(محمّد بن مسلم الطائفي (رضي الله عنه

اسمه وكنيته ونسبه

أبو جعفر، محمّد بن مسلم بن رياح الطائفي، نسبة للطائف.

مكانته العلمية

كان(رضي الله عنه) من أصحاب الإمام الباقر والإمام الصادق والإمام الكاظم(عليهم السلام)، وعدّه جماعة من الذين أجمعت العصابة على تصديقهم، والانقياد لهم بالفقه.
قال الشيخ الكشّي(قدس سره): (أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأوّلين من أصحاب أبي جعفر، وأصحاب أبي عبد الله(عليهما السلام)، وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأوّلين ستّة: زرارة، ومعروف بن خربوذ، وبريد، وأبو بصير الأسدي، والفضيل بن يسار، ومحمّد بن مسلم الطائفي)(2).

وكان على درجة من العلم، بحيث عندما أراد الراوي الجليل ابن أبي يعفور من الإمام الصادق(عليه السلام) تعريفه بشخص يطرح عليه مسائله في حال عدم تسنّي الوصول إلى الإمام(عليه السلام)، فعرّفه الإمام(عليه السلام) بمحمّد بن مسلم.

كما أنّ فضله ومكانته معروفة لدى أهل السنّة، فقد كان أبو حنيفة يرسل إليه من يطرح عليه مسائله.

من أقوال الأئمّة(عليهم السلام) فيه

1ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام) قال: (ما أحيا ذكرنا وأحاديث أبي عبد الله(عليه السلام) إلاّ زرارة، وأبو بصير ليث المرادي، ومحمّد بن مسلم، وبريد بن معاوية العجلي، ولولا هؤلاء ما كان أحدٌ يستنبط هذا.

هؤلاء حُفَّاظ الدين، وأُمناء أبي(عليه السلام) على حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا، والسابقون إلينا في الآخرة)(3).

2ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام): (إنّ أصحاب أبي، كانوا زيناً أحياءً وأمواتاً، أعني: زرارة، ومحمّد بن مسلم، وليث المرادي، وبريد العجلي، هؤلاء القوّامون بالقسط، وهؤلاء السابقون السابقون، أُولئك المقرّبون)(4).

3ـ قال الإمام الصادق(عليه السلام): (بشّر المخبتين بالجنّة: بريد بن معاوية العجلي، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي، ومحمّد بن مسلم، وزرارة بن أعين، أربعة نجباء، أمناء الله على حلاله وحرامه، ولولا هؤلاء لانقطعت آثار النبوّة واندرست)(5).

4ـ قال الإمام الكاظم(عليه السلام): (إذا كان يوم القيمة نادى مناد: أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله(صلى الله عليه وآله)، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر... ثمّ يُنادي المنادى: أين حواري محمّد بن علي وحواري جعفر بن محمّد(عليهما السلام)؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري، وزرارة بن أعين، وبريد بن معاوية العجلي، ومحمّد بن مسلم، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي، وعبد الله بن أبي يعفور، وعامر بن عبد الله بن جذاعة، وحجر بن زايدة، وحمران بن أعين، ثمّ ينادى ساير الشيعة مع ساير الأئمّة(عليهم السلام) يوم القيامة، فهؤلاء المتحورة أوّل السابقين، وأوّل المقرّبين، وأوّل المتحوّرين من التابعين)(6).

سيرته

كان(رضي الله عنه) رجلاً ثرياً موسراًً، وعندما أمره الإمام الباقر(عليه السلام) بالتواضع، اتّخذ زنبيلاً من التمر وميزاناً، وراح يبيع أمام المسجد الجامع، ولمّا منعه أقرباؤه عن ذلك، قال لهم: بأنّ مولاه أمره بذلك، ولا يمكن مخالفته.

فطلبوا منه - إذ هو يرغب في العمل - أن يأتي بمطحنة يطحن بها الحنطة، فوافق على ذلك، وعُرف لأجله بالطحّان.

وكان الإمام الباقر(عليه السلام) على صلة حميمة به، حتّى أنّه حدث في إحدى المرّات، أن عاد محمّد إلى المدينة من سفر له، ولم يستطع زيارة الإمام(عليه السلام) لمرضه، فأرسل إليه الإمام(عليه السلام) شراباً بيد غلامه، فتحسّن حاله فوراً، وتوجّه إلى الإمام.

من أقوال العلماء فيه

1ـ قال الشيخ النجاشي(قدس سره) في رجاله: (وجه أصحابنا بالكوفة، فقيه... وكان من أوثق الناس).

2ـ قال الشيخ النمازي الشاهرودي(قدس سره) في مستدركات علم الرجال: (ومن الأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام، فقيه ورع جليل، ثقة بالاتفاق، والروايات الواردة في مدحه وجلالته كثيرة تقرب من عشرين).

روايته للحديث

عاش محمّد بن مسلم في المدينة أربع سنوات، ونهل من معين الإمامين الباقر والصادق(عليهما السلام)، فروى خلال حياته ثلاثين ألف رواية عن الإمام الباقر(عيه السلام)، وستّ عشرة ألف أُخرى عن الإمام الصادق(عليه السلام).

ممّن روى عنهم

الإمام الباقر، الإمام الصادق(عليهما السلام)، أبو حمزة الثمالي، حمران بن أعين الشيباني، أبو الصباح الكناني، كامل، محمّد بن مسعود الطائي... .

من الراوين عنه

أبو أيوب الخزّاز، أبو جعفر الصائغ، محمّد بن أبي عمير، أبان بن عثمان، أحمد بن محمّد بن أبي نصر، جميل بن درّاج، حمّاد بن عثمان، حمّاد بن عيسى، سعيد بن عمرو الجعفي، صفوان بن يحيى، عبد الله بن بكير، عبد الله بن سنان، عبد الله بن مسكان، علي بن رئاب، علي بن جعفر، عمر بن أذينة، محمّد بن حمران، أبو جميلة المفضّل بن صالح، هشام بن سالم، يونس بن عبد الرحمن.

وفاته

تُوفّي محمّد بن مسلم(رضي الله عنه) عام 150هـ.

ـــــــــ

1ـ معجم رجال الحديث 18/246 و261.

2ـ رجال الكشّي: 507.

3ـ روضة الواعظين: 290.

4ـ جامع الرواة 2/34.

5ـ اختيار معرفة الرجال 1/398.

6ـ الاختصاص: 61.