المجلس الأول أهل البيت (ع) يدخلون الكوفة

القصيدة: للسيد صالح السيد مهدي بحر العلوم

المولود 1328هـ والمتوفى في العقد الأخير من القرن العشرين

 

أروحـك أم روح الـنبوة تـصعدُ      من الأرض للفردوس والحور سُجَّدُ

ورأسك أم رأس الرسول على القنا      بـآية أهـل الـكهف راح يـردِّد

وصدرك أم مستودع العلم والحجى      لـتحطيمه  جـيشٌ من الغدر يعمد

وشاطرت الأرض السماء بشجوها      فـواحدة  تـبكي وأخـرى تـعدِّد

وقـد نـصب الوحي العزاء ببيته      عـليك  حـدادا والـمعزَّى محمد

يـلوح لـه الـثقلان ثـقلٌ ممزقٌ      بـسهم  وثـقلٌ بـالسيوف مـقدَّد

فـعترته بـالسيف والهسم بعضُها      شـهيدٌ وبـعضٌ بـالفلاة مـشرَّد

فـأيُّ  شهيدٍ أصلت الشمس جسمه      ومـنشهدُها  مـن أصـله مـتولد

وأيُّ ذبـيحٍ داسـت الخيل صدره      وفـرسـانها مـن ذكـر تـتجمَّد

ألـم  تـك تـدري أنَّ روح محمدٍ      كـقـرآنه فـي سـبطه مـتجسِّد

فـلو  عـلمت تلك الخيول كأهلها      بـأن الـذي تـحت السنابك أحمد

لـثارت  عـلى فرسانها وتمردت      عـليهم كـما ثـاروا بها وتمرَّدوا

وأعـظم  ما يشجى الغيور حرائرٌ      تُـضام وحـاميها الـوحيد مـقيَّد

فـمن مـوثقٍ يـشكو التشدُّدَ من يدٍ      ومـوثَـقةٍ تـبكي فـتلطمُها الـيد

كــأنَّ رسـول الله قـال لـقومه      خذوا وتركم من عترتي وتشدَّدوا(1)

 

(نصاري)

مـشينه اعـله الـهزل وامچتفينه      او  خـذونه ابهاليسر غصبا علينه

اويـاكم نـضل لـو يحصل بدينه      لـمـن يـحسين يـلفينه الـمحتَّم

مـشت فوگ الظعن والحرم تنحب      او عليها اسياط شمر او زحر تلعب

حـتـى  الـظعن لـلكوفه تگرّب      لابــن زيــاد الـمبشر تـجدَّم


(أبوذية)

يحادي  العيس بالله العيس ونهن      لمن يگضن خوات احسين ونهن

هذي  الجثث گلي الروس ونهن      لابـن ازيـاد ودوهـن هـديه

 

أهل البيت (ع) يدخلون الكوفة

نقل أبو مخنف عن بعضهم قال: دخلت الكوفة في تلك السنة (أي سنة 61 هجرية) فرأيت الأسواق معطلة والدكاكين مقفلة والناس ما بين باك وضاحك، فرأيت نساء أهل الكوفة وهن مشققات الجيوب ناشرات الشعور لاطمات الخدود فأقبلت إلى شيخ منهم فقلت له: مالي أرى الناس بين باك وضاحك ألكم عيد لست أعرفه؟ قال فأخذ بيدي وعدل بي عن الطريق ثم بكى بكاء عاليا وقال: مالنا عيد ولكن بكاؤهم والله من أجل عسكرين ظافر والآخر مقتلو، فقلت: ومن هما؟ فقال عسكر الحسين مقتول وعسكر ابن زياد ظافر، ثم بكى بكاء عاليا فما استتم كلامه حتى سمعت البوقات تضرب والرايات تخفق وإذا بالعسكر قد دخل الكوفة وسمعت صيحة عظيمة وإذا برأس الحسين (ع) يلوح والنور يسطح منه فخنقتني العبرة لما رأيته ثم أقبلت السبايا وإذا بعلي بن الحسين (ع) على بعير بغير وطاء ولا غطاء وفخذاءه ينضحان دما.

ورأيت جارية على بعير بغير غطاء ولا وطاء فسألت عنها فقيل ليك هذه أم كلثوم وهي تنادي: يا أهل الكوفة (وكانوا يتفرجون على بنات رسول الله) غضوا أبصاركم عنا أما تستحون من الله ورسوله أن تنظروا إلى حرم رسول الله وهن حواسر (2).

 

(نصاري)

اشـمال الـناس تـتفرج علينه      عـمت  عينه اليصد بالعين لينه

يـخسه الگال لـن غايب ولينه      او راسه اعله الرمح لينه ايتفكر

 

وا أسفاه على بنات رسول الله بعد ذلك العز الشامخ والصون والحجاب وإذا بهن سبايا يتفرج عليهن:

 

(فائزي)

مـن گال لـلكوفه العقيله اميسره اتروح      فوگ الجمال الضالعه او بين العده اتنوح

اتـعاين الـروس اخوانها جدامها اتلوح      فـوگ  الـرماح ابديرة الكوفة ادخلوها

 

وكأني بزينب تخاطب حامل الرأس:

(نصاري)

يـشايل راس حـامينه او ولينه      ريـض خـلي اتـودعه اسكينه

لـيش  احسين ساكت عن ونينه      گلـي  تـعب يـو جرحه تخدَّر

يـا  شـيال راسـه لا تـلوحه      او هبط عني بگايا الروس رمحه

أخاف ايفوت ريح الهوه ابجرحه      واصـوابه  عـليه ايگوم يسعر

 

(تخميس) 

يا جميلا كسا الوجود جمالا      وجـهُك الـبدرُ نيِّرٌ يتلالا

فوق  رمحٍ قد استقام ومالا      يـا  هلالا لما استتمَّ كمالا

غـاله خسفه فأبدى غروبا


(1) ـ مجموعة المؤلف المخطوطة

(2) ـ معالي السبطين نقلا عن مقتل أبي مخنف.