(المجلس السادس مقتطفات من مصيبة أبي الفضل العباس (ع

القصيدة: للشيخ عبد الحسين الحويزي

بـطلٌ يـهاب الـموت منه مهندا      مـاضي  الـغرار وساعداً مفتولا

أسـدٌ يـشدُّ عـلى الكتيبة مغضبا      ويـرى  لـه شـجر الأسنة غيلا

يـدعو  أنـا العباس أغدوا بالسقا      وأعـيد  طـرف الموت فيه كليلا

لـو  أن عزمته محت زمر العدى      جـمعا لـعدَّ بـه الـكثير قـليلا

إن جـلجلت سوداء قسطلة الوغى      كـانت لـه البيض الصفاح دليلا

ورد  الـشـريعة مـعلما وبـكفه      عـلمٌ  يـلوذ بـه الـهدى تظليلا

وأبـى  يـذوق بـفيه عذبا باردا      ويـبلُّ  مـن حـر الـفؤاد غليلا

وانـصاع  مـذ ملأ السقاء وبأسه      يـردي  رجـالا أقـدمت وخيولا

قلب الصفوف على الصفوف مثلها      نـكصا  ودقَّ على الرعيل رعيلا

ولــه  تـمثلت الـمنايا خـرَّدا      بـالحسن  لـم يـبصر لهنَّ مثيلا

حـسم الـقضاء يـمينه ويـساره      بـمضاء عـضبٍ لم يزل مسلولا

وأمـال  هـامته الـعمود بضربه      غـالت شـبا سيف الهدى مغلولا

قـمـر لـعليا هـاشمٍ أودى بـه      ريـب  الـردى حتما فغاب أفولا

نـادى  أخـاه وقـد أتـاه مبادرا      يـسعى مـخفا فـي خطاه عجولا

لـما رآه هـوى عـليه وظـهره      بـالرزء  مـنحنيا غـدا مخزولا

وبـكى  بـكاء الفاقدات حميها      وبـلوعة  الأشـجان ردَّد قيلا

اليوم  بي شمت العدوُّ وأدركت      مني جموع بني الضلال ذحولا

الـيوم شـمل البغي عزَّ مقامه      وعـليك شمل الدين ظل ذليلا(1)

 

(فائزي)

لـحد ولـوا عـباس ويـن احسين وينه      او طارت ابماضي السيف يسراه او يمينه

وحـسين بـالخيمه ايـتنوع لـلعلم طاح      لـن  يسمع العباس بسمه يهتف او صاح

لاح الـمهر لاچن دگلـي ابـياصفه لاح      ذاك  الـصبور او غـايره بـالهام عينه

دنگ او شـال امن الأرض يمنه عضيده      حـطها  عـلى افـاده او ون ونه شديده

رد شـال يسراه او صرخ صرخه مچيده      اعـضيده او حـال الموت ما بينه وبينه

مـا  اظـن بالعالم وگف محزون يا ناس      وگفـة أبـو الـيمه على مصرع العباس

يـتفكر  الـعامود خـاسف هامة الراس      او بـحر الدمه غطه گمر وجهه او جبينه

يـشوفه او لـن الـعلم يـم عباس ممدود      يـشوفه  او لن ايديه مگطوعه امن الزنود

ايـشوفه  او لـن بعده ابكتفه امعلك الجود      شـافه  او لـن الـهسم مـتعادل ابـعينه

حط  راسه ابحضنه او مسح دمه والتراب      او ظنه أبو فاضل عدو ايذبحه امن الجناب

امـهلني الوداع احسين مهجة داحي الباب      وحـسين حـن لـو للصخر صدع حنينه

لـمن عرف عباس راسه ابحضن الحسين      لـلگاع  رده او مـرغه بـالترب بالحين

انـصاف تگضـي عـلثره امعفر الخدين      واگضي  وانه راسي ابحضنك يبو اسكينه

راد  الـعميد ايـشيل ابـو فاضل للطناب      ايگلـه  وصـل موتي يبن دحاي الابواب

او سـكنه العزيزه گلي شطيها امن اجواب      لـوجت  تـعاتبني او تگلـي الوعد وينه


مقتطفات من مصيبة أبي الفضل العباس (ع)

قال بحر العلوم في مقتله:

وأقبلت إليه سكينة وقالت له أين عمي العباس أراه أبطأ بالماء علينا؟

فقال لها: ان عمك قد قتل فصرخت ونادت: وا عماه وا عباساه وسمعتها العقيلة زينب فصاحت وا عباساه وا ضيعتاه من بعدك فقال الحسين (ع) أي والله وا ضيعتنا وا انقطاع ظهراه بعدك أبا الفضل يعز عليَّ والله فراقك.

 

ومذ رأى ذلك الجسم الصريع رأى      الخطب  الفضيع وأوهى قلبه الألم

رآه مـنجدلا فـي الترب منفصلا      مـا  كـان مـتصلا كـفاه والعلم

والنبل  في جسمه كالشوك مشتبك      ورأسـه بـعمود الـبغي مـنقسم

فـضلَّ يـندبه والـدمع مـنسجم      والـقلب  مـنكلم والظهر منقصم


فاجتمعت النساء حوله وجعلن يبكين والحسين يبكي معهن(2).

وكأني بزينب (ع):

 

(مجردات)

يـعباس  مـاني ابذمتك جيت      يـوم  الـذي اگبـالي تنخيت

وگتلي الضمد عندي او تچنيت      او  عـد هودجي للعلم هزيت

وآنـه ابـمواعيدك اسـترَّيت      مـا  گول مـن اختك تبرَّيت

لـكنك  اعله العلگمي ابگيت؟      مـطروح وآنه ابيسر ضليت؟


نعم من حق زينب (ع) أن تبكي أخاها العباس بكاء شديدا فقد ذكر أحد الأكابر: أنه بلغ من غيرة العباس على أخته زينب بحيث انها إذا مشت كان يمشي خلفها فيمسح آثار أقدامها لئلا يرى أحد تلك الآثار وكان يتفقد زينب كل ليلة فيأتي إلى خيمتها فيسليها لاسيما ليلة عاشوراء.

أقول سيدي أبا الفضل كيف بك لو نظرت إلى أختك زينب وبقية نساءكم وهن على نياق عجف بلا غطاء ولا وطاء، سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن يتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريف حتى نادت والله لقد خزينا من كثرت النظر إلينا.

والأشد من ذلك يا أبا الفضل:

فما زينبٌ ذات الحجال ومجلسا      به اسمع الطاغي عداها خطابها

لها  الله من مسلوبةٍ ثوب عزِّها      كـستها سـياط المارقين ثيابها


ولسان حالها:

(مجردات)

يـعباس تـاه العقل والراي      منك  يخويه انگطع رجواي

طـالت  علينه غيبتك هاي      يمگطعه اچفوفك على الماي

آنـه ابـسبي والحرم وياي      عگبك صفيت ابولية اعداي

بـلواي خويه اشعظم بلواي


(تخميس)

عباس  يوم قتلت لاح ضياعنا      وتهدَّمت يا ابن الوصي قلاعنا

عليك ضجت بالنحيب ربوعنا      الـيوم  آل إلى التفرق جمعنا

الـيوم حلَّ عن البنود نظامها

ــــــــــــــ

(1) ـ ديوان الحويزي ج2 ص175.

(2) ـ مقتل الحسين ص324 بحر العلوم.