الباب التّاسع عشر علم الأنبياء عليهم السلام بقتل الحسين بن علي عليهما السلام

 1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ قال : حدّثني سعد بن عبدالله بن أبي خَلَف ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى؛ ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب؛ ويعقوبَ بن ـ يزيدَ جميعاً ، عن محمّد بن سِنان ـ عمّن ذكره ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنَّإسماعيل الَّذي قال الله تعالى في كتابه : « وَاذْكُرْ في الكِتابِ إسْمعيلَ إنّه كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيّاً(1)» ، لم يكن إسماعيلَ بن إبراهيم عليهما السلام ، بل كان نبيّاً مِن الأنبياء ؛ بعثه الله إلى قومه فأخذوه فسلخوا فَرْوَة رأسه ووجهه ، فأتاه ملكٌ عن الله تبارك وتعالى فقال : إن الله بعثني إليك فمرْني بما شئت ، فقال : لي اُسوة بما يصنع بالحسين » .  

2 ـ وحدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ؛ وابن أبي الخّطاب؛ وابن يزيدَ جميعاً ، عن محمّد بن سِنان ، عن عمّار بن مروانَ ، عن سَماعَة بن مِهران(2) ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنّه كان ‏لله رسولاً نبيّاً تسلّط عليه قومه فقشروا جِلدة وجهه وفَروَة رأسه ، فأتاه رسولٌ مِن ربِّ العالمين فقال له : ربُّك يُقرؤك السَّلام ويقول : «قد رَأيتُ ما صنع بك» وقد أمرني بطاعتك ، فمرْني بما شئتَ ، فقال : يكون لي بالحسين اُسْوَة» .  

3 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ؛ وأحمدَ بن الحسن بن عليِّ ، عن أبيه ، عن مروانَ بن مسلم ، عن بُرَيد بن معاوية العِجليِّ «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام: يا ابن رسول الله أخبرني عن إسماعيل الَّذي ذكره الله في كتابه حيث يقول : « اذْكُرْ في الكتابِ إسمعِيل إنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نبيّاً» ؛ أكان إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ؟ فإن الناس يزعمون أنه إسماعيل بن إبراهيم ، فقال عليه السلام :إن إسماعيل مات قبل إبراهيم (3) وإنَّ إبراهيم كان حُجَّة ‏لله قائماً ، صاحب شريعة فإلى مَن اُرسل إسماعيل إذن؟ قلت : فمن كان حُجَّة ‏ قائماً ، صاحب شريعة فإلى مَن اُرسيل إسماعيل إذن؟ قلت : فمن كان جعلت فداك؟ قال: عليه السلام : ذاك إسماعيل بن حزقيل النَّبيِّ ؛ بعثه الله إلى قومه فكذّبوه وقتلوه وسلخوا وجهه ، فغضب الله [له] عليهم فوجّه إليه سطاطائيل ؛ ملكَ العَذاب ، فقال له : يا إسماعيل أنا سطاطائيل ملك العذاب ؛ وجَّهَني إليك ربُّ العزّة لاُعذّب قومَك بأنواع العذاب إن شئتَ ، فقال له إسماعيل : لا حاجة لي في ذلك ، فأوحى الله إليه : فما حاجتك يا إسماعيل؟ فقال : يارَبِّ إنَّك أخذت الميثاق لنفسك بالرُّبوبيّة ، ولمحمّد بالنّبوَّة ، ولأوصيائه بالولاية ، وأخبرتَ خير خلقك بما تفعل اُمته بالحسين بن عليِّ عليهما السلام مِن بعد نبيِّها ، وإنّك وعدتَ الحسين عليه السلام أن تُكِرَّه(1) إلى الدُّنيا حتّى ينتقم بنفسه ممّن فعل ذلك به ، فحاجتي إليك يا رَبّ أن تكرّني إلى الدُّنيا حتى أنتقم ممّن فعل ذلك بي ، كما تكرّ الحسين عليه السلام ، فوعد الله إسماعيل بن حزقيل ذلك فهو يكرّ مع الحسين عليه السلام» .  

4 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن عليٍّ بن مهزيار ، عن ابيه ، عن جدّه ، عليِّ بن مهزيار ، عن محمّد بن سنان ـ عمّن ذكره ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنّ إسماعيلَ الَّذي قال الله تعالى في كتابه : « اذْكُرْ في الكتابِ إسمعيلَ إنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ » اُخذ فسلخت فَرْوَة وَجْهه ورَأسه ، فأتاه ملك فقال : إنَّ اللهَ بعثني إليك فمرني بما شئتَ ، فقال : لي اُسوة بالحسين بن عليٍّ».

____________

1 ـ مريم : 54.

2 ـ جاء الخبر في البحار من علل الشّرائع ، وفيه : «سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام ـ إلخ» .

3 ـ فيه ما فيه ، وفوت إبراهيم قبل إسماعيل ، كما في «العلل» و «كمال الدين» وغيرهما .