(المجلس الثالث وفاة السيدة رقية بنت الإمام الحسين (ع

القصيدة: للسيد حسين السيد محمد تقي بحر العلوم

ت: 1422هـ

 

طـفلةٌ بـنت أربـعٍ أو ثـلاثٍ      يـشهقُ  العِطرُ من عبيره شذاها

هي  بنت الحسين لم تعرف اليتم      ولـم  تـدر كـيف تـنعى أباها

لـم تـزل تسأل الأرامل والأيتام      عـنـه  ولـم تـحصِّل مـناها

وغـفت  عـينها لـتهجع بلواها      وتـنـسى مـصـابها وأسـاها

رأت  الـوالد الـعطوف بعينيها      فـهبت مـذعورةً مـن رؤاهـا

وانـبرت  تشتكي له الذلَّ واليتم      فـتذوي  الـقلوب مـن شكواها

واستفاقت  من غفوة الضيم تبكي      وتـنـادي ولا يـجـابُ نـداها

فـاستجاشت  عواطفُ الثكل بال      حزن ضجيجا من أرضها وسماها

وتعالى  البكاء واستشرت الآهات      والـتاع فـي الـنفوس جـواها

فـاستفزَّ الـصراخ نـوم يـزيدٍ      وهـو فـي قصره فأبدى انتباها

قـال مـاذا جـرى لعائلة الأسر      ألـم يُـنسها الـكرى شـجواها

قـيل بنت الحسين في حُلُم النوم      رأتــه  فـاشتط مـنها نـهانا

فـأفاقت تـريد شـخص أبـيها      فـهي  لـم تـقتنع بـغير مناها

قــال ذا رأسـه احـملوه إلـيها      فـعسى  تـستعيض عـنه عساها

وتـنـاديه: يـا أبـي أيُّ سـيفٍ      جـذَّ  مـنك الأوداج حـتى براها

يـا أبـي من تراه خضَّب منك ال      شـيب بـالدم مـن تـرى أشقاها

واسـتجاشت  بها العواطف حرّى      يفجر الصخر من شجى نجواها(1)

 

(نصاري)

او طـفله الـنايمه فزت او نادت      أبوي احسين اريده او عيب هادت

ابـوها ويـن يـا مـبعد الرادت      تـشوفه اولا شـفت يومه عساني

جابوا راس أبوها ابطشت يا ويل      گلـبها والـمدامع شـاطره اتهيل

عـن الـراس مـا شالوا المنديل      صـاحت  آه يـا بـويه الجفاني

هـوت  للراس شمت وجه أبوها      اجـوا  لـيها اليتيمه او حرِّكوها

الـروح  امـفارجه مـنها لگوها      صـاحوا  كـل فرد مثلچ عساني

 

(أبوذية)

أنـه  من كربه ابظعني ويهلي      الـيسر  مو قابل السني ويهلي

يبويه اعليك صب دمعي ويهلي      اويه  راسك خل يدفنوني سويه

 

وفاة السيدة رقية بنت الإمام الحسين (ع)

قال في المنتخب: كان للحسين (ع) بنت صغيرة يحبها وتحبه، وقيل كانت تسمى رقية، وكان لها ثلاث سنين وفي مقتل الحسين لبحر العلوم كان عمرها أربع سنين، وكانت مع الأسرى في الشام، وكانت تبكي لفراق أبيها ليلها ونهارها وكانوا يقولون لها هو في السفر، فرأته ليلة في النوم، فلما انتبهت جزعت جزعا شديدا، وقالت: ائتوني بوالدي وقرة عيني، وكلما أراد أهل البيت إسكاتها ازدادت جزعا وبكاء، ولبكائها هاج حزن أهل البيت فأخذوا في البكاء، ولطموا الخدود، وحثوا على رؤوسهم التراب، ونشروا الشعور، وقام الصياح.

فسمع يزيد صيحتهم وبكائهم فقال: ما الخبر؟ قيل له: إن بنت الحسين الصغيرة رأت أباها بنومها فانتبهت وهي تطلبه وتبكي. فلما سمع ذلك قال: ارفعوا إليها رأس أبيها وحطُّوه بين يديها تتسلى به، فأتوا بالرأس في طبق مغطى بمنديل.

 

(مجردات)

جـابوه او شـافتهم امـن ابعيد      او صـاحت هله ابراسك يلعميد

يـهلال  عـزنه ابـليلة الـعيد      لـيش اگطـعت بـينه يصنديد

او عفتنه اويه ناس موش اجاويد

 

فوضعوه بين يديها فرفعت المنديل وضمت الرأس إلى صدرها وهي تقول: يا أبتاه من ذا الذي خضبك بدمائك يا أبتاه من ذا الذي قطع وريديك يا أبتاه من ذا الذي ايتمني على صغر سنى.

 

(مجردات)

يـا  والدي والله هظيمه      اصير من صغري يتيمه

والـنوح  من بعدك لجيمه      أثاري  الأبو يا ناس خيمه

ايفيي على ابناته او حريمه

 

يا أبتاه من ليتيمة حتى تكبر، يا أبتاه من للنساء الحاسرات، من للأرامل المسبيات، يا أبتاه من للعيون الباكيات، يا أبتاه من للضائعات الغريبات، يا أبتاه من لنا بعدك، يا أبتاه من لنا بعدك، يا أبتاه ليتني قبل هذا اليوم عمياء، يا أبتاه ليتني توسدت التراب ولا أرى شيبك مخضباً بالدماء.

 

ثم وضعت فمها على فم الشهيد المظلوم وبكت حتى غشي عليها!!

 

قال الإمام زين العابدين (ع): عمه زينب ارفعي اليتيمة من على رأس والدي فإنها فارقت الحياة.

 

(مجردات)

عـمه يزينب گومي ليها      شـيليها عن راسه وليها

مـاتت الطفله من بچيها      واختي انكسر گلبي عليها

 

فلما حركتها زينب وإذا بها قد ماتت فراتفعت الأصوات وعلا الصراخ.

 

(فائزي)

عـمتها  مـن گامت او شالتها بديها      من راس ابوها او عاينت ويلي عليها

لـنها اليتيمه امغمضه اولا نفس بيها      صاحت  يعمه امصيبتچ زادت ابچانه

گامـن  فرد گومه الحرم كلهن سويه      هـاي  الـتحبها وذيچه اتشمها رقيه

ظلت عليها باللطم للصبح هيه      وينادن امنين الدهر هاذه اللفانه

 

قيل: وأحضر لها أهل البيت مغسلة لتغسلها، فلما جردتها عن ثيابها قالت: لا أغسلها، فقالت لها زينب (ع) ولم لا تغسليها؟ قالت: أخشى أن يكون فيها مرض، فإني أرى أضلاعها زرقا، قالت: والله ليس فيها مرض، ولكن هذا من ضرب سياط أهل الكوفة. قال في معالي السبطين: وكان متنها مجروحا من كثرة الضرب (2).

 

(مجردات)

مـن جـلة الـوالي علينه      يضربونه  او نشگف بدينه

او يشتمون حامينه او ولينه      إتـمنينه  أبو فاضل العينه

ايشاهد اخلافه اشصار بينه

***

لا أضحك الله سنَّ الدهرِ إن ضَحِكَتْ      وآل  أحـمدَ مظلومون قد قُبروا

 

وصلتني مجموعة من الأبوذيات القيمة من الأديب السيد سعيد الصافي دام علاه، بعد الانتهاء من إخراج هذا الكتاب ولأهيمتها أثبتها في هذا المكان:

 

في وداع الحسين (ع) قبر جده رسول الله (ص):

عنه الگبر جده احسين ياجد      يگلـه  بعد مثلك وين ياجد

ضمني للضريح اوياك ياجد      او  خلصني امن الهم العليه

 

عن لسان العليلة فاطمة بنت الحسين (ع):

هلي  دوم الإبه والعز شملهم      وعطر الكرم كل وافد شملهم

شبيدي والوكت شتت شملهم      بعد  جمع المثل جمع الثريه

***

هلي  البيهم ابيوم الضيج ينشاد      عـليهم ضل يحن الگلب ينشاد

كسروا خاطري او ما بعد ينشاد      ولا  بـيهم رجـه ايعودون ليه

***

عليلتكم  بگت تعمت كفنها      عليكم  لا دمع لا ون كفنها

تريد اليحضر ايفصل كفنها      ويوسدها ابتراب الغاضرية

 

عن لسان الأنصار، ليلة العاشر من المحرم:

يبن بيت العليه الوحي ينزال      عنك  يا جدك يحسين ينزال

ابهلفه  ننتظر هل ليل ينزال      او  نسجل ملحمه بالغاضريه

***

الـحرب  يحسين فرحتنه وعدنه      ومـا  نـرجع ولا نخلف وعدنه

نـضحي  ارواحنه دونك وعدنه      رجه انحصل رضه حامي الحميه

 

في ظلامة الحوراء زينب (ع) وشكواها إلى أهلها:

يحادي  كربله دگصد وديهه      زيـنب  بـعد كافلها وديهه

يشوف  امتونهه يگعد وديهه      دمتها اسياط واحبال آل اميه

***

يحادي اضعونه اعله النهر ونهه      زيـنب خـل تجيهم اليوم ونهه

وتصيح اعهود راعي العلم ونهه      لـفت مـن الـسبي للغاضريه

 

وصلني هذا البيت من الأديب صباح أمين النجفي دام عزه، وهو في خصوص حمل الحسين (ع) لكفي أخيه أبي الفضل (ع):


مـشه  أعمه قدرهم بالضحايا      عـثر  بالمجد بالعز بالضحايا

إشيدَورِ احسين طالع بالضحايا      يـدور علشريعه اچفوف أخيه


(1) ـ مقتل الحسين ص297 لمحمد تقي بحر العلوم.

(2) ـ نفس المهموم ص456. معالي السبطين ج2.