدا و معقب أجرا فلو رأيتم المعروف رجلا رأيتموه حسنا جميلا تسر الناظرين و لو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجا مشوها تنفر منه القلوب و تغض دونه الأبصار أيها الناس من جاد ساد و من بخل رذل و إن أجود الناس من أعطى من لا يرجوه و إن أعفى الناس من عفا عن قدرة و إن أوصل الناس من وصل من قطعه و الأصول على مغارسها بفروعها تسمو فمن تعجل لأخيه خيرا وجده إذا قدم عليه غدا و من أراد الله تبارك و تعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه بها في وقت حاجته و صرف عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه و من نفس كربة مؤمن فرج الله عنه كرب الدنيا و الآخرة و من أحسن أحسن الله إليه وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

 

و خطب ع فقال إن الحلم زينة و الوفاء مروة و الصلة نعمة و الاستكبار صلف و العجلة سفه و السفه ضعف و الغلو ورطة و مجالسة أهل الدناءة شر و مجالسة أهل الفسق ريبة

 

(كشف الغمة) و أما شعر الحسين ع فقد ذكر الرواة له شعرا و وقع إلي شعره ع بخط الشيخ عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي ره و فيه قال أبو مخنف لوط بن يحيى أكثر ما يرويه الناس من شعر سيدنا أبي عبد الله الحسين ع إنما هو ما تمثل به و قد أخذت شعره من مواضعه و استخرجته من مظانه و أماكنه و رويته عن ثقات الرجال منهم عبد الرحمن بن نجبة الخزاعي و كان عارفا بأمر أهل البيت ع و منهم المسيب بن رافع المخزومي و غيره رجال كثير و لقد أنشدني يوما رجل من ساكني سلع هذه الأبيات فقلت له أكتبنيها فقال لي ما أحسن رداءك هذا و كنت قد اشتريته يومي ذاك بعشرة دنانير فطرحته عليه فاكتبنيها و هي

 قال أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ع

ذهب الذين أحبهم و بقيت فيمن لا أحبه‏في من أراه يسبني ظهر المغيب و لا أسبه

 يبغى فسادي ما استطاع و أمره مما أربه‏حنقا يدب إلى الضراء و ذاك مما لا أدبه‏و يرى ذباب الشر من حولي يطن و لا يذبه‏و إذا خبا وغر الصدور فلا يزال به يشبه‏أ فلا يعيج بعقله أ فلا يتوب إليه لبه‏أ فلا يرى أن فعله مما يسور إليه غبه‏حسبي بربي كافيا ما أختشي و البغي حسبه‏و لقل من يبغى عليه فما كفاه الله ربه

 و قال ع

إذا ما عضك الدهر فلا تجنح إلى خلق‏و لا تسأل سوى الله تعالى قاسم الرزق‏فلو عشت و طوفت من الغرب إلى الشرق‏لما صادفت من يقدر أن يسعد أو يشقى

 و قال ع

الله يعلم أن ما يبدي يزيد لغيره‏و بأنه لم يكتسبه بغيره و بميره‏لو أنصف النفس الخئون لقصرت من سيره‏و لكان ذلك منه أدنى شره من خيره

 كذا بخط ابن الخشاب شره بالإضافة و أظنه وهما منه لأنه لا معنى له على الإضافة و المعنى أنه لو أنصف نفسه أدنى الإنصاف شره على المفعولية من خيره أي صار ذا خير

 قال ع

إذا استنصر المرء امرأ لا يدي له فناصره و الخاذلون سواء

 بحارالأنوار ج : 75 ص : 124أنا ابن الذي قد تعلمون مكانه و ليس على الحق المبين طخاءأ ليس رسول الله جدي و والدي أنا البدران خلا النجوم خفاءأ لم ينزل القرآن خلف بيوتنا صباحا و من بعد الصباح مساءينازعني و الله بيني و بينه يزيد و ليس الأمر حيث يشاءفيا نصحاء الله أنتم ولاته و أنتم على أديانه أمناءبأي كتاب أم بأية سنة تناولها عن أهلها البعداء

و هي طويلة و قال ع

أنا الحسين بن علي بن أبي طالب البدر بأرض العرب‏أ لم تروا و تعلموا أن أبي قاتل عمرو و مبير مرحب‏و لم يزل قبل كشوف الكرب مجليا ذلك عن وجه النبي   ‏أليس من أعجب عجب العجب أن يطلب الأبعد ميراث النبي‏ والله قد أوصى بحفظ الأقرب

 و قال ع

ما يحفظ الله يصن ما يضع الله يهن‏من يسعد الله يلن له الزمان إن خشن‏أخي اعتبر لا تغترر كيف ترى صرف الزمن‏يجزي بما أوتي من فعل قبيح أو حسن‏أفلح عبد كشف الغطاء عنه ففطن‏و قر عينا من رأى أن البلاء في اللسن‏فما زمن ألفاظه في كل وقت و وزن

 بحارالأنوار ج : 75 ص : 125و خاف من لسانه عزبا حديدا فخزن‏و من يكن معتصما بالله ذي العرش فلن‏يضره شي‏ء و من يعدي على الله و من‏من يأمن الله يخف و خائف الله أمن‏و ما لما يثمره الخوف من الله ثمن‏يا عالم السر كما يعلم حقا ما علن‏صل على جدي أبي القاسم ذي النور المنن‏أكرم من حي و من لفف ميتا في كفن‏و امنن علينا بالرضى فأنت أهل للمنن‏و أعفنا في ديننا من كل خسر و غبن‏ما خاب من خاب كمن يوما إلى الدنيا ركن‏طوبى لعبد كشفت عنه غبابات الوسن‏و الموعد الله و ما يقض به الله يكن

و هي طويلة و قال ع

أبي علي و جدي خاتم الرسل و المرتضون لدين الله من قبلي‏و الله يعلم و القرآن ينطقه أن الذي بيدي من ليس يملك لي‏ما يرتجى بامرئ لا قائل عذلا و لا يزيغ إلى قول و لا عمل‏و لا يرى خائفا في سره وجلا و لا يحاذر من هفو و لا زلل‏ يا ويح نفسي ممن ليس يرحمها أ ما له في كتاب الله من مثل‏أ ما له في حديث الناس معتبر من العمالقة العادية الأول‏يا أيها الرجل المغبون شيمته إني ورثت رسول الله عن رسل‏أ أنت أولى به من آله فبما ترى اعتللت و ما في الدين من علل

و فيها أبيات أخر  و قال ع

يا نكبات الدهر دولي دولي و أقصري إن شئت أو أطيلي

 منها

رميتني رمية لا مقيل بكل خطب فادح جليل‏و كل عب‏ء أيد ثقيل أول ما رزئت بالرسول‏و بعد بالطاهرة البتول و الوالد البر بنا الوصول‏و بالشقيق الحسن الجليل و البيت ذي التأويل و التنزيل‏و زورنا المعروف من جبريل فما له في الزرء من عديل‏ما لك عني اليوم من عدول و حسبي الرحمن من منيل

قال تم شعر مولانا الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب ع و هو عزيز الوجود

(جامع الأخبار) روي أن الحسين بن علي ع جاءه رجل و قال أنا رجل عاص و لا أصبر عن المعصية فعظني بموعظة فقال ع افعل خمسة أشياء و أذنب ما شئت فأول ذلك لا تأكل رزق الله و أذنب ما شئت و الثاني اخرج من ولاية الله و أذنب ما شئت و الثالث اطلب موضعا لا يراك الله و أذنب ما شئت و الرابع إذا جاء ملك الموت ليقبض روحك فادفعه عن نفسك و أذنب ما شئت و الخامس إذا أدخلك مالك في النار فلا تدخل في النار و أذنب ما شئت

 

(الإختصاص) قال الصادق ع حدثني أبي عن أبيه ع أن رجلا من أهل الكوفة كتب إلى الحسين بن علي ع يا سيدي أخبرني بخير الدنيا و الآخرة فكتب ع بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أما بعد فإن من طلب رضى الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس و من طلب رضي الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس و السلام

 

الدرة الباهرة، قال الحسين بن علي ع إن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم

 و قال ع اللهم لا تستدرجني بالإحسان و لا تؤدبني بالبلاء

 و قال ع من قبل عطاءك فقد أعانك على الكرم

 و قال ع مالك إن لم يكن لك كنت له فلا تبق عليه فإنه لا يبقى عليك و كله قبل أن يأكلك

 

كنز الكراجكي، قال الحسين بن علي ع يوما لابن عباس لا تتكلمن فيما لا يعنيك فإني أخاف عليك الوزر و لا تتكلمن فيما يعنيك حتى ترى للكلام موضعا فرب متكلم قد تكلم بالحق فعيب و لا تمارين حليما و لا سفيها فإن الحليم يقليك و السفيه يؤذيك و لا تقولن في أخيك المؤمن إذا توارى عنك إلا ما تحب أن يقول فيك إذا تواريت عنه و اعمل عمل رجل يعلم أنه مأخوذ بالإجرام مجزي بالإحسان و السلام و بلغه ع كلام نافع بن جبير في معاوية و قوله إنه كان يسكته الحلم و ينطقه العلم فقال بل كان ينطقه البطر و يسكته الحصر

 

أعلام الدين، قال الحسين بن علي ع اعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتتحول إلى غيركم و اعلموا أن المعروف مكسب حمدا و معقب أجرا فلو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه حسنا جميلا يسر الناظرين و يفوق العالمين و لو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجا قبيحا مشوها تنفر منه القلوب و تغض دونه الأبصار و من نفس كربة مؤمن فرج الله تعالى عنه كرب الدنيا و الآخرة من أحسن أحسن الله إليه وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ و تذاكروا العقل عند معاوية فقال الحسين ع لا يكمل العقل إلا باتباع الحق فقال معاوية ما في صدوركم إلا شي‏ء واحد

 و قال ع لا تصفن لملك دواء فإن نفعه لم يحمدك و إن ضره اتهمك

   و قال ع رب ذنب أحسن من الاعتذار منه

 و قال ع مالك إن لم يكن لك كنت له منفقا فلا تنفقه بعدك فيكن ذخيرة لغيرك و تكون أنت المطالب به المأخوذ بحسابه اعلم أنك لا تبقى له و لا يبقى عليك فكله قبل أن يأكلك و كان ع يرتجز يوم قتل و يقول

الموت خير من ركوب العار و العار خير من دخول النارو الله من هذا و هذا جار

 و قال ع دراسة العلم لقاح المعرفة و طول التجارب زيادة في العقل و الشرف التقوى و القنوع راحة الأبدان و من أحبك نهاك و من أبغضك أغراك

 و قال ع من أحجم عن الرأي و عييت به الحيل كان الرفق مفتاحه