(جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه

اسمه وكنيته ونسبه

أبو عبد الله، جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري.

مكانته

كان من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله)، والإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام زين العابدين(عليهم السلام)، وقد أدرك جابر الإمام الباقر(عليه السلام) أيضاً، إلاّ أنّه تُوفّي قبل إمامته.

إنّ لجابر من المكانة بحيث أنّ الإمام الباقر(عليه السلام) كان يقول: (حدّثني جابر عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ولم يكن يكذب جابر أن ابن الأخ يقاسم الجد)(1).

كما كان جابر من تلك الثلّة القليلة التي تعرف تأويل الآية الشريفة: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ)(2) أي أنّه كان يؤمن بالرجعة، فإنّ من النادر أن يعتقد أحد بالرجعة في القرن الهجري الأوّل.

حبّه لأهل البيت(عليهم السلام)

كان جابر منقطعاً إلى أهل البيت(عليهم السلام)، ثابتاً على حبّهم، فعن أبي الزبير قال: رأيت جابراً متوكّأ على عصاه وهو يدور في سكك المدينة ومجالسهم وهو يقول: (علي خير البشر فمَن أبى فقد كفر، يا معشر الأنصار أدّبوا أولادكم على حبّ علي، فمَن أبى فلينظر في شأن أُمّه)(3).

وهو أوّل مَن زار قبر الإمام الحسين(عليه السلام) في يوم الأربعين، وبكى عليه كثيراً.

جهاده

شهد جابر بدراً، وثماني عشرة غزوة مع النبي(صلى الله عليه وآله)، وشهد صفّين مع الإمام علي(عليه السلام)، وكان من شرطة خميسه.

من أقوال الأئمّة(عليهم السلام) فيه

1ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام): (إنّ جابر بن عبد الله الأنصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله، وكان رجلاً منقطعاً إلينا أهل البيت)(4).

2ـ قال محمّد بن مسلم وزرارة: سألنا أبا جعفر(عليه السلام) عن أحاديث فرواها عن جابر، فقلنا: مالنا ولجابر؟ فقال: ( بلغ من إيمان جابر أنّه كان يقرأ هذه الآية: (إِنَّ لَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ))(5).

لقاؤه بالإمام الباقر(عليه السلام)

كان جابر يتلهّف للقاء الإمام الباقر(عليه السلام) لرواية سمعها عن النبي(صلى الله عليه وآله)، حيث كان جابر يجلس في المسجد، وعلى رأسه عمامة سوداء وينادي: يا باقر العلم! يا باقر العلم! فكان أهل المدينة يظنّون أنّه يهجر، فكان يقول: لا والله ما أهجر، ولكنّي سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: ( إنّك ستدرك رجلاً منّي، اسمه اسمي، وشمائله شمائلي، يبقر العلم بقراً)، فذاك الذي دعاني إلى ما أقول.

وبينما كان جابر يتردد يوماً في بعض طرق المدينة إذ رأى الإمام الباقر وهو غلام، فأقبل عليه يقبّل رأسه ويقول: بأبي أنت وأُمّي، أبوك رسول الله يقرئك السلام)(6).

من أقوال العلماء فيه

1ـ قال الشيخ ابن داود الحلّي(قدس سره) في رجاله: (عظيم الشأن).

2ـ قال الشيخ حسن الجبعي العاملي(قدس سره) في التحرير الطاووسي: (تكاثرت الرواية في مدحه، وما رأيت ما يخالفها).

3ـ قال السيّد مصطفى التفرشي(قدس سره) في نقد الرجال: ( وأورد الكشّي في مدحه روايات كثيرة، تدلّ على علوّ مرتبته، وحسن عقيدته، وانقطاعه إلى أهل البيت(عليهم السلام)).

ممّن روى عنهم

رسول الله(صلى الله عليه وآله)، الإمام علي(عليه السلام)، فاطمة الزهراء(عليها السلام)... .

من الراوين عنه

الإمام الباقر(عليه السلام)، أبو حمزة الثمالي، أبو زبير المكّي، جابر بن يزيد الجعفي.

وفاته

تُوفّي جابر(رضي الله عنه) عام 78هـ بالمدينة المنوّرة، وهو في الرابعة والتسعين من عمره.

ـــــــــ

1ـ التهذيب 9/309.

2ـ القصص: 85.

3ـ اختيار معرفة الرجال 1/237.

4ـ المصدر السابق 1/217.

5ـ المصدر السابق 1/234.

6ـ الكافي 1/469.