الباب السّادس والسّتّون إنَّ زيارة الحسين عليه السلام تعدل حِججا

 1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سِنان ، عن الحسين بن مختار ، عن زَيدٍ الشَّحّام ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : زيارة الحسين عليه السلام تَعدِلُ عشرين حَجّة ، وأفضل مِن عِشرين حَجّة» .  وحدّثني محمّد بن يَعقوبَ ، عن عِدةَّ من أصحابه ، عن أحمدَ بن محمّد بإسناده مثله(1) .  

2 ـ حدّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، عن صالح بن عُقْبة ، عن أبي سعيد المدائنيِّ «قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت : جُعِلتُ فِداك آتي قبرَ الحسين عليه السلام ؟ قال : نَعَم يا أبا سعيد أئت قبر الحسين ابن رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أطيبِ الأطيبين ، وأطْهَرِ الطّاهرين ، وأبَرّ الأبرار ، فإنّك إذا زُرته كتب الله لك به خمسة وعشرين حَجّة»(2) .  حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل بإسناده مثله(3) .  

3 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمدَ بن النَّضر ، عن شِهاب بن عبد رَبّه ـ أو عن رَجل ، عن شهاب ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : سألني فقال : يا شِهاب كم حَجَجت مِن حَجّة؟ فقلت : تسعة عشر حَجّة ، فقال لي : تمّها عشرين حَجّة ، تحسب لك بزيارة الحسين عليه السلام» .  

4 ـ حدَّثني أبو العبّاس قال : حدّثني محمّد بن الحسين ، عن ابن سِنان ، عن حذيفة بن منصور «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : كم حَجَجت؟ قلت : تسعة عشر ، قال: فقال : أما إنّك لو أتمت إحدى وعشرين حَجّة لكنت كمن زارَ الحسين عليه السلام» .  

5 ـ حدّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سِنان ، عن محمّد بن صَدَقَة ، عن صالِح النّيليّ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه كان كمن حَجّ مائة حَجّة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم» .  

6 ـ وعنه ، عن سعد ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن صَدَقَة ، عن مالك بن عَطيّة ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن زارَ الحسين عليه السلام كتب الله له ثمانين حجّة مَبرورة»(4) .  

7 ـ حدَّثني أبو العبّاس الكوفيُّ ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن الخَيبريّ ، عن موسى بن القاسم الحَضرميّ «قال : قدم أبو عبدالله عليه السلام في أوَّل ولاية أبي جعفر(5) فنزل النّجف ، فقال: يا موسى اذهب إلى الطّريق الأعظم فقِف على الطّريق فانظر فإنّه سَيأتيك رجلٌ مِن ناحية القادسيّة ، فإذا دنا منك فقل له : ههنا رَجلٌ مِن وُلد رَسول الله يدعوك ، فسيجيء معك ، قال : فذهبت حتّى قمتُ على الطَّريق والحرُّ شديد ، فلم أزل قائماً حتّى كدتُ اُعصي وأنصرف وأدَعه ، إذ نظرتُ إلى شيءٍ يقبل شبه رَجل على بَعير ، فلم أزل أنظر إليه حتّى دنا منّي ، فقلت : يا هذا ههنا رجلٌ مِن ولد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يدعوك وقد وَصَفك لي ، قال : اذهب بنا إليه ، قال : فجئت به حتّى أناخ بَعيره ناحيةً(6) قريباً مِن الخيمة ، فدعا به فدخل الأعرابيُّ إليه ودنوتُ أنا فصرت إلى باب الخيمة أسمع الكلام ولا أراهم ، فقال أبو عبدالله عليه السلام : مِن أين قَدِمتَ؟ قال : مِن أقصى اليمن ، قال : أنتَ مِن موضع كذا وكذا؟ قال : نعَم أنا مِن موضع كذا وكذا ، قال : فبما جئتَ ههنا؟ قال : جئت زائراً للحسين عليه السلام ، فقال أبو عبدالله عليه السلام : فجئتَ مِن غير حاجةٍ ليس الاّ للزّيارة؟ قال : جئتُ من غير حاجةٍ إلاّّ أنْ اُصلّي عنده وأزوره فاُسلّم عليه وأرجع إلى أهلي ، فقال أبو عبدالله عليه السلام : وما ترون في زيارته؟ قال : نَرى في زيارته البركة في أنفسنا وأهالينا وأولادنا وأموالنا ومعايشنا وقضاء حوائجنا ، قال : فقال أبو عبدالله عليه السلام : أفلا أزيدك من فَضله فضلاً يا أخا اليمنيّ؟ قال : زدني يا ابن رسول الله ، قال : إنَّ زيارة الحسين عليه السلام تعدِلُ حَجّةَ مقبولة زاكية مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فتعجّب مِن ذلك ، قال : إي والله وحَجَّتين مَبرورَتين متقبّلَتين زاكيتَين مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فتعجّب ! فلم يزل أبو عبدالله عليه السلام يزيد حتّى قال : ثلاثين حجّة مبرورةً متقبِّلة زاكية مع رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم»(7) .  

8 ـ وحدَّثني عليُّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيلَ ، عن صالِح بن عُقْبَة ، عن يزيدَ بنِ عبدالمَلك «قال : كنت مع أبي عبدالله عليه السلام فمرَّ قومٌ على حمر ، [فـ]ـقال لي : أين يريد هؤلاء؟ قلت : قبور الشُّهداء ، قال : فما يمنعهم من زيارة الغريب الشَّهيد؟!! فقال له رَجل من أهل العِراق : زيارته واجبة؟ قال : زيارته خير مِن حَجّة وعُمرة ، وعُمرة وحَجّة ـ حتّى عَدّ عشرين حَجّة وعشرين عُمْرة ـ ثمَّ قال : مَبرورات متقبّلات ، قال: فوالله ما قمت حتّى أتاه رجل فقال : إنّي حَجَجت تِسعةَ عشر حَجّة فَادْع اللهَ أن يَرزقني تمامَ العِشرين ، قال : فهل زُرتَ قبَر الحسين عليه السلام؟ قال : لا ، قال : لزيارته خيرٌ مِن عِشرين حَجّة»(8) .  

9 ـ حدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ـ رحمهما الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أبي القاسم هارون بن مسلم بن سَعدانَ ، عن مَسعَدَةَ بن صَدَقَةَ «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما لِمن زارَ قبر الحسين عليه السلام؟ قال : تكتب له حَجّة مع رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال : قلت له : جُعلت فِداك حَجّة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ قال : نَعَم وحَجّتان ، قال: قلت : جُعلتُ فِداك حَجّتان؟ قال : نَعَم وثلاث ، فما زال يعدّ حتّى بلغ عَشراً ، قلت : جعلت فِداكَ عشر حِجَج مع رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ قال : نَعَم وعشرون حَجّة ، قلت : جعلتُ فِداك وعشرون ؟ فما زال يعدّ حتّى بلغ خمسين ، فسكت» .  

10 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن مَيمون القَدّاح ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قلت له : ما لِمَن أتى قبرَ الحسين عليه السلام زائراً عارفاً بحقّه غير مُسْتَكبِر ولا مُستَنْكف؟ قال : يُكتَب له ألفُ حَجّة وألفُ عُمرة مَبرورة ، وإن كان شَقيّأً كُتِبَ سعيداً ، ولم يزل يخوض في رحمة الله عزَّوجلَّ» .

____________

1 ـ راجع الكافي ج4 ص580 ح2.

2 ـ تقدّم الخبر في ص168 تحت رقم 2 . وسيأتي في الباب 67 تحت رقم 2 .

3 ـ راجع الكافي ج4 ص581 ح4 .

4 ـ لا يخفى أنّ اختلاف الثّواب لاختلاف درجات الإيمان والنّيّات والمعرفة وحكم الزّمان ، كما قلنا سابقاً .

5 ـ يعني الدّوانيقي العبّاسي .

6 ـ أناخ الجم أي أبركه.

7 ـ قال الاُستاذ ـ أيّده الله ـ : المفهوم مِن الخبر أنّ زيارة الحسين عليه السلام في تلك الأزْمنة موجبةَ لبقاء أصل الدّين الذي انحرف عن الخلفاء وأتباعهم ، وزعموا جلّ النّاس ـ إن لم نقل كلّهم ـ وعامّتهم أنّهم مأمورون باتّباع العلماء الدّاعين المشهورين الّذين كانوا من أعيان الدّولة ، ويزعمون أنّهم على صراط الله الحقّ مع كونهم منحرفين عنه ، كما أنّهم لعنوا أوّل المسلمين ايماناً ، والّذي نزلَتْ آية العصمة في بيته ، بل أوجبوا طاعة الخليفة في لعنه ، مع أنّ الآمر عند العارف بالحقّ لم يؤمن بالله طرفة عين .  فزيارة قبر الحسين عليه السلام المقتول الّذي نزلت فيه آية التّطهير ، وقال النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : «حسينٌ منِّي وأنا منه» ، كانت موجبةً لإيضاح انحراف الّذين منعوا من زيارته عن الصّراط السّويّ الّذي بعث به النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وبذلك يعرف الحقّ من الباطل ويبقى الدّين الحقّ على شاكلته ،فتكون زيارته عليه السلام علّةَ موجبةَ لبقائه ، فلذا يثيب الزّائر مع عدم أمن الطّريق لزيارته ، ولكنّ الحجّ لا يجب إتيانه مع عدم الاُمنيّة إن لم نقل لا يجوز ، لأن الحجّ من الفروع ؛ وزيارة قبر الحسين عليه السلام في تلكم الشّرائط كانت من الاُصول ، ويؤيّد قولنا الخبر الآتي وما في الأبواب الآتية لا سيّما الخبر الثالث من الباب الثّامن والسّتّين .

8 ـ تقدّم الخبر في ص 175 تحت رقم 15 .