(المجلس الثالث الإمام الحسين (ع) يعود من مصرع أخي العباس (ع

القصيدة: للشيخ محمد رضا الأزري

ت: 1240هـ

أومـا أتـاك حـديث وقعة كربلا      انـى  وقـد بـلغ الـسماء قتامها

يـومٌ أبو الفضل استجار به الهدى      والـشمس  من كرد العجاج لثامها

والبيض فوق البيض تحسب وقعها      زجـل الـرعود إذا اكفهرَّ غمامها

فـحمى عـرينته ودمـدم دونـها      ويذُبُّ  من دون الشرى ضرغامها

بـطلٌ  أطـلَّ على العراق مجليا      فـأعصوصبت فـرقا تمور شآمها

فـكـأنه صـقرٌ بـأعلى جـوِّها      جـلى  فـحلق مـا هناك حمامها

فـهنالكم  مـلك الـشريعة واتكى      مـن فـوق قـائم سـيفه قمقامها

وكـذاكـم مـلأ الـمزاد وزمـها      وانـصاع  يـرفل بالحديد همامها

حـتى  إذا وافـى المخيم جلجلت      سـوداء قـد مـلأ الفضا إزرامها

جـسمت  يـديه يدُ القضاء بمبرم      ويـد الـهدى لـم ينتقض إبرامها

الله أكـبـر أيُّ بـدرٍ خـرَّ مـن      افـق الـهداية فـاستشاط ظلامها

تالله  لا أنـسى ابـن فاطم إذ جلا      عـنه الـعجاجة يـكفهر قـتامها

وهـوى عـليه مـا هـنالك قائلا      الـيوم بـان عـن اليمين حسامها

الـيوم  سـار عن الكتائب كبشها      الـيوم  غـاب عن الصلاة إمامها

اليوم نامت أعينٌ بك لم تنم      وتشهدت أخرى فعزَّ منامها(1)

 

(مجردات)

اشـسوه بخوك حسين فرگاك      مـن  شاف يمك طايح الواك

ويـسراك مگطوعه او يمناك      حـن او حنه ظهره او ناداك

عـباس  خويه وحگ عيناك      مـا  ريـد أنه عمري ابلياك

يـمكن سـهم عـينك الآذاك      او ما بيك تحچي اوياي خلاك

لـتظن يـوافي الباس أنساك


(أبوذية)

ون احـسين يم عباس وانه      لواك الچان بيه النصر وانه

تظل يا عباس يم النهر وانه      ابگه اوحيد بين اعلوج اميه


الإمام الحسين (ع) يعود من مصرع أخي العباس (ع)

ورد في الأخبار أن موت الأخ قص الجناح وقيل أيضاً: من لا أخ له لا ظهر له وقيل: لما أخبر لقمان بوفاة أخيه قال: الآن انكسر ظهري. أقول ولا أدري كيف حال الحسين (ع) وهو يودع عضيده وحامل لوائه ورئيس عسكره أبا الفضل العباس. نعم انه كان يقول: وا ضيعتاه من بعدك يا أبا الفضل. قال الراوي: لما رجع الحسين من مصرع أخي العباس رجع وهو يكفكف دموعه بكمه، فتلقته أخته الحوراء زينب، وقالت: أبا عبد الله أراك رجعت وحيدا فريدا! أين ابن والدي! أين أخي أبو الفضل العباس؟ قال:

عظم الله لك الأجر بأخيك أبي الفضل. وقيل ما كلمها بشيء، بل راح إلى خيمة العباس، فأسقط عمودها فارتفعت الأصوات بالبكاء والنحيب، ونادت زينب: وا أخاه وا عباساه.

وأرادت أن تذهب إلى مصرع العباس، فوضع الحسين (ع) يده في صدرها وقال: أخيه زينب إلى أين تريدين؟ ارجعي إلى الخيمة ولا تشمتي بنا الأعداء(2).

 

(مجردات)

انه رايحه العباس اجعهده      واركب اچفوفه فوگ زنده

حـملي وگع ياهو اليسنده


أرجعها الحسين إلى الخيمة ولم تخرج إلى كفيلها إلا عندما جن عليها ليل الحادي عشر أقبلت إليه وهي تتعثر بأذيالها في ذلك الليل الموحش حتى وصلت إليه، ورأته بتلك الحالة الفظيعة وكأني بها وهي تنادي:

 

(نصاري)

يـخويه الـليل هـلخيم علينه      اولا منكم بگه اعله الحرم عينه

مـا  تگعد يبعد أهلي او تجينه      او  تسكن روعنه ولوعة العيله

يگلـلـها يـزينب لا تـعتبين      أخـوچ  امگطـعه منه الكفين

يختي عتبچ اعله الراس والعين      يگوم  اشـلون هذا الفگد حيله

تگله  ادري يخويه حيل ما بيك      لچن  الهضم خلاني اعتني ليك

تراني روح ما بيه امن احاچيك      اشبگه  ابروحي وفرگتكم ثجيله


 (مجردات)

نـايم يبعد اختك او ممدود      فوگ  النهر وبكترك الجود

والـعلم  طـايح يم الزنود      والراس خويه ابعمد ممرود

شدعي عله صاحب العامود      واعله الرماك ابسهم محدود

بـالعين يا سد يشم يا طود


(أبوذية)

لعد صوب الشريعه ابليل هاميت      لبن عودي او عليه الجدم هاميت

عدل ويكون لاچن حيف هاميت      لگيـته او يـمه اچفـوفه رميه


(تخميس)

أأخـيَّ  من لي إن ذهبت بمسعد      عـني يـذبُّ بـصارمٍ ومـهند

أأخيَّ  من يرعى الفواطم في غد      أأخـيَّ  مـن يحمي بنات محمد

إن صرن يسترحمن من لا يرحم

ـــــــــــــ

(1) ـ أدب الطف ج6 ص263.

(2) ـ معالي السبطين ج1. عقدة الخطيب ج1 فاضل الحياوي.