الباب الثّامن والتّسعون أقلّ ما يزار فيه الحسين عليه السلام وأكثر ما يجوز تأخير زيارته للغنيّ والفقير

1 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم بن عبدالله الموسويُّ ، عن عبيدالله ابن نَهيك ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن أبي أيّوب(1) ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : حقٌّ على الغَنيّ أن يأتي قبر الحسين عليه السلام في السَّنة مَرَّتين ، وحَقٌّ على الفقير أن يأتيه في السَّنَةِ مَرَّة»(2) .

 2 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن الحكم ، عن عامِر بن عُمَير ؛ وسعيد الأعرج ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : ائتوا قبر الحسين عليه السلام في كلِّ سَنَةٍ مرّةً» .

 3 ـ حدَّثني أبو العبّاس(3) ، عن محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بَشير ، عن مسلم(4) ، عن عامر بن عُمَير؛ وسعيد الأعرج جميعاً ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : ائتوا قبر الحسين عليه السلام في كلِّ سَنَةٍ مرّةً» .

 4 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن عبدالله الموسويُّ ، عن عبيدالله بن نَهيك ، عن ابن أبي عُمَير ، عن حمّاد ، عن الحلبيّ «قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن زيارة

قبر الحسين صلوات الله عليه ، قال : في السَّنة مَرَّة ، لأنّي أكره الشُّهرة» .

 5 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيدَ ، عن ابن أبي عُمَير ـ عن بعض أصحابنا ـ عن ابن رِئاب(5) ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : حقُّ على الفقير أن يأتي قبر الحسين في السَّنة مرَّةً ، وحقٌّ على الغنيّ أن يأتيه في السَّنة مرَّتين» .

 6 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عُمَير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن الحلبيّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «في زيارة قبر الحسين عليه السلام قال : في السّنة مَرَّة ، إنّي أكره الشُّهرة» .

 7 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليّ بن عبدالله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامِر قال : قال عليُّ بن أبي حمزة ، عن أبي الحسن عليه السلام «قال : لا تجفوه ، يأتيه الموسر في كلِّ أربعة أشهرٍ ، والمعسِر لا يُكَلِّفُ الله نَفْساً إلاّ وُسْعَها ، قال العبّاس : لا أدري قال هذا لـ «عَليِّ» أو لـ «أبي ناب»(6)» .

 8 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عُمَير ، عن حَماد بن عثمان ، عن الحلبيّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سألته عن زيارة الحسين عليه السلام ، قال : في السَّنة مَرَّة ، إني أخاف الشُّهرة» .

 9 ـ حدَّثني أبو العبّاس ، عن الزيّات(7) ، عن جعفر بن بشير ، عن حمّاد ، عن ابن مسلم ، عن عامر بن عُمير ؛ وسعيد الأَعرج ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : أيتوا قبر الحسين عليه السلام في كلِّ سنة مرَّة» .

 10 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد ، عن عليِّ بن إسماعيلَ بن عيسى ،

عن صفوانَ بن يحيى ، عن العِيص بن القاسم «قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام : هل لزيارة القبر صلاة مفروضة؟ قال : ليس له صلاة مفروضة(8) ، قال : وسألته في كم يوم يزار؟ قال : ما شئت» .

 11 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ بإسناده ـ رفعه إلى عليِّ بن ميمون الصّائغ ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : يا عليُّ بلغني أنَّ قوماً مِن شيعتنا يمرُّ بأحدهم السَّنة والسَّنتان لا يزورون الحسينَ عليه السلام ، قلت : جُعِلتُ فِداك إنَّي أعرف اُناساً كثيرةً بهذه الصِّفة ، قال: أما والله لحظّهم أخطأوا ، وعن ثَواب اللهِ زاغوا ، وعن جِوار محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم تَباعدوا ، قلت : جُعلتُ فداك في كم الزيارة؟ قال : يا عليُّ إن قدرتَ أن تَزورَه في كلِّ شهر فافعل ، قلت : لا أصل إلى ذلك ، لأنّي أعمل بيدي واُمور النّاس بيدي ، ولا أقدر أن اُغيّب وجهي عن مَكاني يوماً واحداً ، قال : أنت في عُذر ومَن كان يعمل بيده ، وإنّما عَنَيت مَن لا يعمل بيده ممَّن إن خرج في كلِّ جمعةٍ هانَ ذلك عليه(9) ، أما إنّه ماله عندالله مِن عُذر ولا عند رَسوله مِن عذر يوم القيامة ، قلت : فإن أخرج عنه رَجلاً فيجوز ذلك؟ قال : نَعَم وخروجه بنفسه أعظم أجراً وخيراً له عند ربّه ، يراه رَبّه ساهِرَ اللّيل ، له تعب النّهار ، ينظر الله إليه نظرةً توجب له الفردوس الأعلى مع محمّدٍ وأهل بيته ، فتنافسوا في ذلك وكونوا مِن أهله» .

 12 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن صَبّاح الحَذّاء ، عن محمّد بن مَروان ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سمعته يقول : زُوروا قبر الحسين عليه السلام ، ولو كلَّ سَنَة مَرَّة ـ وذكر الحديث ـ » .

 13 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن أحمدَ بن إدريسَ ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن العَمركي بن عليِّ البوفَكيِّ قال : حدَّثنا يحيى ـ وكان في خدمة أبي جعفر الثّاني ـ عن عليِّ ، عن صَفوانَ بن مِهرانَ الجمّال ، عن أبي عبدالله عليه السلام ـ في حديث طويل ـ «قلت له : مَن يأتيه زائراً ثمّ ينصرف متى يعود إليه؟ وفي كَمْ [يوم]

يؤتى؟ وكَمْ يسع النّاس تَركه ؟ قال : لا يسع أكثر من شَهر(10) وأمّا بعيد الدَّار ففي كلِّ ثلاث سنين ، فما جاز ثلاث سِنين فلم يأته فقد عقَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقطع حرمته ، إلاّ من علّة» .

 14 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى ـ رحمه الله ـ عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن فَضّال ، عن عليِّ بن عُقبة ، عن عبيدالله الحلبيِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قلت : إنّا نَزور قبر الحسين عليه السلام في السَّنة مرَّتين أو ثلاثة ، فقال أبو عبدالله عليه السلام : أكره أن تكثروا القصد إليه ؛ زُورُوه في السَّنة مَرَّة ، قلت : كيف اُصلّي عليه ؟ قال : تقوم خلفه عند كتفيه ، ثمَّ تصلّي على النَّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وتصلّي على الحسين عليه السلام» .

 ‍15 ـ وقال العَمَركي بإسناده قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : إنّه يصلّي عند قبر الحسين أربعة آلاف ملكٍ مِن طلوع الفجر إلى أن تغيب الشَّمس ، ثمَّ يَصعَدون ، وينزل مثلهم فيصلّون إلى طلوع الفجر ، فلا ينبغي للمسلم أن يتخلّف عن زِيارة قبره أكثر من أربع سنين» .

 16 ـ وبإسناده عن محمّد بن الفضل ، عن أبي ناب(11) ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سألته عن زيارة قبر الحسين صلوات الله عليه ، قال : نَعَم تَعدِل عُمرة ، ولا ينبغي التَّخلُّف عنه أكثر مِن أربع سنين»(12) .

 17 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريِّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ ، عن صفوان الجمّال «قال سألت أبا عبدالله عليه السلام ـ ونحن في طَريق المدينة نُريد مَكّة ـ فقلت له : يا ابن رسول الله ما لي أراك كَئيباً

حَزيناً مُنْكَسِراً ؟ فقال لي : لو تَسمع ما أسمع لَشَغلَك عن مسائلي ، قلت : فما الَّذي تسمع ؟ ! قال: ابتهالَ الملائكة إلى الله عزَّوجلَّ على قتلة أمير المؤمنين وقتلة الحسين عليهما السلام ، ونَوحَ الجنَّ وبُكاءَ الملائكة الَّذين حَولَه وشدَّة حُزنهم ، فمَن يتهنّأ مع هذا بطعام أو بشراب أو نوم ؟!! قلت له: فمن يأتيه زائراً ثمَّ ينصرف فمتى يعود إليه ؛ وفي كَمْ [يوم] يؤتى وفي كَمْ يسع النّاس تركه ؟ قال : أمّا القريب فلا أقلَّ مِن شَهر ، وأمّا بَعيد الدَّار ففي كلّ ثلاث سنين ، فما جاز الثّلاث سنين فقد عَقَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقطع رحمه إلاّ من عِلة ، ولو يعلم زائر الحسين عليه السلام ما يدخل على رسول الله [صلّى الله عليه وآله وسلّم] وما يصل إليه من الفَرَح وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة والأئمّة والشّهداء منّا أهل البيت وما ينقلب به من دعائهم له ؛ وما له في ذلك من الثَّواب في العاجل والآجل والمذخور له عند الله لأحبّ أن يكون ما ثَمَّ داره ما بقي (13) .

 وإنَّ زائره ليخرج مِن رَحله فما يقع فيه على شيءٍ إلاّ دعا له ، فإذا وقعتِ الشَّمس عليه أكلَتْ ذنوبَه كما تأكل النّار الحَطَبَ ، وما تُبقي الشّمسُ عليه من ذنوبه شيئاً ، فينصرف وما عليه ذنبٌ وقد رفع له من الدَّرجات ما لا يناله المتشحّط بدمه في سبيل الله ويوكّل به ملك يقوم مقامه ويستغفر له حتّى يرجع إلى الزِّيارة أو يمضي ثلاث سِنين أو يموت ـ وذكر الحديث بطوله ـ » .

 حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن أحمدَ بن إدريسَ ؛ ومحمّد بن يحيى جميعاً ، عن العَمْركي بن عليِّ البوفكيِّ قال : حدَّثنا يحيى ـ وكان في خدمة أبي جعفر الثّاني ـ عن عليٍّ ، عن صَفوانَ بن مِهران الجمّال ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته في طريق المدينة ـ وذكر الحديث بطوله ـ .

____________

1 ـ يعني إبراهيم بن عثمان.

2 ـ قال الفيض ـ رحمه الله ـ : «لعلّ الحكم مخصوص بمن كان قريباً ، أو كان متيسّراً له ، فإنّ الظّاهر أنّ الخطاب لأهل الكوفة ومَن بحواليها» . وقال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ مثله .

3 ـ يعني محمّد بن جعفر الرّزّاز .

5 ـ في بعض النّسخ : «أبي أيّوب» ، وفي بعضها : «أبي ناب» ، وفي التّهذيب (ج6 ص 49) كما في المتن ، وهو عليَّ بن رئاب الكوفيّ ، له أصل كبير ، ثقةٌ جليل القدر.

6 ـ المراد بهما الحسن بن عطيّة وعلي بن أبي حمزة.

7 ـ يعني ابن أبي الخطّاب ، وراويه الرزّاز .

8 ـ في بعض النّسخ : «شيء مفروض».

9 ـ أي سهل عليه .

10 ـ يعني أمّا القريب فلا يسع أكثر من شهر ، وسيأتي بلفظه تحت رقم 17 .

11 ـ الظّاهر هو الحسن بن عطيّه ، المعنون في رجال الشّيخ من أصحاب الصادق عليه السلام ، ثقة.

12 ـ يمكن حمل الثّلاث على المتوسّط في البعد ، والأربع على ما كان أبعد منه ، أو على اختلاف النّاس في القدرة . (البحار)

13 ـ قال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : «لأحبّ أن يكون ماثمَ داره» أي يكون داره عنده عليه السلام لا يفارقه ، وفي بعض النّسخ بالتّاء المثنّاة ، أي مأتمّ وما استقرّ في داره .