(خالد بن سعيد بن العاص (رضي الله عنه

اسمه وكنيته ونسبه

أبو سعيد، خالد بن سعيد بن العاص القرشي الأموي.

إسلامه

يُعدّ من المسلمين الأوائل، الذين حسن إسلامهم، أسلم هو وامرأته أمينة بنت خلف بن أسعد الخزاعية لرؤيا رآها.

وروي عنه أنّه قال: (رأيت كأنّي واقف على شفا حفرة من النار، فجاء أبي يريد أن يلقيني فيها، فإذا أنا برسول الله(صلى الله عليه وآله) قد أخذ بمجامع ثوبي وجذبني إليه، وهو يقول: إليَّ إليَّ لا تلقى في النار، فانتبهت فزعاً من منامي.

وقلت: والله إنّ رؤياي هذه لحقّ، فخرجت أُريد رسول الله(صلى الله عليه وآله) فوافقت أبا بكر في الطريق، فسألني عن شأني فأخبرته بما رأيت فوافقني، فذهبت إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأسلمت أنا وأبو بكر في يوم واحد)(2).

هجرته

هاجر(رضي الله عنه) مع جعفر بن أبي طالب(عليه السلام) إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، وهو الذي تولّى تزويج السيّدة أُم سلمة من رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهم في الحبشة.

غزواته

شهد(رضي الله عنه) مع النبيّ(صلى الله عليه وآله) فتح مكّة، وحنين، والطائف، وتبوك.

ولايته

ولّاه رسول الله(صلى الله عليه وآله) صدقات اليمن، فكان هناك حتّى تُوفّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) فترك اليمن وقدم المدينة المنوّرة، ولزم الإمام عليّ(عليه السلام).

ولاؤه

كان(رضي الله عنه) من الموالين للإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، ومن الرافضين لبيعة أبي بكر، بل كان من الأثني عشر صحابياً الذين حاجّوا أبا بكر على منبره يوم الجمعة في أوّل خلافته.

عن أبان بن تغلب قال: (قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق(عليهما السلام): جُعلت فداك، هل كان أحد في أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنكر على أبي بكر فعله وجلوسه مجلس رسول الله؟

قال: نعم، كان الذي أنكر على أبي بكر أثني عشر رجلاً من المهاجرين: خالد بن سعيد بن العاص، وكان من بني أُميّة، وسلمان الفارسي، وأبو ذر الغفّاري، والمقداد بن الأسود، وعمّار بن ياسر... .

فقام إليه خالد بن سعيد بن العاص وقال: اتق الله يا أبا بكر، فقد علمت أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال ونحن محتوشوه يوم بني قريظة حين فتح الله له باب النصر، وقد قتل عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) يومئذٍ عدّة من صناديد رجالهم وأولي البأس والنجدة منهم: يا معاشر المهاجرين والأنصار إنّي موصيكم بوصيّةٍ فاحفظوها، وموعدكم أمراً فاحفظوه، ألا إنّ عليّ بن أبي طالب أميركم بعدي، وخليفتي فيكم بذلك أوصاني ربّي... .

فقام إليه خالد بن سعيد بن العاص وقال: يابن صهّاك الحبشية أبأسيافكم تهدّدوننا، أم بجمعكم تفزعوننا، والله إنّ أسيافنا أحد من أسيافكم، وأنّا لأكثر منكم، وإن كنّا قليلين لأنّ حجّة الله فينا، والله لولا أنّي أعلم أنّ طاعة الله ورسوله وطاعة إمامي أولى بي لشهرت سيفي وجاهدتكم في الله إلى أن أبلي عذري.

فقام أمير المؤمنين: اجلس يا خالد، فقد عرف الله لك مقامك، وشكر لك سعيك، فجلس...)(3).

شهادته

قيل: استُشهد في أجنادين يوم الثامن والعشرين من جمادى الأُولى 13ه‍، وقيل: استُشهد في مرج الصفر محرّم عام 13ه‍، أو 14ه‍.

ـــــــــ

1ـ اُنظر: أعيان الشيعة 29/288.

2ـ الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة: 392.

3ـ الاحتجاج 1/97.