المجلس الثالث حالة نساء أهل البيت (ع) في المدينة

القصيدة: للشيخ علي بن حماد البصري

من شعراء القرن التاسع الهجري

 

هـنِّ بالعيد إن أردت سوائي      أيُّ عـيدٍ لـمستباح الـعزاء

إن  في مأتمي عن العيد شغلا      فـاله  عيني وخلني بشجائي

فـإذا  الـناس عيَّدوا بسرور      كـان عـيدي بـزفرةٍ وبكاء

وإذا أدمـنوا الشراب فشُربي      مـن دموعي مموزجةً بدمائي

وقـليلٌ  لـو متُّ هماً ووجدا      لـمصاب الغريب في كربلاء

آه يـا كربلاء كم فيك من كر      ب  لـنفسٍ شـجيبةٍ وبـلاء

أألــذُّ الـحياة بـعد قـتيل      الـطفِّ  ظلما إذاً لقلَّ حيائي

كيف لا تسكُبُ الدموع جفوني      بـعد تـخضيب شيبه بالدماء

تطأ الخيلُ جسمه في ثرى ال      طفِّ وجسمي يلتذُّ لين الوطاء

بـأبي زيـنباً وقد سُبيت بالذُ      ل  مـن خدرها كسبي الإماء

فـإذا  عاينته ملقىً على التر      ب  مـعرّىً مـجدَّلا بالعراء

أقـلب نـحوه فيمنعُها الشمرُ      فـتدعو  في خيفةٍ وخفاء(1)

 

(مجردات)

يـحسين يـا مـهجة الـمختار      اويا ضوه اعيون الوصي الكرار

لـنوحن الـفگدك لـيل وانهار      عـالرمل  نـايم والـرمل حار

والـشمس  ويـلي تـلتهب نار

 

(أبوذية)

مـهر لجل الثواب ابچيت وجره      لچن  نـار ابصميم الگلب وجره

مصاب احسين ابد ما صار وجره      فـرض كل يوم ننصب له عزيه

 

حالة نساء أهل البيت (ع) في المدينة

قال القمي في نفس المهموم: انه لما قتل الحسين بن علي (ع) لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح، ولن لا يشتكين من حر ولا برد، وكان علي بن الحسين (عليهما السلام) يعمل لهن الطعان للمآتم.

وقال أبو عبد الله الصادق (ع): ما اكتحلت هاشمية ولا اختضبت ولا رؤي في دار هاشمي دخان خمس حجج، حتى قتل عبيد الله بن زياد، كل ذلك تفرغا للنوح والبكاء على سيد الشهداء (ع) ولكل واحدة من نساء أهل البيت حكاية مؤلمة.

فسكينة كان شعارها عند دخولها مدينة رسول اللهك يا جداه إليك المشتكى مما جرى علينا، فوالله ما رأيت أقسى من يزيد ولا رأيت كافرا ولا مشركا أجفا وأغلظ منه، فقلد كان يقرع ثغر أبي بمخصرته وهو يقول: كيف رأيت الضرب يا حسين.

أما الرباب زوجة الحسين (ع) فكبت على أبي عبد الله حتى جفت دموعها، فأعلمتها بعض جواريها بأن السويق يسيل الدمعة، فأمرت أن يصنع لها السويق لاستدرار الدموع.

وفي بعض الروايات أمرت برفع سقف البيت مواساة للحسين الذي رأته على وجه الأرض تصهره حرارة الشمس فما عاشت بعد الحسين إلا سنة واحدة، حتى قبل ان رجلا دخل على زين العابدين (ع) فوجد امرأة جالسة في حرارة الشمس فظن انها جارية أو خادمة قد غضب عليها الإمام وعاقبها بهذه الطريقة بأن تجلس تحت أشعة الشمس فلما قضى حاجته عند الإمام زين العابدين (ع) التفت إليه وقال: سيدي لو أذنت لهله الجارية ان تقوم من حرارة الشمس انها محرقة فلو عفوت عنها يا ابن رسول الله فقال له الإمام (ع) ليست هذه جارية هذه الرباب زوجة والدي الحسين آلت ألا تستظل بعد الحسين تحت سقف أبدا وكانت تقول في رثائها للحسين (ع):

 

إن  الذي كان نورا يُستضادُ به      بـكربلاء  قـتيلٌ غيرُ مدفون

سبط  النبيِّ جزاك الله صالحةً      عنّا  وجُنِّبت خُسران الموازين

قد كنت لي جبلا صعبا ألوذ به      وكنت  تصحُبنا بالرحم والدين

من لليتامى ومن للسائلين ومن      يُـغني ويأوي له كلُّ المساكين

والله لا أبتغي صهرا بصهرِكُمُ      حتى اُغيَّبَ بين الوحل والطين

 

وكانت كلما نظرت إلى محراب الحسين ورأته خاليا هاجت أحزانها، حتى بليت وماتت كمدا بعد سنة من شهادة الإمام الحسين (ع) (2).

 

(نصاري)

يمحراب الحسين اشمرت اسنين      تـدوّي  بـالذكر بلسان الحسين

يمحراب الحسين ابكي ابدمع دم      على  المذبوح عاري ابكربلا تم

چنـت  زهر او هذا اليوم مظلم      بـعده  وازهـرت بيه الميادين

ظـلت  بـاكيه وتـصفج بديها      نـهار  او لـيلها تـندب وليها

مـا والله بچت وحـده ابچيـها      ولا صـارت مـثلها بالنساوين

گضّت عمر تبچي اعلى البهاليل      او لو نوَّت شطر هدوه من الليل

من گبل الفجر تگعد على الويل      تـصيح  اهنا يسكنه ما تگعدين

بـس  الـنوم اگعـدي يا يتيمه      اگعـدي مـو حلو نوم الهظيمه

اگعدي  ساعدي گلبي اعله ظيمه      اگعـدي سـاعديني لا تـنامين

 

وكانت تخاطب ابنتها سكينة: يا يتيمة الحسين أين مضى عنك وعني الحسين؟

 

(مجردات)

چا وين عني او عنچ احسين      الچنــه ابـفيه مـستظلين

وسـافه يـبت علة التكوين      بـالذله بـعد احسين تمسين

 

(أبوذية)

خلاني زماني ابظيم بعداك      مو هيّن عليه صعب بعداك

عگب عينك طحن يحسين بعداك      او  سرت بحشاي نار الغاضريه

***

فرى كبدي من حزن آل محمدٍ      ومـن زفـرات مالهنَّ طبيبُ

فمن مبلغٌ عني الحسين رسالةً      وإن كـرهتها أنـفسٌ وقلوب

قـتيلٌ بـلا جرمٍ كأنَّ قميصه      صيغٌ بماء الأرجوان خضيب

تَـزلزلت الـدنيا لآل مـحمدٍ      وكادت  لهم صُمُّ الجبال تزول


(1) ـ المنتخب ص503 للطريحي.

(2) ـ نفس المهموم ص473. مقتل الحسين ص376 للمقرم. حياة الإمام الحسين ج3 للقرشي.