المجلس الرابع الرسول (ص) يبكي الحسين (ع) في كل الأحوال

القصيدة: للشيخ حسن بن محسن مصبح الحلي

ت:1317هـ

الـقلبُ أزمـعَ عن هواه وأعرضا      لـما  نـأى عـنه الشباب مقوِّضا

فـالشيب  داعـيةُ المنون وواعظً      بـمثاب حـجة فاحصٍ لن يُدحضا

أوَ  بـعد ما ذهب الصبا أيدي سبا      تـرجو  الـبقاء أسالمتك يدُ القضا

هـيهات فـاتك مـا تـروح فإنه      وَطـرُ تقضى من زمانك واتقضى

وأقـم لـنفسك مـأتما حيث الذي      أضحى  يؤمُّك عنك أمسى معرضا

فـالجسم أنـحله الفتور وعاث في      أحشاك  عضبُ النائبات المنتضى

رَوِّح فـؤادك بـالتقى وأرِح بـه      نـفساً  بـيوم معادها تلقى الرضا

وانـدب  أئـمتك الكرامَ فقد قضى      هـذا  الـزمانُ عليهم ما قد قضى

مـا بـين مـن لعب السُمامُ بقلبه      فـوهى  وكـان لـشانئيه ممرضا

ومن  اغتدى طعمَ السيوفِ بمعرك      لـقنا نـفوس الـدارعين تمخّضا

فـانظر بـين الـقلب قتلى كربلا      حـيت الـعدو بـجمعه سدَّ الفضا

بـأبي  الـذين تـسرّعوا لِحمامهم      دون الحسين فاحرزوا عينَ الرضا

مـا شاقهم زهرُ الجنانِ إلى الردى      وحـريرُ  سُندسها وعيش يرتضى

لـكـنما غَـضَـباً لـدين إلـهها      قامت لنصر المجتبى بن المرتضى

فقضوا كما شاءوا فتلك جسومُهم      فوق الصعيد بنورها الهادي أضا(1)


(نصاري)

غـدت  ظـلمه امن الغبار الميادين      او  شعت وازهرت بانصار الحسين

ارتـجت  كـربله من ويد الانصار      خـلوا  جـمع أهـل كوفان طشار

او  سـيل الـدم يـشابه بحر تيار      يـموج او بيه تموج الخيل صوبين

وحگ  الله او رسـوله لوله الآجال      مـا رد امـن أهـل كـوفان خيال

غـدت  بـنحورها تـتلگه الانبال      يــوم الـغـاضرية دو الـحسين

هـوت  واحسين اجه ليها او لگاها      چنـها  ابـدور واتـمور ابـدماها

شـبل  حـيدر وگف يمها او نعاها      او على الوجنات يسچب دمعة العين


الرسول (ص) يبكي الحسين (ع) في كل الأحوال

قال التستري (ره): روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: لما أوحى الله إلى نبيه ليلة المعراج أنالله يختبرك بثلاث لينظر كيف صبرك فقال: أسلم أمري ولا قوة لي على الصبر إلا بك.

فأوحى إليه أنه لابد أن تؤثر فقراء أمتك على نفسك فقال أسلم وأصبر ولابد أن تتحمل الأذى والتكذيب فقال أسلم وأصبر ولابد أن تسلم لما يصيب أهل بيتك.

فأما أخوك فيغصب حقه ويظلم ويقهر وأما ابنتك فتظلم وتحرم وتؤخذ وتضرب وهي حامل ويدخل على حريمها ومنزلها بغير اذن وأما ولداك فيقتل

أحدهما غدرا ويسلب ويطعن والآخر تدعوه أمتك ثم يقتلونه صبرا ويقتلون ولده ومن معه من أهل بيته ثم يسبون حرمه فقال إنا لله وإنا إليه راجعون أسلم أمري إلى الله وأسأله الصبر.

ولقد صبر (ص) في جميع ذلك عن كل شيء إلى عن حالة واحدة فلم يصبر عن البكاء على الحسين (ع) لأنه لا ينافي الصبر بل هو لازم الشفقة ورقة القلقب... إنه كلما كان يذكر الحسين أو يراه يغلبه البكاء وكان يقول ـ لأبيه ـ أمسكه فيمسكه فيقبل نحره ويقول له لم تبكي؟ فيقول أقبل موضع السيوف منك وابكي وكان إذا رآه فرحا يبكي وإذا رآه حزينا يبكي وإذا لبس ثوبا جديدا يبكي.


(نصاري)

يـبچي  أبـد لـو شاف الحسين      او بـالعيد هـم تـدمع الـعينين

يـذكر كـربله وايـزيد الـونين      يـحبه  ابـمنحره والگلب يسعر

يـذكر مـن يـحزوها الوريدين      او جسمه بلا غسل يبگه او تكفين

او  يـسبوها مـن بعده النساوين      چنـه  ايشوفها اعله الهزل حسر


أقول هذا بكاء رسول الله (ص) على ولده الحسين (ع) أما بكاء علي وفاطمة فقد قيل انهما كذلك فما رأياه إلا بكيا ولا أدري كيف حالهما لو نظرا إليه وهو مقطع الأعضاء في أرض كربلاء؟ وكأني بزينب (ع) وهي تصف لأمها الزهراء (ع) ما جرى على أخيها الحسين (ع) وتستغيث بها.

 

وتـستغيث إلـى الزهراء فاطمة      بـنت  النبي ودمع العين كالمزن

يـا أمُّ قـومي من الأجداثِ نادبةً      على الحسين مقيم الفرض والسنن


(مجردات)

يـحسين  عد راسك الزهره      من  الجنه اجت حالك تنظره

واتگول يـاهو الگطع نحره      او خـلاه عاري على الغبره

او بالخيل داسوا فوگ صدره

لولا انكسارُ الضلع من أهل الشقا      بـالطف مـا ضـلعٌ له مكسورُ

ــــــــــــــ

(1) ـ أدب الطف ج8، ص139.