(المجلس الثاني لقاء جابر بن عبد الله الأنصاري مع الإمام علي بن الحسن (ع

القصيدة: للشيخ عبد المنعم الفرطوسي النجفي

ت: 1404هـ

 

هـاهنا  مولد العواطف هذا      مـأتم الوجد والأسى والرثاء

هاهنا معرض الشجون سماءً      مـن  شهيق وندبةٍ من بكاء

هاهنا  مصرع القلوب حنينا      يـلتقي في مصارع الشهداء

هـاهنا موكب النبوة ضجَّت      مـنه  نجوى كرائم الزهراء

حين  وافى كيما يُوفّي وداعا      شـهداء الطفوف حقُّ الوفاء

وتـلـقاه جـابـرٌ فـتـلقّا      ه بـحزن فـكان أشجى لقاء

حـين  نودي فيه أجابرٌ هذا      بـلسان  السجاد أشجى نداء

قـال يـا جابر هاهنا قتلونا      واسـتباحوا محرمات الدماء

وبـهذا الـمثوى أبي ذبحوه      وهو ظامي الحشا بغير رواء

واستباحوا الرحال نهبا وسلبا      حين غاروا على خيام النساء

هاهنا  أيتموا الذراري بالقتل      وهـذي  مـصارع الشهداء

لـم  يزل نادبا وجابر يبكي      مـستغيثا بأدمع الخنساء(1)

 

(فائزي)

والله  يجابر لو شفت صاحب الصولات      مـفضوخ  راسه طايح ابجانب المسناة

جوده على اكتافه وهو ظامي الچبد مات      والـطفل يـا جابر ابسهم البين منحور

لـو  شفت شبه المصطفى اللي امدللينه      جـابه ابـويه احسين جسمه امگطعينه

او جـاسم يـجابر ذوب احشانه ابونيه      غـابت ابـطف الغاضريه ذيچ البدور

وامـصيبة احـسين الذي هدت اركاني      بس وگع عن مهره الهظم والضيم جاني

ابـعيني نظرته يحز نحره ابن الزواني      حزوا  كريمه او خيلهم غارت علخدور

او ذيچ الـخيم كـلها يـجابر فرهدوها      او  ذيچ الـحراير والـيتامى روَّعـها

او ذيچ العزيزه اللي نشت بظلال أبوها      عگب الخدر والصون مسبيه على كور

 

لقاء جابر بن عبد الله الأنصاري مع الإمام علي بن الحسن (ع)

قال في تظلم الزهراء عن عطية العوفي قال: خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري زائرا قبر الحسين (ع) فلما وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثم ائتزر بإزار وارتدى بآخر ثم فتح صره فيها سعد (2) فنثرها على بدنه ثم مشى إلى قبر الشريف حافيا لم يخط خطوة إلا ذكر الله حتى إذا دنا من القبر قال: ألمسنيه قال: عطية: فألمسته، فخر على القبر مغشيا عليه فرششت عليه شيئا من الماء فلما أفا قال: يا حسين ثلاثا ثم قال: حبيب لا يجيب حبيبه.

وأنّى لك بالجواب وقد شحطت أوداجك على اثباجك، وفرق بين بدنك ورأسك، فاشهد أنك ابن خاتم النبيين، وابن سيد الوصيين، وابن حليف التقى، وسليل الهدى، وخامس أصحاب الكساء، وابن سيد النقباء، وابن فاطمة سيدة النساء، ومالك لا تكون كذلك، وقد غذتك كف سيد المرسلين، وربيت في حجر المتقين، ورضعت في ثدي الإيمان، وفطمت بالإسلام، فطبت حيا، وطبت ميتا، غير أن قلوب المؤمنين غير طية لفراقك، ولا شاكة في حياتك، فعليك سلام الله ورضوانه، وأشهد أنك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا، ثم أجال ببصره حول القبر وقال: السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلت بفناء قبر الحسين وأناخت برحله.

قال أرباب المقاتل: وبينما جابر وعطية عند القبر وإذا بسواد قد أقبل من ناحية الشام، فالتفت جابر إلى غلامه وقال له: انطلق وانظر ما هو هذا السواد، فإن كان من أصحاب عبيد الله بن زياد لعلنا نلجأ إلى ملجأ، وإن كان هذا سيدي ومولاي زين العابدين فأنت حر لوجه الله.

 

فانطلق الغلام، فما كان أسرع ما رجع إليه وهو يلطم على وجهه وينادي: قم يا جابر واستقبل حرم الله وحرم رسول الله، فهذا سيدي ومولاي علي بن السحين (ع) قد أقبل مع عماته وأخواته، لتجديد العهد بزيارة الحسين.

 

(نصاري)

يـجابر  گوم واتـلگه الظعينه      نهض جابر ينادي او تهل عينه

يشبل احسين أبوك احسين وينه      عليه  اشلون گلبي دارت الگوم

 

فقام جابر ومن معه واستقبلوهم بصراخ وعويل، ولما دنى من الإمام انكب على قديمه يقبلهما ويقول: سيدي عظم الله لك الأجر بأبيك الحسين (ع)، سيدي عظم الله لك الأجر بعمومتك وأخوتك.

 

فقال الإمام: أنت جابر؟ قال: نعم سيدي، أنا جابر، فقال (ع): يا جابر هاهنا قتل أبو عبد الله، يا جابر هاهنا ذبحت أطفال أبي، يا جابر هاهنا والله قتلت رجالنا، وسبيت نساؤنا، وأحرقت خيامنا (3).

 

(نصاري)

يـجابر مـا دريت اشصار بينه      يـجابر  هـالأرض بيها انولينه

يـجابر  وانـذبح بـيها ولـينه      يـجابر ذبـحوا واحد او سبعين

يگلـه والـدمع فـيَّض الوديان      چتل خلصوا عمامي ابهذا المچان

ظـلت بس يتامه او جمع نسوان      او عـندي الـهالفوطم عدل ماتم

يـخابر  فوگ هذا الهظم كله      سـبونه والـيبارينه خـولّه

شبعنه امن الهظم وامن المذله      يـفكنه  ظالم او نوگع ابأظلم

 

(أبوذية)

كسير  او محد الگلبي يجابر      او تدري بالگدر حكمه يجابر

عـن  احسين لا تنشد يجابر      هـاذي  عليته الچانت سبيه

***

بـني  أمـي مـتى كنتم بعادا      عن الشاكي المخوف المستضام

بـني  أمـي لقد سلبوا قناعي      بـني أمـي لقد حرقوا خيامي


(1) ـ ملحمة أهل البيت (ع). وهذه الملحمة تضم بين دفتيها 25 ألف بيت من الشعر الرائق في أغراض شتى.

(2) ـ نوع من الطيب.

(3) ـ تظلم الزهراء (ع). مقتل الشيخ الكعبي.