الباب السّابع والثّلاثون ما روي أنّ الحسين عليه السلام سيّد الشّهداء

 1 ـ حدّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن حَنان «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : زوروا الحسين عليه السلام ولا تجفوه ، فإنّه سَيِّدُ شَباب أهل الجنّة من الخلق وسَيِّدُ الشَّهداء» . 

2 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن رِبْعيِّ بن عبدالله(1) «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام بالمدينة : أين قبور الشُّهداء؟ فقال : أليس أفضل الشُّهداء عندَكم ، والَّذي نفسي بيدِه أنَّ حَولَه أربعة آلاف مَلَك شُعْثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة» .  

3 ـ حدّثني أبو العبّاس الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أبي داودَ المُسْتَرِق ، عن اُمّ سعيد الأحْمَسِيّة(2) «قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام وقد بعثت مَن يكتري لي حِماراً إلى قبور الشُّهداء ، فقال : ما يمنعكِ من زيارة سيّد الشُّهداء؟ قالت : قلت : ومَن هو؟ قال : الحسين عليه السلام ، قالتْ : قلت : وما لِمَن زارَه؟ قال : حَجّةٌ وعُمْرَةُ مَبرورَة ، ومِن الخير كذا وكذا وكذا ـ ثلاث مرَّات ـ بيده» .  

4 ـ وعنه ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحكم بن مسكين ، عن اُمّ سعيد الاُحْمَسيّة « قالت : جئت إلى أبي عبدالله عليه السلام فدخلت عليه ، فجاءت الجارية فقالت : قد جئتكِ بالدَّابّة ، فقال لي : يا اُمَّ سعيد أيُّ شيءٍ هذه الدَّابة؛ أين تبغين تَذْهبين؟ قالت : قلت : أزور قبورَ الشّهداء ، قال : أخِّري ذلك اليوم ، ما أعجبكم يا أهل العِراق؛ تأتون الشُّهداء مِن سَفر بَعيد وتتركون سيِّد الشّهداء لا تأتونه؟! قالت : قلت له : مَن سَيّد الشُّهداء؟ فقال : الحسين بن عليٍّ عليهما السلام ، قالت : قلت : إنّي امرءة ، فقال : لا بأس لمن كان مثلك ان يذهب إليه ويزوره ، قالت : أيُّ شيءٍ لنا في زيارته؟ قال : تعدل حجّة وعُمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامها ، وخيرها كذا وكذا ، قالت : بَسَط يَدَه وضَمّها ضَمّاً ـ ثلاث مرَّات ـ » .  

5 ـ حدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن الحسن ـ رحمهم الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامِر ، عن أحمدَ بن رِزق الغَمْشانيّ(3) ، عن اُم سعيد الأحْمَسيّة «قالت : دخلت المدينة فاكتريت حِماراً على أن أطوف على قبور الشُّهداء(4) ، فقلت : لابدَّ أبدء بابن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأدخل عليه ، فأبطأتُ على المكاري قليلاً ، فهتف بي ، فقال لي أبو عبدالله عليه السلام : ما هذا يا اُمَّ سعيد؟ قلت له : جعلت فِداك تَكارَيتُ حِماراً لأزور عَلى قُبور الشُّهداء ، قال : أفلا اُخبرُك بسَيِّد الشُّهداء؟ ! قلت : بلى ، قال : الحسين بن عليِّ عليهما السلام ، قلت : وإنّه لسيِّد الشّهداء؟! قال : نَعَم ، قلت: فما لمن زاره؟ قال: حَجّة وعُمْرَة ، ومن الخير ـ هكذا وهكذا ـ » .  

6 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ جميعاً ، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أحمدَ بن أبي عبدالله البَرقيِّ ، عن أبيه ، عن عبدالله بن القاسم الحارثي ، عن عبدالله بن سِنان ، عن اُمّ سعيد الأحمسيّة «قالت : دخلت المدينة فأكتريت البَغل لاُزور عليه قبور الشُّهداء ، قالت : قلت : ما أحدٌ أحقُّ أن أبدء به مِن جعفر بن محمّد ، قالت : فدخلت عليه فأبطأت فصاح بي المكاري : حبستِينا عافاك الله! ، فقال لي أبو عبدالله : كأنّ إنساناً يستعجلك يا اُمّ سعيد؟ قلت : نَعم جعلت فداك ، إنّي اكتريت بَغلاً لأزور عليه قبور الشهداء فقلت : ما آتي أحداً أحقّ من جعفر بن محمّد ، قالت : يا اُمّ سعيد فما يمنعك مِن أن تأتي قبر سيِّد الشّهداء؟ ! قالت : فطمعت(5) أن يَدُلَّني على قبر عليِّ بن أبي طالب عليه السّلام ، فقلت : بأبي أنت واُمّي ومَن سيّد الشّهداء؟ قال : الحسين بن فاطمة عليهما السلام ، يا اُمَّ سعيد مَن أتاه ببصيرة ورَغبةٍ فيه كان له حَجّة وعُمرَة مَبرورة(6) وكان له مِن الفضل هكذا وهكذا» .  

7 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل ـ عمّن حدَّثه ـ عن عليِّ بن أبي حمزة ، عن الحسين بن أبي العَلاء؛ وأبي المَغرا؛ وعاصم بن حُمَيد الحنّاط جماعتهم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : ما مِن شَهيدٍ إلاّ ويحبّ أن يكون(7) مع الحسين عليه السلام حتّى يدخلون الجنّة معه» .

____________

1 ـ هو العبديّ البصري أبو نعيم ، ثقة ، روى عن الصّادق والكاظم عليهما السلام .

2 ـ بفتح الألف وسكون الحاء المهملة وفتح الميم وفي آخرها السّين المهملة ، هذه النّسبة إلى أحمس ، وهي طائفة من بجيلة نزلوا الكوفة . (الأنساب ، اللّباب ، الإكمال) وقال العلاّمة الاُميني ـ رحمه الله ـ : بطن من انمار بن إراش ، غلب عليهم اسم أبيهم حمس فقيل لهم : أحمس ، فما في كثير من المعاجم بالخاء المعجمة تصحيف واضح .

3 ـ قال النّجاشيّ ـ مثل ما في المتن ـ : «الغمشانيّ» ، وفي الخلاصة: الغُشانيّ ـ بالغين المعجمة المضمومة والشّين المعجمة والنّون بعد الألف ـ بجليّ ثقة .

4 ـ مرادها شهداء اُحد .

5 ـ ذلك لخفاء قبره عليه السلام حينذاك .

6 ـ في بعض النّسخ : «حجّة مبرورة وعمرة متقبّلة».

7 ـ في بعض النّسخ: «إلاّ وهو يحبّ لو أنّ الحسين بن علي حيّ حتّى يكون ـ إلخ».