الباب التّاسع والثّلاثون زيارة الملائكة الحسين بن عليٍّ عليهما السلام

 1 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سمعته يقول : ليس من ملكٍ في السَّماوات إلاّ وهم يسألون الله عزّوجلَّ أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين عليه السلام ، ففوج يَنزل وفوج يَعرُج» .  

2 ـ وعنه : عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن داودَ الرَّقّي «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ما خلق الله خلقاً أكثر مِن الملائكة ، وأنّه ينزل من السَّماء كلَّ مَساءٍ سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت الحرام ليلتهم حتّى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النَّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فيسلّمون عليه ، ثمَّ يأتون قبر أمير المؤمنين عليه السلام فيسلّمون ، ثم يأتون قبر الحسين عليه السلام فيسلّمون عليه ، ثمَّ يعرجون إلى السّماء قبل أن تطلع الشَّمس ، ثمَّ تنزل ملائكة النّهار سبعون ألف ملك ، فيطوفون بالبيت الحرام نهارَهم حتّى إذا غربت الشَّمس انصرفوا إلى قبر رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيسلّمون عليه ، ثمَّ يأتون قبر أمير المؤمنين عليه السلام فيسلّمون عليه ، ثمّ يأتون قبر الحسين عليه السلام فيسلّمون عليه ، ثمَّ يعرجون إلى السّماء قبل أن تغيب الشَّمس»(1) .  

3 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن الحسين بن عبدالله ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي عثمان ، عن محمّد بن الفضيل ، عن إسحاقَ بن عمّار ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : ما بين قبر الحسين عليه السلام إلى السّماء مُختَلفُ الملائكة» .  

4 ـ حدَّثني القاسم بن محمّد بن عليِّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن جَدِّه ، عن عبدالله بن حمّاد الأنصاريِّ ، عن عبدالله بن سِنان «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : قبر الحسين عليه السلام ـ عشرون ذِراعاً في عِشرين ذراعاً مُكسّراً ـ روضة من رياض الجنّة ، منه معراج إلى السّماء ، فليس من ملك مقرَّب ولا نبيِّ مرسل إلا وهو يسأل الله تعالى أن يزور الحسين عليه السلام ، ففوجُ يهبط وفوجٌ يصعد» .  

5 ـ وعنه(2) ، عن أبيه ، عن جَدِّه ، عن عبدالله بن حمّاد ، عن إسحاقَ بن عمّار «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : جُعلتُ فِداكَ يا ابن رسول الله كنت في الحيرة ليلة عرفة فرأيت نحواً مِن ثلاثة آلاف وأربعة آلاف رَجل ، جميلة وجوههم ، طيّبة ريحهم ، شديد بياض ثِيابهم ، يصلّون اللَّيل أجمع ، فلقد كنت اُريد أن آتي قبر الحسين عليه السلام واُقبّله وأدعو بدعوات ، فما كنت أصل إليه من كثرة الخلق ، فلمّا طلع الفجر سجدتُ سِجدةً ، فرفعت رأسي فلم أرَ منهم أحداً ، فقال لي أبو عبدالله عليه السلام : أتدري مَن هؤلاء؟ قلت : لا جُعِلتُ فِداك ، فقال : أخبرني أبي ، عن أبيه قال : مَرَّ بالحسين عليه السلام أربعة آلاف ملكٍ ـ وهو يقتل ـ فعرجوا إلى السّماء فأوحى الله تعالى إليهم : يا معشر الملائكة مَرَرتم بابن حبيبي وصَفيّي محمَّدٍ وهو يُقتل ويضطهد مظلوماً فلم تنصروه؟! فانْزِلو إلى الأرض إلى قبر فابْكوه شُعْثاً غُبراً إلى يوم القيامة ، فهم عنده إلى أن تقوم السّاعة»(3) .  

6 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله تعالى ـ عن سعد بن عبدالله ـ عن بعض أصحابه ـ عن أحمد بن قتيبة الهَمداني ، عن إسحاق بن عمّار «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : إني كنت بالحائر ليلة عرفة وكنت اُصلّي وثَمَّ نحوٌ مِن خمسين ألفاً مِن النّاس ، جميلة وجوههم ، طيّبة روائحهم ، وأقبلوا يصلّون اللّيلة(4) أجمع ، فلمّا طلع الفجر سَجَدتُ ثمَّ رفعتُ رأسي فلم أرَ منهم أحداً ، فقال لي أبو عبدالله عليه السلام : أنّه مَرَّ بالحسين عليه السلام خمسون ألف مَلَك ، وهو يقتل فعرجوا إلى السَّماء فأوحى الله تعالى إليهم : مَرَرتم بابن حبيبي وهو يقتل فلم تنصروه؟! فاهبُطوا إلى الأرض فاسْكنوا عند قبره شُعْثاً غُبراً إلى يوم تقوم السّاعة» . 

____________

1 ـ قال العلاّمة الأميني ـ رحمه الله ـ : هذا الحديث رواه بحّاثة العامّة محمّد بن مسلم بن أبي الفوارس مِن أئمّة القرن السّادس في أربعينه الموجود عندنا بغير هذا الطريق عن وَهب عن الصّادق عليه السلام ، وجعله حديث الثّاني عشر مِن كتابه وزاد في آخره : «والّذي نفسي بيده أنّ حول قبره أربعة آلاف ملك شُعْثاً غُبراً يبكون عليه إلى يوم القيامة » ، وفي رواية أخرى : « قد وكل الله بالحسين سبعين ألف ملك يصلّون عليه كلَّ يوم ويدعون لمن زارَه ، ورئيسهم ملك يقال له : منصور» ـ إلى آخر الحديث الأوّل مِن الباب الحادي والأربعين من الكتاب .

2 ـ الضّمير راجع إلى القاسم بن محمّد بن عليّ بن إبراهيم.

3 ـ في بعض النّسخ : «إلى أن تقوم القيامة».

4 ـ في نسخة : «يصلّون اللّيل».