الأول من صفر ذكرى دخول السبايا الى الشام

  • لمّا قرب موكب السبايا من دمشق، دنت السيّدة أُم كلثوم من شمر (لعنه الله) فقالت له: «لي إليك حاجة»: فقال: ما حاجتك؟ قالت: «إذا دخلت بنا البلد، فاحملنا في درب قليل النظّارة، وتقدّم إليهم أن يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل وينحّونا عنها، فقد خُزينا من كثرة النظر إلينا ونحن في هذه الحال ".فأمر اللعين أن تجعل الرؤوس على 
الرماح في أوساط المحامل بغياً منه وكفراً، وسلك بهم بين النظّارة على تلك الصفة، حتّى أتى بهم باب دمشق، فوقفوا على درج باب المسجد الجامع حيث يُقام السبي.

مثير الأحزان ص77، بحار الأنوار ج45 ص127، العوالم ص427، لواعج الأشجان ص218، مقتل الحسين ع ص222، اللهوف ص101.


  • عن سهل بن سعد انه قال : خرجت الى بيت المقدس حتى توسطت الشام فاذا أنا بمدينة مطردة الانهار كثيرة الاشجار وقد علقوا الستور والحجب والديباج وهم فرحون مستبشرون وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول فقلت في نفسي ترى لأهل الشام عيد لا نعرفه نحن فرايت قوما يتحدثون فقلت يا قوم لكم بالشام عيد لانعرفه نحن ؟! قالوا يا شيخ نراك غريبا فقلت انا سهل بن سعد قد رأيت محمدا قالوا يا سهل ما اعجب السماء لا تمطر دما قالوا هذا رأس الحسين عترة محمد صلى الله عليه وآله وسلم يهدى من أرض العراق فقلت واعجبا يهدى رأس الحسين «ع» والناس يفرحون وقلت من أي باب يدخل فأشاروا الى باب يقال له باب الساعات فبينا انا كذلك حتى رأيت الرايات يتلو بعضها بعضا فاذا نحن بفارس بيده لواء منزوع السنان عليه رأس من اشبه الناس وجها برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 
فاذا من ورائه نسوة على جمال بغير وطاء فدنوت من اولاهن فقلت يا جارية من انتِ ؟ فقالت انا سكينة بنت الحسين فقلت لها ألك حاجة الي فأنا سهل بن سعد ممن رأى جدك وسمعت حديثه قالت يا سهل قل لصاحب هذا الرأس ان يقدم الرأس أمامنا حتى يشتغل الناس بالنظر اليه ولا ينظروا الى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال سهل فدنوت من صاحب الرأس فقلت له هل لك ان تقضي حاجتي وتأخذ مني أربعمائة دينار ؟ قال ما هي ؟ قلت تقدم الرأس امام الحرم ففعل ذلك ودفعت اليه ما وعدته
  •  لما وصل السبايا باب دمشق (فوقفوا) على درج باب المسجد الجامع حيث يقام السبي وجاء شيخ فدنا من نساء الحسين عليه السلام وعياله وقال: الحمد لله الذي اهلككم وقتلكم وأراح البلاد من رجالكم وامكن أمير المؤمنين منكم فقال له علي بن الحسين (ع) : يا شيخ هل قرأت القرآن قال نعم قال فهل عرفت هذه الآية :} قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى {قال:
 قد قرأت ذلك فقال له علي (ع): فنحن القربى يا شيخ فهل قرأت في سورة بني اسرائيل} وآت ذا القربى حقه {فقال: قد قرأت ذلك فقال علي (ع): فنحن القربى يا شيخ . فهل قرأت الاية: }واعلموا ان ما غنمت من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى{ قال: نعم فقال علي (ع): فنحن القربى يا شيخ ولكن هل قرأت }انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا{ قال: قد قرأت ذلك فقال علي (ع): فنحن اهل البيت الذين خصنا الله بآية الطهارة يا شيخ فبقي الشيخ ساكتا نادما على ما تكلم به وقال: بالله انكم هم فقال علي بن الحسين عليهما السلام: تالله انا لنحن هم من غير شك وحق جدنا رسول الله (ص) انا لنحن هم .فبكى الشيخ ورمى عمامته ثم رفع رأسه الى السماء وقال: اللهم اني ابرأ اليك من عدو آل محمد ثم قال: هل لي من توبه فقال له: نعم ان تبت تاب الله عليك وأنت معنا فقال: اني تائب. فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ فأمر به فقتل .


  • روي عن الإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) أنه قال : « لما أرادوا الوفود بنا على يزيد بن معاوية أتونا بحبال وربطونا وكان الحبل بعنقي وعنق أم كلثوم ، وبكتف زينب وسكينة والبنيات ، وساقونا وكلما قصرنا عن المشي ضربونا ، حتى أوقفونا بين يدي يزيد ، فتقدمت إليه ـ وهو على سرير مملكته ، وقلت له : ما ظنك برسول الله لو يرانا على هذه الصفة 
» ؟! 
فأمر بالحبال فقطعت من أعناقنا واكتافنا. () 
وروي ـ أيضاً ـ أن الحريم لما أدخلن إلى يزيد بن معاوية ، كان ينظر إليهن ويسأل عن كل واحدة بعينها وهن مربطات بحبل طويل ، وكانت بينهن امرأة تستر وجهها بزندها ، لأنها لم تكن عندها ما تستر به وجهها. 
فقال يزيد : من هذه ؟ 
قالوا : سكينة بنت الحسين. 
فقال : أنت سكينة ؟ 
فبكت واختنقت بعبرتها ، حتى كادت تطلع روحها !! 
فقال لها : وما يبكيك ؟ 
قالت : كيف لا تبكي من ليس لها ستر تستر وجهها ورأسها ، عنك وعن جلسائك ؟! (1)

وروى الشيخ المفيد في كتاب ( الإرشاد ) : قالت فاطمة بنت الحسين ( عليه السلام : 
« فلما جلسنا بين يدي يزيد رق لنا ! فقام إليه رجل من أهل الشام أحمر فقال : « يا أمير المؤمنين ! هب لي هذه الجارية ـ وهو يعنيني ـ ، وكنت جارية وضيئة ( فأرعدت ، وظننت أن ذلك جائزلهم ، فأخذت بثياب

عمتي : زينب ، ـ وكانت تعلم أن ذلك لا يكون ـ وقلت : 
« يا عمتاه : أوتمت وأستخدم » ؟ 
فقالت زينب : « لا ، ولا كرامة لهذا الفاسق » ، وقالت ـ للشامي ـ : 
« كذبت ـ والله ـ ولؤمت ، والله ما ذلك لك ولا له ». 
فغضب يزيد ، وقال : كذبت والله ، إن ذلك لي ! ولو شئت أن أفعل لفعلت. 
قالت [ زينب ] : « كلا ، والله ما جعل الله ذلك لك إلا أن تخرج عن ملتنا ، وتدين بغير ديننا » ! 
فاستطار يزيد غضباً ، وقال : 
« إياي تستقبلن بهذا ؟ إنما خرج من الدين أبوك وأخوك » !! ؟ 
فقالت زينب : « بدين الله ، ودين أبي ، ودين أخي إهتديت أنت وجدك وأبوك .. إن كنت مسلماً » ! 
قال : كذبت يا عدوة الله !! 
قالت له : « أنت أمير تشتم ظالماً ، وتقهربسلطانك ». 
فكأنه استحيى وسكت ، فعاد الشامي فقال : هب لي هذه الجارية ؟ 
فقال يزيد : « أعزب ! وهب الله لك حتفاً قاضياً » ! 
فقال الشامي : من هذه الجارية ؟ 
قال يزيد : هذه فاطمة بنت الحسين ، وتلك زينب بنت علي بن أبي طالب !! 
فقال الشامي : الحسين بن فاطمة .. وعلي بن أبي طالب ؟! 
قال : نعم. 
فقال الشامي : لعنك الله ـ يا يزيد ـ اتقتل عترة نبيك ، وتسبي ذريته ؟ والله ما توهمت إلا أنهم سبي الروم. 
فقال يزيد : والله لألحقنك بهم. 
ثم أمر به فضرب عنقه. (2)
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
1 ـ كتاب « المنتخب » للطريحي ، ج 2 ص 473 ، المجلس العاشر. وكتاب « تظلم الزهراء » ص 279. 

2 ـ الإرشاد ، ص 246 ، وقد حكى ذلك المازندراني في « معالي السبطين » عن الإرشاد ، مع بعض الفروق في الكلمات ، . وجاء ذلك ـ أيضاً ـ في تاريخ الطبرى ج 5 ص 461.