أبْواب صفة الْإحْرام

94-  باب من اغْتسل للْإحْرام ثمّ نام قبْل أنْ يحْرم هلْ يعيد الْغسْل أمْ لا

1-  محمّد بْن يعْقوب عنْ عدّة منْ أصْحابنا عنْ سهْل بْن زياد عنْ أحْمد بْن محمّد عن الْحسيْن بْن سعيد عن النّضْر بْن سويْد عنْ أبي الْحسن ع قال سألْته عن الرّجل يغْتسل للْإحْرام ثمّ ينام قبْل أنْ يحْرم قال عليْه إعادة الْغسْل

2-  عنْه عنْ عدّة منْ أصْحابنا عنْ سهْل بْن زياد عنْ أحْمد بْن محمّد بْن أبي نصْر عنْ عليّ بْن أبي حمْزة قال سألْت أبا الْحسن ع عنْ رجل اغْتسل للْإحْرام ثمّ نام قبْل أنْ يحْرم قال عليْه إعادة الْغسْل

3-  فأمّا ما رواه الْحسيْن بْن سعيد عنْ صفْوان عن الْعيص بْن الْقاسم قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الرّجل يغْتسل للْإحْرام بالْمدينة و يلْبس ثوْبيْن ثمّ ينام قبْل أنْ يحْرم قال ليْس عليْه غسْل

 فلا ينافي الْخبريْن الْأوّليْن لأنّه ع إنّما قال ليْس عليْه غسْل فريضة و لمْ ينْف الْغسْل عنْه على وجْه النّدْب و الاسْتحْباب

 -  باب جواز لبْس الثّوْب الْمصْبوغ بالْعصْفر للْمحْرم

1-  موسى بْن الْقاسم عنْ عليّ بْن جعْفر قال سألْت أخي موسى بْن جعْفر ع يلْبس الْمحْرم الثّوْب الْمشْبع بالْعصْفر فقال إذا لمْ يكنْ فيه طيب فلا بأْس

 قال محمّد بْن الْحسن هذا الْخبر رخْصة و ترْك ذلك أفْضل يدلّ على ذلك

2-  ما رواه أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ عليّ بْن الْحكم عنْ أبي الْفرج عنْ أبان بْن تغْلب قال سأل أبا عبْد اللّه ع أخي و أنا حاضر عن الثّوْب يكون مصْبوغا بالْعصْفر ثمّ يغْسل ألْبسه و أنا محْرم قال نعمْ ليْس الْعصْفر من الطّيب و لكنْ أكْره أنْ تلْبس ما يشْهرك به النّاس

96-  باب لبْس الْخاتم للْمحْرم

1-  محمّد بْن يعْقوب عنْ عليّ بْن إبْراهيم عنْ أبيه عن ابْن أبي نصْر عنْ نجيح عنْ أبي الْحسن ع قال لا بأْس بلبْس الْخاتم للْمحْرم

2-  الْحسيْن بْن سعيد عنْ محمّد بْن إسْماعيل قال رأيْت الْعبْد الصّالح ع و هو محْرم و عليْه خاتم و هو يطوف طواف الْفريضة

 قال محمّد بْن الْحسن إنّما يجوز لبْس الْخاتم إذا كان الْقصْد به اسْتعْمال السّنّة دون أنْ يكون الْقصْد به الزّينة يدلّ على هذا التّفْصيل

3-  ما رواه محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عنْ إبْراهيم بْن مهْزيار عنْ صالح بْن السّنْديّ عن ابْن محْبوب عنْ عليّ عنْ مسْمع عنْ أبي عبْد اللّه ع في رجل نسي أنْ يحْلق أوْ يقصّر حتّى نفر قال يحْلق إذا ذكر في الطّريق أوْ أيْن كان قال و سألْته أ يلْبس الْمحْرم الْخاتم قال لا يلْبسه للزّينة

97-  باب صلاة الْإحْرام

1-  موسى بْن الْقاسم عنْ عليّ بْن أبي حمْزة عنْ أبي بصير عنْ أبي عبْد اللّه ع قال تصلّي للْإحْرام ستّ ركعات تحْرم في دبرها

 فلا ينافي ذلك ما رواه

2-  موسى بْن الْقاسم عنْ صفْوان عنْ معاوية بْن عمّار عنْ أبي عبْد اللّه ع قال إذا أردْت الْإحْرام في غيْر وقْت صلاة فريضة فصلّ الرّكْعتيْن ثمّ أحْرمْ في دبرهما

 لأنّ الْوجْه في الرّواية الْأولى الْفضْل و الاسْتحْباب و هذه الرّواية محْمولة على أقلّ ما يجْزي من الصّلاة للْإحْرام

98-  باب أنّه يجوز الْإحْرام بعْد صلاة النّافلة

1-  محمّد بْن يعْقوب عنْ محمّد بْن يحْيى عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ محمّد بْن الْفضيْل عنْ أبي الصّبّاح الْكنانيّ قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع أ رأيْت لوْ أنّ رجلا أحْرم في دبر صلاة غيْر مكْتوبة أ كان يجْزيه قال نعمْ

2-  فأمّا ما رواه محمّد بْن يعْقوب عنْ عليّ بْن إبْراهيم عنْ أبيه عن ابْن أبي عميْر عنْ معاوية بْن عمّار عنْ أبي عبْد اللّه ع أنّه قال لا يكون إحْرام إلّا في دبر صلاة مكْتوبة أحْرمْت في دبرها بعْد التّسْليم

 فالْوجْه في هذه الرّواية الْفضْل و الاسْتحْباب لأنّ الْأفْضل أنْ يحْرم الْإنْسان عقيب صلاة فريضة كما فعل رسول اللّه ص و أفْضل الْفرائض أنْ يكون عقيب صلاة الظّهْر و الّذي يدلّ على ذلك أنّ معاوية بْن عمّار راوي هذا الْحديث روى في هذا الْخبر بعْد حكايته ما قال ع و إنْ كانتْ نافلة صلّيْت ركْعتيْن و أحْرمْ في دبرهما فعلمْنا أنّه أراد بالْأوّل ما ذكرْناه من الْفضْل و إلّا كان متناقضا و الّذي يدلّ على ذلك أيْضا

3-  ما رواه موسى بْن الْقاسم عن ابْن أبي عميْر عنْ حمّاد عن الْحلبيّ قال سألْت أبا عبْد اللّه ع ليْلا أحْرم رسول اللّه ص أوْ نهارا فقال بلْ نهارا فقلْت فأيّة ساعة قال بعْد صلاة الظّهْر

4-  عنْه عنْ صفْوان عنْ معاوية عنْ أبي عبْد اللّه ع قال إذا أردْت الْإحْرام في غيْر وقْت صلاة فريضة فصلّ ركْعتيْن ثمّ أحْرمْ في دبرهما

99-  باب كيْفيّة عقْد الْإحْرام و الْقوْل بذلك

1-  الْحسيْن بْن سعيد عن ابْن أبي عميْر عنْ حمّاد بْن عثْمان عنْ أبي عبْد اللّه ع قال قلْت له إنّي أريد أنْ أتمتّع بالْعمْرة إلى الْحجّ فكيْف أقول قال تقول اللّهمّ إنّي أريد أنْ أتمتّع بالْعمْرة إلى الْحجّ على كتابك و سنّة نبيّك ص و إنْ شئْت أضْمرْت الّذي تريد

2-  عنْه عنْ حمّاد عنْ إبْراهيم بْن عمر عنْ أبي أيّوب قال حدّثني أبو الصّبّاح موْلى بسّام الصّيْرفيّ قال أردْت الْإحْرام بالْمتْعة فقلْت لأبي عبْد اللّه ع كيْف أقول قال تقول اللّهمّ إنّي أريد التّمتّع بالْعمْرة إلى الْحجّ على كتابك و سنّة نبيّك و إنْ شئْت أضْمرْت الّذي تريد

3-  و عنْه عن النّضْر بْن سويْد عنْ عبْد اللّه بْن سنان و عنْ حمّاد عنْ عبْد اللّه بْن الْمغيرة عن ابْن سنان عنْ أبي عبْد اللّه ع قال إذا أردْت الْإحْرام و التّمتّع فقل اللّهمّ إنّي أريد ما أمرْت به من التّمتّع بالْعمْرة إلى الْحجّ فيسّرْ ذلك لي و تقبّلْه منّي

4-  فأمّا ما رواه أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عن ابْن أبي نصْر عنْ أبي الْحسن ع قال سألْته عنْ رجل متمتّع كيْف يصْنع قال ينْوي الْعمْرة و يحْرم بالْحجّ

5-  و روى محمّد بْن يعْقوب عنْ أبي عليّ الْأشْعريّ عنْ محمّد بْن عبْد الْجبّار عنْ صفْوان عنْ إسْحاق بْن عمّار قال قلْت لأبي إبْراهيم ع إنّ أصْحابنا يخْتلفون في وجْهيْن من الْحجّ يقول بعْضهمْ أحْرمْ بالْحجّ مفْردا فإذا طفْت بالْبيْت و سعيْت بيْن الصّفا و الْمرْوة فأحلّ و اجْعلْها عمْرة و بعْضهمْ يقول أحْرمْ و انْو الْمتْعة بالْعمْرة إلى الْحجّ أيّ هذيْن أحبّ إليْك قال انْو الْمتْعة

 فلا تنافي بيْن هذيْن الْخبريْن و الْأخْبار الْأوّلة لشيْئيْن أحدهما أنْ يكون إخْبارا عنْ جواز ذلك و أنّ الْإنْسان مخيّر بيْن أنْ يذْكر التّمتّع بالْعمْرة إلى الْحجّ في اللّفْظ و بيْن أنْ لا يذْكر ذلك و يقْتصر فيه على الاعْتقاد و كذلك ما تضمّنت الْأخْبار الْأوّلة لأنّ فيها بعْد ذكْر كيْفيّة اللّفْظ بذلك و إنْ شئْت أضْمرْت الّذي تريد فعلم بذلك أنّه على الْجواز و الثّاني أنْ يكون ذلك مخْتصّا بحال التّقيّة لأنّ منْ خالفنا لا يرى التّمتّع بالْعمْرة إلى الْحجّ فلأجْل ذلك كان الْإضْمار في ذلك أفْضل في بعْض الْأحْوال

100-  باب من اشْترط في حال الْإحْرام ثمّ أحْصر هلْ يلْزمه الْحجّ منْ قابل أمْ لا

1-  موسى بْن الْقاسم عن ابْن أبي عميْر عنْ عبْد اللّه بْن مسْكان عنْ أبي بصير قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الرّجل يشْترط في الْحجّ أنْ حلّني حيْث حبسْتني أ عليْه الْحجّ منْ قابل قال نعمْ

2-  عنْه عنْ محمّد بْن الْفضيْل عنْ أبي الصّبّاح الْكنانيّ قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الرّجل يشْترط في الْحجّ كيْف يشْترط قال يقول حين يريد أنْ يحْرم أنْ حلّني حيْث حبسْتني فإنْ حبسْتني فهي عمْرة فقلْت له فعليْه الْحجّ منْ قابل قال نعمْ و قال صفْوان قدْ روى هذه الرّواية عدّة منْ أصْحابنا كلّهمْ يقولون إنّ عليْه الْحجّ منْ قابل

3-  فأمّا ما رواه أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عن الْحسن بْن محْبوب عنْ جميل بْن صالح عنْ ذريح الْمحاربيّ قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ رجل تمتّع بالْعمْرة إلى الْحجّ و أحْصر بعْد ما أحْرم كيْف يصْنع قال فقال أ و ما اشْترط على ربّه قبْل أنْ يحْرم أنْ حلّه منْ إحْرامه عنْد عارض عرض له منْ أمْر اللّه فقلْت بلى قد اشْترط ذلك قال فلْيرْجعْ إلى أهْله حلّا لا حرام عليْه إنّ اللّه أحقّ منْ وفى بما اشْترط عليْه قال قلْت فعليْه الْحجّ منْ قابل قال لا

 فالْوجْه في هذا الْخبر أنْ نحْمله على أنّه إذا كانتْ حجّته تطوّعا لا يلْزمه الْحجّ منْ قابل فأمّا إذا كانتْ حجّة الْإسْلام فلا بدّ من الْحجّ في الْقابل حسب ما تضمّنتْه الرّوايات الْأوّلة

101-  باب الْموْضع الّذي يجْهر فيه بالتّلْبية على طريق الْمدينة

1-  الْحسيْن بْن سعيد عن ابْن أبي عميْر عنْ حمّاد عنْ معاوية بْن وهْب قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن التّهيّؤ للْإحْرام فقال في مسْجد الشّجرة فقدْ صلّى فيه رسول اللّه ص و قدْ ترى ناسا يحْرمون فلا تفْعلْ حتّى تأْتي الْبيْداء حيْث الْميل فتحْرمون كما أنْتمْ في محاملكمْ تقول لبّيْك اللّهمّ لبّيْك لبّيْك لا شريك لك لبّيْك إنّ الْحمْد و النّعْمة لك و الْملْك لا شريك لك لبّيْك بمتْعة بعمْرة إلى الْحجّ

2-  عنْه عنْ صفْوان عنْ منْصور بْن حازم عنْ أبي عبْد اللّه ع قال إذا صلّيْت عنْد الشّجرة فلا تلبّ حتّى تأْتي الْبيْداء حيْث يقول النّاس يخْسف بالْجيْش

3-  عنْه عنْ صفْوان عنْ عبْد اللّه بْن سنان قال سمعْت أبا عبْد اللّه ع يقول إنّ رسول اللّه ص لمْ يكنْ يلبّي حتّى يأْتي الْبيْداء

4-  فأمّا ما رواه محمّد بْن يعْقوب عنْ عليّ عنْ أبيه عنْ إسْماعيل بْن مرّار عنْ يونس عنْ عبْد اللّه بْن سنان أنّه سأل أبا عبْد اللّه ع هلْ يجوز للْمتمتّع بالْعمْرة إلى الْحجّ أنْ يظْهر التّلْبية في مسْجد الشّجرة فقال نعمْ إنّما لبّى رسول اللّه ص على الْبيْداء لأنّ النّاس لمْ يعْرفوا التّلْبية فأحبّ أنْ يعلّمهمْ كيْف التّلْبية

 فالْوجْه في هذه الرّواية أحد شيْئيْن أحدهما أنْ يكون محْمولا على الْجواز و الْأخْبار الْأوّلة على الْفضْل و الثّاني أنْ يكون الْمراد بها منْ كان ماشيا لأنّ منْ كان ماشيا يسْتحبّ له أنْ يجْهر بالتّلْبية من الْموْضع الّذي يحْرم فيه و الرّاكب لا يجْهر حتّى يأْتي الْبيْداء يدلّ على هذا التّفْصيل

5-  ما رواه موسى بْن الْقاسم عنْ محمّد بْن عذافر عنْ عمر بْن يزيد عنْ أبي عبْد اللّه ع قال إنْ كنْت ماشيا فاجْهرْ بإهْلالك و تلْبيتك من الْمسْجد و إنْ كنْت راكبا فإذا علتْ بك راحلتك الْبيْداء

102-  باب كيْفيّة التّلفّظ بالتّلْبية

1-  موسى بْن الْقاسم عن ابْن أبي عميْر عنْ حمّاد عن الْحلبيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال إنّ عثْمان خرج حاجّا فلمّا صار إلى الْأبْواء أمر مناديا فنادى في النّاس اجْعلوها حجّة و لا تمتّعوا فنادى الْمنادي فمرّ الْمنادي بالْمقْداد بْن الْأسْود فقال أما و اللّه لتجدنّ عنْد الْقلائص رجلا لا يقْبل منْك ما تقول فلمّا انْتهى الْمنادي إلى عليّ ع و كان عنْد ركائبه يلْقمها خبطا و دقيقا فلمّا سمع النّداء تركها و مضى إلى عثْمان فقال ما هذا الّذي أمرْت به فقال رأْي رأيْته فقال و اللّه لقدْ أمرْت بخلاف رسول اللّه ص ثمّ أدْبر مولّيا رافعا صوْته لبّيْك بحجّة و عمْرة معا لبّيْك فكان مرْوان بْن الْحكم يقول بعْد ذلك فكأنّي أنْظر إلى بياض الدّقيق مع خضْرة الْخبط على ذراعيْه

2-  فأمّا ما رواه موسى بْن الْقاسم عنْ أبان بْن عثْمان عنْ حمْران بْن أعْين قال سألْت أبا جعْفر ع عن التّلْبية فقال لي لبّ بالْحجّ فإذا دخلْت مكّة طفْت بالْبيْت و صلّيْت و أحْللْت

3-  عنْه عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ حريز بْن عبْد اللّه عنْ زرارة بْن أعْين قال قلْت لأبي جعْفر ع كيْف أتمتّع قال تأْتي الْوقْت فتلبّي بالْحجّ فإذا دخلْت مكّة طفْت بالْبيْت و صلّيْت الرّكْعتيْن خلْف الْمقام و سعيْت بيْن الصّفا و الْمرْوة و قصّرْت و أحْللْت منْ كلّ شيْ‏ء و ليْس لك أنْ تخْرج منْ مكّة حتّى تحجّ

 و الْوجْه في هاتيْن الرّوايتيْن أنْ نحْملهما على منْ يلبّي بالْحجّ و ينْوي الْعمْرة لأنّه يجوز ذلك عنْد التّقيّة و إنْ لمْ يذْكرْ شيْئا أصْلا كان جائزا و ربّما كان الْإضْمار أفْضل في بعْض الْأوْقات يدلّ على ذلك

4-  ما رواه موسى بْن الْقاسم عنْ أحْمد بْن محمّد قال قلْت لأبي الْحسن عليّ بْن موسى ع كيْف أصْنع إذا أردْت أنْ أتمتّع فقال لبّ بالْحجّ و انْو الْمتْعة فإذا دخلْت مكّة طفْت بالْبيْت و صلّيْت الرّكْعتيْن خلْف الْمقام و سعيْت بيْن الصّفا و الْمرْوة و قصّرْت ففسخْتها و جعلْتها متْعة

5-  و روى سعْد بْن عبْد اللّه عن الْحسن بْن عليّ بْن عبْد اللّه عنْ عليّ بْن مهْزيار عنْ فضالة بْن أيّوب عنْ رفاعة بْن موسى عنْ أبان بْن تغْلب قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع بأيّ شيْ‏ء أهلّ فقال لا تسمّ حجّا و لا عمْرة و أضْمرْ في نفْسك الْمتْعة فإنْ أدْركْت متمتّعا و إلّا كنْت حاجّا

6-  محمّد بْن يعْقوب عنْ عدّة منْ أصْحابنا عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ عليّ بْن الْحكم عنْ سيْف بْن عميرة عنْ أبي بكْر الْحضْرميّ و زيْد الشّحّام عنْ منْصور بْن حازم قال أمرنا أبو عبْد اللّه ع أنْ نلبّي و لا نسمّي و قال أصْحاب الْإضْمار أحبّ إليّ

7-  عنْه عنْ أحْمد عنْ عليّ عنْ سيْف بْن عميرة عنْ إسْحاق بْن عمّار أنّه سأل أبا الْحسن موسى ع قال الْإضْمار أحبّ إليّ و لا تسمّ

 و الّذي يدلّ على أنّ ذلك إنّما يجوز في حال التّقيّة و الضّرورة ما رواه

 -  الْحسيْن بْن سعيد عنْ حمّاد عنْ حريز عنْ عبْد الْملك بْن أعْين قال حجّ جماعة منْ أصْحابنا فلمّا وافوا الْمدينة فدخلوا على أبي جعْفر ع فقالوا إنّ زرارة أمرنا بأنْ نهلّ بالْحجّ إذا أحْرمْنا فقال لهمْ تمتّعوا فلمّا خرجوا منْ عنْده دخلْت عليْه فقلْت له جعلْت فداك و اللّه لئنْ لمْ تخْبرْهمْ بما أخْبرْت به زرارة ليأْتينّ الْكوفة فليصْبحنّ بها كذّابا قال ردّهمْ عليّ فدخلوا عليْه فقال صدق زرارة ثمّ قال أما و اللّه لا يسْمع هذا بعْد الْيوْم أحد منّي

9-  و عنْه عنْ صفْوان عنْ جميل بْن درّاج و ابْن أبي نجْران عنْ محمّد بْن حمْران جميعا عنْ إسْماعيل الْجعْفيّ قال خرجْت أنا و ميسّر و أناس منْ أصْحابنا فقال لنا زرارة لبّوا بالْحجّ فدخلْنا على أبي جعْفر ع فقلْت له أصْلحك اللّه إنّا نريد الْحجّ و نحْن قوْم صرورة أوْ كلّنا صرورة فكيْف نصْنع فقال أبو جعْفر ع لبّوا بالْعمْرة فلمّا خرجْنا قدم عبْد الْملك بْن أعْين فقلْت له أ لا تعْجب منْ زرارة قال لنا لبّوا بالْحجّ و إنّ أبا جعْفر ع قال لنا لبّوا بالْعمْرة فدخل عليْه عبْد الْملك بْن أعْين فقال له إنّ أناسا منْ مواليك أمرهمْ زرارة أنْ يلبّوا بالْحجّ عنْك و إنّهمْ دخلوا عليْك فأمرْتهمْ أنْ يلبّوا بالْعمْرة فقال أبو جعْفر ع يريد كلّ إنْسان منْهمْ أنْ يسْمع على حدة أعدْهمْ عليّ فدخلْنا فقال لبّوا بالْحجّ فإنّ رسول اللّه ص لبّى بالْحجّ

 أ لا ترى إلى هذيْن الْخبريْن و أنّهما تضمّنا الْأمْر للسّائل بالْإهْلال بالْعمْرة إلى الْحجّ فلمّا رأى أنّ ذلك يؤدّي إلى فساد و إلى الطّعْن على منْ يخْتصّ به منْ أصْحابه قال لهمْ لبّوا بالْحجّ و يؤكّد ما ذكرْناه منْ أنّ الْإهْلال بهما و التّلْبية بهما أفْضل

10-  ما رواه موسى بْن الْقاسم عنْ صفْوان و ابْن أبي عميْر عنْ يعْقوب بْن شعيْب قال سألْت أبا عبْد اللّه ع فقلْت كيْف ترى لي أنْ أهلّ فقال لي إنْ شئْت سمّيْت و إنْ شئْت لمْ تسمّ شيْئا فقلْت له كيْف تصْنع أنْت فقال لي أجْمعهما فأقول لبّيْك بحجّة و عمْرة معا ثمّ قال أما إنّي قدْ قلْت لأصْحابك غيْر هذا

11-  فأمّا ما رواه موسى بْن الْقاسم عنْ صفْوان بْن يحْيى عنْ عبْد اللّه بْن مسْكان عنْ حمْران بْن أعْين قال دخلْت على أبي جعْفر ع فقال لي بما أهْللْت قلْت بالْعمْرة فقال لي أ فلا أهْللْت بالْحجّ و نويْت الْمتْعة فصارتْ عمْرتك كوفيّة و حجّتك مكّيّة و لوْ كنْت نويْت الْمتْعة و أهْللْت بالْحجّ كانتْ عمْرتك و حجّتك كوفيّتيْن

 فالْوجْه في هذا الْخبر أنْ نحْمله على أنّه كان أهلّ بالْعمْرة الْمفْردة دون الّتي يتمتّع بها و لوْ كانت الّتي يتمتّع بها لمْ تكنْ حجّته مكّيّة بلْ كانتْ تكون حجّته و عمْرته كوفيّتيْن حسب ما ذكره في قوْله و لوْ كنْت نويْت الْمتْعة و قدْ روي أيْضا أنّه إنْ لبّى بالْحجّ مفْردا جاز له أنْ يجْعلها عمْرة و يتمتّع بها إلى الْحجّ

12-  روى ذلك موسى بْن الْقاسم عنْ صفْوان بْن يحْيى عنْ معاوية بْن عمّار قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عنْ رجل لبّى بالْحجّ مفْردا ثمّ دخل مكّة فطاف بالْبيْت و سعى بيْن الصّفا و الْمرْوة قال فلْيحلّ و لْيجْعلْها متْعة إلّا أنْ يكون ساق الْهدْي فلا يسْتطيع أنْ يحلّ حتّى يبْلغ الْهدْي محلّه

13-  و عنْه عنْ صفْوان بْن يحْيى قال قلْت لأبي الْحسن عليّ بْن موسى بْن جعْفر ع إنّ ابْن السّرّاج روى عنْك أنّه سألك عن الرّجل أهلّ بالْحجّ ثمّ دخل مكّة فطاف بالْبيْت و سعى بيْن الصّفا و الْمرْوة يفْسخ ذلك و يجْعلها متْعة فقلْت له لا فقال قدْ سألني عنْ ذلك فقلْت له لا و له أنْ يحلّ و يجْعلها متْعة و آخر عهْدي بأبي ع أنّه دخل على الْفضْل بْن الرّبيع و عليْه ثوْبان و ساج فقال له الْفضْل بْن الرّبيع يا أبا الْحسن لنا بك أسْوة أنْت مفْرد للْحجّ و أنا مفْرد للْحجّ فقال له أبي لا ما أنا مفْرد للْحجّ أنا متمتّع فقال له الْفضْل بْن الرّبيع فلي الْآن أنْ أتمتّع و قدْ طفْت بالْبيْت فقال له أبي نعمْ فذهب بها محمّد بْن جعْفر إلى سفْيان بْن عييْنة و أصْحابه فقال لهمْ إنّ موسى بْن جعْفر قال للْفضْل بْن الرّبيع كذا و كذا يشنّع بها على أبي

103-  باب الْمتمتّع يحْرم بالْحجّ و يلبّي قبْل أنْ يقصّر هلْ تبْطل متْعته أمْ لا

1-  محمّد بْن يعْقوب عنْ عدّة منْ أصْحابنا عنْ أحْمد بْن محمّد عن الْحسيْن بْن سعيد عن النّضْر بْن سويْد عنْ عبْد اللّه بْن سنان عنْ أبي عبْد اللّه ع في رجل متمتّع نسي أنْ يقصّر حتّى أحْرم بالْحجّ قال يسْتغْفر اللّه عزّ و جلّ

2-  عنْه عنْ أبي عليّ الْأشْعريّ عنْ محمّد بْن عبْد الْجبّار عنْ صفْوان بْن يحْيى عنْ عبْد الرّحْمن بْن الْحجّاج قال سألْت أبا إبْراهيم ع عنْ رجل تمتّع بالْعمْرة إلى الْحجّ فدخل مكّة فطاف و سعى و لبس ثيابه و أحلّ و نسي أنْ يقصّر حتّى خرج إلى عرفات قال لا بأْس به يبْني على الْعمْرة و طوافها و طواف الْحجّ على أثره

3-  عنْه عنْ عليّ بْن إبْراهيم عنْ أبيه عن ابْن أبي عميْر عنْ معاوية بْن عمّار قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الرّجل أهلّ بالْعمْرة و نسي أنْ يقصّر حتّى يدْخل في الْحجّ قال يسْتغْفر اللّه و لا شيْ‏ء عليْه و تمّتْ عمْرته

4-  فأمّا ما رواه محمّد بْن الْحسن الصّفّار عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ محمّد بْن سنان عن الْعلاء بْن الْفضيْل قال سألْته عنْ رجل متمتّع طاف ثمّ أهلّ بالْحجّ قبْل أنْ يقصّر قال بطلتْ متْعته هي حجّته مبْتولة

 فالْوجْه في هذا الْخبر أنْ نحْمله على منْ فعل ذلك متعمّدا فأمّا منْ فعله ناسيا فإنّه لا تبْطل متْعته حسب ما تضمّنتْه الْأخْبار الْأوّلة

104-  باب الْمتمتّع متى يقْطع التّلْبية

1-  محمّد بْن يعْقوب عنْ عليّ بْن إبْراهيم عنْ أبيه عن ابْن أبي عميْر عنْ حمّاد عن الْحلبيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال الْمتمتّع إذا نظر إلى بيوت مكّة قطع التّلْبية

2-  عنْه عنْ محمّد بْن يحْيى عنْ أحْمد بْن محمّد بْن إسْماعيل عنْ حنان بْن سدير عنْ أبيه قال قال أبو جعْفر و أبو عبْد اللّه ع إذا رأيْت أبْيات مكّة فاقْطع التّلْبية

3-  موسى بْن الْقاسم عنْ إبْراهيم بْن أبي سمّاك عنْ معاوية بْن عمّار عنْ أبي عبْد اللّه ع قال قال إذا دخلْت مكّة و أنْت متمتّع فنظرْت إلى بيوت مكّة فاقْطع التّلْبية و حدّ بيوت مكّة الّتي كانتْ قبْل الْيوْم إذا بلغْت عقبة الْمدنيّين فاقْطع التّلْبية و عليْك بالتّهْليل و التّكْبير و الثّناء على اللّه ربّك ما اسْتطعْت و إنْ كنْت مفْردا بالْحجّ فلا تقْطع التّلْبية حتّى يوْم عرفة عنْد زوال الشّمْس و إنْ كنْت معْتمرا فاقْطع التّلْبية إذا دخلْت الْحرم

4-  محمّد بْن يعْقوب عنْ عدّة منْ أصْحابنا عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ أحْمد بْن محمّد بْن أبي نصْر عنْ أبي الْحسن الرّضا ع أنّه سئل عن الْمتمتّع متى يقْطع التّلْبية قال إذا نظر إلى عراش مكّة عقبة ذي طوى قلْت بيوت مكّة قال نعمْ

 -  فأمّا ما رواه سعْد بْن عبْد اللّه عنْ موسى بْن الْحسن عنْ محمّد بْن عبْد الْحميد عنْ أبي جميلة الْمفضّل بْن صالح عنْ زيْد الشّحّام عنْ أبي عبْد اللّه ع قال سألْته عنْ تلْبية الْمتْعة متى تقْطع قال حين يدْخل الْحرم

 فالْوجْه في هذه الرّواية أنْ نحْملها على الْجواز و الْأوّلة على الْفضْل و الاسْتحْباب لئلّا تتناقض الْأخْبار

105-  باب الْمفْرد للْعمْرة متى يقْطع التّلْبية

1-  روى موسى بْن الْقاسم عنْ محمّد بْن عمر بْن يزيد عنْ محمّد بْن عذافر عنْ عمر بْن يزيد عنْ أبي عبْد اللّه ع قال منْ دخل مكّة مفْردا للْعمْرة فلْيقْطع التّلْبية حين تضع الْإبل أخْفافها في الْحرم

2-  و عنْه عنْ محسّن بْن أحْمد عنْ يونس بْن يعْقوب قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الرّجل يعْتمر عمْرة مفْردة منْ أيْن يقْطع التّلْبية قال إذا رأيْت بيوت ذي طوى فاقْطع التّلْبية

3-  و روى عمر بْن يزيد عنْ أبي عبْد اللّه ع قال منْ أراد أنْ يخْرج منْ مكّة ليعْتمر أحْرم من الْجعْرانة و الْحديْبية و ما أشْبههما و منْ خرج منْ مكّة يريد الْعمْرة ثمّ دخل معْتمرا لمْ يقْطع التّلْبية حتّى ينْظر إلى الْكعْبة

4-  و روى الْفضيْل بْن يسار قال سألْت أبا عبْد اللّه ع قلْت دخلْت بعمْرة فأيْن أقْطع التّلْبية قال حيال الْعقبة عقبة الْمدنيّين قلْت أيْن عقبة الْمدنيّين قال بحيال الْقصّارين

 قال محمّد بْن الْحسن الْوجْه في الْجمْع بيْن هذه الْأخْبار أنْ نحْمل الرّواية الْأخيرة على منْ جاء منْ طريق الْمدينة خاصّة فإنّه يقْطع التّلْبية عنْد عقبة الْمدنيّين و الرّواية الّتي قال فيها إنّه يقْطع التّلْبية عنْد ذي طوى على منْ جاء منْ طريق الْعراق و الرّواية الّتي تضمّنتْ عنْد النّظر إلى الْكعْبة على منْ يكون قدْ خرج منْ مكّة للْعمْرة و على هذا الْوجْه لا تنافي بيْنها و لا تضادّ و الرّواية الّتي ذكرْناها في الْباب الْأوّل أنّه يقْطع الْمعْتمر التّلْبية إذا دخل الْحرم نحْملها على الْجواز و هذه الرّوايات معاخْتلاف أحْوالها على الْفضْل و الاسْتحْباب و كان أبو جعْفر محمّد بْن عليّ بْن الْحسيْن بْن بابويْه رحمه اللّه حين روى هذه الرّوايات حملها على التّخْيير حين ظنّ أنّها متنافية و على ما فسّرْناه ليْستْ متنافية و لوْ كانتْ متنافية لكان الْوجْه الّذي ذكره صحيحا