الباب العاشرثواب زيارة أمير المؤمنين عليه السّلام

 1 ـ حدّثني أبي ؛ ومحمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدانَ بن سليمان النّيسابوريّ ، عن عبدالله بن محمّد اليمانيّ ، عن مَنيع بن الحجّاج ، عن يونس ، عن أبي وهب البصريّ «قال : دخلت المدينة فأتيت أبا عبدالله عليه السلام فقلت : جعلت فداك أتيتك ولم أزر قبر أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : بئس ما صنعت ، لولا أنّك من شيعتنا ما نظرت إليك ، ألا تزور مَن يزوره الله تعالى مع الملائكة ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون(1)؟ قلت : جعلت فداك ما علمت ذلك ، قال : فاعلم أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام أفضل عند الله من الأئمّة كلِّهم وله ثوابُ أعمالهم وعلى قدر أعمالهم فضّلوا» .  

2 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ، عن أبي علي ِّ الاُشعريّ ـ عمّن ذكره ـ عن محمّد بن سِنان . وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ّ ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال : حدّثني ابن سنان(2) قال: حدَّثني المفضّل بن عُمَرَ «قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت : إني أشتاق إلى الغري ، قال : فما شوقك إليه ؟ قلت له : إنّي اُحبُّ أمير المؤمنين عليه السلام واُحبُّ أن أزورَه ، قال : فهل تعرف فضل زيارته؟ قلت : لا يا ابن رسول الله؛ فعَرِّفني ذلك ، قال : إذا أردت زيارة أمير المؤمنين عليه السلام فاعلم أنّك زائر عظام آدم ، وبدن نوح ، وجسم عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، قلت : إنَّ آدم هبط بسَرَنديب في مطلع الشَّمس وزعموا أنّ عظامه في بيت الله الحرام فكيف صارت عِظامه بالكوفة؟ قال : إنَّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى نوح عليه السلام وهو في السّفينة أن يطوف بالبيت اُسبوعاً ، فطاف كما أوحى الله إليه ، ثمَّ نزل في الماء إلى أن ركبتيه فاستخرج تابوتاً فيه عظام آدم ، فحمل التّابوت في جوف السَّفينة حتّى طاف بالبيت ما شاء الله تعالى أن يطوف ، ثمَّ ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها ، ففيها قال الله للأرض : «ابْلَعي ماءَكِ»(3

) ، فبلعتْ ماءها من مسجد الكوفة كما بدء الماء من مسجدها وتفرَّق الجمع الّذي كان مع نوح في السّفينة ، فأخذ نوحٌ التّابوت فدفنه بالغَريّ وهو قِطعة من الجبل الَّذي كلّم اللهُ عليه موسى تكليماً ، وقدَّس عليه عيسى تقديساً ، واتّخذ عليه إبراهيم خليلاً ، واتَّخذ عليه محمّداً حبيباً ، وجعله للنَّبيِّين مسكناً ، والله ما سكن فيه أحدٌ بعد آبائه الطاهرين آدم ونوح اكرم من أمير المؤمنين عليهم السلام فإذا أردت جانب النجف فزُر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب عليهم السلام فإنّك زائراً لآباء الأوَّلين ، ومحمّداً خاتم النّبيّين ، وعليّاً سيّد الوصيّين ، فإنّ زائره تفتح له أبواب السَّماء عند دعوته فلا تكن عن الخير نُوّاماً» .  

3 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين ، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن عثمانَ بن عيسى ، عن المعلّى [بن] أبي شِهاب ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قال الحسين لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا أبت ما جزاء مَن زارَك؟ قال : مَن زارني حيّاً أو ميّتاً أو زارَ أباك كان حقّاً عليَّ أن أزوره يوم القيامة فاُخلّصه مِن ذنوبه» .

____________

1 ـ في بعض النّسخ : «يزوره الأنبياء مع المؤمنين» . ولقوله عليه السلام : «يزوره الله تعالى» بيان ، راجع الباب 38 ص 122 ذيل الخبر الرّابع .

2 ـ يعني محمّد بن سنان .

3 ـ هود : 44 .