المجلس العاشر مآتم الإمام الحسين (ع) في مكة المكرمة والمدينة المنورة

القصيدة: للشيخ حسين بن الشيخ علي القديحي البلادي

ت:1387هـ

يـا ابن الوصي المرتضى      لـم  لا حـسامك ينتضى

طـال انـتظارك سـيدي      نـهضا فـقد ضاق الفضا

حـاشاك لـست أقول عن      ثـارات حـدِّك مـعرضا

ما الصبر يا ابن المرتضى      فـي  القلب نارٌ من غضا

يــا حـجـة الله الـذي      فـي  طـوعه أمر القضا

مـاذا  الـتصبر والحسي      ن بـكربلا ظـام قـضى

قـد ظـل عـارٍ بـالعرا      والـجسم مـنه رضـضا

والــرأس  مـنه بـالقنا      كـالـبدر لـما أن أضـا

وعـلـيـله  بـقـيـوده      والـغلُّ  أضـحى مبهضا

وبـنـات  فـاطمة بـها      ظـعن الأعـادي قـوّضا

تـستاق  ضـربا بـالسيا      ط مـتى دعت بالمرتضى(1)

 


(مجردات)

دگعد او شوف الجره اعلينه      ترانه  يا علي والله انسبينه واخـونه

  احسين هذا ذابحينه      او  عـباس عـلشاطي رهينه

او بـحديد راسـه امـهشمينه      والـسـهم  هـلنابت ابـعينه

يـسراه  مگطـوعه او يمينه      او علي السجاد اويلي امگيدينه

او لـلـشام بـويه مـاخذينه

  

مآتم الإمام الحسين (ع) في مكة المكرمة والمدينة المنورة

قال الراوي: وشاع قتله (ع) في جميع الأقطار فعظم حزنهم وبكاؤهم وكان أشد الناس عليه حزنا أهل المدينة وأهل مكة وأهل البصرة ولم يبق منهم أحد إلا لطم وجهه.

فأما أهل المدينة فانطقوا بنسائهم إلى المسجد الذي فيه قبر رسول الله (ص) وجعلوا يبكون ويدعون على أهل الكوفة.

وأما أهل مكة فإنهم جعلوا يطوفون بالكعبة وهم يبكون ونساؤهم يندبن الحسين ويقلن ـ ولنقل معهن:


نـبكي ابن بنتِ محمدٍ      من  أجله ابيضَّ الشعر

نبكي  ابن فاطمة الذي      من أجله انخسف القمر

نبكي  ابن فاطمة الذي      من  أجله عظم الخطر

نبكي  ابن فاطمة الذي      من أجله ضعف البصر

ذاك الحسينُ المرتضى      مـن كل بادٍ أو حضر


ونصب لام المؤمنين أم سلمة رحمة الله عليها خيمة في مسجد النبي (ص)

فخرجت إليها وعلهيا لباس أسود(2).

وقال المفيد: فعظمت واعية بني هاشم وأقاموا سنن المصائب والمآتم وخرجت زينب بنت عقيل حين سمعت نعي الحسين (ع) وهي حاسرة ومعها أخواتها وهن يبكين وتقول زينب:

مـاذا  تـقولون إن قال النبيُّ لكم      مـاذا فـعلتم وأنـتم آخـرُ الأمم

بـعترتي  وبـأهلي بـعد مفتقدي      مـنهم اسارى ومنهم ضُرّجوا بدم

ما كان هذا جزائب إذ نصحت لكم      أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي


فلما جاء الليل سمع أهل المدينة هاتفا يقول:


أيـها  القاتلون جهلا حسينا      ابـشروا  بالعذاب والتنكيل

كلُّ أهل السماء يدعو علكيم      مـن  نـبي ومـلاكٍ قبيل

قد لُعنتم على لسان ابن داود      ومـوسى وصاحب الإنجيل


وكان عبد الله بن جعفر يقول: والله لو شهدته لأحببت أن لا أفارقه حتى أقتل معه والله انه لما يسخى بنفسي عنهما ويعزى عن المصائب بهما إنهما ـ والده محمد وعون ـ أصيبا مع أخي وابن عمي مواسين له صابرين معه ثم أقبل على جلسائه فقال الحمد لله عز عليَّ مصرع الحسين إن لم أكن آسيب حسينا بيدي فقد آساه والدي(3).

ونقل المحودي عن طبقات ابن سعد قال: بينما ابن عباس جالس في المسجد الحرام وهو يتوقع خبر الحسين بن علي إذ أتاه آت فساره بشيء فأظهر الاسترجاع فقلنا ما حدث يا أبا العباس قال: مصيبة عظيمة نحتسبها، أخبرني مولاي أنه سمع ابن الزبير يقول: قتل الحسين بن علي (ع) ... فقام ابن عباس فدخل منزله ودخل عليه الناس يعزونه.


(مجردات)

ابـن  عباس ظل يسكب دمعته      على احسين الذي حزروا رگبته

او  بـالخيل داسـوها الـجثته      او عـلرمح راسه اتشوفه اخته

نــادت  عـسني لا نـظرته      اولا  جسمه فوگ الأرض شفته

بـلايه غـسل صـارت دفنته      مــا تـنـسه والله عـمـلته

إلا  يـا رسول الله صالت أميةٌ      عـلينا وأسـقونا العذاب معجلا

فصاح رسول الله إذ ذاك صيحةً      وأبـدى  بـكاءً عاجلاً وتوجُّلا

يـعز  علينا يا حسينُ بأن نرى      لـرأسك  من فوق القناة محمَّلا

ــــــــــــــ

(1) ـ رياض المدح والرثاء ص632

(2) ـ زفرات الثقلين ص 81/82 محمد باقر المحمودي.

(3) ـ بحار الأنوار ج45، ص122/123.