(المجلس الخامس عودة أهل البيت (ع) إلى المدينة ودخول الإمام السجاد (ع) إلى بيت الحسين (ع

القصيدة: للشيخ عبد الله بن داود الدرمكي

توفي حدود سنة 900هـ

 

خـلِّ الـحزين بـهمِّه وبـلائه      وبـوجـوده  وحـنينه وبـكائه

لا تـعذل الـحمزون تجرح قلبه      فـالبين  أورى النار في أحشائه

لو نال رضوى بعض من قد نلته      هـدَّ الـبلاء لـصخره وصفائه

والله  مـا أجرى الدما من مقتلي      إلا الـحـسين مـغسَّلا بـدمائه

أبـكي لـه أم لـليتامى حـوله      أم  لـلـجود أنـوح أم لـنسائه

أم  أسـكب الدمع المصون لفتيةٍ      عـافوا  الـحياة وطـيبها لفدائه

يـا عينُ سُحِّي للغريب واسكبي      وتـعوَّدي سـهر الـدجى لنعائه

لـهفي  لـه والشمر يقطع رأسه      وخـيولُهم  تجري على أعضائه

والـمهر يـندبه ويـلثم نـحره      ويـقول عاري السرج في بيدائه

قُـتل  الـحسين وهُتّكت نسوانُه      وغـدا يباح المحتمى بحمائه(1)

 

(فائزي)

يـطيور وادي كـربله روحـي الـمدينه      او خبري النبي المبعوث والزهره الحزينه

مـدري دره لـو مـا دره ابذبحة ولينه      مـعلوم لـنَّه مـنذبح فـي الـغاضريه

او روحـي إلـى مسموم جعده ي بقيعه      او خبرته عن حال الذي ابجنب الشريعه

ويـلي  على اللي ابمهجته فادي رضيعه      واحـسرتي رضـت اعضامه الأعوجيه

او مُـرِّي عـلى محمد واعطيه الاشاره      او  گولـي خـواتك في يد الأعدا يساره

او عباس اخوك امگطعه ايمينه او يساره      ابـجنب الـشريعه جـثته ظـلت رميه

او مري على اللي بالنجف مدفون جسمه      او گولـي عزيزك ذبح واتخضب ابدمه

وان سـايلك گولـي العزيزه اتنوح يمه      مـن  غير والي اصبحت في الغاضريه

 

(أبوذية)

مـا تدري يبويه الشمر بي سار      العقيله آنه واروحن حيف بيسار

گمت  اصفج يميني حيل بيسار      مـا  تـلحگ يـبويه الهلرزيه

 

عودة أهل البيت (ع) إلى المدينة ودخول الإمام السجاد (ع) إلى بيت الحسين (ع)

روى المؤرخون أن الإمام السجاد (ع) لما قدم المدينة تلقاه عمه محمد ابن الحنفية وصار يسأله عن أخيه الحسين وما جرى عليه وعلى عياله فجعل الإمام (ع) يقص عليه القصة وعيناه كأنهما الميزاب وبيده خرقة يمسح بها دموعه فلم يزل يخبره حتى لم يبق له قوة أبدا.

 

(مجردات)

مـحمد  يعمي جيتك ايتيم      او مامس معي غي الحريم

 

قال الراوي: فما كان ساعة إلا وقد أتت نساء أهل المدينة فتلقتهن نساء الحسين (ع) بلطم يكاد الصخر يتصدع له ثم دخلوا فلما دخل الإمام (ع) إلى دار الرسول (ص) وجدها مقفرة خالية من سكانها موحشة العرصات لفقد الأئمة الهداة، جعل يبكي وزاد حزنه:

 

وقـفت عـلى دار الـنبيِّ محمدٍ      فـألفيتُها قـد اقـفرت عرصاتُها

وأمـست خـلاءً من تلاوة قارئٍ      وعُـطل مـنها صومُها وصلاتها

فعيني لقتل السبط عبرى ولوعتي      لـفقدهم مـا تـنقضي زفـراتها

 

هكذا هو حال الإمام زين العابدين (ع)، أما حال زينب (ع) كأني بها لما نظرت إلى دار الحسين خالية:

 

(مجردات)

اشـلون  اطـب الدار يحسين      او دارك اشـوفنها ابـيا عين

اشيفيد دمعي او صفگ الايدين      سطرني الدهر سطره ابسبعين

ابـفگدك يـسور الـهاشميين      مـا  چنـه يبن امي امحسبين

تـتـفرج اعـلينه الـدواوين

 

ثم خرجت أم سلمة ـ زوجة رسول الله (ص) ـ من الحجرة الطاهرة وفي إحدى يديها القارورة وقد صارت التربة فيها دما وقد أخذت بالأخرى يد فاطمة العليلة بنت الحسين (ع) فلما رأى أهل البيت أم المؤمنين والتربة المنقلبة بالدم ضاعف بكاؤهم (2).

 

لا تـلمني إن قـلت للعين سُحِّي      بـدموع  عـلى الحسين وجودي

كلُّ من في الوجود يبكي على مَن      جــدُّه كــان عـلةً لـلوجود

 

(مجردات)

سبط النبي او كبد الزكيه      تالي اتدوسه اخيول اميه

وابـلا  دفن بالغاضريه      خـلوه  عزيز امه رميه

وابـقتله فرحت آل أميه

***

قتيلٌ بكت حزنا عليه سماؤُها      وصُـبَ لها دمعٌ عليه همول


(1) ـ المنتخب ص230.

(2) ـ البحار ص45 ص165/166.