الباب الخمسون كرامة الله تبارك وتعالى لزُوَّار الحسين بن علي عليهما السلام

 1 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن إسماعيلَ بن زَيد ، عن عبدالله الطّحّان(1) ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سمعته وهو يقول : ما مِن أحدٍ يوم القيامة إلاّ وهو يتمنّى أنّه مِن زوّار الحسين ، لما يرى ممّا يصنع بزوَّار الحسين عليه السلام مِن كَرامتهم على الله تعالى» .  

2 ـ وروى صالِح الصَّيرَفيّ ، عن عِمرانَ الميثميِّ ؛ أو صالِح بن ميثَم ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن سَرَّه أن يكون على مَوائد النّور يوم القيامة فليكن مِن زوَّار الحسين بن عليٍّ عليهما السلام» .  

3 ـ حدَّثني الحسين بن محمّد بن عامِر ، عن معلّى بن محمّد البصريّ قال : حدَّثني أبو الفضل ، عن ابن صَدَقَة(2) ، عن المفضَّل بن عُمَرَ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : كأنّي بالملائكة والله قد ازدحموا المؤمنين على قبر الحسين عليه السلام ، قال: قلت فيتراؤون له ؟ قال : هَيهات هَيهات ، قد لزموا والله المؤمنين حتّى أنّهم ليَمسحون وجوههم بأيديهم ، قال : وينزّل الله على زُوَّار الحسين عليه السلام غُدْوَةً وعَشيَّةً مِن طعام الجنَّة ؛ وخُدَّامُهم الملائكة ، لا يسأل اللهَ عبدٌ حاجةً مِن حوائج الدُّنيا والآخرة إلاّ أعطاها إيّاه ، قال: قلت : هذه والله الكَرامة ، قال لي : يا مفضّل أزيدك؟ قلت : نَعَم سيّدي ! قال: كأنّي بسَرير مِن نور قد وُضِعَ وقد ضُرِبَتْ عليه قُبَّةٌ مِن ياقوتةٍ حَمراء مُكلَّلَة بالجواهر ، وكأنّي بالحسين عليه السلام جالس على ذلك السَّرير وحَوله تسعون ألف قبّة خَضراء ، وكأنّي بالمؤمنين يزورونه و يسلّمون عليه ، فيقول الله عَزَّوَجَلَّ لهم : أوليائي سَلوني فطال ما اُوذيتم وذللتم واضْطَهَدْتُم(3) ، فهذا يوم لا تسألوني حاجةً مِن حَوائج الدُّنيا والآخرة إلاّ قضيتها لكم ، فيكون أكلهم وشربهم في الجنّة ، فهذه والله الكَرامة الَّتي لا انقضاء لها ، ولا يُدْرَك مُنتهاها» .

____________

1 ـ في البحار: «عبدالله بن الطَّمحان».

2 ـ اسمه مصدِّق ـ كمحدّث ـ وهو المدائنيّ ، ورواية عمّار بن موسى السّاباطيّ .

3 ـ اضطهده أي قهره .