(المجلس السابع علي الأكبر شبيه رسول الله (ص

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

فـتى  جـمعت فـيه شـمائل أحمدٍ      وبـأسُ عـليٍ الـمرتضى وثـباتُهُ

فـو الله لا أنـساه يـوم الوغى وقد      حـكت  حـملات المرتضى حملاته

تـخال إذا مـا شـدَّ لـيثا غضنفرا      شـديد الـقوى مـرهوبةً سـطواته

فتى لا يهاب الموت في حومة الوغى      فـسـيان  فـيـها مـوته وحـياته

فـلـو شـاء أفـناكم ولـكن يـكفُّه      ويـثـنيه عـنـهم حـلمه وأنـاته

يـكرُّ عـليهم كـرة الـليث والظما      بـأحـشائه  قـد أوقـدت جـذواته

وجـاء أبـاه الـسبط يشكو له الظما      وقــد  خـفيت مـما بـه كـلماته

فـلما رأى مـا نـابه السبط لم تزل      تـصـعد  مـن أحـشائه زفـراته

فـلهفي لـه مـا كـان أقصر عمره      ثـمانا  وعـشرا أحـصيت سنواته

ولـهفي لـه غضُّ الشبيبة قد قضى      وعـارضـه مــا دبَّ يـه نـباته

فـو  الله لا أنسى الحسين مذ انحنى      عـلـيه وسـالت بـالدما عـبراته

وحـيـن رأى ذاك الـمحَّيا مـعفرا      بـقاني الـدما قـد ضُرِّجت وجناته

فـنادى  ودمع العين من شدة الجوى      يـسُحُّ كـما سـحّ الـحيا قـطراته

بنيَّ جرحت القلب مني والحشا      بـفقدك جرحا منه تعيى أساته(1)


(نصاري)

يـبويه گول مـنهو الشرگ راسك      يـنور الـعين مـن خـمد انفاسك

يـعگلي من سلب درعك او طاسك      يـروحي  اشـلون اشوفنك امطبر

اريـد امـسح اجروحك واشم خدك      واحط صدري على صدرك ووسدك

يـبويه شـوف لاجـن حرم جدك      واجـت زيـن تـصيح الله أكـبر


(أبوذية)

اشجره جفني على افراگك وشده      دمه او صرت ابهظم بعدك وشده

مـا يـنشد جـرح راسك وشده      او  تـفك عـينك واتَچّيلَك بديه


علي الأكبر شبيه رسول الله (ص)

لقد أجمعت كتب المقاتل والسير أن علي بن الحسين الأكبر (ع) كان أشبه الناس برسول الله خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً.

ولهذا الشبه الأكيد بينه وبين جده المصطفى (ص) كان أهل المدينة إذا اشتاقوا إلى النبي (ص) نظروا إليه إذ كان أشبه الناس به(2) (ص) يقول الاصفهاني (ره):


تـمثل الـنبيُّ فـي سليله      فـي خُـلقه وخَـلقه وقيله

شـمائل الـنبيِّ في شمائله      وصولةُ الوصيِّ في فضائله

هو النبيُّ في معارج العلا      لكن عروجه بطف كربلا


أما أهل البيت رجالا ونساء فقد كانوا إذا نظروا إليه تذكروا رسول الله (ص) وكان علي الأكبر الحبيب إلى قلوبهم يحبونه حبا جماً لا يوصف ولهذا لما أتى أباه طالبا الرخصة في القتال بكى بكاء شديدا وقال: يا ولدي يعز والله عليّ فراقك، فقال: كيف يا أبتاه وأنت وحيد بين الأعداء فريد لا ناصر لك ولا معين روحي لورحك الفداء ونفسي لنفسك الوقاء. أقول: عز على الحسين فراق ولده إذن ما حاله لما رآه مقطعا بالسيوف إربا إربا؟!!

وأما نساء أهل البيت يوم عاشوراء فإنهن لما رأين علي بن الحسين (ع) يريد التوجه إلى القتال اجتمعن حوله كالحلقة وقلن له إرحم غربتنا ولا تستعجل في القتال فإنه ليس لنا طاقة في فراقك. قال الراوي فلم يزل يجهد ويبالغ في طلب الإذن من أبيه حتى أذن له(3) وكان الحسين (ع) يخاطب النساء دعوه يبرز فإن الحبيب قد اشتاق إلى حبيبه فعلا نحيبهن وبكائهن.

أقول فما حالهن لما جيء به مقطعا بالسيوف إربا إربا.       


فـهذي  قـبلت كفا خضيباً      وشـمت تلك وردا بالخدود

وزيـنبُ قابلت ليلى وقالت      أعيدي النوح يا ليلى أعيدي

عـلى حلو الشباب وبدر تمٍ      شـبيه مـحمد خير الجدود


(مجردات)

يـبني علي يلبيك رجواي      يا من چنت سلوتي ابدنياي

يا  بدر ليلي امضوي اسماي      يا ريع روحي او نور عيناي

يـا  مهجتي او يالبة احشاي      الـمن بـعد يـالولد شكواي


وكأني بعمته زينب (ع):

(نصاري)

اجـت  زيـنب تـصيح الله أكـبر      يـعمه لـيش هـلنومه ابـهل حـر

هـوت فـوگه تـشم خـده او تحبه      او  تـطبگ طبرة الراس او تعصبه

او تـفتح زيگ ثـوبه او تجس گلبه      لگت  دمَّــه مــن افـاده يـفوِّر

يـويلي ولـولت واحـنت ظـهرها      تـخمش  اخـدودها او تنشر شعرها

او تـدگ ابـراسها وتـلطم صدرها      وتنعى ابصوت طر گلب الصخر طر


(أبوذية)

يـبني  اعليك سال الدمع وانصاب      مـو مـاتم مـآتم لـدگ وانصاب

انطبر مثلك علي ما شفت وانصاب      وذر گطّـعوا جـسمك يـا شـفيه

***

شبيهك في الأخلاق والخلق اودعت      مـحاسنه  في كربلا بثرى الغبرى

ذوى غـصنه من بعد ما كان يانعا      وبالرغم  ريح الحتف تقصمه قسرا

فـيا ليل طل حزنا (فليلى) بنوحها      واجـفانها  إن جـنَّها لـيلها سهرا

 ــــــــــــــ

(1) ـ الشهيد علي الأكبر ص143.

(2) ـ الدمعة الساكبة ج4 ص328.

(3) ـ الدمعة الساكبة ج4 ص329.