المجلس الخامس الإمام السجاد يروي كيفية دخولهم إلى الشام

القصيدة: للملا علي الخيري الحلي

ت: 1340هـ

 

وراءك  عـني حـسبي اليوم ما بيا      وكُـفي  مـلامي لا عـليَّ ولا لـيا

أمـن  بـعد يـوم ابن النبيِّ بكربلا      يـجيب  فـؤادي لـلصبابة داعـيا

غـداة  ابـن هـندٍ شـبها نارُ فتنةٍ      بـها  عـاد جمر الوجد للحشر ذاكيا

وقـاد  لـحرب ابـن النبيِّ جحافلا      وأوقـدها حـربا تـشيبب النواصيا

فـهب لـها حامي حمى الدين مفردا      بـأهلي  وبـي افدي الفريد المحاميا

ومـا زال لـلأرواح يـخطف سيفه      إلى أن هوى شلواً على الأرض ثاويا

تُـضـلله  سـمر الـرماح وتـارةً      تـهيل  عـليه الـعاصفات السوافيا

ألا فـي سـبيل الله من رضَّ صدره      عـليه  بـنو حـربٍ تجيل المذاكيا

تـريب  الـمحايا في الصعيد معفرا      ثـلاثا  عـلى وجـه البسيطة عاريا

ومـن  حـوله أشـلاء أبـناء مجده      دوامٍ  بـنـفسي أفـتـديها دوامـيا

وسـارت  بـأطراف الأسـنة والقنا      رؤوسـهم يـجلو سـناها الـدياجيا

ولـلشام قـد سـيقت حـرائر هاشمٍ      وغـير العدا لم تلف في السير حاديا

تـجـوب بـها بـيد الـقفار أمـيةٌ      عـلى هُزَّل في السير تطوي الفيافيا

تـنادي  سـراة الـطالبين قـومها      بصوت يدكُّ الشامخات الرواسيا(1)

 

(مجردات)

لـون اليوم طارش يحصل النه      او يحشم من يصل لنزول اهلنه

مـحمد يـخويه ايـزيد ذلـنه      عـلى  الـهزل الطاغي حملنه

اولا هـاشمي يـبره الـضعنه      بــس الـعليل الـنوح فـنَّه

فـدوه الـولينه نـروح كـلنه      نـسـوان  وبـمحنه امـتحنه

وشــتگدر  الـحرمه يـهلنه

 

(أبوذية)

مـره امـن الـهظم انفر مراحل      او مره اعگد حبل صبري مراحل

مـصابي  ابـكربله اربع مراحل      صـبر  ووداع وافـراگ او أذيه

 

الإمام السجاد يروي كيفية دخولهم إلى الشام

نقل القزويني عن السيد في كتاب الإقبال أنه قال: رأيت في كتاب المصابيح بإسناده إلى جعفر بن محمد (ع) قال: قال لي أبي محمد بن علي (ع) سألت أبي جعفر بن الحسين (ع) عن حمل يزيد له فقال حملني على بعير يضلع بغير وطاء ورأس الحسين (ع) على علم ونسوتنا خلفي على بغال فأكف ـ أي أميل وأشرف على السقوط ـ والفارطة ـ الشرطة وأعوان السلطان ـ خلفنا وحولنا بالرماح، إن دمعت من أحدنا عين، قرع رأسه بالرمح حتى إذا دخلنا دمشق صاح صائح يا أهل الشام هؤلاء سبايا أهل البيت الملعون (2). أقول: إن هذا المنظر المؤلم لم يحتمله سامع فضلاً عن أن يتحمله شاهد عيان. نعك كيف يحتمل رؤية بنات رسول الله سبايا والسياط تتولى على ظهورهن لمجرد بكائهن على قتلاهن وكيف يحتمل رؤية رس الحسين ابن فاطمة وهو محمول على رمح طويل وشيبته مخضوبة بدمائه وكيف يحتمل بقية آل محمد الإمام علي بن الحسين العليل الذي أنهكه المرض وهو مقيد بالسلاسل والجامعه في عنقه والدماء تنزف من جسده لذا روي أن بعض الفضلاء التابعين، لما شاهد رأس الحسين (ع) بالسام أخفى نفسه شهرا من جمع أصحابه فلما وجدوه بعد إذ فقدوه سألوه عن سبب ذلك فقال: ألا ترون ما نزل بنا ثم أنشأ يقول:

 

جاؤوا برأسك يابن بنتِ محمدٍ      مـتـرملا بـدمائه تـرميلا

وكـأنما  بك يابن بنتِ محمدٍ      قـتلوا  جهارا عامدين رسولا

قـتلوك عـطشنا ولما يرقبوا      فـي  قـتلك التأول والتنزيلا

ويُـكّبرون  بـأن قُتلت وإنما      قتلوا  بك التكبير والتهليلا(3)

 

نعم كل  هذا جرى بمسمع ومشهد من مولاتنا أم المصائب زينب الكبرى (ع). يا ساعد الله قلبها.

 

يـحسين  والله اتـمرمرت وانـشده بالي      امـشي يـسيره مـن بعد عزي او دلالي

دهـري يـخويه امن المصايب والنوايب      راوانـي ابـهاي الأرض بـعدك عجايب

جـسمك  نـصب عيني اموزع علترايب      او  راسـك يـخويه لاح ليه ابرمح عالي

او شنهو بعد أصعب وأشد بالدهر من هاي      او شـنهو الـيريد ايصير امر من الجرى

امـشي يـسيره او بالظعينه تحدي اعداي      اويـاي وآنه الذي ما شافت الوادم اخيالي

راحت  يخويه ايام سعدي او عزتي اوياك      والـهظم  شـفته من غفت يحسين عيناك

يا  ريت حاضر يوم حرگت خيمتي اعداك      وتـشوف حال الحرم يا ابن امي او حالي

يـحسين شـشكيلك امـن اهـموم العليله      اتـحـملتها اخـلاف عـينك يـا شـفيه

اشگف  عـن اطـفال الـيضربوها بديه      او  هذا بعض ما صار يبن أمي او جرالي

 

(مجردات)

شوف  الزمان اشلون تالي      يخفض الراس الچان عالي

الله  يــا جـور الـليالي      مـا  تـنحمل فرگة الوالي

لو مشه او خله البيت خالي

***

مـن  مبلغٌ فاطمَ الزهرا وحيدرةً      بـناتُه  بـين أيدي القوم تُنتَهبُ

لهفي لها في ظهور العيس باكيةً      والدمعُ من عينها كالغيثِ ينسكب


(1) ـ البابليات ج4 ص65.

(2) ـ تظلم الزهراء ص311.

(3) ـ تظلم الزهراء ص314.