كُميل بن زياد النخعي (رضوان الله عليه )

ولادته :

 وُلد باليمن في السنة السابعة قبل الهجرة .

إسلامه :

أسلم صغيراً ، وأدرك النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وقيل أنه لم يره .

أخباره :

 ارتحلَ مع قبيلته إلى الكوفة في بدء انتشار الإسلام ، وكان من سادات قومه ، وله مكانة ومنزلة عظيمة عندهم .

ابتدأ ظهوره على الساحة الإسلامية في عهد عثمان ، إذ كان أحد أعضاء الوفد القادم من الكوفة للاحتجاج على تصرّفات والي الكوفة عند عثمان .

منزلته :

قال الذهبي : كان شريفاً ، مُطاعاً ، ثِقة ، عابداً .

وقال صاحب مراقد المعارف : كان كُميل ( رضوان الله عليه ) عالماً ، متثبِّتاً في دينه ، وكان عابداً زاهداً ، لا تفتر شفتاه عن تلاوة القرآن الكريم ، وذكر الله العظيم .

وقال السيد الخوئي : جلالة كُميل ، واختصاصه بأمير المؤمنين ، من الواضحات التي لم يَدخلها رَيب .

مواقفه :

وقفَ مع مالك الأشتر وجماعة من أهل الكوفة بوجه سعيد بن العاص والي الكوفة ، يستنكرون عليه قوله : إنَّ السوادَ بستان قريش .

كان من الذين نَفَاهُم والي الكوفة سعيد بن العاص منها إلى الشام بأمر عثمان ، ومن الشام أعيدوا إلى الكوفة ، ومنها نُفُوا إلى حمص ، ثم عادوا إلى الكوفة ، بعد خروج واليها منها .

دخل كُميل بن زياد ومن كان معه بقيادة مالك الأشتر إلى قصر الإمارة فور عودتهم ، وأخرجوا ثابت بن قيس خليفة الوالي عليه ، واستطاع أهل الكوفة على أثر ذلك منع سعيد بن العاص والي الكوفة من العودة إليها .

بايع الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بعد مَقتل عثمان ، وأخلص في البيعة ، وكان من ثقاته .

فلازمه وأخذ العلم منه ، واختصَّه بدعاء من أعظم الأدعية وأسماها ، وهو الدعاء المعروف اليوم بـ( دعاء كميل ) ، لهذا قال عنه علماء الرجال ، إنه حامل سِرّ الإمام علي ( عليه السلام ) .

كما اشترك مع الإمام علي ( عليه السلام ) في صِفِّين ، وكان شريفاً مُطَاعاً في قومه .

ونصَّبه الإمام علي ( عليه السلام ) عاملاً على بيت المال مُدَّة من الزمن ، وعيَّنه والياً على ( هيت ) ، فتصدَّى لِمُحَاولات معاوية التي كانت تهدف إلى السيطرة على المناطق التي كانت تحت سُلطة الإمام علي ( عليه السلام ) .

وبايع الإمام الحسن ( عليه السلام ) بعد استشهاد الإمام علي ( عليه السلام ) .

شهادته :

بعد تولِّي الحَجَّاج ولاية العراق من قبل مروان بن الحكم ، جَدَّ في طلبه سعياً إلى قتله ، فأخفى كُميل ( رضوان الله عليه ) نفسه عن الحَجَّاج فترة من الزمن .

إلاَّ أن الحَجَّاج قطع العطاء من قبيلة كميل ، وقد كانت بأمَسِّ الحاجة إليه ، ممَّا اضطرَّ كُميلاً لتسليم نفسه إلى الحجاج ، وقال ( رضوان الله عليه ) : أنا شيخ كبير ، قد نَفَدَ عمري ، لا ينبغي أن أحرم قومي عطاءهم .

فضرَب الحجاج عنقه ، ودُفن ( رضوان الله عليه ) في ظهر الكوفة ، في منطقة تدعى الثوية ، وكان ذلك في عام ( 82 هـ ) .