المجلس الخامس شهادة أبناء الحسن بن علي (عليهم السلام) في كربلاء

القصيدة: للمرحوم الشيخ صالح الكواز الحلي

يـا  أيـها النبأ العظيم إليك في      أبـناك مـني اعـظم الأنـباء

إن  الـذين تـقدما يـقيانك ال      أرمـاح فـي صـفين بالهيجاء

فـأخذت  في عضيديهما تثنيهما      عـما أمـامك مـن عظيم بلاء

ذا قـاذفٌ كـبدا لـه قطعا وذا      فـي  كـربلاء مقطع الأعضاء

مـلقى على حرِّ الصعيد مجرَّدا      فـي  فتية بيض الوجوه وضاء

تـلك  الوجوه المشرقا كأنها ال      أقـمار  تـسبح في غدير دماء

رقدوا وما مرت بهم سنة الكرى      وغـفت  جـفونهم بـلا إغفاء

مـتوسدين من الصعيد صخوره      مـتمهدين حـرارة الـرمضاء

مـدّثرين  بـكربلا سـلب القنا      مـزملين عـلى الـربى بدماء

خضبوا وما شابوا وكان خطابهم      بـدم  مـن الأوداج لا الـحناء

أطـفالهم بـلغوا الحلوم بقربهم      شـوقا  إلى الهيجاء لا الحسناء

ومـغسلين ولا مـياه لهم سوى      عـبرات  ثـكلى حرة الأحشاء(1)

 

(مجردات)

يـا شـبان يا حلوين الاطباع      عفتوا الحرم نمتوا على الگاع

ظـلت  وحدها ابگلب مرتاع      رحتوا او غدت عيلتكم اضياع


(مجردات)

يـشبان  فـرگتكم ثـجيله      يـنجوم  غـيبتكم طـويله

يـحلوين يـبدور الـجبيله      طـاح  الحمل ياهو اليشيله

او ضعن الحراير من يجيله


(مجردات)

عـافوا  مـنازلهم الـشبان      كـلهم او ناموا على التربان

او ظليت وحدي ابين عدوان      انــادي عـليكم يـالعدنان

عـفتوا  الحريم ابغير وليان


(أبوذية)

يـبني الـدوم أباريلك وداري      وانـته ابـحالتي تعلم وداري

يجاسم يا ضوه اعيوني وداري      انـه  ردتك ذخر وگطعت بيه


شهادة أبناء الحسن بن علي (عليهم السلام) في كربلاء

لقد جاء في كتاب المقاتل والسير أن مجموعة من أبناء الحسن المجتبى قتلوا مع عمهم الحسين (ع) في يوم عاشوراء.

قال الراوي: ثم خرج عبد الله بن الحسن المكنى بأبي بكر وأمه رملة وكان خروجه إلى القتال قبل أخيه القاسم وكان يقول:

 

إن تـنكروني فـأنا ابـن حيدره      ضـرغام آجـامٍ ولـيث قسورة

على الأعادي مثل ريحٍ صرصره      أكـيلكم بـالسيف كـيل السندره


وقاتل قتال الأبطال حتى قتل (رضوان الله عليه).

وممن برز للقتال بين يدي عمه هو الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) وأمه خوله بنت منظور الفزارية وقد أبدى بطولة وشجاعة في ميدان القتال حتى أثخن بالجراح فحمل إلى خيمة الشهداء وكان به رمق ولم يعلموا به فلما جاء أصحاب ابن سعد بعد مقتل الحسين لقطع الرؤوس وجدوا الحسن المنى حيا لم يمت فتشفع به أسماء بن خارجة الفزاري أحد أخواله فحمله إلى الكوفة وعالجه فبرئ ثم لحق بالمدينة(2).

وقال في الدمعة الساكبة: ومما عظم به المصاب على الحسين (ع) وهو في تلك الحال ـ أي عند سقوطه على الأرض وجراحاته تنزف دما ـ شهادة ابن أخيه عبد الله الأصغر بن الحسن المجتبى (ع) الذي خرج من المخيم فرأى عمه ملقى على وجه الأرض فأسرع إليه وكان عبد الله غلاما ابن أحدى عشر سنة حتى وق إلى جنب عمه الحسين (ع) فلحقته زينب بنت علي لتحسبه فأبى وامتنع عليها امتناعا شديدا وقال والله لا أفارق عمي. وأهوى بحر بن كعب إلى الحسين بالسيف فقال له الغلام ويلك يا ابن الخبيثة أتقتل عمي؟ فضربه بالسيف فاتقاه الغلام بيده فأطنها فإذا هي معلقة فنادى الغلام يا عماه فأخذه الحسين فضمه إليه وقال يا ابن أخي اصبر على ما نزل بك واحتسب في ذلك الخير فإن الله يلحقك بآبائك الصالحين.

وقيل: كانت أم وعمته زينب واقفتين بباب الخيمة تنظران إليه وقد قطعت يده فبينما أمه وعمته تنظران إليه وبينما هو على صدر عمه الحسين إذ رماه حرملة بن كاهل بسهم فذبحه على صدر عمه الحسين.

ولسان حال أمه رملة:

 

(مجردات)

يمه اگعد او خليني احاچيك      يسراج  بيتي شلي امطفيك

نايم  على حر الثره اشبيك      لـون  تنفده بالروح لفديك

يكفيك  مجد او فخر يكفيك      عمك  احسين اليوم يبچيك


أما زينب فإنها نادت: وا ابن أخاه ليت الموت أعدمني الحياة ليت السماء أطبقت على الأرض وليت الجبال تدكدكت على السهل.

 

(نصاري)

يـا  شـبان يـنجوم المخيم      يبدور ازهرت ويلي ابحر دم

بالله يـا هـوه الغربي دنسم      بلكي  اتهيد عنهم جمرة الحر


ثم رفع الحسين (ع) يده وقال: ألهم فإن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة عنهم أبدا فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدو علينا يقاتلوننا(3).

أقول لعل هذا أصعب موقف على الحسين مر به لأنه كان إذا استغاث به أحد من أصحابه وأهل بيته جاء إليه مسرعا وقتل قاتله وفي هذه المرة لم يتمكن (ع) من صنع شيء لهذا الغلام الذي قطعوا يده إلى جنبه وذبحوه وهو على صدره.

 

(تخميس)

رزءٌ تكاد السما تهوي لمصرعه      وجـبرئيلٌ  شجاً يذري لأدمعه

والـبدر  كوِّر لم يظهر بمطلعه      إن  يـبكه عمه حزناً لمصرعه

فـما بـكى قـمرٌ إلا على قمر

ــــــــــــــ

(1) ـ ديوان الكواز ص17.

(2) ـ وكان متزوجا من ابنة عمه فاطمة بنت الحسين وأكثر نسل الإمام الحسن (ع) منه. قتل بالسم في زمن الوليد بن عبد الملك الأموي. مقتل بحر العلوم المجلس الثامن.

(3) ـ الدمعة الساكبة ج4 ص354. مقتل الحسين للمقرم (راجع أحداث يوم العاشر