المجلس العاشر الكون يبكي الحسين (ع) دماً

القصيدة: للشيخ علي عوض الحلي ت1325هـ

فلا  عيش في الدنيا يروق صفاؤُه      ولـم  يـك عذبا شرابها وطعامها

فـلو أنها تصفو صَفَت لابنِ أحمدٍ      ومـا  نـاضلته في المنايا سهامها

أتـته بـنو حـرب تجرُّ جموعها      مـثال الـدبى سدَّ الفضاء جهامها

فـثار لها ابن المرتضى بصفيحةٍ      ذعـاف الـمنايا حـدُّها وسمامها

رمـاها أبـو السجاد منهه بعزمة      يُـجّبن  أسـاد العرين اصطدامها

فـاورد  أولاهـا بـكأس أخيرها      وخرّت سجودا طوع ماضيه هامها

نـعم قـد رأى أن الـحياة مـذلةٌ      وعـزَّته  فـي القتل يسمو مقامها

هناك قضى نفس الفداء لمن قضى      وغـلتُه  لـم يُـطف منها أوامها

بـكته السما والأرضُ والجنُّ كلُّها      ونـاحت  له وحش الفلا وحمامها

فـيا  ثـلمةً في الدين أعوزَ سدّها      ويـا  خطةً شأنُ الوجود احترامها

كـرائمُ بيت الوحي أضحت مهانةً      تـرامى  بـها عرض الفلاة لئاما(1)


(نصاري)

لَـمَن مـروا ابـزينب والنساوين      على احسين الشفيه او هله الطيبين

لنهن   صوّتن  ويلي  على  احسين      او   كل   وحده  گلبها  اعليه  وجّر

صرخت  زينب  او  صاحت يوالي      اشلون  امشي او تظل بالأرض تالي

يا   كوكب   يظل   يا  سور  عالي      طحت   والعيش   من  بعدك  تكدر

يخويه العيش عگبك لا هنه او طاب      اشوفنك  جسد  مرمي اعله الاتراب

اشلون امشي او تظل انته والاحباب      ضحايه  اعله الترب بالشمس والحر

يخويه  احسين  ما چانت على البال      تظل  مرمي  الجسد ما عندك اظلال

واشوفهن   راسك   اگبالي   ابعسال      هاي   التاكل   ابگلبي   او   تسعر


الكون يبكي الحسين (ع) دماً

روى في كامل الزيارة، عن أحمد بن عبد الله بن علي، عن عبد الرحمن السلمي، قال أحمد: وأخبرني عمي، عن أبيه، عن أبي نضرة، عن رجل أهل بيت المقدس، انه قال: والله لقد عرفنا ـ نحن ـ أهل بيت المقدس ونواحيها عشية قتل الحسين بن علي (ع)، قلت: كيف ذلك؟ قال: ما رفعنا حجرا ولا مدرا ولا صخرا إلا ورأينا تحتها دما يغلي، واحمرت الحيطان كالعلق، ومطرنا ثلاثة أيام دما عبيطا، وسمعنا مناديا ينادي في جوف الليل يقول:


أترجو   أمةٌ  قتلت  حسينا      شفاعةَ  جدّه  يوم  الحساب

معاذَ   اللهِ   لا   نِلتُم  يقينا      شفاعة  أحمدٍ  وأبي  تراب

قتلتم خير من ركِبَ المطايا      وخير الشيبِ طرّا والشباب


وانكسفت الشمس ثلاثا، ثم تجلت واشتبكت النجوم، فلما كان من الغد

ارجفنا بقتله، فلم يأت علينا كثير شيء جتى نعي إلينا الحسين (ع)(2).

وعن أبي جعفر (ع) قال: بكت الإنس والجن والطير والوحوش على الحسين بن علي (ع) حتى ذرفت دموعها(3).

وعن زرارة، قال: قال أبو عبد اله (ع) يا زرارة ان السماء بكت على الحسين (ع) أربعين صباحا بالدم وان الأرض بكت أربعين صباحا بالسواد، وان الشمس بكت أربعين صباحا بالكسوف والحمرة، وان الجبال تقطعت وانتثرت، وان بالبحار تفجرت، وان الملائكة بكت أربعين صباحا على الحسين (ع) وما اختضبت منا امرأة، ولا ادهنت، ولا اكتحلت، ولا رجلت، حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد لعنه الله، وما زلنا في عبرة بعده.

وكان جدي إذا فكر بكى حتى تملأ عيناه لحيته، وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه.

أقول: كيف بك يا ابن رسول الله أيها الصادق لو رأيت جدك الحسين على رمضاء كربلاء تصهره الشمس بحرارتها والخيل تطأه بحوافرها ورأسه قد أهدي إلى طاغية الكوفة ونساؤه سبايا يتصفح وجوههن القريب والبعيد ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي.


يُسار بها عُنفا على سوء حالةٍ      بها  خَفِرَت  للمسلمين  ذمامُها

عفاءٌ  على  الدنيا غداة أسرتُم      بني خيرِ مبعوثٍ وأنتم كرامها

 

(مجردات)

راح   الذي   للحمل  شيال      بعد  المعزه  في  أذل  حال

الله   يگلبي   اشكثر  حمال      عباس  اشوفه  فوگ الرمال

مگطوعة   ايمينه  والشمال      او  راسه امعله ابراس ميال

واحنا حرم نمشي بلا ارجال      سبايا  بلا  ساتر ولا اظلال


(مجردات)

يا    نايمين    ابحر   الشموس      صرعى على الرمضه بلا روس

على اجسادهم خيل العده اتدوس      لحد    يبو    سكنه   يمحروس

ترانا   حريم   امكشفه  الروس


(تخميس)

كم  لكم يا سادةَ الخلقِ مَجيد      وأب  غُرٌ  له  الأعدا  تقيد

وحصانٌ لُطمت منها الخدود      يا  أباة الضيم ما هذا القعود

والموالي اليومَ سادتها العبيد

ــــــــــــــ

(1) ـ البابليات ج3، ص113

(2) ـ عيون أخبار الرضا ج2، ص203/204.

(3) ـ البحار ج44، ص271/272.