المجلس الخامس السيدة أم البنين (رض) تخرج إلى البقيع

القصيدة: للشيخ محمد علي اليعقوبي

ت: 1387هـ

 

بـكيتُ عـلى ربـعكم قاحلا      فـأخصب  من أدمعي ممرعا

فـلا  الـنومُ خالط لي ناظرا      ولا  اللومُ قد خاض لي مسمعا

جزعتُ ولولا الذي قد أصاب      بني الوحي ما كدت أن أجزعا

بـيوم  بـه ضاع عهدُ النبيِّ      وخـانت أمـية مـا استودعا

غداة أبو الفضل لفَّ الصفوف      وفـلّ الـضبا والقنا المشرعا

رعـى بـالوفاء عهود الاخاء      رعـى الله ذمـة موفٍ رعى

وحول الشريعة تحمي الفرات      جموعٌ  قضى البغي أن تجمعا

فـجنَّب ورد الـمعين الـذي      بـه  غُـلةُ الـسبط لن تُنقعا

وآب  ولـم يـرو من جزعةٍ      وجـرَّعهُ  الـحتف ما جُرِّعا

فـخرَّ عـلى ضـفة العلقميِّ      صـريعا فـأعظم به مصرعا

قـطيع الـيمين عفير الجبين      تـشقُّ  الـنصال له مضجعا

وإن أنـس لا أنسى أم البنين      وقـد  فـقدت ولـدها أجمعا

تـنوح  عـليهم بوادي البقيع      فيّذري  (الطريدُ)(1) لها أدمُعا

ولـم تَسْلُ من فقدت واحداً      فما حالُ من فقدت أربعا(2)

 

(أبوذية)

هـاي أم أربعه گومن لبنها      البچت لحسين ما ونَّت لبنها

الگالـت يحرم اعليكم لبنها      عدل يبگه وله كلكم ضحيه

 

(أبوذية)

تـون  أم البنين ابحزن ونها      على الراحوا فده لحسين ونها

الزلم ذيچ الترج الأرض ونها      التخلص  اعيالكم من هلرزيه

 

(تخميس)

يا مصاباً زلزل السبع العلى      ولـه الـكون بحزن اعولا

ونـجيع الـدمع نادى قائلا      كـربلا  لا زلت كربا وبلا

ما لقي عندك آل المصطفى

 

السيدة أم البنين (رض) تخرج إلى البقيع

قال في ثمرات الأعواد: وأما أم البنين أم العباس فإنها كانت ترثي الحسين (ع) وترثي أولادها وتندبهم بأشجى ندبة، وكانت تخرج إلى البقيع كل يوم، فيجتمع الناس لسماع رثائها فيبكون لشجى ندبها. ومن رثائها:

 

لا تـدعونّي ويـك أمَّ الـبنين      تُـذكروني  بـليوثِ الـعرين

كـانت بـنونٌ لي اُعدعى بهم      والـيومَ أصبحت ولا من بنين

أربـعةٌ  مـثلُ نـسور الرُبى      قد واصلوا الموتَ بقطع الوتين

يا ليت شعري أكما أخبروا      بأنَّ عباساً قطيعُ اليمين(3)

 

كانت أم البنين تصنع من التراب قبورا خمسة أربعة لأولادها والخامس لأبي عبد الله الحسين (ع) ثم تبكي عند كل قبر بعض الوقت وتساوي القبر مع الأرض وتقول هذا فداء للحسين إلى أن تأتي على القبور الأربعة وتبقي القبر الذي صنعته للحسين (ع) فتفرغ عليه دموعها (4).

 

(مجردات)

يـا لـواها اعليمن تنوحين      اتگول البچه والنوح لحسين

احـنه  امـهات اولاد حيين      او عن نوح ابنها فاطمه وين

الـهه  العزه واحنه المعزين      أنـا  الـفاجده اثنين واثنين

محاريب خمسه أمد كل حين      عـليهن  ارش ابدمعة العين

مـنها  أربعه امحي بالايدين      والـخامس امـخليه لحسين

 

وفي النص الجلي: فتندب أولادها الآساد الأربعة أشجى ندبة وتبكيهم أوجع بكاء وأحزنه وكانت ندبتها تؤثر في قلوب القساة التي هي بالجلاميد الصمَّاء أشبه وقد كان مروان بن الحكم إذا سمع ندبتها لا يملك نفسه حتى يستعبر ولا يستطيع المكاتمه دون أن يغلبه البكاء انبجذابا بتلك الرنة المحزنة والحنة الشجية. ولقد كانت تخرج إلى البقيع حاملة ولد العباس عبيد الله ترثي أولادها الأربعة فيجتمع الناس لسماع رثائها فيبكون (5)

 

 أمَّ  الـبنين ورزءُ قـلبك مدمعٌ      بـعيون شـيعة أحـمدٍ مسجومُ

مـا هز قلبك أن ثلاثة قد قضوا      في الحرب قتلا والمصاب جسيمُ

أو أن عـبـاسا يـهشِّمُ رأسـهُ      عـمدٌ مـن الـغدر اللئيم مشوم

لـكنما  أدمـى فـؤادك إذ نعى      نـاعي الوغى أن الحسين خذيم

هـذا  وفـاؤك لـلبتول ونجلها      نـعم  الوفاء ونعمت التكريم(6)

 

(أبوذية)

عـلى الأولاد زيدي النوح يمهم      ابفرد ساعه الدهر بالطبگ يمهم

احـب اگصد وجاور كون يمهم      اجـاورهم  لـما اتجيني المنيه

 

(تخميس)

لهفي لثكلي واصلت بالحنين      أيـامها يا صاح حينا فحين

تندب  والأحجار شجواً تلين      لا  تـدعوني ويكِ أمَّ ابنين

تـذكريني  بـليوث العرين

 

(تخميس)

لـن أكـتفي بـالنعي أن أندبا      نـورا  بوادي الطفِّ عني خبا

لمن  مضوا عند اشتباك الضبا      أربـعةٌ  مـثلُ نـسورِ الرُبى

قد واصلوا الموت بقطع الوتين


(1) ـ هو مروان بن الحكم، قيل كان يبكي إذا سمعها تندب الحسين وبنيها في البقيع.

(2) ـ الذخائر ص56/57.

(3) ـ ثمرات الأعواد ج2 ص68.

(4) ـ ميراث المنبر ص223 محمد سعيد المنصوري.

(5) ـ النص الجلي ص74/75 محمد علي الناصري البحراني.

(6) ـ الأبيات من قصيدة ناهضة لصديقنا الشاب الشاعر أحمد الحلي دام علاه.