(أبو رافع مولى رسول الله(صلى الله عليه وآله

اسمه وكنيته

أبو رافع أسلم، غلبت عليه كنيته، واختُلف في اسمه، فقيل: أسلم، وقيل: إبراهيم.

ولادته

لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلاّ أنّه كان من أعلام القرن الأوّل الهجري.

جوانب من حياته

كان(رضي الله عنه) غلاماً للعباس بن عبد المطّلب، ثمّ وهبه للنبي(صلى الله عليه وآله)، ولمّا بشّر أبو رافع النبي(صلى الله عليه وآله) بإسلام العباس أعتقه.

هاجر الهجرين ـ إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب(عليه السلام)، وإلى المدينة المنوّرة من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ـ وصلى إلى القبلتين، وبايع البيعتين ـ بيعة العقبة وبيعة الرضوان ـ وشهد مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) أكثر حروبه.

كان بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى جانب الإمام أمير المؤمنين‏(عليه السلام) ثابت العقيدة، وهاجر معه إلى الكوفة، واشترك في جميع حروبه، وعيّنه(عليه السلام) مسؤولاً عن بيت المال في الكوفة.

رجع مع الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) إلى المدينة المنوّرة بعد شهادة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، ولا دار له بها ولا أرض، فمنحه الإمام الحسن(عليه السلام) نصف دار أبيه في المدينة.

مكانته العلمية

كان(رضي الله عنه) من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ومن أصحاب الإمامين الإمام أمير المؤمنين، والإمام الحسن المجتبى(عليهما السلام)، ويُعتبر من رواة الحديث في القرن الأوّل الهجري، وأحد رواة حديث الغدير، بالإضافة إلى كونه عالماً مؤلّفاً.

من أقوال النبي(صلى الله عليه وآله) فيه

1ـ عن أبي رافع قال: «ثمّ أخذ رسول‏ الله(صلى الله عليه وآله) بيدي فقال: يا أبا رافع! كيف أنت وقوم يقاتلون عليّاً، هو على الحقّ وهم على الباطل، يكون حقّاً في الله جهادهم؟ فمَن لم يستطع جهادهم فبقلبه، فمَن لم يستطع فليس وراء ذلك شي‏ء.

فقلت: اُدع لي إن أدركتهم أن يُعينني الله ويقوّيني على قتالهم. فقال(صلى الله عليه وآله): اللّهمّ إن أدركهم فقوّه وأعِنه.

ثمّ خرج إلى الناس، فقال(صلى الله عليه وآله): يا أيّها الناس! مَن أحبّ أن ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي، فهذا أبو رافع، أميني على نفسي»(1).

2ـ عن الحكم قال: «بعث رسول الله(صلى الله عليه وآله) أرقم بن أبي الأرقم ساعياً على الصدقة، فقال لأبي رافع: هل لك أن تُعينني وأجعل لك سهم العاملين؟ فقال: حتّى أذكر ذلك للنبي(صلى الله عليه وآله). فذكره للنبي فقال(صلى الله عليه وآله): يا أبا رافع، إنّا أهل بيت لا تحلّ لنا الصدقة، وإنّ مولى القوم من أنفسهم»(2).

هنا النبي(صلى الله عليه وآله) ألحق أبا رافع ببيت الوحي والرسالة، وهذا شرف عظيم لأبي رافع.

من أقوال العلماء فيه

1ـ قال الشيخ النجاشي(قدس سره): «وشهد مع النبي(صلى الله عليه وآله) مشاهده، ولزم أمير المؤمنين(عليه السلام) من بعده، وكان من خيار الشيعة، وشهد معه حروبه، وكان صاحب بيت ماله بالكوفة»(3).

2ـ قال الشيخ ابن داود الحلّي(قدس سره): «عتيق رسول الله(صلى الله عليه وآله)، صاحب أمير المؤمنين بعده، ثقة»(4).

5ـ قال العلاّمة الحلّي(قدس سره): «أبو رافع... ثقة... اعمل على روايته»(5).

6ـ قال الشيخ محيي الدين المامقاني(قدس سره): «إنّ من راجع المزايا التي نالها المترجم والسجايا التي حازها، وقربه من نبي الرحمة(صلى الله عليه وآله) والأئمّة الهداة وعطفهم عليه وعدّه منهم وانقطاعه بهم لا يشكّ في كونه من أوثق الثقات وأجلّ الرواة فتدبّر»(6).

من مؤلّفاته

السُنن والقضايا والأحكام، يشتمل على أبواب الفقه المختلفة، يرويه عن الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام).

وفاته

تُوفّي(رضي الله عنه) بعد عام 40ﻫ.

ــــــــــــ

1. رجال النجاشي: 5.

2. الطبقات الكبرى 4/74.

3. رجال النجاشي: 4.

4. رجال ابن داود: 31.

5. خلاصة الأقوال: 47.

6. تنقيح المقال 3/198.