(المفضل بن عمر الجعفي (رضوان الله عليه

ولادته :

وُلد المفضل بن عمر الجعفي في أواخر القرن الأول الهجري ، بمدينة الكوفة.

مكانته العلمية :

كان المفضل بن عمر من الرجال البارزين ومن التلامذة المميزين عند الإمام الصادق والإمام الباقر والإمام الرضا ( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) ، واستناداً لبعض الروايات أنه أدرك الإمام الجواد ( عليه السلام ) أيضاً .

لقد روى المفضل كثيراً من الروايات عن الإمام جعفر الصادق والإمام موسى الكاظم ( عليهما السلام ) ، ويعتبر من الرواة الموثقين الكبار ، وكانت له منزلة عظيمة عندهما ( عليهما السلام ) ، كما كان ينوب عنهما في استلام الحقوق الشرعية وصرفها في مورادها .

وجاء في رواية عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال لمفضّل بن عمر : ( لو رأيت نزاعاً محتدماً بين اثنين من شيعتنا حول قضية مالية فاصرف عليها من مالنا الذي عندك وافصم النزاع بينهما ) .

مكانته عند الإمام ( عليه السلام ) :

جاء في رواية عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) يقول فيها : ( إن مفضل هو أنيسي وصاحبي وأنا أشعر بالراحة عنده ) .

وروي أنه زار الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) في أحد الأيام وقد سُرَّ الإمام برؤيته ، وظهرت البسمة على شفتيه المباركتين ، ثم قال : ( يا مفضل ، أقسم بالله أني أحبك ، وأحب من يحبك ، يا مفضل ، لو أن جميع أصحابي كانوا يعلمون ما تعلم ، لما اختلف اثنين منهم ) .

فأجاب المفضل : يا ابن رسول الله ، إني أظنك قد جعلتني في درجة هي أعلى مما أستحقه !! ، فرد الإمام ( عليه السلام ) قائلاً : ( بل جعلتك في مرتبة قد خصك الله بها ) .

مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :

1ـ توحيد المفضل : وهو كتاب فيه ما أملاه عليه الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، وفيه بحوث توحيدية وكانت شهرته بهذا الكتاب .

2ـ الوصية : وهو كتاب فيه مجموعة من الأخبار جمعها عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في شؤون المسلمين وحياتهم ، وطلباتهم ، وأحداث المستقبل ، وأسرار العالم السفلي والعلوي .

3ـ اليوم والليلة : وهو كتاب يذكر فيه ما رواه عن الأئمة ( عليهم السلام ) بخصوص النوافل والأدعية .

4ـ علل الشرائع : وهو كتاب يشرح الأحكام الشرعية ، والفوائد والمنافع المترتبة عليها .

5ـ الأهليلجية : وهو كتاب يذكر فيه ما أملاه عليه الإمام الصادق ( عليه السلام ) في الرد على الكفار الملاحدة .

وفاته :

توفّي المفضل بن عمر ( رضوان الله عليه ) بعد أن ناهز عمره الشريف ثمانين عاماً ، ولما نعي المفضل عند الإمام الرضا ( عليه السلام ) قال : ( لقد نال المفضل الرَوحَ والراحة ) .